انفراج الأزمة واستغلال الإجازة

الشيخ محمد بن مبارك الشرافي

2022-10-05 - 1444/03/09
عناصر الخطبة
1/حقيقة التوكل على الله وفضله 2/العمل بالأسباب لا يضاد التوكل 3/جهود المملكة في مكافحة وباء كورونا 4/الدعوة لأخذ اللقاح والتحذير من الشائعات 5/الحث على قضاء الإجازة في طلب العلم.

اقتباس

عَلَيْنَا أَنْ نَحْذَرَ مِنَ الشَّائِعَاتِ عُمُومًا, وَمِنَ الشَّائِعَاتِ بِشَأْنِ هَذَا اللِّقَاحِ خُصُوصًا, وَقَدْ دَأَبَ بَعْضُ النَّاسِ بِنَشْرِ الْأَخْبَارِ الْمَغْلُوطَةِ, وَتَرْوِيجِ الْمَعْلُومَاتِ الْخَاطِئَةِ وَالْمَكْذُوبَةِ, وَتَلَقِّي الشَّائِعَاتِ مِنْ كُلِّ مَا يُنْشَرُ مِنْ غَيْرِ تَثَبُّتٍ, وَهَذَا مَنْهَجٌ فَاسِدٌ...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

الْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ بِلُطْفِهِ تَنْكَشِفُ الشَّدَائِد، وَبِالتَّوَكُّلِ عَلَيْهِ يَنْدَفِعُ كَيْدُ كُلِّ كَائِد، أَحْمَدُهُ -سُبْحَانَهُ- وَأَشْكُرُهُ وَأَسْأَلُهُ الْمَزِيدَ مِن فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ، فَبِفَضْلِهِ تَتَوَاصَلُ النِّعمُ وَجَمِيعُ الْعَوائِد، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ آيَةٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ الْوَاحِدُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ, صلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَعَلَى أَصْحَابِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِينِ, وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ مِنْ كُلِّ عَابِد، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

 

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَاعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ وَاحْذَرُوا مَعْصِيَتَهُ؛ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَعْمَالِ الْقَلْبِيَّةِ الْمُقَرِّبَةِ إِلَى اللهِ رَبِّ الْبَرِيَّةِ التَّوَكُّلَ عَلَيْهِ -عَزَّ وَجَلَّ-, وَالتَّوَكُّلُ: هُوَ الاعْتِمَادُ عَلَى اللهِ بِالْقَلْبِ فِي جَلْبِ الْمَنَافِعِ وَدَفْعِ الْمَضَارِّ مَعَ الثِّقَةِ بِهِ -سُبْحَانَهُ-, فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَفْلَحَ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ, قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[المائدة: 23], وَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)[الطلاق: 3], مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ كَفَاهُ, مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ حَفِظَهُ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَأَهْلِهِ وَمَالِهِ, مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللهِ أَكْمَلَ إِيمَانَهُ, وَفَازَ بِمُبْتَغَاهُ.

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: وَإِنَّ مِمَّا شَرَعَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- لَنَا فِعْلَ الْأَسْبَابِ الْجَائِزَةِ, مَعَ الاعْتِمَادِ وَالتَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ رَبِّ الْأَسْبَابِ وَمُصَرِّفِ الْأُمُورِ, وَكَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-  يَعْمَلُ الْأَسْبَابَ مَعَ صِدْقِ التَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ, وَحَيَاتُهُ كُلُّهَا كَذَلِكَ, وَالْخَطْبَةُ لا تَتَّسِعُ لِبَسْطِ هَذَا الْمَوْضُوعِ, لَكِنْ يَكْفِينَا هَذَا الْحَدِيثُ؛ فَعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى الله حَق تَوَكُّلِهِ؛ لَرَزَقَكُمْ كمَا يَرْزُقُ الطيْرَ، تغدو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا"(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ)؛ فَالطُّيُورُ لا تَبْقَى فِي أَعْشَاشِهَا, بَلْ تَسْرَحُ تَبْحَثُ عَنْ رِزْقِهَا, فَيُطْعِمُهَا الرَّزَّاقُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-, فَهَكَذَا -نَحْنُ- نَتَوَكَّلُ عَلَى اللهِ وَنَعْمَلُ بِالْأَسْبَابِ.

