عناصر الخطبة
1/تعريف اللطيف 2/قصتان يظهر فيهما لطف الله 3/من مظاهر لطف الله سبحانهاقتباس
(اللهُ لطيفٌ بعبادِه)، أحاطَ العُسرَ الشَّديدَ بيُسرينِ، وجعلَ بعدَ الكربِ الفرجَ المبينَ، يعصيهُ النَّاسُ فيمهلُهم إمهالاً، ويتوبونَ إليه فيكونُ لهم أشدَّ إقبالاً، لا يُعاجلُ بالعقوبةِ؛ لأنَّه حليمٌ، ولا يمنعُ رزقَه؛ لأنَّه كريمٌ، ولا يبتلي إلا بما يُطاقُ؛ لأنَّه رحيمٌ، ويُقدِّرُ لعبادِه ما ينفعُهم؛ لأنَّه حكيمٌ، ولا يخفى عليه شيءٌ أبداً؛ لأنَّه عليمٌ...
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ اللَّطيفِ الرؤوفِ المنانِ، الغنيِّ القويِّ السُّلطانِ، الحليمِ الكريمِ الرحيمِ الرحمنِ، الأولِ فلا شيءَ قبلَه والآخرِ فلا شيءَ بعدَه، والظاهرِ فلا شيءَ فوقَه والباطنِ فلا شيءَ دونَه، المحيطِ عِلماً بما يكونُ وما كانَ، يُعِزُّ ويُذِلُّ، ويُفْقِرٌ ويُغْنِي، ويفعلُ ما يَشاءُ بحكمتِه، كلَّ يومٍ هو في شَأنٍ، أَرسى الأرضَ بالجبالِ في نواحيها، وأرسلَ السَّحابَ الثِّقالَ بماءٍ يُحييها، وقضى بالفناءِ على جميعِ ساكنيها؛ ليجزيَ الذين أساءوا بما عملوا، ويجزيَ المحسنينَ بالإحسانِ، أحمدُه على الصِّفاتِ الكاملةِ الْحِسانِ، وأشكرُه على نِعَمِه السابغةِ، وبالشُّكرِ يزيدُ العطاءُ والامتنانُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الملكُ الديَّانُ، وأشهدُ أنَّ مُحمداً عبدُه ورسولُه المبعوثَ إلى الإنسِ والجانِّ، صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وأصحابِه والتَّابعينَ لهم بإحسانٍ ما تَوالتِ الأزمانُ، وسلَّم تَسليماً.
أما بعد: عندما تقرأُ سورةَ الشُّورى بتسلسلِ آياتِها العجيبِ، فتمرَّ على قولِه -تعالى-: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)[الشورى:19]؛ فأرجوكَ، قِفْ.. أعدْ الآيةَ، تأملها.. تدَّبرها.. هل لا حظتَ شيئاً؟
(اللهُ لطيفٌ بعبادِه)؛ فما معنى اسمِ اللهِ -تعالى- اللَّطيفِ؟، وكيفَ يكونُ سبحانَه لطيفاً بعبادِه؟.
