عناصر الخطبة
1/حسرة أهل النار وتبادلهم للتهم والأعذار 2/تبرؤ إبليس من أتباعه وإلقاء اللوم عليهم 3/استغاثة أهل النار بالملائكة.اقتباس
إن في القيامة مواقف متوالية على الكافرين لا تجلب لهم إلا الحسرة والخزي والندامة، فحسراتهم تتوالى بتوالي مواقف القيامة الشديدة عليهم، لكن بعض الحسرات هي أشد من بعض، أجارنا الله من الحسرة والندامة، وعندها تتوالى مشاهد...
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102] (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1]؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)[الأحزاب: 70-71]، أما بعد:
أيها المؤمنون: إن في القيامة مواقف متوالية على الكافرين لا تجلب لهم إلا الحسرة والخزي والندامة، فحسراتهم تتوالى بتوالي مواقف القيامة الشديدة عليهم، لكن بعض الحسرات هي أشد من بعض، أجارنا الله من الحسرة والندامة، وإن من أعظم صور الحسرة التي يلقاها أهل الكفر والضلال يوم القيامة، ما يلي:
حسرة المتبوعين والأتباع واتهام بعضهم لبعض بأنه كان السبب في إضلاله عن الصراط المستقيم، وانحرافه عن الهدي القويم، ولكن هيهات هيهات؛ حيث لا جدوى في ذلك اليوم من التراشق في اللوم، وتبادل الاتهامات، فالكل مسؤول عن نفسه ومحاسب عنها، وفي هذا يقول الله -تبارك وتعالى-: (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ)[البقرة:164-167]؛ فيتبرأ المتبوعون من التابعين، وتتقطع بينهم الصِّلَات التي كانت في الدنيا؛ لأنها كانت لغير الله، وعلى غير ما يريد الله، وتنقطع أواصر قامت على الباطل، وتبين لهم أن هؤلاء الزعماء كانوا كاذبين، ولا يملكون من الأمر شيئاً، فماذا كانت النهاية؟!.
وتتوالى مشاهد التلاوم والتراشق بين أهل النار في مشهد عجيب؛ صوره لنا القرآن الكريم، يقول رب العزة والجلال: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ * قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ* فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ* فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ* فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ)[الصافات: 27-33]؛ وحينها يقول الأتباع للمتبوعين: (إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ)؛ أي: كنتم تأتوننا من قِبَل الدِّين والحقِّ فتخدعوننا بأقوى الوجوه، وتأتوننا بالقوة والغلبة، فتضلونا وتصدونا عن اتباع الحق وسلوك طريقه، ولولا أنتم لكنا مؤمنين. فقالوا لهم: (بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)، فلا تلومونا، فأنتم أصلاً لم تكونوا مؤمنين، ولا زلتم على الشرك، وكنا وإياكم جميعاً مشركين، فعلى أي شيء تلومونا؟!فنحن لم نجبركم على الكفر، ولم نقهركم عليه، وإنما دعوناكم إلى طريق الغواية فاستجبتم، (ومَا كَانَ لنا عليكم مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ), فاليوم قد حقّ العذاب عليهم جميعاً، وسيذوقونه مشتركين فيه كما اشتركوا في الكفر، (فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ).
ومن مشاهد الحسرة في تلك اللحظات الرهيبة، حسرة المستكبرين والمستضعفين، قال -سبحانه وتعالى- عنهم: (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ)[إبراهيم: 21]، وقال -سبحانه وتعالى-: (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ* قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ)[غافر: 47- 48]؛ ففي هذه الآيات العظيمة بيان تخاصم أهل النار، وعتاب بعضهم لبعض، واستغاثتهم بخزنة النار، (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ) يحتج التابعون بإغواء المتبوعين، ويتبرأ المتبوعون من التابعين، (فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) على الحق، (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ) ولو قليلاً، فـ(قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) مبينين عجزهم ونفوذ الحكم الإلهي في الجميع: (إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ) إنّنا في النار جميعاً، ولكل فريق منا حظه من العذاب.
ولِما يرون من الموقف العصيب والمشهد الرهيب؛ يستمر التراشق بالأعذار بين المستضعفين وأهل الاستكبار، قال الله تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ* قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ* وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[سبأ: 31-33]؛ أي: يقول الأتباع الرعاع المستضعفون للأقوياء والقادة والمستكبرين: أنتم الذين زينتم لنا الكفر والضلال، وحُلْتم بيننا وبين الهداية والإيمان، فتبعناكم على ذلك، ولولا أنتم لكنا مع المؤمنين اليوم في نعيم الجنة نتقلب، فيجيبهم المستكبرون جواباً فيه من الاستفهام والإخبار مافيه! فيقولون لهم: (أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ)؛ فيكون هذا الرد داعيًا المستضعفين أن يردوا عن سؤالهم واتهامهم لهم بالإجرام فيقولون لهم: (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا)؛ فأنتم الذين أضللتمونا بمكركم ودهائكم؛ إذ تُحَسِّنون لنا الكفر، وتدعوننا إليه، وتزعمون أنه الحق، وتقدحون في الحق وتهجنونه، وتزعمون أنه الباطل، فما زال مكركم بناحتى أغويتمونا وفتنتمونا.
