عناصر الخطبة
1/ تعريف الوطن وأهميته2/ سبب التأليف بين الناس 3/ ضرورة الترابط والأخوة الإيمانية 4/ حب النبي صلى الله عليه وسلم لمكة 5/ تسلط الطغاة على رقاب المسلمين 6/ حقوق العمال والفئات المهمشة 7/ واجبنا نحو المستضعفين في سوريا
اهداف الخطبة

اقتباس

وطننا مسئوليتنا جميعاً، حمايته حماية لنا، عزه عز لنا، استقراره استقرار لنا، مصابه مصاب علينا، وطننا ليس تراباً وماءً وهواءً وشجراً وحجراً، بل هو مع ذلك قيم ومبادئ وعادات وتقاليد حميدة، الوطن أمن وثقافة وصحة ونظافة علاقات وتكافل اجتماعي وتعاون بين الأجهزة والأفراد والجماعات وبين القيادة والشعب المواطنة، والوطنية ليست...

 

 

 

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب 70-71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أيها الإخوة الكرام: وطننا مسئوليتنا جميعاً، حمايته حماية لنا، عزه عز لنا، استقراره استقرار لنا، مصابه مصاب علينا، وطننا ليس تراباً وماءً وهواءً وشجراً وحجراً، بل هو مع ذلك قيم ومبادئ وعادات وتقاليد حميدة، الوطن أمن وثقافة وصحة ونظافة علاقات وتكافل اجتماعي وتعاون بين الأجهزة والأفراد والجماعات وبين القيادة والشعب المواطنة، والوطنية ليست كلمة تترد في الأفواه بل هي مسئولية نحملها وواجبات نؤديها ومقدرات نحافظ عليها، الوطن اسم ورسم فلئن تجاوزنا رسومها انتقلت معنا معاني اسمها.

أيها الكرام: يصادفنا كثير من الناس يدعي الوطنية وحب الوطن والدفاع عنه، ولكنه في الخفاء يكيد لهذا الوطن وللمواطن، ليس له همّ إلا نفسه وعائلته، ومن يدور في فلكه يتآمر مع أعداء الوطن للنيل منه يتآمر لينال من كرامة بلده وسيادته وكرامة مواطنيه وعقيدتهم وأخلاقهم، لقد أظهرت الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي أعداء الأوطان الحقيقيين، وكيف أنهم منبطحون بأعتاب الأعداء كيف صيروا البلدان مرتهنة للأعداء وكيف صوروها تحت الوصاية الخارجية.

أيها الأعزاء: إن من الناس من يشخّص الوطن والوطنية، فمن أحب ذلك الإنسان وذلك الشخص فهو الوطني، ومن عاداه فهو العدو ليست هذه الوطنية، بل الوطنية مبادئ وقيم يتحلى بها الشخص تخدم الوطن وتساعد في بنائه ونهضته.

أيها الإخوة: إن ديننا الحنيف تجاوز الحدود الجغرافية والقواطع الإقليمية فهو دين عالمي ألّف بين الأجناس وبين الألوان وبين اللغات وبين الأعراف، فجمعهم في بوتقة واحدة منتظمة، فيها الإخاء فيها المحبة فيها المساواة فيها العدل ألف بين هذه الأطياف كلها، قال جل وعلا: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال63].

ما كانت التربة يوماً من الأيام لتجمع بين الناس، وما كانت اللغة في يوم من الأيام لتجمع بين الناس، وما كانت الدماء يوماً من الأيام لتجمع بين الناس، لقد كان العرب قبل الإسلام هم أشد فصاحة منا، وهم أصدق من نطق بالضاد، ومع هذا كانوا متناحرين وكانوا متعادين لم تجمع بينهم أرضهم، فقد كانوا متناحرين متقاتلين، وهم في جزيرة العرب بل هم في بقعة قليلة يسيرة من الأرض، ومع هذا كانوا متحاربين لم تجمع بين الفرس لغتهم ولا دماءهم ولا أرضهم، فقد كانوا متناحرين، وقد كانوا متقاتلين ولم تجمع الرومان لغتهم ولا جنسهم ولا أرضهم، بل كانوا متناحرين ومتقاتلين.

