عناصر الخطبة
1/قصة عجية حدثت بين رجلين من بني إسرائيل 2/من ثمرات التوكل على الله تعالى 3/جواز الاستدانة ووجوب أداء الديون 4/من دروس القصة وفوائدها.

اقتباس

حَدِيْثٌ عَظِيْمٌ، مَلِيءٌ بِالفَوَائِدِ الجَلِيْلَةِ؛ حَيْثُ قَصَّ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَلَاةُ وَالسَلَامُ- عَلَى الصَحَابَةِ قِصَّةَ عَجِيْبَةً حَصَلَتْ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ، وَمَا جَرَى بَيْنَهُمَا....

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

 

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: حَدِيْثٌ عَظِيْمٌ، مَلِيءٌ بِالفَوَائِدِ الجَلِيْلَةِ؛ حَيْثُ قَصَّ النَّبِيُّ -عَلَيْهِ الصَلَاةُ وَالسَلَامُ- عَلَى الصَحَابَةِ قِصَّةَ عَجِيْبَةً حَصَلَتْ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيْلَ، وَمَا جَرَى بَيْنَهُمَا.

 

رَوَى البُخَارِيُّ فِي صَحِيْحِهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "أنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ، سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقالَ: ائْتِنِي بالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ، فَقالَ: كَفَى باللَّهِ شَهِيدًا، قالَ: فَأْتِنِي بالكَفِيلِ، قالَ: كَفَى باللَّهِ كَفِيلًا، قالَ: صَدَقْتَ، فَدَفَعَهَا إلَيْهِ إلى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَخَرَجَ في البَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ التَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدُمُ عليه لِلْأَجَلِ الذي أَجَّلَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا، فأخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا، فأدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وصَحِيفَةً منه إلى صَاحِبِهِ، ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا"؛ قَالَ الخَطَّابِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: أَيْ سَوَّى مَوْضِعَ النَّقْرِ وَأَصْلَحَهُ.

 

"ثُمَّ أَتَى بهَا إلى البَحْرِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسَلَّفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ، فَسَأَلَنِي كَفِيلَا، فَقُلتُ: كَفَى باللَّهِ كَفِيلًا، فَرَضِيَ بكَ، وسَأَلَنِي شَهِيدًا، فَقُلتُ: كَفَى باللَّهِ شَهِيدًا، فَرَضِيَ بكَ، وأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إلَيْهِ الذِي لَهُ فَلَمْ أَقْدِرْ، وَإنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا، فَرَمَى بهَا في البَحْرِ حتَّى وَلَجَتْ فِيهِ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إلى بَلَدِهِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الذي كانَ أَسْلَفَهُ، يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قدْ جَاءَ بمَالِهِ، فَإِذَا بالخَشَبَةِ الَّتي فِيهَا المَالُ، فأخَذَهَا لأهْلِهِ حَطَبًا، فَلَمَّا نَشَرَهَا وجَدَ المَالَ والصَّحِيفَةَ، ثُمَّ قَدِمَ الذِي كَانَ أَسْلَفَهُ، فَأتَى بِالأَلْفِ دِينَارٍ، فَقالَ: واللَّهِ ما زِلْتُ جَاهِدًا في طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بمَالِكَ، فَما وجَدْتُ مَرْكَبًا قَبْلَ الذي أَتَيْتُ فِيهِ، قالَ: هلْ كُنْتَ بَعَثْتَ إلَيَّ بشيءٍ؟ قالَ: أُخْبِرُكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ الذي جِئْتُ فِيهِ، قالَ: فإنَّ اللهَ قدْ أَدَّى عَنْكَ الذِي بَعَثْتَ في الخَشَبَةِ، فَانْصَرِفْ بالألْفِ الدِّينَارِ رَاشِدًا".

 

هَذِهِ القِصَّةُ العَجِيْبَةُ مَلِيئَةٌ بِالفَوَائِدِ الجَلِيْلَةِ، وَمِنْ أَعْظَمِ هَذِهِ الفَوَائِدِ: التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ –سُبْحَانَهُ-، قَالَ اِبْنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: "التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ نِصْفُ الدِّيْنِ"، وَقَدْ أَمَرَ اللهُ -تَعَالَى- بِالتَّوَكُلِ عَلَيْهِ، وَحَثَّ عَلَى ذَلِكَ فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ مِنْ كِتَابِهِ الكَرِيْمِ، يَقُولُ اللهُ -تَعَالَى-: (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ)[النساء: 81]، (فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ)[هود:123]، (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)[الشعراء: 217]، (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)[الفرقان: 58]، إلى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الآيَاتِ التِي تَأْمُرُ وَتَحُضُّ عَلَى التَوَكُّلِ.

 

وَتِكْرَارُ الأَمْرِ بِالتَّوكُّلِ عَلَى اللهِ يَدُلُّ عَلَى أَهَمِيَّتِهِ وَفَضْلِهِ، فَالتَّوَكُّلُ دَلِيْلٌ عَلَى كَمَالِ التَّوْحِيْدِ فِيْ قَلْبِ العَبْدِ، وهُوَ سَبَبٌ لِعِزَّةِ الأُمَّةِ، (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)[آل عمران: 160].