ثم لم يجد المستضعفون إلا أن ينادوا خَزَنَةِ جَهَنَّمَ؛ علّهم أن يخلصوهم من العذاب، فيقولون لهم: (ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ)، فـيقول لهم الخزنة موبخين: (أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ)؟ (قَالُوا بَلَى) قد جاءونا بالبينات، وقامت علينا الحجة، فيرد عليهم خزنة النار فيقولون: (فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ)، استمروا في الدعاء الذي لا يجدي، فدعاؤكم باطل لاغ غير مستجاب؛ لأن الكفر يحبط جميع الأعمال، ويصدّ عن إجابة الدعاء.
وتعظم الحسرة وتزداد حين يرى الذين أشركوا شركاءهم يوم القيامة يقولون: (رَبَّنَا هَؤُلاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ)[النحل: 86]، هؤلاء الذين كنا نعبدهم من دونك في الدنيا، تبين لنا أنهم لا يملكون شفاعة ولا نفعاً، لكن شركاؤهم لم يسكتوا عليهم، وإنما يقامون بالدفاع عن أنفسهم: (فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ)؛فأنتم جعلتمونا شركاء لله، وعبدتمونا معه ولم نأمركم بذلك، ولا زعمنا أن فينا استحقاقاً للألوهية، فاللوم عليكم لا علينا.
فيا له من مشهد عظيم، وقد اجتمع فيه الأتباع والمتبوعين والمستكبرين والمستضعفين، وما أصعب ما هم فيه من الوضع العصيب الذي اضمحلت فيه أعمالهم، وتعاظمت حسراتهم، وبانت لهم أعمالهم التي أملوا نفعها وحصول نتيجتها، فانقلبت عليهم حسرة وندامة، وأيقنوا أنهم خالدون في النار ليسوا بخارجين منها أبداً، فهل بعد هذا الخسران خسران؟! وهل بعد هذه الحسرة من حسرة؟! فلم يبقَ معهم إلا تبادل اللوم، والتبرؤ من بعضهم البعض، وعندها يتمنى التابعون أن يردوا إلى الدنيا فيتبرؤوا من متبوعيهم، وأنى لهم ذلك؟! فقد فات الأمر، وانتهى الوقت، ومع هذا، فهم كاذبون في دعواهم، (وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)[الأنعام: 28]، وإنما أماني يتمنونها حنقاً وغيظاً على المتبوعين لما تبرؤوا منهم.
أجارنا الله وإياكم من الندامة، والخزي يوم القيامة، وجعلنا من عباده المؤمنين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
عباد الله: وحين تتابع الحسرات بأهل النار وتنقطع عنهم الدعاوى والأعذار؛ يعلن الشيطان الرجيم تبرئه ممن أطاعوه واتبعوا سبيله، ويوجه لهم ضربة قاضية قوية تزيد من حسراتهم، وتكثر من همومهم وآلامهم، فيقول لهم وهم في النار: (إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[إبراهيم:22].
يا الله! ما أقساها حين يتخلى عنك من زين لك أنه لا يدلك إلا على الخير، حين تدرك أن من سلمته زمام أمرك قد خانك وأوبقك، يقول لهم: لقد وعدكم الله بالخير والفلاح، ووعدتكم بأن الخير ما أنا عليه فأخلفتكم الوعد؛ لأن الخير لا يمكن أبداً أن يحصل مني لكم، فاستجبتم لي؛ اتباعاً لأهوائكم وشهواتكم، (فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ)؛ فأنتم السبب حين صدقتموني وكذبتم رسل الله إليكم، فلوموا أنفسكم قبل أن تلوموا غيركم، ما أنا بمغيثكم من الشدة التي أنتم بها، (وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ)؛ فلكل واحد منا قسطه من العذاب فليتحمله.
فتزداد الحسرة والندامة بعد بطلان دعاواهم وأعذارهم وتراشقهم، وتعظم الخيبة حين يتخلى عنهم من كان يعدهم ويزين لهم؛ فلا يجدون بعد ذلك عذرا ولا ملجئا فيستغيثون بخزنة النار وينادونهم؛ كما قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ)[غافر:49]؛ فيأتي الجواب من ملائكة العذاب: أدعوا لأنفسكم فلن ندعو لكم ولن نسمع منكم، ولا نود خلاصكم، ونحن منكم برآء؛ ولكننا نخبركم بأنه سواء عليكم أدعوتم أم لم تدعوا لن يستجاب لكم ولن يخفف عنكم؛ فتنتهي آمالهم وتموت أحلامهم وتشوى جلودهم وتدوم حسراتهم.
فيا عباد الله: هذه بعض مشاهد الحسرة والندامة لأهل النار يوم القيامة؛ فالحذر الحذر من أهل السوء والضلال والكفر؛ قبل أن يأتي يوم لا مهرب فيه ولا مفر.
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه...
التعليقات