عناصر الخطبة
1/ حال الناس في الجاهلية 2/ مكر اليهود 3/ الأخوة الإيمانية 4/ أسباب المظاهرات 5/ حرمة دم المسلم 6/ نصيحة.اهداف الخطبة
اقتباس
هذه النعمة التي صار الناس بها إخوانًا هي نعمة هذا الدين العظيم؛ إذ جمعت بين الشريف والوضيع في الأمة الواحدة، وجمعت بين الأسود والأبيض، وجمعت بين العربي والعجمي فصاروا بنعمة الله إخوانًا يفدي الواحد منهم أخاه بروحه، وصير...لكن هذا متى؟ هذا يكون متى ما احتكم الناس إلى كتاب الله عز وجل وسنة ورسول صلى الله عليه وسلم متى ما كان هنالك...
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70- 71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فإنه قبل أن يبعث الله عز وجل نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم كان الناس في غاية من الاقتتال والاحتراب وكانت والعداوة والبغضاء فيما بينهم واضحة، فجاء الله بهذا النبي الكريم المبارك وبهذا الدين العظيم فألّف به بين الناس ألّف به بين أبناء الأسرة الواحدة والقبلة الواحدة والأمة الواحدة، بل والأرض جميعًا، قال الله تعالى: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران: 103].
هذه النعمة التي صار الناس بها إخوانًا هي نعمة هذا الدين العظيم؛ إذ جمعت بين الشريف والوضيع في الأمة الواحدة، وجمعت بين الأسود والأبيض، وجمعت بين العربي والعجمي فصاروا بنعمة الله إخوانًا يفدي الواحد منهم أخاه بروحه، وصير الإسلام ذمة المسلمين واحدة كما يقول صلى الله عليه وسلم: «المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم، ألا لا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده من أحدث حدثا فعلى نفسه ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
إن النعرات الطائفية والفئوية والعرقية والحزبية مقيتة حتى لو كانت من حيث التسمية شرعية، اليهود لما رأوا ائتلاف المسلمين في المدنية ائتلاف المسلمين في المدينة ائتلاف الأنصار الأوس والخزرج غاظهم ذلك فجاءوا من أجل أن يثيروا النعرات الجاهلية من جديد فذكروهم بأيام بعاث.
حرب كانت في الجاهلية حتى تلاحى القوم وارتفعت الأصوات، وقام من قام منهم المهاجري يقول ياللمهاجرين، والأنصاري يقول ياللأنصار كل يجمع عُدته من أجل إعادة الحرب من جديد وهي عبادة عن فتنة ذكرهم بها وبما حدث في تلك الأيام فجاء الخبر النبي صلى الله عليه وسلم وأتي إليهم وهو يعلم أن مسمى الأنصار ومسمى المهاجرين مسمى شرعي أثبته الله تعالى في كتابه العربي فاسم المهاجرين موجود في القرآن واسم الأنصار موجود كذلك في القرآن وبالرغم من هذا قال صلى الله عليه سلم لهم: «ما بال دعوى الجاهلية؟ دعوها فإنها منتنة»؛ لأنها تؤدي إلى إراقة الدماء إراقة دماء المسلمين فيما بينهم لا يعرف هذا لم يقتل أخاه ولا يعرف ذاك لم قتل أخاه هذه هي الفتنة العمياء التي من أجلها يحرك الناس من أن أجل إراقة الدماء، وبعض الناس لا يعرف لماذا يحرك ويوجه هذا الاتجاه وبعض الناس يلوح بإراقة الدماء والاحتراب وبالحروب القبلية وما شاكل ذلك كل هذا لم؟ ما المراد وما المقصود من وراء هذه؟ سواء إراقة الدماء المحرمة.
أيها الإخوة: إن الله تعالى جعلنا إخوة: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 71].
الله تعالى جعلنا إخوة فقال: (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران: 103].
المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه ولا يحقره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه يحقره لم؟ لأنه ليس من حزبه يحقره لم؟ ليس من قبيلته يحقره لم؟ لأنه ليس من بلده. المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم.
قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
لكن هذا متى؟ هذا يكون متى ما احتكم الناس إلى كتاب الله عز وجل وسنة ورسول صلى الله عليه وسلم متى ما كان هنالك عقلاء يعقلون الأمور ويعقلون مآلات الأمور ويغلّبون منطق الشرع ومنطق العقل ومنطق مصلحة الأمة برُمّتها على المصالح الشخصية أو المصالح الحزبية، لكن لما نُحيِّت شريعة الله عز وجل، ولما استبد من استبد بالحكم وصل الناس ما وصلوا إليه.
إنما يدور في بلدنا اليوم ليس بمنأى عن العالم وليس غريبًا في الساحة، بل الأمور تجري من شرق الوطن العربي إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه؛ كل ذلك لأن الناس قد وصلوا إلى درجة لا تستحمل من الاستبداد والطغيان والفساد.
ووالله لم أكن أتوقع أن الشارع يثور في سوريا في ذلك القمع فيه والجواسيس فيه لعله يكون ثلاثة أرباع الشعب، لكن هكذا كما يقول البعض من لم يذق مرارة الاستعباد والاستبداد لا يذوق طعم الحرية، بل لا يستحقها اليوم فئات قليلة في بعض المجتمعات العربية الإسلامية على مستوى أشخاص وعلى مستوى العوائل هي التي تتحكم في العباد، وتتحكم في الثروات وتتحكم في سيادة البلاد، وإن كانوا يدعون أنهم من الوطنيين، فإن هؤلاء أول ما تسقط راياتهم ترى مخازيهم من أولها إلى آخرها واقرءوا ما يدور في تونس ما هو حاصل اليوم في مصر ترون ذلك جليًّا بأم أعينكم.
إن كبت الحريات أمر مستهجن شرعًا وعقلاً وقانونًا، العالم كله اليوم ينادي بضرورة أن تطلق حرياته والمقصود بالحريات الشرعية لا الحريات التي تتنافى وتتصادم مع شريعة الله عز وجل على صفحات الانترنت اسمه الحرية أو الطوفان اقرءوا تجدون قراءة واضحة جلية للواقع وحصل ما وصل إليه من النتائج في بحثه ذاك.
أيها الإخوة: إن أكثر الاحتقان الحاصل اليوم في الشارع العربي والإسلامي ناتج عن هذا الفساد، ناتج عن القمع، ناتج عن الاستبداد، ناتج عن الاحتجاز والحبس والتعسفي، ناتج عن الاغتيالات، بل ناتج عن قوانين الطوارئ التي لها أكثر من ثلاثين عامًا.
سوريا ثمان وثلاثيين سنة وهي تحكم بقانون الطوارئ وبعض البلدان تحكم بقانون الطوارئ وأن كان لا يسمى نفسه أنه يحكم بقانون الطوارئ.
ولا تظنون أن بقية البلاد العربية الإسلامية ستستسلم من هيجان الشارع، لا يمكن أن تستسلم ولا يقبل الشارع بالترقيع ولا يقبل كذلك بالتلفيق إطلاقًا، إن بعض الترقيعات وبعض الأشياء التي تقدمها بعض الأنظمة لا يمكن أن ترضى الشارع أبدًا إطلاقًا وستشهدون أيامًا حاسمة في المستقبل القريب في كثير من البلاد العربية والإسلامية.
ها أنتم ترون أن من الشعوب من تقدم الآلاف وترون أن من الحكام من يذبح أمته ذبحًا، انظروا إلى طاغية ليبيا ماذا يصنع بقومه وما ذا يصنع بقومه وما ذا يصنع بأمته إنه يدمر الأخضر واليابس كل ذلك لماذا؟
من أجل أن يبقى على السلطة من أجل أن يبقى ملك الملوك وعميد رؤساء العرب أو كما يدعي لنفسه كل هذا من أجل شخصه من أجل من أجل أسرته، وبالرغم من أن ليبيا تعد من أغنى الدول في إفريقيا بل تملك احتياطات عظيمة من البترول ومع هذا تجد الناس في غاية الفقر.
إن قانون الطوارئ لا تنبئ بخير أبدًا فحيث ما حلت حل بعدها ووراءها الفساد وإراقة الدماء ألا فليتق الله عز وجل العقلاء في هذا البلد، وليقدموا مصلحة البلد على المصالح الشخصية وعلى المصالح الحزبية، ويخرجوا هذا البلد إلى بر الأمان إن أرادوا أن يدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، والله لن ينقص شخصًا ولن ينقص مقامه ولا مقداره إن حصل منه التنازل لصالح البلد ولصالح الأمة برمتها لا يمكن أن ينقص إطلاقًا بل سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه لأنه حقن الدماء.
