اقتباس
فإن أحداث اليمن المتسارعة تجعل المسلم يقف مذهولًا مما وصل إليه الحال هناك, وهذه الطائفة الحوثية تطوي البلاد اليمنية طيًّا, نظرًا لتدفق المال, وشراء الولاءات, وتقاعس أصحاب المسؤوليات, فالله الله ببلد الإيمان والحكمة يا أهل اليمن, إياكم أن تتركوا هذا النفس الغريب على دينكم وبلدكم يعيث فيه فسادًا، وأن تطلقوا لهذا (الغول) الفارسي العنان, ليستبيح بيضتكم، ويستأصل شأفتكم، بتقاعسكم وعدم قيام كل واحد منكم بواجبه الذي افترضه الله عليه..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا, أما بعد:
فإن أحداث اليمن المتسارعة تجعل المسلم يقف مذهولًا مما وصل إليه الحال هناك, وهذه الطائفة الحوثية تطوي البلاد اليمنية طيًّا, نظرًا لتدفق المال, وشراء الولاءات, وتقاعس أصحاب المسؤوليات, فالله الله ببلد الإيمان والحكمة يا أهل اليمن, إياكم أن تتركوا هذا النفس الغريب على دينكم وبلدكم يعيث فيه فسادًا، وأن تطلقوا لهذا (الغول) الفارسي العنان, ليستبيح بيضتكم، ويستأصل شأفتكم، بتقاعسكم وعدم قيام كل واحد منكم بواجبه الذي افترضه الله عليه؛ من ردع الظالم الباغي على المعتقدات والأموال والأعراض.
بل بلغ بهم الحال أن فجرو الجوامع والمساجد ودور العلم, كما حصل في دماج, ودار الحديث في كتاف, ودور القرآن في همدان, وعمران, وشملان, وأرحب, وحاشد, فهذا هو مشروعه الذي غُذِّي ودُعِم من أجله, فلا تتركوا لهذه اليد الشلاء الملطخة بدماء أبنائكم أن تفعل بكم الأفاعيل, فلقد قتلوا من الجيش اليمني في حروبهم الستة معه نحو 14000 يمني, بينما جُرح اكثر من 16000؛ نقلًا عن (المشهد اليمني 30 مارس /2014).
وقد قُتل في المواجهات مع إخواننا أهل السنة في دماج وكتاف نحو 2400 قتيل, ونحوهم في بقية الجبهات كالجوف, وحاشد, وعمران, وهمدان, وها هم اليوم يعيثون فسادًا في صنعاء, وها هم الآن يحاصرون ويهاجمون (جامعة الايمان), ويقصفونها بشتى أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة, ويهدمون المساكن على ساكنيها من الطلبة والعاملين, على مرأى ومسمع من العالم كله, وتقاعس من الدولة اليمنية –إن لم يكن بتواطؤ منهم-.
ولولا تفرقكم وتنازعكم يا أهل السنة في اليمن؛ لما وصل الحوثي إلى ما وصل إليه, وقد قال ربي وربكم: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ), فوحدوا صفوفكم, ورصوا جموعكم, لكسر هذا المد الرافضي الخبيث.
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا *** وإذا افترقن تكسرت آحادًا
فيا عقلاء اليمن من أهل السنة؛ على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم, أفيقوا قبل أن تعضوا على أصابع الندم, وقدموا ولاء الإسلام على ولاء الحزبية, وترفَّعوا عما يوهن صفكم, ويفرق جمعكم, فهل تريدون أن تكونوا كـ(بغداد) العراق التي يُقتل فيها المسلمون بالهوية؟! أم كـ(لبنان) تحت رحمة ما يسمى بـ(حزب الله) الرافضي في الضاحية الجنوبية؟!
فإن هذا هو مشروع إيران في المنطقة, وهذه هي الخطة الخمسينية للثورة الخمينية! وهي استئصال أهل السنة في كل منطقة تصل إليها أيديهم الملطخة بدماء المسلمين, بماركة غربية أمريكية، فلينصر بعضكم بعضًا, وليدرأ بعضكم عن بعض, وقد قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ), وقال صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه..) متفق عليه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
وقد كتبت في بيان شر الحوثيين كتابًا أسميته: (الحوثيون وبيان خطرهم على الأمة)؛ تحذيرًا للأمة منهم, وبيانًا لشيء من شركياتهم وضلالهم, فليُراجع.
والوصية لنا جميعًا: بتقوى الله سبحانه، والاعتصام بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ففي ذلك النجاة في الدنيا والآخرة.
وبالله تعالى التوفيق.
عبد الله بن عبد الرحمن السعد
الرياض
11/27/ 1435هـ
التعليقات