عناصر الخطبة
1/الحث على التمسك بالقرآن الكريم 2/الدعوة للصبر والاحتساب وتحمل الابتلاءات 3/رسائل للأمة الإسلامية والمنظمات العالمية 4/رسائل تأييد ومؤازرة للمرابطين المجاهدين 5/وجوب صيانة المسجد الأقصى وحمايته 6/آمال رغم الآلاماقتباس
ثِقُوا بربكم، وأحسِنوا الظنَّ بالله، واعلموا أنَّ هناك قوة خارقة تُسمَّى "اليقين بالله"، بها نتخطَّى الظروفَ، ونتجاوز الشدائدَ والمحنَ، حتى ولو كانت كلُّ الأبواب مغلقةً، والظروف معسرة ومعقَّدة، والحال والأسباب والواقع بواقعه يوحي بعكس ذلك، إلا أن اليقين بالله يغير الحال، بِكُنْ فيكونُ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله تفرد عزًّا ومجدًا وجلالًا، وتقدس بهاء وسناء وجمالًا، وتوحد عظمة وكبرياء وكمالًا، تبارك ربنا -سبحانه وتعالى-، سبحانه إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الجليل الجبَّار، خالقُ كلِّ شيءٍ وهو الواحدُ القهَّارُ، سبحانَكَ يا ربِّ؛ (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)[إِبْرَاهِيمَ: 34]، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، ومصطفاه وخليلُه، لا خيرَ إلَّا ودلَّ أمتَه عليه، ولا شرَّ إلَّا وحذَّرَها منه، صلى الله عليه، وعلى آل بيته الأطهار، وصحابته الكرام، والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المرابطون: اتقوا الله حقَّ التقوى، فمن اتقى ربَّه نَجَا، ومن اتبع هواه غوى؛ (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)[الطَّلَاقِ: 2-3].
أيها المرابطون: عليكم بكتاب الله -عز وجل-، اجعلوه حاضِرًا معكم في حياتكم، فمن تمسك به في جميع شؤونه فقد اهتدى بهدي الله، فاز في دنياه، ونجا في أخراه، مِصداقًا لقوله -تعالى-: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)[الْبَقَرَةِ: 38]، وفي قوله: (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)[طه: 123]، ومَنْ تمسَّك بالقرآن الكريم مكَّن الله له في الأرض، ويسَّر له أسبابَ الاستقرار والأمان.
واعلموا -عباد الله- أن الله -عز وجل- في كتابه العزيز لا يذكر قصص الأنبياء عبثًا، ما من شدة قد تمر علينا في هذه الأيام إلا وفي قصص الأنبياء ما هو أشد منها، فيلحقها الفرج، ستجدون في قصص القرآن الكريم المرض والخوف والجوع والحصار، وستجدون السجن والطرد والفقد والقتل، وسنرى من خلال الآيات الكريمة أن الله على كل شيء قدير، فهو كاشف البلاء، وكاشف المحن، وينصر المظلوم ولو بعد حين، هذه سُنَّة الله في خَلْقِهِ، وتذكروا دائمًا القواعد الربانية، التي أصلها القرآن الكريم؛ لتكون لنا منارة في حياتنا، لا حزن؛ (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)[التَّوْبَةِ: 40]، لا تبتئس؛ (فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[هُودٍ: 36]، لا قنوط؛ (لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ)[الزُّمَرِ: 53]، لا يأس؛ (إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)[يُوسُفَ: 87]، ويقابل ذلك لعدوكم: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)[يُونُسَ: 81]؛ ففي الكتاب العزيز دعوة وتربية على الصبر والإيمان، وفي الكتاب العزيز العبرة والعظات، والحِكَم والإشارات، التي يستمد منها الصابرون والمرابطون والمحتسِبون قوتَهم وإيمانَهم؛ فالله -عز وجل- نصَر الأنبياءَ على أعدائهم، وكانت العاقبة الحسنى لهم، وكانت عاقبتُهم في الدنيا النصر والتأييد، ولعدوهم كانت الذلةُ والصغارُ على مَنْ خالَف أمرَهم؛ سلَّط اللهُ عليهم غضبَه وبأسَه، وحلَّ بهم الدمارُ والخرابُ بسبب طغيانهم، فكانوا أثرًا بعد عين، كما قال الله على لسان كليمه موسى -عليه السلام-: (عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ في الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)[الْأَعْرَافِ: 129]؛ فجاءت المكافأة من الله -عز وجل-: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا في الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ في الْأَرْضِ)[الْقَصَصِ: 5-6].
