خطبة عيد الأضحى المبارك من المسجد النبوي الشريف 1444هـ (من مقاصد العيد في الإسلام)

حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ

2023-07-01 - 1444/12/13
التصنيفات: الأضحى
عناصر الخطبة
1/المعنى الحقيقي للعيد في الإسلام 2/بعض مقاصد العيد 3/من أحكام وآداب الأضحية

اقتباس

العيدُ مَدرَسةٌ للتربية على سخاء النفس، وسلامة الصدر، وصفاء السريرة، وعلى العفو والتسامح والصفح، فتخلَّقُوا بهذه الأخلاق الحسنة والصفات الجميلة...

الخطبة الأولى:

 

الله أكبر الله أكبر الله الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

 

الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله والله أكبر، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الجليل الأكبر، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، أفضل من تعبد الله وكبر، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ عليه وعلى آله وأصحابه الذين ساروا على السنة والأثر.

 

أما بعدُ: فاتقوا الله -عباد الله-، فمن اتقاه فاز الفوز الأكبر.

 

عبادَ اللهِ: عيدُكم مباركٌ، جعَل اللهُ أيامَنا سرورًا وفرحًا وحُبُورًا.

 

العيد في الإسلام ترويح للقلوب، وإسعاد للنفوس، فيا أيها المسلمُ: حُقَّ لكَ أن تفرحَ بما منَّ اللهُ عليكَ من لذة الطاعة، وأسبَغ عليكَ من نعمة الهداية؛ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يُونُسَ: 58].

 

فيا أُمَّةَ الإسلامِ: أَدخِلوا على أنفسكم في أعياد الإسلام البهجةَ والسرورَ، والسعادةَ والحبورَ، وهكذا كل يوم لا يَعصي اللهَ فيه المسلمُ فهو بهذه المثابة.

 

من مقاصد العيد تقارُب القلوب ونشر المحبة والمودة بين أبناء الإسلام، فتبادلوا السلام والتهاني، وابذلوا لهم الدعاء والتهاني، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "ما مِنْ مسلمينِ يلتقيانِ فيتصافحانِ إلا غُفر لهما قبلَ أن يتفرَّقَا"، وله شواهدُ يكون بها حسنًا.

 

انشروا في كل لحظة وحين لبعضكم البشاشةَ والطلاقةَ والرحابةَ، وأظهِروا لأنفسكم الابتسامةَ والوضاءةَ، وتعارَفُوا بكل معنًى جميلً، وكل فعلٍ نبيلٍ، ففي صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تَلقَى أخاكَ بوجهٍ طَلقٍ".

 

العيدُ مَدرَسةٌ للتربية على سخاء النفس، وسلامة الصدر، وصفاء السريرة، وعلى العفو والتسامح والصفح، فتخلَّقُوا بهذه الأخلاق الحسنة والصفات الجميلة.

 

معاشرَ المسلمينَ: إن يومكم هذا يوم شريف، روى الإمام أحمد بسند صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "أعظمُ الأيامِ عندَ اللهِ يومُ النحرِ"؛ فيوم العيد وأيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله -جل وعلا-، فاحمدوا الله على نعمه المترادفة، واشكروه على نعمه المتكاثرة، بالتزام المفروضات والبُعْد عن القبائح والمنهيات، والتقرب بأنواع الطاعات.

 

عبادَ اللهِ: اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبحوه بكرةً وأصيلًا.

 

الله أكبر الله أكبر الله الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ عليه.

 

في وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته، يقول -عليه الصلاة والسلام- في حجة الوداع: "أَلَا ‌وَإِنِّي ‌قَدْ ‌تَرَكْتُ ‌فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا، كِتَابَ اللَّهِ"، فتمسَّكوا بهذا العهد الذي يكفل السعادة والحياة الطيبة والعيشة الرضية في الدارين.

 

فيا أُمَّةَ الإسلامِ: اسمعوا لهذه الوصية، وخذوها بجد وقوة وهمة وعزيمة، تنالوا العز والرفعة، وتنقشع عنكم أسباب الذلة والعناء والهوان والشقاء؛ سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.

 

إنَّ المقصدَ الأسمى من مشروعية تعظيم الأضاحي تعظيم الخالق لله -جل وعلا-، وتحقيق التوحيد له -عز شأنه-، يقول سبحانه: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ)[الْحَجِّ: 37]، ومَنْ كان مقتدِرًا فالأضحية عنه وعن أهل بيته متأكدة جِدًّا، وليست بواجبة عند عامَّة أهل العلم من الصحابة ومَنْ بعدَهم.

 

والأضحية الواحدة تُجزِئ عن الرجل وأهل بيته من الأحياء والأموات، ويجب أن تكون الأضحية سليمة من العيوب التي ورَد النصُّ بها، وما هو مثلها من كل ما يؤثِّر على بدن الأضحية وسلامة لحمها، ويجب كذلك أن يتفطن المسلم لسن الأضحية المعتَبَر في الإسلام، وهو في الإبل ما تم له خمس سنين، وفي البقر سنتان، وفي الماعز سنة، وفي الضأن نصفها، ويستحب الأكل منها، ويتصدق من لحمها ويهدي، والله لا يضيع أجر المحسنين، ويستحب أن يذبحها بنفسه إن كان يحسن ذلك، وإلا شهد ذبحها مكبرا لله -جل وعلا-، شاكرًا له على نعمه، ومدة الذبح هذا اليوم وثلاثة بعده.

 

 الله أكبر الله أكبر الله الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

 

اللهم صلِّ على نبيِّنا محمدٍ عددَ ما ذكَرَه الذاكرون، وعدَد ما لبَّى الملبُّون، اللهم اجعل أيامنا سرورًا وحبورًا، اللهم وأَعِدْ علينا هذا العيد أعوامًا عديدةً، ونحن في أمن وأمان، وطاعة وإحسان، اللهم فرِّج همومَ المسلمينَ، واجعل أيامَهم عامرةً بالخير والهُدَى والتُّقَى، وجُدْ عليهم بالأمن والصلاح والفَلَاح، اللهم احفظ حُجَّاجَ بيتكَ ورُدَّهم سالمينَ غانمينَ، اللهم احفظ خادمَ الحرمينِ الشريفينِ ووليَّ عهدِه وبارِكْ في أعمالهما وارزقهما الصحة والعافية والتوفيق والسداد، اللهم واجزِ خادمِ الحرمينِ وولي عهده وجميع أفراد حكومته خير الجزاء على ما يقدمونه للحجاج والمعتمرين من جهود خيرة، اللهم احفظ هذه البلاد وسائرَ بلاد المسلمين، يا حي يا قيوم.

 

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاة والسلام على النبي الكريم.

 

 

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life