عناصر الخطبة
1/ سنة الابتلاء وتمحيص الأولياء 2/ أمر المؤمن كله له خير 3/ من صور ابتلاءات النبي صلى الله عليه وسلم 4/ قصة حادثة الإفك: دروس وعبر.اقتباس
إنما الجريمة البشعة التي تولى كبرها كبير منافقي المدينة عبد الله بن أُبَيّ بن سلول، حين اجترأ؛ فتناول عِرض أكرم إنسان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعِرْض رجل من الصحابة اسمه صفوان بن المعطل، وهو الذي شهد له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يعرف عليه...
الخطبة الأولى:
الحمد لله القائل في محكم كتابه: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 155- 157].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
فيا -عباد الله- أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله وطاعته، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الأنفال: 29].
مضت سُنة الله -عز وجل- أن تكون هذه الدار دار محنة وابتلاء، من سرَّه زمن ساءته أزمان؛ فهذا يتخطف المرض نور عينيه، وذاك يُقعده حادثٌ ما على فراشه طوال حياته، وآخر يتخير الموت وحيد بنيه وحبة فؤاده، وبشعوب تتسلط عليها أمم الكفر وأئمة الفجور من كل ملة فتسومها سوء العذاب، وتفرق بين الابن وأمه، وتزهق النفوس وتنتهك الأعراض وتسلب الأموال.
ومن صبر فله الأجــر****وأمر الله نافذ
ومن جزع فعليه الوزر****وأمر الله نافذ
قال سيد الخلق وحبيب الحق: "عجبًا للمؤمن، إن أمره كله خير، إذا أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وليس ذلك إلا للمؤمن" (رواه مسلم)، وقد جمع الله لصفيه من خلقه، وخيرته من رسله سيدنا ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- صنوف المثوبة باجتماع صنوف الأذى، حتى ليجد كل مصاب عزاءه وسلوته في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
فقد وُلد يتيم الأدب، وعاش صباه فقير الأم، وخطا خطوات شبابه فقير اليد يرعى الغنم لأهل مكة في الجبال على قراريط يسيرة.
وينزل الوحي على قلبه؛ فتبدأ سلسلة الابتلاء الدعوي النفسي والبدني؛ فيُضرب ويُهان ويضع أحد الكفار رجله النجسة على رأسه، ويحبس مع قومه في شعب عامر ثلاثة أعوام حتى أكلوا ورق الشجر، ونودي عليه بالكذاب والساحر والمجنون أمام أشراف العرب من عمومته وأهله، وعُذِّب أتباعه أمام عينيه أشد العذاب وأنكاه، وأُخرِج من مكة أحب البلاد إليه، وفُرِّق بينه وبين أحبابه.
ويبتلى في المولود؛ فلا يحيى له إلا الإناث حتى إذا خطا ولده إبراهيم سنته الثانية، وبلغ جبه في نفس أبيه مبلغًا عظيمًا غرغرت روحه الطاهرة في كفّ والده الحاني المشفق؛ فيتمتم المصطفى بكلمات الرضا: "إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، ولا تقول إلا ما يرضي الرب، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون" (متفق عليه).
وينكبّ عليه ويبكي، وتتابع الابتلاءات حين يفقد أصحابه وأحبابه وأقاربه في المعارك المتوالية ولم يسلم حتى هو من محاولات الاغتيال التي انتهت بدس السم في ذراع شاة من يهودية ظل يعاوده سمها حتى مات، وهو يقول: قتلتي يهود، ويقول: "هذا أوان قطع أبهري" (رواه البخاري)، يشير إلى أثر السم في عرق القلب، ولعل هذا الشريط المؤلم لا يمثل إلا جزءًا مما عاناه حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يمر على بيته الشهر والشهران لا يوقد فيه نار، إنما هما الأسودان: التمر والماء.
ولكن أريد أن أقف معكم يا أحباب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع ابتلاء من نوع آخر تعرض له حبيبكم -صلى الله عليه وسلم-.
إنما الجريمة البشعة التي تولى كبرها كبير منافقي المدينة عبد الله بن أُبَيّ بن سلول، حين اجترأ؛ فتناول عِرض أكرم إنسان على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعِرْض رجل من الصحابة اسمه صفوان بن المعطل، وهو الذي شهد له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يعرف عليه خيرًا.
