عناصر الخطبة
1/ احتباس المطر نوع من الابتلاء والاختبار للعباد 2/ معنى التقوى 3/ مشروعية التوبة والاستغفار لإنزال المطراهداف الخطبة
اقتباس
واحتباس المطر -عباد الله- وعدم نزوله هو نوع من البلاء، والله -جل وعلا- يبتلي عباده بأنواع البلاء ليعودوا إليه وليقبلوا عليه وليتوبوا توبة صادقة إلى الرب العظيم والخالق الجليل -تبارك وتعالى-، وما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة...
الحمد لله التواب الحليم الغفور الرحيم الشكور الكريم، أحمده -جل وعلا- وأشكره وأثني عليه الخيرَ كلَّه لا أحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه، أحمده -جلَّ وعلا- حمد الشاكرين، وأثني عليه ثناء الذاكرين، أحمده -جل وعلا- على عطاياه العظام، وعلى نعمه التي لا تعد ولا تحصى، أحمده -جل وعلا- على كل نعمة أنعم بها علينا في قديم أو حديث، أو سر أو علانية، أو خاصة أو عامة، أحمده -جل وعلا- وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
معاشرَ المؤمنين: اتقوا الله تعالى واعلموا أن تقوى الله -جلَّ وعلا- أساس السعادة وسبيل الفلاح والفوز في الدنيا والآخرة، وتقوى الله -جل وعلا- هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله، ثم اعلموا -رعاكم الله- أن احتباس الأمطار وقلة نزولها له أثر بالغ على الناس بمصالحهم وعموم حاجاتهم، وفيه أثر بالغ على الماشية والزروع ونحو ذلك؛ لأن الماء أساس في حياة هذه الأشياء، وقد قال الله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) [الأنبياء: 30].
واحتباسه -عباد الله- وعدم نزوله هو نوع من البلاء، والله -جل وعلا- يبتلي عباده بأنواع البلاء ليعودوا إليه وليقبلوا عليه وليتوبوا توبة صادقة إلى الرب العظيم والخالق الجليل -تبارك وتعالى-، وما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة، وما أكثر الذنوبَ -عباد الله- وما أشد تنوعها في هذا الزمان، وما أعظم انتشارها، والتوبة قليلة والاستغفار قليل، والإنابة إلى الله -جل وعلا- قليلة، مع أن التوبة -عباد الله- فريضة من فرائض الإسلام وواجب من واجبات الدين لا يجوز تأخيرها، بل يجب المبادرة إليها، ومن أخَّر التوبة فإن عليه أن يتوب من الذنب وأن يتوب توبة أخرى من تأخير التوبة؛ لأن تأخير التوبة ذنب آخر.
فالواجب -عبادَ الله- أن نبادر إلى الله -جلَّ وعلا- تائبين إليه مقبلين عليه مستغفرين من الذنوب، ولنعلم -عباد الله- أن الله -جل وعلا- يعفو عن عباده الذنوب ويغفر السيئات وهو القائل -جلَّ وعلا-: (قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].
والتوبةُ -عبادَ الله- أثرها على العبد في حياته عظيمةٌ ومنافعها كريمةٌ، بل آثارها المباركةُ وجناها اللذيذ لا يعد ولا يحصى في الدنيا والآخرة، وكذلك الاستغفار: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) [نوح: 10 – 12]، وهذه -عباد الله- ثمار وآثار للاستغفار في الدنيا، وأما في الآخرة فما أعظم أثرَه وما أجلَّ فائدتَه وقد قال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: "طوبى لمن وجد في صحيفته يوم القيامة استغفارًا كثيرًا".
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، اللهم اغفر لنا ذنبنا كله، دقه وجله أوله وآخره، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر ذنوب المذنبين من المسلمين وتب على التائبين، اللهم واغفر لنا أجمعين، اللهم إنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
اللهم اغفر لنا، اللهم اغفر لنا، اللهم اغفر لنا يا غفور يا رحيم، اللهم إنا نستغفر إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا لا تنقصنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم إنا نسألك غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا سحًّا طبقًا، نافعًا غيرَ ضارٍّ، عاجلاً غير آجل، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان، وديارنا بالمطر اللهم، رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين.
عباد الله: واقتدوا بنبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم- بقلب الرداء تفاؤلاً بتغير الأحوال، ونسأل الله -جل وعلا- أن يتقبل دعاءنا، وأن يحقق رجاءنا، وأن يقيل عثرتنا وأن لا يردنا خائبين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التعليقات