ما وحّد بين الناس إلا هذا الدين العالمي الذي تجاوز الحدود تجاوز اللغات تجاوز الأعراف تجاوز الألوان فجمع الناس جميعاً في بوتقة واحدة، لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى اللون ليس مفرق والدماء ليست مفرقة واللغات ليست مفرقة، بل ها أنت تجد أن المسلم الصيني يألم لألم الفلسطيني، وتجد الروسي المسلم يألم لألم التونسي المسلم، وتجد الأمريكي المسلم يتأثر لما يدور لإخوانه في الهند أو باكستان، ما هذه اللحمة إلا بسبب هذا الدين الذي جمع بين هذه الأعراف والألوان واللغات.

 

أيها المسلمون: لما أخرجت قريش رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة بعد مضايقة شديدة منهم وبعد تعذيب شديد، وبعد سجن طويل، وبعد تشريد ما بعده تشريد للمؤمنين الذين اتبعوا هذا النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، يضحي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه وراحته ووطنه مسقط رأسه من أجل دينه فيخرج مطروداً وما أن شارف نهاية مكة حتى انعطف انعطافة لهذا البلد الحبيب انحنى انحناءة تنبئ عن محبة لوطنه وعن ذكرياته التي قضاها في هذا الوطن حلوها ومرها يلتفت إليها فيقول مودعاً: "والله إنك لأحب البقاع إلى قلبي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت" إنه حبه لوطنه حب الوطن إيمان وبغضه والتآمر عليه نفاق أوجب الشرع على كل متجسس وخائن للوطن عقوبة شرعية ينالها أمام القضاء، وتنفذ أمام الملأ من أجل زجر من تسول له نفسه أن يتآمر على الوطن، وأن يتآمر على مواطنيه.

لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ودع هذا الوطن الغالي على قلبه على أمل أن يرجع إليه فاتحاً بإذن الله تعالى، وبعد أن خرج منها طريداً يعود إليها مطأطئ رأسه فرحاً بعزة الله تعالى، ونصره له، ومع هذا لم يعاقب من طرده ومن هجره ومن آذاه ومن ظلمه ومن تآمر عليه، بل قال للناس: "اذهبوا فأنتم الطلقاء" لم يتآمر عليهم ولم يعذبهم ولم يسجنهم ولم يعاقبهم بعقوبات جماعية هذا هو الحاكم الرءوف الرحيم الذي قلبه وكبده تتفطر على بلده وعلى شعبه يريد لهم العز ويريد لهم الأمان ويريد لهم الاستقرار.

أيها الكرام: هنالك من يريد اليوم لوطننا التشرذم والاقتتال والاحتراب والتمزق والفتن، والتقطع في الطرقات، والسلب والنهب، وقطع الخدمات، وإقلاق السكينة العامة بعد أن بدأ الناس يستقرون ويشعرون بالأمن وعودة الخدمات تدريجياً.

إن من يقوم بهذه الأعمال المشينة هم أعداء الوطن والمواطن:
وطني أحبك لا بديل *** أتريد من قولي دليل
سيظل حبك في دمي *** لا لن أحيد ولن أميل
سيظل ذكرك في فمي *** ووصيتي في كل جيل
حب الوطن ليس ادعاء *** حب الوطن عمل ثقيل
ودليل حبك يا بلادي *** يشهد به الزمن الطويل
فأنا أجاهد صابراً *** لأحقق الهدف النبيل.

إخوتي الكرام: من المسئول اليوم عن مقتل أكثر من مائة وثمانين عسكرياً في أبين؟ من المسئول اليوم عن تسليم وإسقاط معسكر بكل عتاده؟ أليس هم من يعادي هذا الوطن ومن يزرع الفتنة في هذا الوطن الغالي على قلوبنا؟ أليست هذه خيانة عظمى لهذا الوطن؟ إننا نطالب ويجب علينا أن نرفع أصواتنا لأننا قد عرفنا الطريق للمطالب نطالب بتحقيقات عاجلة ونزيهة وشفافة تعلن بكل وسائل الإعلام؛ ليعلم الشعب حقيقة الأمر، ولا شك فشهود العيان فيما حدث كثير، ليست القضية حدثت في قاع البحار بين الأسماك وهوام البحر ولكنها وقعت جهاراً نهاراً في معسكر يحوي المئات من الجنود.