حديث الإفك الذي، قال فيه تعالى: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ) [النور: 15].
ولندع عائشة -رضي الله عنها- تروي قصة هذا الألم، وتكشف لنا بعض أسرار هذه الآية: هذه ابنة الصديق تقع عليها القرعة؛ فتحظى بمرافقة زوجها المحبّ -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بني المصطلق، وعمرها 16 سنة، تقول عائشة:
"أَقْرَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَنَا فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، بَعْدَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْنَا الْحِجَابَ؛ فَأَنَا أُحْمَلُ فِي هَوْدَجِي، وَأُنْزَلُ مِنْهُ، فَسِرْنَا حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَفَلَ وَدَنَوْنَا مِنَ الْمَدِينَةِ، آذَنَ لَيْلَةً بِالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بِالرَّحِيلِ، فَمَشَيْتُ حَتَّى جَاوَزْتُ الْجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي، أَقْبَلْتُ إِلَى الرَّحْلِ، فَلَمَسْتُ نَحْرِي، فَإِذَا عِقْدِي مِنْ جَزْعِ أَظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ، فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، وَأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يَرْحَلُونَ بِي، فَحَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَفَعُوهُ عَلَى بَعِيرِي الَّذِي كُنْتُ أَرْكَبُ، وَهُمْ يَحْسِبُونَ أَنَّنِي فِيهِ، قَالَتْ: وَكَانَ النِّسَاءُ إِذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يُهَبِّلْهُنَّ وَلَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إِنَّمَا يَأْكُلْنَ الْعُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ الْقَوْمُ ثِقَلَ الْهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ وَرَحَّلُوهُ، وَكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الْجَمَلَ وَسَارُوا بِهِ، وَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَمَا اسْتَمَرَّ الْجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وَلَيْسَ بِهَا دَاعٍ وَلا مُجِيبٌ.
فَتَأَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، وَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ سَيَفْقِدُونِي وَيَرْجِعُونَ إِلَيَّ، فَبَيْنَا أَنَا جَالِسَةٌ فِي مَنْزِلِي، غَلَبَتْنِي عَيْنِي، فَنِمْتُ حَتَّى أَصْبَحْتُ، وَكَانَ صَفْوَانُ بن الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ، ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ قَدْ عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَدْلَجَ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ، فَأَتَانِي، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَقَدْ كَانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يُضْرِبَ عَلَيَّ الْحِجَابُ، فَمَا اسْتَيْقَظْتُ إِلا بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، وَوَاللَّهِ مَا كَلَّمَنِي كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ حَتَّى أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطَّأ عَلَى يَدِهَا، فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بِيَ الرَّاحِلَةَ حَتَّى أَتَيْنَا الْجَيْشَ بَعْدَمَا نَزَلُوا مُوغِرِينَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ فِي شَأْنِي، وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ عَبْدُ اللَّهِ بن أُبَيِّ بن سَلُولٍ.
فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ، وَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُهَا شَهْرًا وَالنَّاسُ يَخُوضُونَ فِي قَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، وَلا أَشْعُرُ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَهُوَ يَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنْ أَعْرِفَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اللُّطْفَ الَّذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِي، إِنَّمَا كَانَ يَدْخُلُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ يَقُولُ:كَيْفَ تِيكُمْ؟، فَذَلِكَ يَرِيبُنِي وَلا أَشْعُرُ بِالشَّرِّ، حَتَّى خَرَجْتُ بَعْدَمَا نَقَهْتُ، وَخَرَجْتُ مَعَ أُمِّ مِسْطَحٍ قِبَلَ الْمَنَاصِعِ، وَهُوَ مُتَبَرَّزُنَا، لا نَخْرُجُ إِلا مِنْ لَيْلٍ إِلَى لَيْلٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تُتَّخَذَ الْكُنُفُ قَرِيبًا مِنْ بُيُوتِنَا، وَأَمْرُنَا أَمْرُ الْعَرَبِ الأُوَلِ فِي التَّبَرُّزِ، وَكُنَّا نَتَأَذَّى بِالْكُنُفِ أَنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأُمُّ مِسْطَحٍ، وَهِيَ بنتُ أَبِي رُهْمِ بن الْمُطَّلِبِ بن عَبْدِ مَنَافٍ، وَأُمُّهَا بنتُ صَخْرِ بن عَامِرٍ، خَالَةُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَابْنُهَا مِسْطَحُ بن أُثَاثَةَ بن عَبَّادِ بن الْمُطَّلِبِ، فَأَقْبَلْتُ أَنَا وَبِنْتُ أَبِي رُهْمٍ قِبَلَ بَيْتِي حِينَ فَرَغْنَا مِنْ شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ فِي مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلْتُ لَهَا: بِئْسَ مَا قُلْتِ تَسُبِّينَ رَجُلا شَهِدَ بَدْرًا؟، فَقَالَتْ: أَيْ هَنْتَاهُ، أَوَ لَمْ تَسْمَعِي مَا قَالَ؟ قُلْتُ: وَمَاذَا قَالَ؟ قَالَتْ: فَأَخْبَرَتْنِي بِقَوْلِ أَهْلِ الإِفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا إِلَى مَرَضِي.
فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ آتِيكُمْ؟ قُلْتُ لَهُ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ آتِيَ أَبَوَيَّ؟، قَالَتْ: وَأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَيَقَّنَ الْخَبَرَ مِنْ قِبَلِهِمَا، فَأَذِنَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَجِئْتُ، فَقُلْتُ لأُمِّي: يَا أُمَّهُ مَا تَحَدَّثَ النَّاسُ؟ فَقَالَتْ: أَيْ بنيَّةَ هَوِّنِي عَلَيْكِ فَوَاللَّهِ لَقَلَّ مَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ إِلا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ أَوَقَدْ تَحَدِّثَ النَّاسُ بِهَذَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: فَمَكَثْتُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا اكْتَحَلُ بنوْمٍ، ثُمَّ أَصْبَحْتُ أَبْكِي، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلِيَّ بن أَبِي طَالِبٍ وَأُسَامَةَ بن زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الْوَحْيُ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أَهْلِهِ، قَالَتْ: فَأَمَّا أُسَامَةُ فَأَشَارَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِالَّذِيِ يَعْلَمُ مِنْ بَرَاءَةِ أَهْلِهِ، وَبِالَّذِيِ يَعْلَمُ فِي نَفْسِهِ لَهُمْ مِنَ الْوُدِّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُمْ أَهْلُكَ وَلا نَعْلَمُ إِلا خَيْرًا، وَأَمَّا عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وَإِنْ تَسْأَلِ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ، قَالَتْ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَرِيرَةَ، فَقَالَ: أَيْ بَرِيرَةُ هَلْ رَأَيْتِ مِنْ شَيْءٍ يَرِيبُكِ مِنْ أَمْرِ عَائِشَةَ؟، فَقَالَتْ لَهُ بَرِيرَةُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنْ رَأَيْتُ عَلَيْهَا أَمْرًا قَطُّ أَغْمِصُهُ عَلَيْهَا أَكْثَرَ مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ تَنَامُ عَنْ عَجِينِ أَهْلِهَا، فَتَأْتِي الدَّاجِنُ، فَتَأْكُلُهُ.
قَالَتْ: فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذُرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلا مَعِي، فَقَامَ سَعْدُ بن مُعَاذٍ الأَنْصَارِي، فَقَالَ: لَقَدْ أَعْذَرَكَ اللَّهُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَ مِنَ الأَوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنَ الْخَزْرَجِ أَمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أَمْرَكَ، فَقَامَ سَعْدُ بن عُبَادَةَ وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ رَجُلا صَالِحًا، وَلَكِنْ حَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فَقَالَ لِسَعْدِ بن مُعَاذٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لا تَقْتُلُهُ وَلا تَقْدِرُ عَلَى قَتْلِهِ، فَقَامَ أُسَيْدُ بن حُضَيْرٍ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ سَعْدِ بن مُعَاذٍ، فَقَالَ لِسَعْدِ بن عُبَادَةَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فَإِنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ، قَالَتْ: فَثَارَ الْحَيَّانِ الأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَقْتَتِلُوا وَرَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَائِمٌ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُخَفِّضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا وَسَكَتَ.
