عناصر الخطبة
1/ أوصاف المتحجبات المتبرجات 2/ عقوبة المتبرجات 3/ عمل المرأة بين الرجال 4/ عواقب التبرج 5/ الحذر من الذئاب البشرية 6/ الالتزام بفتوى البلد في حكم الحجاباهداف الخطبة
اقتباس
وتلبس فستاناً إما أنه يشف أو أنه يصف وكلاهما حرامٌ شرعاً، ثم تضع الحزام في خصرها فيضغط عليه ليبرز مفاتن الجسد في أسفله وفي أعلاه ثم بعد ذلك تضيق الفستان في أسفله لتسير كما تسير الحمامة ثم تلبس كعباً عالياً فينطبق عليها الحديث: "مائلات مميلات"؛ مائلة في مشيها إلى الأمام تنحني رافعة صدرها مائلةً لغيرها والله ما مرت إحداهن على شباب عفيف أو غير عفيف إلا واستدار خلف ظهره ينظر إليها، وهؤلاء يقول عنهن الحديث: "لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها
لقد ظهر علينا في هذه الأيام ما يسمى بالحجاب المتبرج... اسمه حجاب وواقعه التبرج، بل إن فتنته أشد من فتنة الكاشفات العاريات؛ فمن علامة إحداهن إذا ما تحجبت حفت الحواجب وجعلتهن كحواجب الشيطان، تنزع الشعر نزعاً وتضع مكانه خطاً أسوداً في اتجاهاً فاتناً كعيون الشياطين... وتلقى المنديل على رأسها هكذا مستهزئة بالله ورسوله والمؤمنين، فيخرج شعرها فوق جنبيها ويخرج عنقها لأنها لا تلفه ولا تستره وتخرج أذناها فيها الأقراط الذهبية فتكون فتنتها أشد من فتنة المتبرجة..
ناهيك عن المكياج وكحل العيون وتلوين الجفون وصبغ الشفاه وتوريد الخدود والنظرات والحركات والابتسامات؛ فإذا قلت لها يا امرأة اتق الله لا تخضعي بابتسامتك وبحركاتك. ابتسمت من جديد، وقالت: أما سمعت الحديث الشريف الذي يقول: "ابتسامك في وجه أخيك صدقة".
وإذا قلت لها: يا أمة الله اتق الله فلا تخضعي في القول، قالت: بكل بساطة: أما سمعت الحديث الشريف يقول: "لئن تلقى أخاك بوجه طليق" فأصبحت فقيهة ولكن بالحجاب المتبرج...
وهكذا يوحي الشيطان إلى أوليائه ويؤزهم إلى الخطيئة، فأصبحن يتابعن الموديلات والأزياء القادمة من أسبانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وأوروبا وأمريكا، وأصبح أرباب الأزياء يتفننون في استخراج الأثواب والأشكال والألوان والزخارف حتى تحولت بعض المتحجبات إلى لعبة أشبه ما تكون براقصة على مسرح تلبس حجاب على رأسها مزخرف بخيوط ذهبية وأهداب سوداء مخملية ثم تجعل بعد ذلك شدة من الورد البنفسجي على إحدى جوانبه...
وتلبس فستاناً إما أنه يشف أو أنه يصف وكلاهما حرامٌ شرعاً، ثم تضع الحزام في خصرها فيضغط عليه ليبرز مفاتن الجسد في أسفله وفي أعلاه ثم بعد ذلك تضيق الفستان في أسفله لتسير كما تسير الحمامة ثم تلبس كعباً عالياً فينطبق عليها الحديث: "مائلات مميلات"؛ مائلة في مشيها إلى الأمام تنحني رافعة صدرها مائلةً لغيرها والله ما مرت إحداهن على شباب عفيف أو غير عفيف إلا واستدار خلف ظهره ينظر إليها، وهؤلاء يقول عنهن الحديث: "لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها".
وهذا الحجاب المتبرج.. أصبحت له مجلات ومعارض تعرض فيها الألوان والأنواع وأصبحت هناك تماثيل موجودة لنساء كاملات يلبسن مثل هذا الحجاب المتبرج في المجتمعات.
أحبتي في الله: هذه صورة من صور الاستهزاء بدين الله (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) [البقرة:8]، إذا ركبت السيارة وأوقفتها الإشارة أخذت لا يقر لها قرار إلا وتستولي على قلوب الواقفين فهي تلتفت يميناً وشمالاً وتوزع الابتسامات ورفرفات الحواجب، ثم بعد ذلك تركز على المرآة فتسحر عيناها الذي يقف خلفها فهو ينظر وهي تنظر، فينكسر قلبه وعينه ويستحي من الله وهي لا تستحي من الله ولا من الناس، ثم إذا نزلت إلى السوق أو إلى الجمعية لسد حاجة وما هي بحاجة إن الرجال يقومون بسد حاجات البيوت، ولا تخرج المرأة من بيتها بعد أن تقر فيه إلا لضرورة إما لطلب علم ضروري أو التدريس أو التطبيب.