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا وَمِنَّتِهِ مَا تَقُومُ بِهِ دَوْلَتُنَا وَفَّقَهَا اللهُ لِمُكَافَحَةِ هَذِهِ الْجَائِحَةِ التِي عَمَّتِ الْعَالَمَ وَأَصَابَتِ الْمَلايِينَ, وَقَدْ عَايَشْنَا مَا قَامَتْ بِهِ الْحُكُومَةُ مُتَمَثِّلَةً فِي أَجْهِزِتِهَا بِاخْتِلافِ قِطَاعَاتِهَا مِنْ جُهُودٍ جَبَّارَةً؛ لِلْحِفَاظِ عَلَى صِحِّةِ الْمُوَاطِنِينَ وَالْمُقِيمِينَ, مَعَ مَا تَرَتَّبَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْإِجْرَاءَاتِ الاحْتِرَازِيَّةِ مِنْ هَزَّةٍ لِاقْتِصَادِ الدَّوْلَةِ, وَمَا تَرَتَّبَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ تَعْطِيلٍ لِكَثِيرٍ مِنَ المصَالِحِ لِلدَّوْلَةِ, لَكِنْ كُلُّ ذَلِكَ -بِحَمْدِ اللهِ- فِي سَبِيلِ الْحَدِّ مِنْ انْتِقَالِ هَذَا الْفَيْرُوسِ.

 

ثُمَّ إِنَّ مِنَ الْجُهُودِ الْمُتَوَاصِلَةِ مُبَادَرَةَ الدَّوْلَةِ لِتَأْمِينِ اللِّقَاحِ بَعْدَ اكْتِشَافِهِ, وَقَدْ أَكَّدَتْ وَزَارَةُ الصِّحَّةِ فِي بِلاَدِنَا بَعْدَ دِرَاسَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ وَمَرَاحِلَ اخْتِبَارٍ مُتَطَوِّرَةٍ مَأْمُونِيَّةَ اللِّقَاحِ وَفَاعِلِيَّتَهُ -بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى-؛ وَكَانَتْ بِلاَدُنَا مِنْ أَوَائِلِ الدُّوَلِ الَّتِي وَفَّرَتْ جُرْعَاتِ لِقَاحِ فَيْرُوسِ كُورُونَا الْمُسْتَجَدِّ, وَبِشَكْلٍ مَجَّانِيٍّ لِجَمِيعِ الْمُوَاطِنِينَ وَالْمُقِيمِينَ، وَدَعَتْ كُلَّ مُوَاطِنٍ وَمُقِيمٍ إِلَى التَّطْعِيمِ؛ بَلْ سَبَقَهُمْ إِلَى أَخْذِ هَذَا اللِّقَاحِ وَلِيُّ الْعَهْدِ -حَفِظَهُ اللهُ-؛ لِيُبَرْهِنَ بِذَلِكَ حُبَّهُ الصَّادِقَ لِكُلِّ مُوَاطِنٍ وَمُقِيمٍ، وَحِرْصَهُ عَلَيْهِمْ، وَوَفاءَهُ لَهُمْ، وَتَشْجِيعَهُمْ عَلَى أَخْذِهِ.

 

وَلِذَلِكَ فَالْوَاجِبُ عَلَيْنَا جَمِيعًا امْتِثَالُ مَا دَعَا إِلَيْهِ وُلاةُ الْأَمْرِ -حَفِظَهُمُ اللهُ- بِأَخْذِ اللِّقَاحِ, مَعَ ثِقَتِنَا بِاللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-, وَلِيُعْلَمَ أَنَّ هَذَا اللِّقَاحَ آمِنٌ بِفَضْلِ اللهِ وَمِنَّتِهِ, ثُمَّ بِالْحِرْصِ الشَّدِيدِ مِنَ الدَّوْلَةِ التِي تَعْتَنِي بِصِحَّةِ الْمُوَاطِنِينَ وَالْمُقِيمِينَ.

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: عَلَيْنَا أَنْ نَحْذَرَ مِنَ الشَّائِعَاتِ عُمُومًا, وَمِنَ الشَّائِعَاتِ بِشَأْنِ هَذَا اللِّقَاحِ خُصُوصًا, وَقَدْ دَأَبَ بَعْضُ النَّاسِ بِنَشْرِ الْأَخْبَارِ الْمَغْلُوطَةِ, وَتَرْوِيجِ الْمَعْلُومَاتِ الْخَاطِئَةِ وَالْمَكْذُوبَةِ, وَتَلَقِّي الشَّائِعَاتِ مِنْ كُلِّ مَا يُنْشَرُ مِنْ غَيْرِ تَثَبُّتٍ, وَهَذَا مَنْهَجٌ فَاسِدٌ وَطَرِيقٌ كَاسِدٌ, قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)[النساء: 83].