فَمَكَثْتُ يَوْمِي لا يَرْقَأُ لِي دَمْعٌ وَلا أَكْتَحِلُ بنوْمٍ وَأَبَوَايَ يَبْكِيَانِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّ الْبُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، قَالَتْ: فَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عِنْدِي وَأَنَا أَبْكِي اسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَأَذِنْتُ لَهَا فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، فَبَيْنَمَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَسَلَّمَ، ثُمَّ جَلَسَ، قَالَتْ: وَلَمْ يَجْلِسْ عِنْدِي مُنْذُ قِيلَ فِيَّ مَا قِيلَ، وَلَقَدْ لَبِثَ شَهْرًا لا يُوحَى إِلَيْهِ فِي شَأْنِي شَيْءٌ، قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قَالَ:أَمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ، وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبٍ، ثُمَّ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَقَالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حَتَّى مَا أُحِسُّ مِنْهُ قَطْرَةً، فَقُلْتُ لأَبِي: أَجِبْ عَنِّي رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا قَالَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا أَقُولُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَتْ: فَقُلْتُ وَأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، لا أَقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ كَثِيرًا: إِنِّي وَاللَّهِ قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِهَذَا الأَمْرِ حَتَّى اسْتَقَرَّ فِي أَنْفُسِكُمْ وَصَدَّقْتُمْ، وَلَئِنْ قُلْتُ لَكُمْ إِنِّي مِنْهُ بَرِيئَةٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ، لا تُصَدِّقُونِي بِذَلِكَ، وَلَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بِأَمْرٍ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي بَرِيئَةٌ لَتُصَدِّقُونَنِي، وَاللَّهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مَثَلا إِلا كَمَا قَالَ أَبُو يُوسُفَ (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)[يوسف: 18].
قَالَتْ: ثُمَّ تَحَوَّلْتُ، فَاضْطَجَعْتُ عَلَى فِرَاشِي، وَأَنَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنِّي حِينَئِذٍ بَرِيئَةٌ، وَأَنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي بِبَرَاءَتِي، وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يَنْزِلَ فِي شَأْنِي وَحْيٌ يُتْلَى، وَلَشَأْنِي كَانَ أَحْقَرَ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى، وَلَكِنْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَرَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بِهَا، قَالَتْ: فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَجْلِسَهُ وَلا خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ أَحَدٌ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ، فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنَ الْبُرَحَاءِ عِنْدَ الْوَحْيِ، حَتَّى أَنَّهُ يَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ فِي الْيَوْمِ الشَّاتِي مِنْ ثِقَلِ الْوَحْيِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ، قَالَتْ: فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَضْحَكُ، فَكَانَ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا، أَنْ قَالَ: أَبْشِرِي يَا عَائِشَةُ، أَمَا وَاللَّهِ فَقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ، فَقَالَتْ لِي أُمِّي: قَوْمِي إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلا أَحْمَدُ إِلا اللَّهَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي.
قالت: فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَاتَ بَرَاءَتِي..: ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ * لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [النور: 11- 20]" (أخرجه البخاري ومسلم).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله القائل: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) [الحج: 38]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم- تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
أيها الأحبة في الله: عاش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته وخليله أبو بكر وأهل بيته، وعاش صفوان بن المعطل، وعاش المسلمون جميعًا شهرًا كاملاً في مثل هذا الجو الخانق، وفي ظل تلك الآلام الهائلة بسبب حديث الإفك الذي نزلت فيه تلك الآيات؛ فها هي ذي عائشة الطيبة الطاهرة في براءتها ووضاءة ضميرها تُرمَى في أعز ما تعتز به، تُرمى في شرفها، وهي ابنه الصديق الناشئة في العش الطاهر الرفيع، وترمى في أمانتها، وهي زوج محمد بن عبد الله من ذروة بني هاشم، وترمى في وفاءها وهي الحبيبة المدللة القريبة من ذلك القلب الكبير، ثم ترمى في إيمانها، وهي المسلمة الناشئة في حجر الإسلام.