أيها الإخوة: لا شك أن هذه خيانة عظمى لهذا الوطن؛ إنه لعب بالدماء ومتاجرة بالدماء، إن هؤلاء هم حقيقة من يتاجر بالحروب؛ لأنهم لا هم لهم في الوطن ولا هم لهم في المواطن الهم الأكبر هو أنفسهم لا أسمّي ولاء شخص، ولكن نطالب من حكومة الوفاق ومن المحاكم أن تكشف للناس الحقيقة ليعلم الناس ما جرى، فإن زمان الغمغمة وزمان التكتم قد ولى لا بد أن نعرف الحقيقة فهذه دماء آبائنا وإخواننا لا يحل أن تذهب هدراً.

إخوتي الكرام: لقد أصبحت المدن اليوم مكدسة بالقمامة، إن الوضع منذر -إن صح التعبير- بتسونامي جديد، ليس أمواجًا من الماء، ولكنه أمواج من القمامة والقاذورات ومجاري المياه تسفح بالمدن، إنها منذرة بكارثة عظيمة وأمراض متفشية من المتسبب في ذلك؟

هل رفع القمامة من الشوارع مِنَّة من الحكومة ؟ هل هي منة من السلطات المحلية ؟ أم أننا ندفع ثمن رفع هذه القمامة من عرق جباهنا على مستوى البيوت والمحلات التجارية، أين أموالنا التي ندفعها مع كل فاتورة ماء وكهرباء وهاتف؟ أين هذه الأموال؟! إن صندوق النظافة في اليمن من أغنى الصناديق، ولكنها تعاني من فساد مالي وإداري، ما أدى بوزير المالية لقطع الدعم عن بعض الصناديق في المدن لوجود هذا الفساد.

ألا يستحق عامل النظافة تحية إجلال وإكبار لهذه المهمة من يقدر منا أن يقيم بهذه المهمة إنها مهمة إن أخلص فيها العامل لله فهو مؤمن قال صلى الله عليه وآله وسلم –: "الإيمان بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان".

من منا يستطيع أن يفك ما سد من مياه المجاري لا يستطيع أحد، ألا يستحق هذا العامل أن يعطى أجره قبل أن يجف عرقه، من منا يستطيع أن يشم هذه الروائح الكريهة الموجودة اليوم على مستوى المدن؟! لا يستطيع أحد، إننا نمر ونحن متلثمون ألا يستحق هذا العامل أن يعطى حقه ومستحقه؟! لِمَ المتاجرة في عرق هؤلاء الناس؟!

هذه الشريحة التي ظلت فترة من الزمان مهمشة، يجب علينا أن نكون منصفين، فهذه أموالنا نحن ندفعها ليست منة منهم يجب عليهم أن يقوموا بواجبهم، وإلا فليقولوا للناس هذه استقالاتنا لا نستطيع أن نقوم بالعمل.

أيها الإخوة الكرام: من المتسبب اليوم في عودة انقطاع التيار الكهربائي اليوم ؟ أليس هناك أعداء للوطن والمواطنين لا يزالون يخربون أبراج الكهرباء نطالب الحكومة بوضع الحلول الناجعة السريعة لهذه القضية، ولا تظنوا أنه لا يوجد عندنا في اليمن طاقة كهربائية كما كنا نسمع، بل عندنا طاقة شبه كافية تقلل الانطفاء إلى معدل ساعتين في اليوم، بحسب تقارير المهندسين المخلصين لهذا الوطن، هنالك من يرسل رسائل للشعب مفادها نحن أو الطوفان، لكن الشعب اليمني بإمكانه بعد توفيق الله تعالى، وبحكمته وإرادته قادر على أن يخرج من هذه المحنة بإذن الله تعالى.

إن حب اليمن وحب اليمنيين لوطنهم يجعلهم لا يقبلون الضيم، ولا يقبلون الذل والهوان لذلك، فالوضع يتحتم عليهم اليوم أن يكونوا صفاً واحداً للحفاظ على الوطن ولا يسمحون لأي كائن أن يشق صفهم أو يمس وحدتهم، وسوف تتجلى فيهم شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم والإيمان يمان والحكمة يمانية".

إن اليمن اليوم وبسبب تدهور الأوضاع وترديها ووصول القضية إلى مجلس الأمن بسبب المماطلة واللعب بالوقت وعدم الاستماع لنصح الناصحين، اليمن اليوم تمر بمؤامرات من قبل أناس لهم مشاريع صغيرة ومصالح شخصية تدعمهم قوى إقليمية أو خارجية مسئوليتنا في هذا الظرف العظيمة علينا أن نتحمل هذه المسئولية، وأن نقلل من هذه المخاطر بقدر الاستطاعة، أما أن يظل كل إنسان وأنا لست متدخلاً بهذه القضية لا تعنيني، فإنه إن حصل هذا الاعتذار فقد أُكلت يوم أكل الثور الأبيض.