 

فَعَلَيْنَا تَلَقِّي الْمَعْلُومَاتِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْجَوَانِبِ الصِّحِيَّةِ مِنْ مَصَادِرَهَا الْمُعْتَمِدَةِ كَوَزَرَاةِ الصِّحِّةِ, وَالْهَيْئَةِ الْعَامَّةِ لِلْغِذَاءِ وَالدَّوَاءِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْجِهَاتِ هِيَ الْمُعْتَمَدَةُ فِي إِصْدَارِ الْمَعْلُومَاتِ, وَلا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَنْشُرَ مِثْلَ هَذِهِ الشَّائِعَاتِ وَلا أَنْ يَبْنِيَ عَلَيْهَا شَيْئًا؛ لِأَنَّ ذَلِكَ تَضْلِيلٌ لِلنَّاسِ وَحِرْمَانٌ لَهُمْ مِنَ الاسْتِفَادَةِ مِنْ هَذَا اللِّقَاحِ, وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ شَارَكَ فِي الْإِثْمِ إِذَا تَرَتَّبَ ضَرَرٌ أَوْ مَرَضٌ, عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ), وَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ: عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ، وَوَأْدَ الْبَنَاتِ، وَمَنْعاً وَهَاتِ، وَكَرِهَ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

أَقُولَ مَا تَسْمَعُونَ, وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 


الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ, وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ, وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعينَ.

 

أَمَّا بَعْدُ: فإن مِمَّا تُصْرَفُ فِيهِ الْأَعْمَارُ, وَتُقْضَى فِيهِ الْأَوْقَاتُ وَخَاصَّةً الْإِجَازَاتُ طَلَبَّ الْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ، فَبِإِمْكَانِكَ -أَيُّهَا الْمُسْلِمُ- أَنْ تَقْضِيَ إِجَازَتَكَ وَتَقُومَ بِحَقِّ أَهْلِكَ فَتَصْحَبَهُمْ مَعَكَ لِمَكَّةَ أَوِ الْمَدِينَةِ، وَتَحْضُرَ بَعْضَ مَا يُقَامُ هُنَاكَ مِنْ دُرُوسٍ عِلْمِيَّةٍ وَدَوْرَاتٍ شَرْعِيَّةٍ؛ فَتَتَعَلَّمَ وَيَتَعَلَّمَ أَهْلُكَ فِي الأَمَاكِنِ الْمُخَصَّصَةِ لِلنِّسَاءِ.

 

وَاسْتَمِعُوا إِلَى هَذِهِ الْقِصَّةِ الْقَصِيرَةِ عَنِ الخْرُوجِ فِي سَبِيلِ اللهِ لِطَلَبِ الْعِلْمِ؛ لِعَلَّنَا نتَحَرَّكُ فِي ذَلِكَ, فَعَنْ قَيْسِ بْنِ كَثِيرٍ -رَحِمَهُ اللهُ- وَهُوَ أَحَدُ التَّابِعِينَ، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ المَدِينَةِ عَلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- وَهُوَ بِدِمَشْقَ فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ يَا أَخِي؟, فَقَالَ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: أَمَا جِئْتَ لِحَاجَةٍ؟, قَالَ: لَا، قَالَ: أَمَا قَدِمْتَ لِتِجَارَةٍ؟, قَالَ: لَا، قَالَ: مَا جِئْتُ إِلَّا فِي طَلَبِ هَذَا الحَدِيثِ؟, قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ المَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ العِلْمِ، وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي المَاءِ، وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِر"(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ).

 

أَيُّهَا الإِخْوَةُ: نَحْنُ الآنَ فِي إِجَازَةٍ فَلْنَسْتَغِلَّهَا وَلْنَبْدَأْ مَرْحَلَةً جَدِيدَةً مِنْ أَعْمَارِنَا, وَلَنَحُثَّ أَوْلادَنَا وَأَقَارِبَنَا عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ وَحِفْظِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ.

 

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعًا وَعَمَلاً صَالِحًا, اَللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ والمُسْلمينَ وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكِينَ وَدَمِّرْ أَعَدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينَ، اللَّهُمَّ أعطنا ولا تحرمنا, اللَّهُمَّ أكرمنا ولا تُهنا اللَّهُمَّ أَعِنَّا وَلا تُعِنْ عَليْنَا اللَّهُمَّ انْصُرْنَا عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَيْشَ السُّعَدَاءِ، وَمَوْتَ الشُّهَدَاءِ، وَالحَشْرَ مَعَ الأَتْقِيَاءِ، وَمُرَافَقَةَ الأَنْبِيَاءِ.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وِأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ, اللَّهُمَّ ارْضَ عَنْ صَحَابَتِهِ وَعَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعيِهِم إِلَى يَوْمِ الدِّينِ, وَعَنَّا مَعَهُم بِعَفْوِكَ وَمَنِّكَ وَكَرَمِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

 

المرفقات
dsvTQpPUhmn804OFVmSWaGWNu1eSr3ykRT9y8ulY.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life