عناصر الخطبة
1/حرمة دماء المسلمين 2/محاولات الحوثيين لزعزعة أمن بلاد الحرمين 3/واجبنا نحو وطننا في هذه المحنة.اقتباس
فحافِظُوا على عقولكم من كل فِكْرٍ يريد أن يُضِلكم، أو يؤلّبكم على ولاة أمركم، أو يُشكّكم في صحة عقيدتكم وسلامة منهجكم، ولا تُطيعوا مَن يسعى لزرع الكراهية بينكم، وتفريق اجتماعكم وتفكيك لُحْمتكم، ثم تَضييع وطنكم وأمنكم،...
الخطبة الأولى:
الحمد لله القائل: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)[الأنفال:60]؛ أحمده -سبحانه- وأشكره على ما تفضَّل به، وأستعينه وأستهديه وأستغفره هو يعينكم ويهديكم ويغفر لكم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربي وربكم، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله ومصطفاه من خلقه ونبيكم؛ صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ما تعاقب شمسكم وقمركم.
ثم أما بعد؛ فأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله -عز وجل- والخوف منه والوجل، واحذروا الدنيا وسيئ الأقوال والعمل، فمن اتقى الله أحسن في طاعته ومن عصيانه خجل؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].
أيها المسلمون: أيها الآمنون في بلاد الحرمين الشريفين وقِبْلة المسلمين وأرض خير المرسلين يقول ربكم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[الأنفال:24-25]، ويقول نبيكم -عليه صلوات وسلام ربكم-: "كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه"، قال: "لا يزال المؤمن في فُسحة من دينه ما لم يُصِب دمًا حرامًا"، وكم هي الأدلة من الكتاب والسنه التي تبين حرمة دماء المسلمين، وتجريم ترويع الآمنين وتدمير بيوت ربّ العالمين، فكيف باستقصاد كعبة المسلمين والبيت الذي أمر الله بالحج إليه جميع الموحدين؟!
أقصد أولئك الحوثيين الضالين أذناب المجوس الظالمين، الذين جمعوا أنفسهم وشركاءهم، ونصبوا العداء لهذه الدولة وولاة أمرها وشعبها ومقدساتها، واستجلبوا الدعم من الروافض ومن هم على شاكلتهم، الذين يكرهون ويحقدون على الإسلام والمسلمين، وها هي مقذوفاتهم وصواريخهم الغاشمة الآثمة لازالت تستهدف هذه الدولة وأهليها وممتلكاتها، وقد سعوا ولا زالوا يسعون، للوصول بصواريخهم إلى بيت الله الحرام، غير عابئين بالإثم العظيم، ولا مهتمين بالمساس بهذا البلد الأمين، ولا الضرر الذي سيلحقونه بالطائفين والعاكفين، حسبنا الله على الظالمين.
وليس بجديد ما يُكِنّه ويفعله هؤلاء من بُغْض وعداء لأهل السنة والجماعة في بلد الحرمين وفي كل بقعة من بلاد المسلمين، فما سلم منهم صحابة خير المرسلين ومن زكاهم ربهم على لسانه وعلى لسان رسوله -عليه صلوات الله والملائكة والناس أجمعين-، فقد قال -سبحانه-: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)[الأحزاب:23] وقال -سبحانه-: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ)[الأحزاب:32]، ورغم ذلك يتّهمون أمهات المؤمنين، ويلعنون أبا بكر وعمر -رضي الله عنهم أجمعين-، فهل يسلم غيرهم من شرهم وكيدهم وأذيتهم؟! ألا قاتلهم الله أنَّى يؤفكون.
وهاهم يتربصون بنا على حدودنا، ويقتلون جندنا، ويتربصون بنا، بل ودمروا دولة اليمن السعيد، فأصبح التعيس الحزين، جوَّعوا أطفاله، ورمَّلوا نساءه، وقتلوا شبابه، وشرَّدوا أُسَره، وقهروا رجاله، ويتَّموا أبناءه، ويدَّعون أنهم يريدون استصلاحه وإصلاحه، فأي عقول يملكون، وأي قلوب يحملون، ولكنهم وللأسف أدوات بهم الطواغيت يعبثون، ولهم المجوس يوجهون، فهم إما قتلة أو مقتولون، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[التوبة:14-15].
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم..
الخطبة الثانية:
الحمد لله هو الظاهر هو القاهر هو القادر له -سبحانه- كل مخلوق حامد شاكر، وأشهد أن لا إله إلا الله العالم بالسرائر، وأن محمدًا عبده ورسوله حامل البشائر، عليه صلى وسلم الله حتى يأتي كل عبد لصُحُفه ناشر، وبعدُ يا أهل البصائر: اتقوا الله فمن اتقى الله سار بعفوه ظافر، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التوبة:119].
عباد الله: قد سمعتم بأولئك الشرذمة القليلين، وعن أهدافهم وما يريدون، وما يبطنون لكم وما يظهرون، فاحذروهم أشد الحذر، وكونوا عونًا لولاة الأمر في هذه الدولة المباركة الذين بذلوا ويبذلون الغالي والنفيس؛ للمحافظة على هذه الأرض ومقدساتها وأهلها من تلك الحثالة المسماة بالحوثة.
وكم من جندنا وإخوتنا وأحبابنا أُريقت دماؤهم على حدودنا!، وهم يردعون من يتربصون شرًّا بنا، تقبل الله أمواتهم شهداء، وشفى وعافى المصابين منهم ومن عرض له بسبب المعتدين بلاء، إنه سميع قريب مجيب الدعاء، فخذوا بوصية ربكم يوم ناداكم بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)[آل عمران:102-103].
فحافِظُوا على عقولكم من كل فِكْرٍ يريد أن يُضِلكم، أو يؤلّبكم على ولاة أمركم، أو يُشكّكم في صحة عقيدتكم وسلامة منهجكم، ولا تُطيعوا مَن يسعى لزرع الكراهية بينكم، وتفريق اجتماعكم وتفكيك لُحْمتكم، ثم تَضييع وطنكم وأمنكم، نعوذ بالله من ذلكم، فكونوا جنودًا ضد كلّ مَن يريد العبث بهذه الأرض المباركة وبمقدساتها وبمقدراتها، وليكن سلاحكم العقيدة الصحيحة ومنهج الحق والوسطية.
حفظ الله هذه البلاد ومقدساتها وولاة أمرها وشعبها وكل من نزل بها، وردَّ كيد كل كائد بها ودمّر مَن أراد دمارها؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ثم الصلاة والسلام على من أمركم الله في كتابه بالصلاة والسلام عليه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56]، وَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"(رَوَاهُ مُسْلِم). فاللهم صلِّ وسَلِّم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التعليقات