أسأل الله تعالى لي ولكم السداد والتوفيق والرشاد، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد الله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد:

لا شك أن المسلم يحس ويألم لألم إخوانه والمسلمون، يسعى بذمتهم أدناهم، ولا يجوز أن تخفر ذمة مسلم إطلاقاً، المسلمون عاشوا ولا يزالون يعيشون في أوضاع سيئة للغاية في حياة لا تصلح للمسلم، الفرد المسلم مثله مثل غيره، بل حياته يجب أن تكون أفضل من حياة غيره، فهو مسلم ومؤمن وعابد لله تعالى، لم يحيى الكفار واليهود والنصارى فيها كرامة وفيها شرف وفيها مساواة والخيرات في بلاد المسلمين، وهم يستجدون منهم الخيرات، ومع هذا يعيش المسلم في ذل وهوان وتحت مستوى خط الفقر، هذا كله بسبب أنظمة لم تقم من أجل خدمة الشعوب إطلاقاً، ولو قامت من أجل خدمة الشعوب لكان الأمر أفضل مما عليه دول الغرب.

أيها الإخوة الكرام: لا يزال طاغية سوريا يعيش في الأرض فساداً تدعمه موسكو وتدعمه إيران وتدعمه الصين، وما من يوم يمر إلا وهو يوغل في القتل، ويوغل في التشريد في أبناء هذا الشعب المسلم الذي خرج يريد حياة الكرامة.

يا إخوة: الشعوب دائمة تطلب الإصلاح تطلب تصليح الأوضاع وتبدأ بأدنى المطالب، ولكن السلطة إذا تعنتت رفعت سقف مطالبها، هذه سنة جارية في الشعوب يريدون أدنى حد من العيش الكريم، ما الفرق بين الملايين وبين ربما ألف أو ألفين من هؤلاء المتسلطين على رقاب الناس في بعض الدول رصيد الشعب في بنكه المركزي أربعة مليار دولار ورئيس ذلك البلد يمتلك مئات المليارات من الدولارات هل هذا عدل؟ هذه الحرية هذه المساواة؟!

هكذا الأمور في بلد ما خرج أناس يطالبون بزيادة رواتبهم بما يقدر بسبعين مليون شهرياً، ولكن لما وجد هؤلاء الناس تعنتاً من سلطة بلدهم أرادوا حقهم بالوفاء والتمام وبعد احتجاجات ومطالب صارت حقوقهم في كل شهر ثلاثة مليارات ورضخ لها السلطان، ما هكذا يا سعد تورد الإبل.

إن مطالب الشعب مطالب خفيفة يمكن أن يتدرج عليها الإنسان، فإذا كان قد عاش ردحاً من الزمان على ما هو عليه، فإذا نقلته إلى حتى ثلاثة بالمائة أو خمسة بالمائة من التحسن لارتضى بهذا لكن هكذا من لا يبصر إلا أمامه، أو من في عينه رمد أو لا يرى إلا الضباب، في النهاية يستسلم ويرضخ لكل المطالب.

إخوتي الكرام: إن إخوانكم في سوريا يعيشون عيشة ضنكاً، جرحى ولا يجدون الدواء جائعهم لا يجد الطعام، أصابتهم الضر برد قارص لا يجدون ما يستدفئون به يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لا يصل إليهم الغذاء ولا تصل إليهم المعونات إلا تهريباً أو من تمكن من التسلل إلى أرض تركيا، أو ربما بعضهم إلى الأردن أو إلى لبنان، إننا اليوم نقف وقفة جادة مع إخواننا، فاليمن معروف عن أهله الشهامة والكرم، وقد شهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا يوم أن قال صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم".

أيها الإخوة: إن درهماً غلب وسبق ألف درهم، وإننا اليوم نريد أن نُرِيَ الله تعالى من أنفسنا خيراً وقوة وشهامة وإنسانية نحو إخواننا في سوريا، ندعوكم اليوم للتبرع لصالح إخوانكم في سوريا.

اللهم مُنَّ علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، اللهم اجعلنا إخوة متحابين فيك ومتناصحين فيك يا رب العالمين.

والحمد لله رب العالمين.
 

 

 

 

المرفقات
حب الوطن إيمان.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life