عناصر الخطبة
1/خصائص الدعاء وفضائله 2/ثمرات وفوائد الدعاء 3/قصص في استجابة الدعاءاقتباس
للدعاء فضائل وخصائص كثيرة؛ منها: أن الله -تعالى- أثنى به على أنبيائه، فقال -عز من قائل-: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا)[الأنبياء: 90]، وبيَّن -تعالى- أن الدعاء سنة الأنبياء ودأب الصالحين والأولياء، فقال -سبحانه-: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)[الإسراء: 57]...
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102] (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب: 70-71]، أما بعد:
يسعد المرء في الدنيا إن كان له اتصال بوزير أو بمسئول؛ ذلك أنه يلجأ إليه في مصالحه فيحاول قضاءها له باتصالاته ومعارفه وربما بأمره المباشر لمرؤوسيه! وكل مسئول يتوسط لأقربائه أو لمعارفه عند من هو أعلى منه رتبة أو منصبًا، وكل ذلك في بيان حال المخلوقين في سعيهم؛ لقضاء حوائجهم، الرؤساء منهم والمرؤوسين.
أما حاجة الإنسان إلى ربه سبحانه؛ فإنها لا تحتاج إلى وسيط، وإنما الحاجة تكون في صدق الصلة بالله تعالى مباشرة، دون الحاجة إلى أحد من الخلق.
فالسعيد من له بالله اتصال صادق؛ يسأله فيجيبه، ويطلب منه فيعطيه، ويستغفره فيغفره له، ويستنجد به فينجده، ويستعين به فيعينه، ويسترزقه فيرزقه، ويستخيره فيهديه... ولا عجب ولا غرابة فإنه -تعالى-: (أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)[ق: 16]، وقد أمر الله -عز وجل- رسوله -صلى الله عليه وسلم- أن يعلن للعباد أنه قريب ممن دعاه، قائلًا: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)[البقرة: 186].
عباد الله: وإن للدعاء فضائل وخصائص كثيرة، ومنها:
أن الله -تعالى- أثنى به على أنبيائه، فقال -عز من قائل-: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا)[الأنبياء: 90]، وبيَّن -تعالى- أن الدعاء سنة الأنبياء ودأب الصالحين والأولياء، فقال -سبحانه-: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)[الإسراء: 57].
حتى الملائكة الأبرار فإنها لا تمل من الدعاء، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)[غافر: 7].
والدعاء سبب النجاة من النار؛ فقد قصَّ علينا القرآن قول أهل الجنة: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)[الطور: 27-28]، هذا في الآخرة، وفي الدنيا كذلك فإن الدعاء يمنع نزول العذاب، قال -تعالى-: (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الأنفال:33]، وما الاستغفار إلا دعاء بالمغفرة.
ومن كرامة الدعاء على الله: أنه -تعالى- أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يلازم أهل الدعاء قائلًا: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)[الكهف:28].
ومن فضائل الدعاء: أنه أعظم العبادات؛ فعن النعمان بن بشير قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "الدعاء هو العبادة" ثم قرأ: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[غافر: 60] (رواه الترمذي)؛ فسمى القرآن الدعاء عبادة كما سماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وإنما كان "الدعاء هو العبادة"؛ لأنه مشتمل على ذكر الله -تعالى- بأسمائه وصفاته، وعلى التضرع إليه، والابتهال له، والسؤال منه، وأن من آدابه الوضوء وتقديم عمل صالح وغير ذلك من الآداب وكلها عبادات؛ فالدعاء بذلك هو من جوامع العبادات، بل هو أعظمها. (انظر: شرح سنن أبي داود للعيني).
ومن فضائل الدعاء: أن الله -عز وجل- طلبه من عباده مرارًا، ورتب غضبه على تركه؛ فعن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من لم يسأل الله غضب الله عليه"(الأدب المفرد للبخاري)، وعند ابن ماجه: "من لم يدع الله -سبحانه-، غضب عليه"، بل رتب -عز وجل- على تركه استكبارًا: العذاب -والعياذ بالله- كما في الآية السابقة: (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)[غافر: 60].
ولذلك كله كان الدعاء أكرم العبادات عند الله؛ فعن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس شيء أكرم على الله -سبحانه- من الدعاء"(ابن ماجه).
ومن فضائل الدعاء: أنه يمنع البلاء أو يخففه؛ فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل"(رواه الحاكم)، وعن سلمان أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يرد القضاء إلا الدعاء"(رواه الترمذي)، والدعاء -إذن- يبعد الشقاء؛ فقد قال الله -تعالى- على لسان زكريا -عليه السلام-: (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا)[مريم: 4]، وعلى لسان إبراهيم الخليل: (وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا)[مريم:48]، وعسى هذه لليقين لا للشك.
أيها المسلمون: إن العبد إذا داوم على دعاء مولاه -عز وجل- نالته البركات حيث اتصل برب الأرض والسموات، وإنا لا نستطيع حصر تلك البركات والثمرات، وإنما نقدم منها هذه النماذج:
حسن الصلة بالله: إذا هجر الرجل أرحامه في الدنيا فلم يكلمهم ولم يزرهم ولم يتصل بهم وقع بينهم الجفاء والانقطاع؛ فإن زارهم وكلمهم حصل بينهم الود والوئام... ولله المثل الأعلى؛ فإن العبد إذا أدمن الطلب من ربه متذللًا متخشعًا متقربًا أثمر ذلك ودًا بين العبد وربه، والداعون -إن شاء الله- داخلون في من قال الله فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا)[مريم:96].