اللَّطيفُ: كما أنَّه عالِمُ خفايا الأمورِ والأشياءِ، فهو كذلكَ مُدبِّرُ شأنَ عبادِه بِخفاءٍ، لطيفٌ بعبادِه، رفيقٌ بهم، قريبٌ منهم، يعاملُهم بعطفٍ ورأفةٍ وإحسانٍ، ويقبلُ منهم التَّوبةَ ويُجازيهم بالغُفرانِ، مهما بَلغَ منهم الإسرافُ والذُّنوبُ والعِصيانُ، كما قالَ ابنُ القيِّمِ -رحمَه اللهُ-:
وهوَ اللَّطِيفُ بِعَبْدِهِ وَلِعَبْدِهِ *** واللطفُ في أوصافِهِ نَوْعَانِ
إدراكُ أسرارِ الأمورِ بِخِبْرَةٍ *** واللطفُ عندَ مَوَاقِعِ الإحسانِ
فَيُرِيكَ عِزَّتَهُ وَيُبْدِي لُطْفَهُ *** والعبدُ في الغَفَلاتِ عنْ ذا الشَّانِ
(اللهُ لطيفٌ بعبادِه)، تعرفُ معناها عندما تتأملُ في قِصةِ يوسفَ -عليه السَّلامُ- من بُغضِ إخوانِه له بسببِ محبةِ أبيهم له، ثُمَّ إلقائه في البئرِ وحيداً، ثُمَّ عبوديتِه في بيتِ العزيزِ بعيداً، وكيدِ النِّساءِ ذواتِ المناصبِ الجميلاتِ، ثُمَّ لُبثِه في السِّجنِ بضعَ سنواتِ، وما أصابَ أباهُ من الحُزنِ والأسى، وفقدِ الولدِ والعَمى، وإذا باللَّطيفِ يُرسلُ إلى قصرِ المَلكِ رؤيا لطيفةً، تتجاوزُ الأسوارَ والجنودَ الكثيفةَ، فيخرجُ بعدها يوسفُ مُتمكِّنَّاً في الأرضِ يتبوَّأُ منها حيثُ يشاءُ، فيجتمعُ بوالديهِ وإخوانِه بعدَ طولِ غيابٍ في قَصرِه، بعدَ أن ردَّ اللهُ -تعالى- على أبيهِ ما فقدَ من بصرِه، فيقولُ في النِّهايةِ: (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)[يوسف:100].
(اللهُ لطيفٌ بعبادِه)، تؤمنُ بها عندما تنظرُ في أمٍّ ترمي ابنَها الرَّضيعَ في البحرِ، فيحملُه اللَّطيفُ على الأمواجِ ليعيشَ في القَصرِ، ويُلقي في قلبِ امرأةِ فرعونَ محبتَه، فيحميه الذي كانتْ تخافُ عليه من بطشِه، ثُمَّ يمنعُ عن الصَّغيرِ الرَّضاعةَ مع جوعِه وعَطشِه، ليرجعَ إلى قلبِ أمِّه الذي أصبحَ فارغاً، وعداً من اللَّطيفِ حقَّاً صادقاً، (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ * فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)[القصص:12-13].
(اللهُ لطيفٌ بعبادِه)، تعلمُ شيئاً من حقيقتِها عندما تتذَّكرُ نفسَكَ وأنتَ في بطنِ أمِّكَ .. من كانَ يوصلُ الطَّعامَ والشَّرابَ إليكَ؟، من كانَ يحفظُكَ من الأذى ويحميكَ؟، في وقتٍ كانتْ أمُّكَ التي تحملُكَ في بطنِها، لا تراكَ ولا تستطيعُ الوصولَ إليكَ، (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)[النحل:78]، بل من جعلَ في صدرِ أمِّكَ مصنعاً يَدرُّ الحليبَ، وأرشدَك إلى أن تمصَّ الثَّديَ لاستخراجِ الطَّعامِ، ثُمَّ تتركُه إذا شبِعتَ لتبدأَ في اللَّعبِ والابتسامِ.
(اللهُ لطيفٌ بعبادِه)، ومن لطفِه بعبدِه أنَّه يبتليه بمرضٍ عُضَالِ، الذي تَندَّكُ بسببِه شُمُّ الجِبالِ، فيُثبتُّه تثبيتاً عظيماً عجيباً؛ فلا تراهُ إلا شاكراً صابراً مُنيباً، يفرحُ إذا تذكَّرَ قولَه -صلى اللهُ عليه وسلمَ-: "وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ"، ويشتاقُ إذا تذكَّرَ قولَه -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-: "يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلاءِ الثَّوَابَ، لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ"، يأتيه النَّاسُ ليواسونَه على ما أصابَه من البلاءِ، فيخرجونَ من عِندِه وقد أخذوا دَرساً عملياً في الصَّبر على القضاءِ، ولسانُ حالِه:
إذا ما ألمَّتْ شدةٌ فاصطبرْ لها *** فخيرُ سلاحِ المرءِ في الشِّدَّةِ الصَّبْرُ
وإنّي لأَستحي من اللهِ أن أُرَى *** إلى غيره أشكو وإن مَسَّني الضُرُّ
عسى فَرَجٌ يأتي به الدهرُ حازماً *** صَبوراً فإن الخيرَ مِفْتاحُه الصبرُ
فكم من هُمومٍ بعد طولٍ تكشَّفتْ *** وآخرُ مَعسورُ الأمورِ له يُسْرُ
(اللهُ لطيفٌ بعبادِه)، فترى العبدَ يُسرفُ على نفسِه طُولَ عُمرِه، حتى لم يبقَ إلا شِبراً بينَه وبينَ قَبرِه، وإذا بِاللَّطيفِ يفتحُ عليه أبوابِ التَّوبةِ والاستغفارِ، فيتوبُ ويؤمنُ ويعملُ عملَ الصَّالحينَ الأبرارِ، (فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)[الفرقان:70]؛ فسبحانَ من كانَ بعبادِه لطيفاً كريماً حليماً.