ها هي ذي تُرمى وهي بريئة غافلة لا تحتاط لشيء، ولا تتوقع شيئًا فلا تجد ما يبرئها إلا أن ترجو في جناب الله، وتترقب أن يرى رسول الله رؤيا تبرئها مما رميت به ولكن الوحي يتلبث لحكمة يريدها الله شهرًا كاملاً، وهي في مثل هذا العذاب.
وها هو ذا أبو بكر الصديق في وقاره وحساسيته وطيب نفسه يلذعه الألم، وهو يرمى في عرضه في ابنته زوج صاحبه ونبيه الذي يصدقه تصديق القلب المتصل لا يطلب دليلاً من خارجه، وإذا الألم يفيض على لسانه، وهو الصابر المحتسب القوي على الألم، فيقول: "والله ما رُمينا بهذا في جاهلية، أفنرضى به في الإسلام"؟ وهي كلمة تحمل من المرارة ما تحمل.
والرجل المسلم الطيب الطاهر المجاهد في سبيل الله صفوان بن المعطل، وهو يُرمى بخيانة نبيه في زوجه، فيرمى بذلك في إسلامه، وفي أمانته، وفي شرفه، وفي حميته وفي كل ما يعتز به صحابي وهو من ذلك كله بريء.
وها هو ذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُرمَى في بيته وفي من؟ في عائشة التي حلَّت قلبه في مكان الابنة والزوجة والحبيبة، وها هو ذا يرمى في طهارة فراشه وهو الطاهر الذي تفيض منه الطهارة، وها هو ذا يرمى في حياطة ربه له وهو الرسول المعصوم من كل سوء، ويظل يعاني شهرًا كاملاً مما يعانيه كل إنسان في هذا الموقف الأليم يعاني من العار، ويعاني من فجيعة القلب، ويعاني فوق ذلك الوحشة المرموقة من نور الله الذي اعتاد أن ينير له الطريق، والفرية تفوح في المدينة، والمنافقون ينفخون في جمرها!!!
أيها المسلم: قل لي بربك: هل ابتليت بأكثر من ذلك؟
إن حديث الإفك مدرسة كاملة تكتنز بالدروس والعبر والعظات يضيق عنها مقامنا هذا، فيها يتعلم المسلم الصبر كيف يكون؟
عندها تتضاءل أمام عينيه كل معاناته أيًَّا كانت، وينسى كل اتهام يوجه إليه وهو منه بريء، ويتحمل كل ظلم يقع عليه وهو غير قادر أن يرده، بل ويتعلم كيف يفوض أمره إلى الله، حين يتعذر عليه إقناع من حوله ببراءته، وقد تشبعت نفوسهم باتهامه، ويردد مع يعقوب وعائشة؛ (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف: 18].
ومن نحن حتى نأنف من اتهامٍ ما وقد اتُّهم خيرة الخلق في عرضه وأحب نسائه إليه، وما ابتلاءاتنا إلا نزر يسير فيما ابتُلي به الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
النبي العظيم الذي صلى الله عليه وملائكته، وأمرنا بتعطير قلوبنا وأفواهنا بالصلاة والسلام عليه؛ فقال -جل في علاه-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آل بيته الطاهرين، وصحابته المجاهدين، وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، واحم حوزة الدين، ووفق عبادك المتقين، وانصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم وحد صفوفهم وقلوبهم، واكتب النصر على أيدهم ووفقهم لإقامة شرعك في الأرض والتمكين لدينك.
اللهم فرج همّ المهمومين، واقض الدين عن المعسرين، وفك أسر المأسورين، واحم عبادك المتقين، ويسر أمورنا يا مجيب دعاء المضطرين.
اللهم اغفر لنا في ساعتنا هذه أجمعين، واكتب لنا في هذه الحياة سعادة، وعند الموت توبة، وفي القبر روضة، وعند لقائك فرحة، واجعلنا من أهل الفردوس الأعلى في جنات النعيم.
اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، ووفقهم لإصلاح رعاياهم، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلمًا لأوليائك حربًا على أعداءك، يحبون بحبك من أحبك، ويعادون بعداوتك من عاداك، وانصر بهم دينك يا رب العالمين.
اللهم صل على محمد وآله وصحبه أجمعين.
التعليقات