واعلموا أيها الإخوة: أن إراقة الدماء أمر محرم وقتل النفس التي حرمها الله عز وجل من أعظم الحرم قال الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء: 93]، وقال صلى الله عليه وسلم: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم"، هكذا في آخر خطبة يخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرفات وهو يحذر من إراقة دماء المسلمين.
أيها الإخوة ابن آدم الأول قال لأخيه لما أراد أن يقتله: (لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) [المائدة: 28].
لكن هنالك من لا يراقب الله عز وجل ولا يخاف الله عز وجل رب العالمين في الدماء، إن إراقة الدماء أمر في غاية من الخطورة إنه يغضب الله تعالى وفوق هذا أيضًا بعده أن الأموال العامة ليست ملكًا لأحد، يجب المحافظة على الأموال العامة وعلى المؤسسات العامة على الجيش أن يحميها وعلى الشعب كذلك أن يحميها من أي يد تريد أن تمتد إليها فالمنشآت العامة والممتلكات العامة ليس ملكًا لحزب وليس ملكًا لفئة بل هي أملاك متوزعة بين أبناء البلد كله من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، وهكذا أيضًا المال الخاص يحرم كذلك يقول صلى الله عليه وسلم وآله: «مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ».
أبو بكر رضي الله عنه يوصي جيشه وهو يقاتل الكفار يقول لهم: "لاَ تَقْتُلُوا كَبِيرًا هَرِمًا وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ وَلِيدًا وَلاَ تُخَرِّبُوا عُمْرَانًا وَلاَ تَقَطَّعُوا شَجَرَةً إِلاَّ لِنَفْعٍ وَلاَ تَعْقِرَنَّ بَهِيمَةً إِلاَّ لِنَفْعٍ وَلاَ تُحْرِقَنَّ نَحْلاً وَلاَ تُغْرِقَنَّهَ وَلاَ تَغْدِرْ وَلاَ تُمَثِّلْ وَلاَ تَجْبُنْ وَلاَ تْغَّلُلُ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِىٌّ عَزِيزٌ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأُقْرِئُكَ السَّلاَمَ ثُمَّ انْصَرَفَ".
كل هذا لأنه يخالف قضية استخلاف الله للناس في هذه الأرض، فالاستخلاف معناه عمارتها معناه ألا يفسد فيها قال الله تعالى: (وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 56]، فلا بد من أن تصلح الأرض يحرم الاعتداء على المال العام ويحرم الاعتداء على المال الخاص أيًّا كان هذا المال الخاص.
حتى قال صلى الله عليه وسلم: «من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسير يا رسول الله؟ قال وإن قضيبًا من أراك».
فهو محرم لا يجوز الاعتداء عليه ولا يجوز أخذه إلا بطيب من نفس هذا المسلم بعض الأنظمة تسير على نفس الوتيرة التي سبقتها، ولا تتخذ الدروس والدلائل ولا العبر مما حدث من قبل وهذا في الحقيقة ليس بجيد إطلاقًا.
إذا كانت التظاهرات في سوريا ما زالت في أيامها الأولى وعشرات القتلى فيها، فهذا ينبئ عن دموية في هذا النظام وهذه الثلة التي تحكم سوريا منذ عقود لا تتجاوز الثمانية في المائة من أبناء الشعب السوري وهي فوق هذا متسلطة عليه طيلة هذه الفترة وطيلة هذه الحقبة الزمنية وصار الحكم وراثيًّا في ذلك البلد.
الحاصل هنا أيها الإخوة: أننا يجب علينا نحذر جميعًا من إراقة الدماء ونحذر من إراقة الدماء المحرمة التي عصمها الله عز وجل، ونحذر كذلك من المال العام انتهاك حرمة المال العام وحرمة المال الخاص، فنحن مسلمون ونحن إخوة لا يحل دم امرئ مسلم ولا يحل مال امرئ مسلم إلا وفق شرع الله عز وجل.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
أيها الإخوة: إن تجييش الناس والاستعراض بهم بأي وسيلة كانت أو محاولة أن يلتحم هؤلاء الناس كل ينتصر لنفسه معناه أنه ممن يدمن إراقة الدماء.