ومنها: التواضع ونفي الكبر؛ فالدعاء أن تطلب من الله كل حوائجك صغيرها وكبيرها، وأن تلقي إليه همومك وأحزانك ليزيلها، وأن تصارحه -سبحانه- بآمالك وأحلامك وأمنياتك ليحققها... ولا يصلح ذلك إلا في انكسار وتذلل وخضوع ومسكنة لله -عز وجل-؛ فينتفي الكبر ويحل محله التواضع للقريب المجيب -سبحانه وتعالى-.
ومنها: طمأنينة القلب وراحة البال، وهل يقلق أو يضطرب من يركن إلى القوي المتين الذي لا يستطيع أحد أن يؤذي من حماه: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ)[يونس: 107]، وهل يشكو الحرمان من يتصل بالغني الكريم الذي بيده خزائن السماوات والأرض؟! وكيف لا يطمئن من هو على صلة بالكافي الشافي النافع الضار... بل إنه الأمان كله والطمأنينة جميعها.
ومنها: قضاء الحوائج، قالوا: "مدمن قرع الباب يوشك أن يُفتح له"، وإنك إن سألت عبدًا أن يعطيك فقد يبخل بالعطاء، وإن لم يبخل فقد يعجز أن يعطيك، وإن أعطاك فقد يمنُّ عليك بعطائه، وإن لم يمن فعطاؤه منقطع لا محالة! أما من سأل الله حوائجه فهو ينالها عاجلًا أو آجلًا فالله لا يبخل ولا يعجز ولا ينفذ ما عنده، ولا يضيع عنده الدعاء؛ فعن أبي سعيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذا نكثر، قال: "الله أكثر"(أحمد).
ومنها: التعفف عما في أيدي الخلق، وهل يتطلع إلى مخلوق من استغنى بالخالق -عز وجل-؛ فإذا اتصل العبد في الدعاء بربه علم وأدرك أنه -سبحانه- الفعال لما يريد، وأن غيره عاجز قليل شحيح محتاج فقير؛ فتراه قد عف عما في أيدي الفقراء العاجزين، وابتغى ما عند الغني الكريم -جل وعلا-.
ومنها: الحصول على لذة المناجاة؛ فإن للدعاء لذة لو علمها العباد ما تركوه أبدًا، كما لا يتركه أهل الجنة غدًا: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[يونس:10]؛ فلا تكاليف في الجنة، وما دعاؤهم هذا إلا تلذذًا وتمتعًا وتنعمًا بالصلة به -سبحانه-.
ومنها: السلامة من العجز؛ فالعجز شين كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستعيذ منه، والداعي لربه سالم من ذلك الشين؛ فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "وأعجز الناس من عجز عن الدعاء"(ابن حبان)، والمعنى أن من يدعو الله ليس بعاجز أبدًا. اللهم اجعلنا جميعا ممن يدعونك رغبا ورهبا.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
أيها المؤمنون: سعدت نفوس اتصلت بربها فدعته وتضرعت إليه حتى نالها من جوده وغوثه وعطائه ما لم يكن في حسبانها، وأقصَّ على مسامعكم الآن بعضًا من عجائبهم:
فهذا رجل نهشته حية فشُلَّ جسده كله، ثم عمي وخرس، ومضى عليه عام كامل، لم يبق له جارحة سليمة إلا سمعه، فسمع زوجته ذات ليلة وهي تقول عنه لإحدى جاراتها: "لا هو حي فيُرجى، ولا ميت فيسلى"، فآلم ذلك قلبه وبكى وضجَّ بالدعاء لربه؛ فما أصبح إلا صحيحًا معافى من كل ضر! (انظر: التوابين ابن قدامة).
وعن سعد بن أبي وقاص أن عبد الله بن جحش قال يوم أحد: "ألا تأتي ندعو الله"، فخلوا في ناحية، فدعا سعد فقال: "يا رب إذا لقينا القوم غدًا، فلقني رجلًا شديدًا بأسه شديدًا حرده، فأقاتله فيك ويقاتلني، ثم ارزقني عليه الظفر حتى أقتله وآخذ سلبه"، فقام عبد الله بن جحش ثم قال: "اللهم ارزقني غدًا رجلًا شديدًا حرده، شديدًا بأسه، أقاتله فيك ويقاتلني، ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني، فإذا لقيتك غدًا قلت: يا عبد الله فيم جدع أنفك وأذنك؟ فأقول: فيك وفي رسولك، فيقول: صدقت"، قال سعد: "كانت دعوة عبد الله بن جحش خيرًا من دعوتي، لقد رأيته آخر النهار، وإن أذنه وأنفه لمعلقان في خيط"(الحاكم).
ويحكي ابن المنكدر أنه سمع رجلًا مقنع الرأس يدعو فيقول: "أي رب إن القحط قد اشتد على عبادك، وإني مقسم عليك يا رب إلا سقيتهم"، قال: فما كان إلا ساعة إذا بسحابة قد أقبلت وأمطرت، فاتبعه ابن المنكدر فلما دخل عليه قال له: إني سمعت إقسامك البارحة على الله -عز وجل-، فهل لك في نفقة تغنيك على التفرغ لما تريد من الآخرة؟ فقال: لا، ولكن غير ذلك؛ لا تذكرني لأحد، ولا تذكر هذا عند أحد حتى أموت... (انظر: حلية الأولياء لأبي نعيم)، والنماذج أكثر من أن تحويها هذه العجالة.
فاللهم هبنا الدعاء وهبنا القبول واجعلنا من مجابي الدعاء...
صلوا وسلموا على أمرتم بالصلاة والسلام عليه، كما أمركم الله تعالى بقوله فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].
التعليقات