عناصر الخطبة
1/ حلول عاقبة العصيان بالسابقين والمعاصرين واللاحقين 2/ الحديث المبيّن لعقوبة ظهور القينات والمعازف والخمور 3/ حرص المفسدين على نشر ثقافة الغناء والاختلاط 4/ وجوب الوقوف الجاد للمجتمع أمام المفسدين 5/ استجلاب خيري الدنيا والآخرة بطاعة اللهاهداف الخطبة
اقتباس
إن ما نراه ونسمع عنه من اختلاط في المنتزهات أو المهرجانات أو غيرها، مع ارتفاع أصوات الغناء، ينذر بعذاب قريب إن لم يتدارك الله الجميع برحمته، بوقفة من مصلحين، توقف عبث العابثين، وإفساد المفسدين.
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي وعد من أطاعه بنعيم الجنان، وتوعد من عصاه بجحيم النيران، مظهر الحق ومبديه، ومنجز الوعد وموفيه، ومسعد العبد ومشقيه، فسبحان من أضحك وأبكى، وأمات وأحيا! الملك الذي يعلم السر وأخفى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الإله الديان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث إلى كافة الإنس والجان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الفضل والعرفان، وسلم تسليمًا.
أما بعد: فيا أيها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فبها عماد المؤمن في الدنيا، وأنسه في قبره، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق:5].
عباد الله: كان بنو إسرائيل يعيشون في ذل عظيم، فقد كان آل فرعون يسمونهم سوء العذاب، يذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، فأراد الله أن يبدل ذلهم عزًا، وضعفهم قوة؛ قال الله: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) [القصص:5].
بعد سنوات الألم والاضطهاد سيعيشون حياة العز والرفعة: (وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) [الأعراف:141]؛ وذلك لصبرهم على ما قضى الله وقدر: (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) [الأعراف:137].
أهلك الله فرعون وقومه، ومكن لبني إسرائيل: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا) [الأعراف:137].
فتح الله لهم أبواب الخيرات: (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى) [البقرة:57]، وأخرج لهم ألوان المآكل: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ) [البقرة:61].
صب الله عليهم النعم صبًا، وآتاهم ما لم يؤت أحدًا من العالمين: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ) [المائدة:20].
لكنهم كفروا نعمة الله، وتعدوا حدوده، وخالفوا رسله، فحلت عليهم لعائن الله: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) [المائدة:78].
وضرب الله عليهم الذلة بعد العز: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) [البقرة:61].
وأنزل بهم رجزه وعذابه: (فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) [البقرة:59] ببغيهم وظلمهم وعصيانهم؛ فقد ظلموا أنفسهم بمعصيتهم لربهم، (وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [البقرة:57].
هذه عاقبة عصيان الله حلت بهم كما حلت بغيرهم، وما هي من الظالمين ببعيد! قال ربنا -جل وعلا-: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [العنكبوت:40].
عاقبة الفجور والعصيان حلت بالسابقين، ورأيناها في المعاصرين، وستحل باللاحقين، قال -عليه الصلاة والسلام-: "في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف"، قال رجل: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال: "إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور" رواه الترمذي وصححه الألباني. وقال -عليه الصلاة والسلام-: "ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير" رواه ابن ماجة والطبراني وصححه الألباني.
عباد الله: يكون في هذه الأمة خسف، يخسف الله الأرض بأقوام، ومسخ، يمسخ الله أقوامًا قردةً وخنازير، وقذف، يرسل الله حجارةً من السماء على أقوام؛ قال رجل: متى يا رسول الله؟ قال: "إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور"، وقد ظهرت والله! تغني أمام الملايين أشبه ما تكون بالعارية، ظهرت والله ودفع لها آلاف الريالات، وضجت بأصوات الغناء منتزهات وأمسيات ومهرجانات واستراحات وزواجات، وما بقي إلا أن تدار الخمور لتنعقد سحب العذاب، ولا تستبعدوا هذا، فالذي استباح الغناء اليوم واستباح الاختلاط يستبيح الخمر غدًا، يسميها بغير اسمها، والذي قبل من الرجال أو النساء أن يجلس في حفلة أو زواج أو مهرجان عند الغناء وهو يسمع قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" ربما جلس غدًا على طاولة يدار عليها الخمر ولو لم يشربها.
عباد الله: إن ما نراه ونسمع عنه من اختلاط في المنتزهات أو المهرجانات أو غيرها، مع ارتفاع أصوات الغناء، ينذر بعذاب قريب إن لم يتدارك الله الجميع برحمته، بوقفة من مصلحين، توقف عبث العابثين، وإفساد المفسدين.
لقد رأينا ما فعل الله بأولئك الذين جلسوا على شواطئ العصيان في تسونامي، وسنرى أو يرى غيرنا ما يفعل الله بمن اجتمعوا على المعازف عند المغنين والمغنيات، سيرون أرضًا تبتلعهم هم ومعازفهم وخمورهم في لحظة واحدة، سيرون حجارةً تنزل عليهم وعلى خمورهم ومعازفهم فتمزقهم تمزيقًا.
ربما كانوا على شاطئ أو في شاليه أو في قاعة أو على مسرح؛ لكن المؤكد أن العذاب سيصيبهم. (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور:7-8].