وجودها في غرفة واحدة على مكتب يحاصرها رجال من هذا كلمة "صباح الخير يا عسل" وهذا "صباح الخير يا وردة".
هذا والحجاب المتبرج وإن غطت وجهها، وهل تستطيع أن تمنع الموظفين وزملاء -اسم جديد للدعارة- زملاء العمل وتعال اجلس مع زملاء العمل واسمع المغامرات والقصص والحكايات والمواعيد واللقاءات والهمسات والابتسامات والرموز؛ وما هذا يا امرأة؟ زميلي في العمل!! أبوك؟ أخوك؟ زوجك هل نزل القرآن الذي أباح أن تكشف المرأة لمحارمها للآباء للأبناء والأزواج؛ هل قال القرآن وزملائهن... في أعمالهن...
تركب المصعد في عمارة في مؤسسة وتلتقي مع الزميل والمصعد محشور فيه من الناس ولكن الذي لا يستح من الله لا يستحي من الناس، وآخر ما أدرك الناس من كلام النبوة "إن لم تستحي فاصنع ما شئت" تبدأ معه الضحك ما شفناك، ما سمعناك، ما حضرت الحفلة ما شفت بدلتي ما شفت فستاني، وكأنها لم يكن معها أُناسٌ لهم حياء ولهم دين، تحولت الرذائل إلى فضائل بحكم العادة والمألوف؛ فالإنسان الذي ينشأ مع المصلى صلى، ومع المغنيين غنى، هذا أمر معروف.
تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً إلى الواحدة ظهراً وقد يكون لها عمل آخر من بعد العصر إلى الثامنة مساءاً تلتقي بالأجانب أكثر مما تلتقي بالأبناء والزوج؛ ثم ماذا تنتظر منها بعد ذلك؟ أن تكون صحابية، أن تكون ابنة "سعيد بن المسيب" يوم أن كتب إليه عبد الملك يطلب ابنته لولي عهده، زوجها إلى أول تلميذ يجلس أمامه ولم يكن عنده ساعتها ما يدفع به مهرها، فلما جن المساء وهو صائم جاء سعيد وابنته خلفه قد غطى جلبابها كل جسدها ودفعها إليه، فذهب ابن جدعان يُشهر في الناس تزوجت تزوجت ثم بعد ذلك أراد أن يخرج إلى درس العالم ابن المسيب؛ فماذا قالت له ابنته؟ قالت: إذا عدت من فرض الصلاة فإن درس أبي عندي فكانت تحفظ فقه أبيها ودرس أبيها فمكث عندها الأيام الشرعية المحددة للبكر، فوجدها العالمة الفقيهة.
هل كل من وضعت قطعة القماش الأصفر أو الأحمر والأبيض على الرأس هي في فقه هذه وعلمها؟ حتى تأخذ التحصين من هؤلاء الذين ينتشرون في الطرقات؛ كالضباع يبحثون ويتصيدون في قلب كل واحد منهما ميكروب الفاحشة والرذيلة والزنا يظن كل امرأة تقف على الرصيف أو سيارتها معطلة أو تنظر إليه بالمرآة أو تتقدم أو تتأخر بكل حركة يظن منها أنها تهواه وتعشقه وتريد منه أن يعاشرها أو يصاحبها...
مصيبة عمت وطمت، وكثرة الخيانات الزوجية، ومشاكل الناس عندي ما يمر علي أسبوع إلا ويأتي زوج يشكو خيانة زوجته، وبعض الأزواج بدأ يضع أجهزة تسجيل سرية في غرف النوم لكثرة الريب والشك، وما جاءنا هذا البلاء إلا من هذا الحجاب المتبرج وأصبحت الفتاة أو بعض الفتيات يخدعن الآباء والأمهات ما أن تضع هذه الخرقة على الرأس إلا ويعطوها كامل الثقة تخرج وتروح وتسافر فإذا سألتهم يا عباد الله اتقوا الله... احفظوا أعراضكم... قالوا: البنت متحجبة.. متحجبة... مكالمات تأتيني من البحرين يا شيخ الكويت كفوا بناتكم عنا، كنتم تقولون: بنات البحرين يتسببون في عملية التبرج، الآن من مساء الأربعاء ثم الخميس إلى مساء الجمعة تزدحم فنادق البحرين من الفتيات يضربن المواعيد، قيس وليلى يتفقون وينفذون هناك مسئولية من؟ مسئولية الوالد والوالدة "كلكم راع".
أين ابنتك يا أخا الإسلام؟ قال مسافرة، عند من؟ عند صديقتها عزمتها في البحرين، لماذا تركتها تسافر هكذا لوحدها؟ ، قال : متحجبة...