أيها المصلون: هذه طريق الأنبياء في الدعوة إلى الله لم تكن مفروشة بالورود، طريق تعب فيها آدم، وناح لأجلها نوح، ورمي في النار الخليل، وبيع يوسف بثمن بخس بعد أن آذاه إخوته، فعاش وحشة البئر والسجن والغربة، وظلمات ثلاث عاشها ذو النون؛ يونس -عليه السلام-، ابتلعه الحوت في البحر، فعاش ظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، وظلمة الليل الدامس، ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى -عليه السلام-، وحبيبنا -عليه الصلاة والسلام- عاش الفقرَ والحصارَ والتهجيرَ، وعاش جَوْرَ الإعلام وتزويرَه وادعاءاتٍ كاذبةً مغرضةً، وتعرَّض للأذى بشتى أشكاله وأنواعه، ولنعلم -أيها الصابرون- في بَيْت الْمَقدسِ أن الظلم ليس قضية ماضية، بل سُنَّة باقية، والوقوف على صفات طغاة الأمس من خلال نور القرآن الكريم وهديه يعطينا معالمَ لصفات طغاة اليوم؛ إذ إن السُّنَن تتكرَّر، وأفعال العباد تتشابه، والله يقول: (أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ)[الذَّارِيَاتِ: 53]؛ أي: أوصى بعضُهم بعضًا بهذه المقالة، فهم قوم طغاة تشابهت قلوبهم، وأقوالهم وأفعالهم في اختلاف الزمان والمكان.
إليك أيها المرابط: تمسَّكْ بكتابِ ربِّكَ، واعلم أن الحروب والابتلاءات لا تقع إلا لحكمة عظيمة، وَتَذَكَّرْ دائمًا أنَّ كلَّ حدثٍ في الكون لا يحدُث إلَّا بعلم الله وإرادته -سبحانه وتعالى-، فاطمئنَّ، واعلم أن هذه الحروب، هذه الحرب حدثت بعلم الله وإرادته، فلا أحدَ من البشر يُسَيِّرها وفقَ هواه، فتيقَّنْ وثِقْ بالله، وأحسِنِ الظنَّ بالله، ولا شكَّ أن هناك حكمة من اندلاعها، قد تعرفها وقد تجهلها، فافهم، وسُنَّةُ اللهِ في الابتلاء سُنَّةٌ ماضيةٌ، وقد يكون البلاء فرديًّا، وقد يكون البلاء جماعيًّا، فاعقل واعلم أن الدنيا دار ابتلاء، دار التواء، لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فتذكر، وحين تضل الأمم والشعوب، وتنحرف عن منهاج ونهج ربها، يرسل الله -عز وجل- الابتلاءات وآيات التخويف قد تبدو في ظاهرها قاسية، ولكنَّها في الباطن رحمة وخير، فاستبشر، وقد تكون هذه الابتلاءات محبة من الله -عز وجل-، وتنبيهًا لنا ليدفعنا إلى بابه، وإلى الركوع على أعتابه، فاستدرك رحمك الله.
أيها المصلون: من هنا، ومن على منبر المسجد الأقصى المبارَك، نرسل إلى الأمة الإسلاميَّة هذه الرسائل: ألسنا منكم وأنتم منا؟! فإلى متى هذا السكوت؟! إلى متى هذا الصمت الرهيب المميت؟! ما هذا الإعراض والصمت الرهيب، تسمعون آهات الثكالى واليتامى والحيارى والنحيب، فإلى متى هذا الصدود في غزة هاشم، يغيب الكلام في حضرة الصورة، فالصورة أبلغ من أي كلام؛ لأنَّها تتحدث عن نفسها، فهي أسرع في الوصول للهدف المنشود، وعين المقصود، تتناقل العدسات وشاشات التلفزة في كل أنحاء العالَم صور المأساة المروعة في غزة هاشم، لحظة بلحظة، ومن الألف إلى الياء، تبصرها العيون، وتتغلغل في الذاكرة، تاركة خلفها أثرًا قويًّا فعَّالًا، سيثبته التاريخ، صورة تدخل البيوت والقلوب بلا استئذان، متحدية بعد الزمان وبعد المكان، ومن عجيب هذه الصورة أن لها سحرًا على العقول، فهي لم تعد صامتة، بل أصبحت تتكلم بكل اللغات واللهجات، فغاب الكلام بحضرة الصورة، ونقش الحروف غاب في المشاهدات، فالصورة لغة تفهمها الشعوب، هناك في غزة، رأينا كيف سقطت وهوت جميع المنظمات الدوليَّة، من حقوق الطفل، إلى حقوق المرأة، إلى حقوق كبار السن والعجزة، بان زيفُ هذه المنظَّمات العالميَّة، كم هي دجالة، منظَّمة البيئة، منظَّمة اجتماعيَّة، وأخرى ثقافيَّة، وفكريَّة، وأين منظَّمة الصحة العالميَّة، وأين هيئة الأمم، وجميعة الأمم، وبالمقابل وقفت عاجزة جامعة الدول العربيَّة، ومنظمة العالَم الإسلاميّ.