عباد الله: لقد أدرك المفسدون أن الغناء والاختلاط بوابة الشر؛ لذا تراهم يحرصون على فرض هذه الثقافة على المجتمع وإقناع الناس بأنها مباحة بنقل فتاوى شاذة لأناس انتسبوا للعلم، ويسعون لإقناع الناس أن غالبية المجتمع يريدون هذا ويرضونه، عبر تصويتات يجرونها على مواقع التواصل، والشرع لا يصوت عليه، إنها أحكام شرعية جاءت من لدن حكيم خبير، لا يصح أن يصوت عليها، ومع هذا جاءت النتيجة خلاف ما يريدون لما صوتت قناة الشر والفساد على إقامة الحفلات الغنائية في المملكة فجاء الرد قاسيًا على قلوبهم المريضة، وقال غالب المصوتين إنهم لا يقبلون بهذا! لكنهم أعرضوا عن هذا التصويت لما عارض ما يريدون، كما نراهم يسعون لفرض الاختلاط على مجتمعنا ويحاولون كسر الحاجز الديني والأخلاقي لدى المجتمع؛ لذا نراهم يعرضون المرأة بجانب الرجل الأجنبي الذي لا صلة له بها إلا الإعلام وهي متجملة تمازحه وتضاحكه وتحادثه في برامج الأخبار والرياضة والأزياء والطبخ الحوار وغيرها!.
عباد الله: المفسدون يعلمون أن إفساد المجتمع لن يتم في طرفة عين؛ لذا هم يسيرون خطوةً خطوةً، فإذا تحقق لهم أمر انتقلوا للآخر حتى يفسدوا المجتمع بأسره؛ لذا حذر الله من هذه الخطوات، فقال -جل وعلا-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) [النور:21]، وإن الغناء والاختلاط خطوة من خطوات الشيطان وجنده لإشاعة الفاحشة في المجتمع، وإذا شاعت الفاحشة حل العذاب.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) [النساء:27-28].
قلت ما سمعتم وأستغفر الله فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى.
أما بعد: فيا معاشر المسلمين، من عظيم مكر المفسدين أنهم يتهمون من خالفهم ووقف أمامهم بالرجعية والظلامية، وأنه يريد العودة بالناس إلى العصور الوسطى، وأنه داعشي همجي، هكذا ينفرون الناس من كل مصلح ناصح يريد الوقوف أمام الشر، يريد إنقاذ المجتمع من غضب الله وعقابه، يدعو للفضيلة ويحارب الرذيلة، ونحن وهم أمام كتاب الله، وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم–، وفتاوى العلماء المعروفين، فليأتوا إلى كلمة سواء بيننا وبينهم؛ أن نحتكم إلى كتاب الله وسنة رسول -عليه الصلاة والسلام- إن كانوا صادقين.
أيها الرجال، أيها الشباب، أيها المجتمع، يا كل شهم غيور: قفوا أمام الفساد والمفسدين، فلن يقوم زواج ولن تعقد أمسية ولن يقام مهرجان فيه غناء واختلاط إلا بجمهور، إلا بحضور، فاتقوا الله! فاتقوا الله واستنقذوا المجتمع من عذاب الله! ولا تجلسوا في هذه المجامع وفيها ما يغضب الله -جل وعلا-، وجهوا النساء والأولاد والبنات لمقاطعة ما فيه حرام، للخروج من أي اجتماع فيه ما يغضب الله، وإلا كنتم شركاء في الإثم، ولن تسلموا من عذاب الله، لا تقولوا: كم جلسنا ولم نعذب! وكم جلس غيرنا ولم يعذب! فإن العقوبات تتنوع، وربما تأخرت؛ لكنها إذا جاءت أبكت، وربما أهلكت.
أرسل أحدهم رسالةً يقول فيها: أولادي جميعًا ملؤوا زواجاتهم بالمنكرات، وهم جميعًا بين مطلق ومعلق، إلا ابني فلانا منع الحرام ورفض المنكرات، وهو الآن يعيش في سعادة لا يعلمها إلا الله.
لقد غر حلم الله وإمهاله أقوامًا، وبعد سنوات جاءتهم العقوبة حتى صاروا يتمنون الموت. قال ربنا -جل وعلا-: (فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ) [الزخرف:55].
عباد الله: لا أقول: إذا كنتم تريدون النجاة غدًا بين يدي الله، فإن من الناس من لا يفكر بالآخرة، لكن أقول: إذا كنتم تريدون النجاة والسعادة في هذه الحياة، إذا كنتم تريدون ألوانًا من النعم والخيرات في هذه الحياة، إذا كنتم تريدون حياةً مطمئنةً، فابتعدوا عن المعاصي والذنوب؛ فما شقي من أطاع الله، ولن يعرف السعادة من عصى الله.
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا) [طه:124-125].
لقد كنت أعمى في الدنيا، لقد كنت أعمى في الدنيا، لقد تعاميت عن كتاب الله وعن سنة رسول الله، كم تعاميت عن كلام الناصحين! كم تعاميت عن كلام الغيورين! فاليوم تحشر أعمى! جزاء وفاقا!.
(قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) [طه:125-126]، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا) [الأعراف:96]، فما هي العاقبة؟ (فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف:96].
هذا وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على خير الورى محمد المصطفى؛ امتثالًا لأمر الله –جل وعلا-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين، وتابعي التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم...
التعليقات