مأساة ما بعدها مأساة عندما يأتني إنسان ويحكي لي عن جاره وقفت زوجته امرأته بسيارتها متعطلة بالطريق السريع وجاءتها امرأتان في سيارة متحجبتان بالحجاب المتبرج وعرضتا عليها المساعدة نحن نوصلك إلى البيت وما أن ركبت معهما حتى انطلقوا إلى المزرعة... فلما دخلتا أخذتا يقنعاها بالفاحشة والزنا ويهوناها لا يعلم أحد لا يدري أحد هذا أمر هين... والمرأة أصيبت بصدمة؛ لأنها شريفة عفيفة وخرج الذئب البشري ينظر فلما رآها عرف أنها امرأة جاره فتلثم وقال: أعيدوها حيث أخذتموها وأصيبت المرأة بصدمة ووضعت في العلاج النفسي وما أدري هل انتهت حياتها بطلاق أم لم تنته؟.
ولكن أصبح الحجاب المتبرج مصدر خطر على أعراضنا ولا حول ولا قوة إلا بالله عندما تذهب المرأة لكي تكون مرافقة في المستشفى مع طفلة مريضة أمها أو أختها لا يأمن الوالد أو الزوج من أين يأتي هنا ذئاب بشرية، صحيح أن المرأة العفيفة الشريفة الملتزمة لا يجرؤ أحد أن يقدم عليها إلا إذا بدا منها ما يشجع الذئب البشري، ولكن علينا أن نأخذ الحيطة والحذر وأن نشدد الحيطة والملاحظة لهذه الأمور .
المرأة عندما تكون مرافقة في المستشفى في غرفة خاصة، عليك أن توصيها يا امرأتي هذا ليس من الشك أو الريب إنما هو ثقة بك وحباً لك وحفاظاً على دينك، قد يكون أحد الزوار ذئب البشري، قد يكون أحد الموظفين ذئب البشري، وهذا معروف يوماً من الأيام كنت في أحدى المستشفيات وفتاتان جالستان في البلكون مرافقتان لمريض وتظن هذه المرأة أنها إذا دخلت غُرفة خاصة في مستشفى أنها في بيتها لا؛ قال صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها، فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عز وجل".
ما يجوز وهذه جالسة في البلكون وتنشر الشعر ومريض في الطابق العلوي نظر هكذا وعندما رآها بهذا المنظر صار دائم الدخول لجناح النساء وهو يحمل مجلات وجرائد في غير وقت الزيارة واشتكت النساء من هذا الذي دخل، فقال : المريضة تحت أرادت مني جريدة.
إذن يجب أن تشدد المراقبة على مثل هذه المؤسسات العامة حتى إذا ما وضع الإنسان عرضه فيها كان مطمئناً لا يزعزعه مزعزع، وعلى رجال الأمن الخاص داخل هذه المستشفيات أن يشددوا الحراسة على أنفسهم وعلى غيرهم وعلى بعضهم البعض.
أنا -والله- لا آمن من بعد أن اختطفت فتاة السادسة عشر من بعض رجال الأمن وهُتكَ عرضها ذلك في الجرائد... لا آمن على أعراض المسلمين إلا الشرفاء، وأن تكون هناك شروط لدخول رجل الأمن في وظيفته:
1- أن لا يكون فاشلاً في دراسته.
2- أن لا يكون تاركاً للصلاة.
3- أن لا يعرف عنه بفسوقه وفجوره.
لا أن يكون هذا العمل حاوياً وحاضناً لكل فاشل في حياته إلا من رحِمَ الله.
الحجاب المتبرج من الويلات ولا يحل أيضاً لأي دولة من الدول وعلماؤها من أهل الحل والعقد يتبنون حكماً لمذهب الإمام أحمد والإمام أحمد -رحمه الله عليه- يرى أن كل المرأة عورة؛ وجهها وكفها ويديها ورجليها وصوتها، ولا يحل لهم بعد أن أجمع العلماء عندهم أن هذا الحجاب الشرعي، أن يأتي فتيات هذا البلد، قال العالم في الكتاب الفلاني أو في البلد الفلاني أو الشريط الفلاني أن كشف وجه المرأة ليس من العورة.
إنما على المسلمين أن يلتزموا جماعة العلماء في بلدهم ولا يفارقوهم في فتواهم؛ لأنهم هم أعلم حسب دراسة الأدلة واستخلاص الحكم ما ينفع البلد في الحكم الشرعي في الحجاب.
أحبتي في الله: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بناتنا ونساءنا وأزواجنا، وأن يحفظ أعراضنا وأن يقينا فتنة التبرج، وهو القادر وولي ذلك، اللهم اجعل هذا بلداً آمناً وارزقه من الثمرات هو وسائر بلاد المسلمين.
اللهم استرنا يوم العورة، وثبتنا يوم الجزع وصبرنا يوم الفزع وأطعمنا يوم الجوع، واسقنا يوم الظمأ وأمنا يوم الخوف برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نعوذ بك من هذه الحروب ومن شرورها ونستغفرك من الذنوب التي بسببها سلطت علينا ذلك، هذا بذنبنا وتعفو عن كثير مشكور ربي غير مكفور، اللهم أنت ربي نشكر ولا نكفرك، إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك.
اللهم إنا نعوذ بك من حياة البطرين الفرحين الطاغين، ونسألك حياة الخائفين الوجلين، اللهم نسألك أن تجعلنا وتستعملنا فيما يرضيك ولا تشغلنا فيما يبعدنا عنك.
التعليقات