اليوم البلد فيه انفلات كبير في قضية الأمن، وفيه كذلك تسبب في مجال الأمن صعدة تسقط الجوف تسقط مأرب أيضًا، أنباء على أنها سقطت أيضًا قبائل تداهم المعسكرات ويخرج العسكر بأسلحتهم الشخصية، ويتركوا الأسلحة الثقيلة هذه علامة استفهام تقول: أين الدولة؟
وأين سلطة؟ وأين الحكومة؟ هل القضية في مثل الطوارئ يعني بحسب قراءة المحللين العودة بالبلد إلى عام 63م العودة بها إلى ما كان يطلق عليه ويسمى بالجمهورية العربية اليمنية؟
وهذا فيه من المخاطر ما فيه إيجاد الذريعة للانفصاليين في المناطق الجنوبية أن اليمن عادت إلى عهد الثورة الإمام من قبل هذا القانون الذي وضعته القوات المصرية، وهذا أيضًا فيه خطورة على البلد، وعلى أمن واستقرار البلد بغض النظر عن كون هذا القانون أخذ شرعية في مجلس النواب أو لم يأخذ شرعيته المهم أن الدستور ينص على أن حالة الطوارئ لا تقوم إلا في ثلاث حالات في حال وجود كوارث وفي حال وجود حرب مع بلد آخر، وفي حال وجود حرب أهلية في الداخل وكل هذا منعدم بحسب الدستور.
إن الدولة والسلطة بهذا في الحقيقة ارتكبت في نظري خطأ؛ لأن قانون الطوارئ لا يعلن قبل أن يصدر القانون، بل أولاً لا بد من أخذ الأغلبية لمجلس النواب وبعدهن يصدر قانون الطوارئ إذا كان هنالك أي حالة من هذه الحالات الثلاث فلا حرب أهلية داخل البلد ولا حالة كوارث في داخل البلد ولا معنا أي حرب مع دولة خارجية إطلاقًا، هذه القضية ربما أحيانًا تكون ذريعة لبعض الناس للاغتيالات وللقتل ولمداهمة البيوت ولكبت الحريات حريات الصحافة وما شاكل ذلك.
هذا قضية في الحقيقة آمل من العقلاء في السلطة وعلى رأسهم رئيس الدولة أن يعيد النظر فيها أو أن القضية تبقى هكذا دون أن ينفذ القانون بحذافيره.
فاليمن لا تتحمل كل هذا ولو حدث تنازل فإنه لصالح البلد ولصالح المواطنين، وإنني لأتعجب أن هذا الاضطراب الموجودة مبادرات تُقدم قبل أسابيع ثم تُرفض بعد ذلك يعاد إليها كان الأول كان الأول والأخير.
إن هذه المبادرات آمل إن شاء الله عز وجل أن القيادة تعالج هذه القضية بعقل وبحكمة وتنصت إلى العقلاء والحكماء وتخرج البلد إلى بر الأمان، ويجنب هذا البلد من الاحتراب ومن الاحتقان ومن الاقتتال هذه دعوة ليست للخطاب وبالنسبة للكلام الذي يثير الحفائظ ينبغي أن يترك في مثل هذه المراحل سواء كان من الشارع من الشباب أو كان حتى من المعارضة أو كان أيضًا من السلطة ينبغي أن يكون هنالك.
هدوء وتهدئة وأن تقدم ضمانات حقيقة لإخراج البلد من هذه المحنة التي يعني أن انفلتت، فإن الأمور ستجري إلى مجرى وإلى منحنى آخر لا تحمد عقباه، وأن النبي عليه الصلاة والسلام قد مدح هذا البلد فقال فيه «أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ أَفْئِدَةً وَأَلْيَنُ قُلُوبًا الْإِيمَانُ يَمَانٍ وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ».
ينبغي أن ينحّى أولئك الذين لا يشيرون إلا إلى الحرب والاحتراب ينبغي أن ينحّى أولئك الذين يدقون طبول الحروب والذين لا يعشون إلا في مثل هذه الأجواء المخيفة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والحمد لله رب العالمين.
التعليقات