أما أنتم أيها المرابطون، يا رجال الإسلام، يا حملة القرآن، يا أصحاب الجباه الطاهرة والأيادي المتوضئة: ثِقُوا بربكم، وأحسِنوا الظنَّ بالله، واعلموا أنَّ هناك قوة خارقة تُسمَّى "اليقين بالله"، بها نتخطَّى الظروفَ، ونتجاوز الشدائدَ والمحنَ، حتى ولو كانت كلُّ الأبواب مغلقةً، والظروف معسرة ومعقَّدة، والحال والأسباب والواقع بواقعه يوحي بعكس ذلك، إلا أن اليقين بالله يغير الحال، بِكُنْ فيكونُ، قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)[الْبَقَرَةِ: 214]، وفي الحديث الشريف قال عليه الصلاة والسلام: "المسلمون -وفي رواية: المؤمنون- تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم"، توجهوا إلى المولى الكريم بالدعاء والتسليم، فيا فوزَ المستغفرينَ استغفِرُوا اللهَ.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدًا طيِّبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه، وعلى آله وسلم.
وبعدُ، أيها الصابرون: أحداثٌ جسامٌ حدثت هذه الأيام، ففي مدينة القدس، وفي قلبها النابض المسجد الأقصى المبارَك، اعتداءات على المصلين والمرابطين، رجالًا ونساء، وفي تطاول غير مسبوق على قدسية المسجد الأقصى وحرمته.
إن المسجد الأقصى بأبنيته وقبابه وساحاته ومصاطبه وبأرضه وبسمائه هو مسجد خالص للمسلمين وحدهم، لن ننساه، ولن نتنازل عنه، ولا يحق لأي كان أن يصلي فيه، هذه عقيدتنا، هذه قضيتنا وهي ليست قضية فلسطين وحدها، وليست قضية العرب لوحدهم، ولا قضية للشرق الأوسط؛ إنها قضية كل مسلم ومسلمة، على وجه هذه الأرض.
أيها المسلمون: إنَّ الأقصى ميزان لإيمان الأمة، ووحدتها ووعيها، ومؤشِّر لأدائها، أمانةُ ربِّها وصدقها مع الله -عز وجل-، ومقياس لوفائها لنبيها -صلى الله عليه وسلم-، وقضية المسجد الأقصى هي القضية الفاضحة، التي فضحت عجزَ المسلمينَ في هذا العصر، وأظهرت ذلهم وضعفهم وهوانهم على أعدائهم؛ فهم ألعوبة في يد الدول الكبرى والمنظَّمات الأممية، يتقاذفون هذه القضية كما يتقاذفون الصبيانُ كرتَهم، وهذا ما أخبرَنا عنه الصادقُ المصدوقُ، قال عليه الصلاة والسلام، من طرف الحديث: "بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم"، أمة فقدت هدفها، ليس لها قبلة، ولا وجهة ولا هُويَّة، يفتقرون إلى الألفة والمحبة والمودة، تستهويها الخلافات، والمناكفات،؛ ممَّا أدَّى إلى اقتتالهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها المسلمون: وبالرغم من هذا الغثاء في هذه الأمة، واشتداد ظلمته وعتمته، إلا أنَّه سيضيئ النور، وسيكون في هذه الأمة رجال ظاهرون بالحق، لا يضرهم خِذلانُ المُخذِّلينَ، ولا تآمُر المنافقين، كما قال سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزال طائفة من أمتي، ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون"، هذا النص من البخاري -رحمه الله-، وسيبقى الحق ظاهرًا وإن حلت الغثائية، وفي مدينة القدس المقدَّسة، وفي المسجد الأقصى المبارَك هناك جهود علينا بالرباط والصبر، فأرض الأقصى لا تنسى جباه الساجدين، وليله لا ينسى أنين العابدين، وساحاته لا تنسى دموع التائبين، وفي كل بقعة فيه تشهد آيات من آيات الذكر الحكيم، وأحاديث من أحاديث سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم-، فعند دخولنا إلى المسجد الأقصى يزداد القلب خفقا، والعين دمعا.
اللهُمَّ كن لنا عونًا ومُعينًا، وسندًا وظهيرًا، وناصرًا ومؤيدا، اللهُمَّ ارحمنا بواسع رحمتك، وارفع عَنَّا البلاء، اللهُمَّ اخذل عدونا ومن بغى علينا، اللهُمَّ اجبر كسرنا، وأطعم جائعنا، واسق ظمآنا، واحمل حافينا، واكس عارينا، وداو جرحانا، وارحم شهداءنا، اللهُمَّ لطفًا بشيوخ رُكَّع، وأطفال رُضَّع، وزوجات رملن، وأبناء يتموا.
اللهُمَّ اكشف الهم والغم عَنَّا، اللهُمَّ احفظ المسجد الأقصى والمرابطين فيه، مسرى نبيك -عليه الصلاة والسلام-، وحصنه بتحصينك المتين، واجعله في عنايتك ورعايتك، وحرزك وأمانك وضمانك، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهُمَّ اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات؛ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-180]، وأَقِمِ الصلاةَ.
التعليقات