 

وَهُوَ سَبَبٌ لِلْحِفْظِ مِنَ الشَيْطَانِ: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)[النحل:99].

 

وَهُوَ سَبَبٌ فِي الرِّزْقِ، رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ توَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا". وَيَكْفِيكَ فِي فَضْلِ التَّوَكُّلِ أَنَّ اللهَ -تَعَالَى- يَقُولُ: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)[الطلاق:3].

 

وَمِنْ فَوَائِدِ القِصَّةِ: أَنَّ التَّوَكُّلَ عَلَى اللهِ لَا يُنَافِي الأَخْذَ بِالأَسْبَابِ، فَالمُقْتَرِضُ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ، وَمَعَ ذَلِكَ بَذَلَ جَمِيعَ الأَسْبَابِ لِرَدِّ القَرْضِ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُرْسِلُ نَاقَتِي وَأَتَوَكَّلُ؟ أَمْ أَعْقِلُهَا وَأَتَوَكَّلُ؟ قَالَ: "بَلِ اِعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ".

 

وَمِنْ فَوَائِدِ الحَدِيْثِ: جَوَازُ الاِقْتِرَاضِ عِنْدَ الحَاجَةِ، وَقَدِ اِسْتَسْلَفَ النَبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَكْرًا بمِثْلِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: "فَإِنَّ خَيْرَ عِبَادِ اللهِ أَحْسَنُهُمْ قَضَاءً".

 

غَيْرَ أَنَّ البُعْدَ عَنِ الدَّيْنِ أَوْلَى، فَإِنَّهُ هَمُّ بِالَّليْلِ وذُلُّ بِالنَّهَارِ، وَاِسْتَعَاذَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ ضِلَعِ الدَّيْنِ، وَتَقُولُ العَرَبَ: "لَا هَمَّ إِلّا هَمَّ الدَّيْنِ".

 

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ، قَدْ قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَه إِلَّا اللهُ رَبُّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَقَيَّومُ السَّمَاوَات وَالأَرَضِين، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى الْمَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين، وَعَلَى مَنْ سَارَ عَلَى هَدْيِهِ وَاقْتَفَى أَثَرَهُ إِلَى يَوْمِ الدِّين.

 

يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وَمِنْ فَوَائِدِ الحَدِيْثِ: وُجُوبُ الوَفَاءِ بِالدَّيْنِ، رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "نَفْسُ المُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَينِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ".

 

وَرَوَى أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ عَنِ اِبْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ مَاتَ وَعَلَيهِ دَيْنٌ فَلَيْسَ بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ، وَلَكِنْ بِالحَسَناتِ وَالسَّيِّئَاتِ".

 

وَمَنِ اِسْتَدَانَ وَعَزَمَ عَلَى الوَفَاءِ أَعَانَهُ اللهُ كَمَا أَعَانَ صَاحِبَ الخَشَبَةِ، فَإِنَّهُ لَمَّا لَمْ يَجِدْ مَرْكَبَاً بَحَثَ عَنْ أَيِّ سَبِيْلٍ لِإِيْصَالِ الحَقِّ لِصَاحِبِهِ، كَيْفَ وَقَدْ جَعَلَ اللهَ شَهِيدَاً وَكَفِيْلَاً، فَوَضَعَهَا فِي الخَشَبَةِ، وَأَرْسَلَهَا فِي البَحْرِ مَعَ اِحْتِمَالِ الوُصُولِ وَعَدَمِهِ، رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللهُ".

 

وَمِنْ فَوَائِدِ الحَدِيْثِ: أَنَّ اللهَ -تَعَالَى- إِذَا اِسْتُوْدِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ، فَصَاحِبُ الخَشَبَةِ لَمَّا وَضَعَ المَالَ فِي الخَشَبَةِ اِسْتَوْدَعَهَا اللهَ -تَعَالَى-، فَحَفِظَهَا اللهُ لَهُ، يَقُولُ اللهُ -تَعَالَى-: (فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[يوسف: 64]، وَرَوَى الطَبَرَانِيُّ وَغَيْرُهُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ اللهَ إِذَا اِسْتُودِعَ شَيْئًا حَفِظَهُ".

 

أَيُّهَا الإِخْوَةُ: وَبَعْدُ فَهَذِهِ جُمْلَةٌ مِنْ فَوَائِدِ حَدِيْثِ خَشَبَةِ المُقْتَرِضِ الأَمِيْنِ، أَسْأَلُ اللهُ -تَعَالَى- أَنْ يُعَلِّمَنَا مَا يَنْفَعُنَا، وَأَنْ يَنْفَعَنَا بِمَا عَلَّمَنَا، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالقَادِرُ عَلَيْهِ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

 

المرفقات
uELKo1gNxzt65Fu39OOjW5YxkF3VKnRqP1EJDu9c.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life