(اللهُ لطيفٌ بعبادِه)، فعندما يموتُ لكَ حبيبٌ كانَ يملأُ حياتَك، كانَ هو ليلُك ونهارُك وسائرُ أوقاتِكَ، لم تكنْ يوماً تتصوَّرُ الدنيا دونَ لُقياهُ، ولا تتخيَّلُ أن تأتي إلى مكانِه فلا تراهُ، كانَ هو ملءُ العينِ والبصرِ والفؤادِ، كانَ هو بلسمُ الجروحِ ومصدرُ الإسعادِ، وفي لحظةٍ واحدةٍ أصبحَ في عِدادِ الأمواتِ؛ فإذا باللَّطيفُ يُلهمُكَ الصَّبرَ والتَّسليمَ والثَّباتَ، فتقولُ ما أوصاكَ به -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-: "مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلاَّ أَجَرَهُ اللَّهُ فِي مُصِيبَتِهِ وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْرًا مِنْهَ"، وإذا بالأحزانِ والهمومِ تُستبدلُ بالأفراحِ، وإذا الصَّدرُ الضَّيقُ يحسُّ بالانشراحِ؛ فتعلمُ أن حبيبَك قد ذهبَ إلى الغفورِ الرَّحيمِ، الذي وعدَ عبادَه بجنَّاتِ النَّعيمِ.
وكَمْ للهِ مِنْ لُطْفٍ خَفيٍّ *** يَدِقُّ خَفَاهُ عَنْ فَهْمِ الذَّكِيِّ
وَكَمْ يُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعْدِ عُسْرٍ *** فَفَرَّجَ كُرْبَةَ القَلْبِ الشَّجِيِّ
وكَمْ أَمرٍ تُساءُ به صَباحاً *** وَتَأْتِيْكَ المَسَرَّة ُبالعَشِيِّ
إذا ضَاقَتْ بِكَ الأحوالُ يَوماً *** فَثِقْ بالواحِدِ الفَرْدِ العَلِيِّ
وَلاَ تَجْزَعْ إذا مَا نَابَ خَطْبٌ *** فَكمْ للهِ من لُطفٍ خَفِيٍّ
(اللهُ لطيفٌ بعبادِه)، أحاطَ العُسرَ الشَّديدَ بيُسرينِ، وجعلَ بعدَ الكربِ الفرجَ المبينَ، يعصيهُ النَّاسُ فيمهلُهم إمهالاً، ويتوبونَ إليه فيكونُ لهم أشدَّ إقبالاً، لا يُعاجلُ بالعقوبةِ؛ لأنَّه حليمٌ، ولا يمنعُ رزقَه؛ لأنَّه كريمٌ، ولا يبتلي إلا بما يُطاقُ؛ لأنَّه رحيمٌ، ويُقدِّرُ لعبادِه ما ينفعُهم؛ لأنَّه حكيمٌ، ولا يخفى عليه شيءٌ أبداً؛ لأنَّه عليمٌ.
إذا اشتملتْ على اليأسِ القلوبُ *** وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
وأوطنتْ المكارهُ واستقَّرتْ *** وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
ولم ترَ لانكشافِ الضُّرِّ وَجهاً *** ولا أغنى بحيلتِه الأَريبُ
أتاكَ على قُنوطٍ مِنكَ غَوثٌ *** يمنُّ به اللطيفُ المستجيبُ
وكلُّ الحادثاتِ اذا تناهتْ *** فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ
بارَكَ اللهُ لي ولكم في الكتابِ والسنةِ، ونفعنا بما فيهما من الآياتِ والحكمةِ، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولجميعِ المسلمينَ والمسلماتِ من جميعِ الذنوبِ والخطيئاتِ، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنَّ ربي لغفورٌ رحيمٌ.
