عناصر الخطبة
1/أهمية العلم النافع 2/فضائل تعلم العلم النافع وتحصيله 3/ثمرات العلم النافع وفوائده 4/بداية العام الدراسي الجديد 1446هـ 5/وصايا لطلبة العلم.

اقتباس

العلم طريق مُوصِّل إلى الجنة، سلعة الله الغالية، فحريٌّ بطالب العلم أن يبذل ما في وُسعه لطلب العلم النافع والإخلاص في طلبه وحسن المقصد والمراد، ليكون سببًا لوصوله إلى الجنة....

نعمة العلم وبداية العام الدراسي الجديد 1446

الخطبةُ الأولَى:

 

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلِ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

 

أما بعدُ -أيها المسلمون- فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

 

أيها المسلمون: العلم نعمة من أجلّ النعم التي أنعم الله بها على طالب العلم بعد نعمة الإسلام والإيمان وتوحيد الله -تعالى-، العلم النافع يبقى أثره ونفعه لصاحبه حيًّا وميتًا؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: "إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ"(صحيح مسلم: 3/ 1255).

 

العلم -أيها المسلمون- طريق مُوصِّل إلى الجنة، سلعة الله الغالية، فحريٌّ بطالب العلم أن يبذل ما في وُسعه لطلب العلم النافع والإخلاص في طلبه وحسن المقصد والمراد، ليكون سببًا لوصوله إلى الجنة؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ".

 

العلم -أيها الطلاب- أعظم مطلوب وأشرف مرغوب، فيه الرفعة في الدنيا والآخرة؛ قال -تعالى-: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)[المجادلة: 11]، ونفى الله -تعالى- المساواة بين أهل العلم وغيرهم؛ قال -تعالى-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)[الزمر: 9].

 

العلم -أيها المسلمون- يُورث صاحبه الخشية من الله، والعمل في الدنيا على نور من الله؛ قال -تعالى-: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)[فاطر: 28].

 

أيها المسلمون: إن أعظم ما ينبغي أن يتنافس فيه المتنافسون هو طلب العلم، والغبطة الحقيقية تكون في طلب العلم؛ فعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لاَ حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ؛ رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً، فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الحَقِّ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ حِكْمَةً، فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا"، الحكمة أي العلم الذي يمنع من الجهل ويزجر عن القبيح.

 

العلم فضله كبير ومكانته عالية، وأول ما أنزل من الوحي على محمد -صلى الله عليه وسلم- كلمة "اقرأ"، وهي مفتاح العلم والنور والتأمل.

 

قال -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)[العلق: 1- 5].

 

أيها المسلمون: اعلموا أن العلم نعمة عظيمة، فيه الخير والبركة والهداية والنور ورفع الجهل، مدحه الله -تعالى- في كتابه الكريم، وأمر نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يطلب الاستزادة منه؛ قال -تعالى-: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)[طه: 114]، بل إن مَن أراد الله -تعالى- به خيرًا فَقَّهه في الدين، وبارك له في العلم؛ فعن مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَان -رضي الله عنهما- قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ".

 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد -أيها المسلمون- اتقوا الله -تعالى- حق التقوى يصلح لكم أعمالكم وأقوالكم ويبارك لكم في أعماركم وأوقاتكم؛ قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70- 71].

 

أيها المسلمون: بعد غدٍ -بإذن الله تعالى- تفتح مدارسنا أبوابها لطلاب العلم لهذا العام الدراسي الجديد 1446هـ.

 

فنقول لكل طالب علم: اعلم أنك بطلبك العلم والإخلاص فيه ومقصدك في الانتفاع والنفع به، أجور عظيمة، فتأمل هذه النصوص القرآنية والحديثية؛ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ خَرَجَ فِي طَلَبِ العِلْمِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَرْجِعَ"(سنن الترمذي: 4/ 325).

 

وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "إِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْبَحْرِ"(سنن ابن ماجه 1/ 87).

 

وهذه وصايا لطلابنا:

منها: الاستعانة بالله -تعالى- في طلب العلم.

ومنها: الدعاء بالبركة والتوفيق وسؤال الله العلم النافع.

ومنها: الحرص وبذل الجهد وتنظيم الوقت.

ومنها: احترام وتقدير أنظمة المدرسة الإدارية والتعليمية.

ومنها: التقدير والاحترام للمعلمين، والاستفادة من تعليمهم وتوجيهاتهم.

ومنها: التعاون مع إخوانك وزملائك الطلاب.

 

وأن نشكر الله -تعالى- على نعمة العلم، ثم الشكر لما تقدّمه دولتنا المباركة من تجهيزات وإمكانات وما ترصده من ميزانية ضخمة للتعليم وتسهيل كل متطلباته.

 

أيها المسلمون: اتقوا الله حق التقوى واخشوه حق الخشية يبارك لكم ويزدكم علمًا ومعرفةً وخيرًا كثيرًا؛ قال -تعالى-: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[البقرة: 282].

 

هذا وصلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه؛ قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life