الخطبة الثانية:
إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا، وسيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن مُحمداً عبدُه ورسولُه.
أما بعد: يقولُ ابنُ القيمِ -رحمَه اللهُ-: "لو كَشفَ اللهُ الغِطاءَ لعبدِه وأظهرَ له كيفَ يُدَّبرُ اللهُ له أمورَه، وكيفَ أنَّ اللهَ أكثرُ حِرصاً على مصلحةِ العبدِ من العبدِ نفسِه، وأنه أرحمُ به من أمِّه؛ لذابَ قلبُ العبدِ محبةً للهِ، ولتقطعَ قلبُه شُكراً للهِ"، وصدقَ رحمَه اللهُ.
ولذلكَ كانَ من لطفِه بعبادِه أنْ فتحَ لهم بابَه ليلاً ونهاراً، يدعونَه على مدارِ السَّاعةِ سِراً وجِهاراً، يقولُ بَكرُ المُزنيُّ -رحمَه اللهُ-: "مَنْ مِثْلُكَ يَا ابْنَ آدَمَ، خُلِّيَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْمِحْرَابِ وَالْمَاءِ، كُلَّمَا شِئْتَ دَخَلْتَ عَلَى اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ".
سبحانَه قدَّرَ المقاديرَ فتلطَّفَ، وابتلى أحبابَه فخفَّفَ .. من ذا الذي هداكَ، ومن خلقَكَ فسوَّاكَ، ومن يستجيبُ دُعاكَ، ومن بالرحمةِ يرعاكَ؟، ومن ذا الذي يفرحُ بتقواكَ؟، ومن ذا الذي تنساهُ فلا يَنساكَ؟، ومن ذا الذي سخَّرَ الكونَ كلَّه لرضاكَ؟، ربٌّ عظيمٌ لطيفٌ بعبادِه وهو غيرُ محتاجٌ لهم، يُعطي كرماً وإن منعَ فرحمةً بهم، اسمعْ لشَيبانَ الرَّاعي وهو يقولُ لسُفيانَ: "يا سُفيانُ عُدَّ مَنعَ اللهُ إياكَ عَطاءً مِنهُ لك؛ فإنَّه لم يمنعكَ بُخلاً، إنما منعكَ لُطفاً"، معاني عظيمةٌ لا يقفُ عليها إلا من وفَّقهُ اللهُ -تعالى- للعلمِ بأسمائه وصفاتِه.
فيا عبدَ اللهِ: إن كانَ لكَ ربٌّ لطيفٌ عظيمٌ مُعينٌ فاطمئن ونَمْ مُرتاحَ البالِ قريرَ العينِ، (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ * أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)[الملك:13-14].
اللهمَّ إنا نسألُك إيماناً يباشرُ قلوبَنا، ويقيناً صادقاً، حتى نعلمَ أنه لا يصيبُنا إلا ما كتبتَ لنا، ورضِّنا بما قسمتَ لنا.
اللهم إنا نسألُك من الخيرِ كلِّه، عاجلِه وآجلِه، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذُ بك من الشَّرِ كلِّه، عاجلِه وآجلِه، ما علمنا منه وما لم نعلم.
اللهم إنا نسألُك من خيرِ ما سألكَ منه عبدُك ونبيُّك، ونعوذُ بك من شرِ استعاذَ منه عبدُّك ونبيُّك.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، ونعوذُ بك من النارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، ونسألُك أن تجعلَ كلَّ قضاءٍ قضيتَه لنا خيراً.
اللهم أصلحْ لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا أخرتَنا التي إليها معادُنا.
اللهم لا تجعل مصيبتَنا في دينِنا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِّنا ولا مبلغَ علمِنا واجعل الحياةَ زيادةً لنا من كلِّ خيرٍ، واجعل الموتَ راحةً لنا من كلِّ شرٍ.
اللهم أصلح أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، وآمنَّا في أوطانِنا ودورِنا.
اللهم اشفِ مرضانا وارحم موتانا وبلغنا مما يرضيكَ آمالَنا، واختم بالباقياتِ الصالحاتِ أعمالَنا.
التعليقات