عناصر الخطبة
1/مكانة العلم 2/توجيهات للمعلم 3/مسؤولية الراعي 4/تعظيم أهل العلماقتباس
وَمَعَ بِدايةِ العَامِ الدِّرَاسِيِّ الجَدِيْد، يَسْتَعِدّ المُعَلِّمُونَ للتّعْلِيمِ والتَّدْرِيسِ، وَيَتَهِيّأُ الطُّلابُ للتَّعلُّمِ والتَّأْسِيْسِ والتَّعْلِيمِ والتَّدْرِيس؛ مِهْنَةٌ شَرِيْفَةٌ، وأَمَانَةٌ عَظِيْمَةٌ، تَقْتَضِي أَنْ يكونَ المُعَلِّمُ قُدْوَةً حسنةً بِقُوْلِه وَفِعْلِه، مُتْقِنًا في عِلْمِه وَعَمَلِه، مُعْتَزًّا بِدِيْنِه...
الخُطْبَةُ الأُوْلَى:
عِبَادَ الله: مِنْ أَفْضَلِ العِبَادَاتِ، وَأَجَلِّ الطَّاعَات؛ طَلَبُ العِلْمِ وتَعْلِيْمُه؛ قال ابنُ المبارك: "لا أَعْلَمُ بَعْدَ النُّبُوَّةِ أَفْضَل مِنْ بَثِّ العِلْم!".
وَمَا أَمَرَ اللهُ رَسُوْلَهُ بِطَلَبِ الزيادَةِ في شيءٍ إلا في العِلْمِ! (وَقُل رَّبّ زِدْنِي عِلْما)[طه:114]؛ قال العلماء: "وَكَفَى بهذا شَرَفًا للعِلْمِ، أَنْ أَمَرَ نَبِيَّه أَنْ يَسْأَلَه المزيدَ مِنْه".
ومِنْ أَسْبَابِ الأَمنِ في الأَوطانِ: نَشْرُ العِلْمِ النَّافِع، فالعِلْمُ حِجَابُ الفِتْنَةِ، وأَسَاسُ الحِكْمَة، قال ابنُ القيّم: "وَإِذَا ظَهَرَ الْعِلْمُ فِي بَلَدٍ أَوْ مَحَلَّةٍ قَلَّ الشَّرُّ فِي أَهْلِهَا، وَإِذَا خَفَى الْعِلْمُ هُنَاكَ ظَهَرَ الشَّرُّ وَالْفَسَادُ".
وَمَعَ بِدايةِ العَامِ الدِّرَاسِيِّ الجَدِيْد، يَسْتَعِدّ المُعَلِّمُونَ للتّعْلِيمِ والتَّدْرِيسِ، وَيَتَهِيّأُ الطُّلابُ للتَّعلُّمِ والتَّأْسِيْسِ والتَّعْلِيمِ والتَّدْرِيس؛ مِهْنَةٌ شَرِيْفَةٌ، وأَمَانَةٌ عَظِيْمَةٌ، تَقْتَضِي أَنْ يكونَ المُعَلِّمُ قُدْوَةً حسنةً بِقُوْلِه وَفِعْلِه، مُتْقِنًا في عِلْمِه وَعَمَلِه، مُعْتَزًّا بِدِيْنِه، وَسَطِيًّا في مَنْهَجِه، مُعْتَدِلًا في مَسْلَكِه، رَفِيْقًا بِطُلَّابِه وَرَعِيَّتِه، (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[النحل:125]. يقولُ الشيخُ السِّعْدِي: "وَمِنْ الحِكْمَةِ: الدعوةُ بالعِلْمِ لا بالجَهْلِ، والبَدَاءَةُ بالأَهَمِّ فالأَهَمِّ، وبالأَقْربِ إلى الأذهانِ والفَهْمِ، وَبِمَا يَكُونُ قَبُوْلُه أَتَمّ، وبالرِّفْقِ واللِّيْنِ".
والتعليمُ مَسْؤُوْلِيَّةٌ مُشْتَرَكَةٌ بين المُعَلِّمِ والأُسْرَةِ والمُجْتَمَع؛ فَكُلُّ مَنْ لَهُ رَعِيَّةٌ؛ فَعَلَيِه مَسْؤٌوليّة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا"( رواه البخاري ومسلم).
وَمَنْ أَهْمَلَ تَعْلِيمَ رَعِيَّته مَا يَنْفَعُهُم؛ فَقَد أسَاءَ إليهِم غَايَةَ الإِساءَة؛ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا بأَنفسِهِم، ولم يَنْفَعُوا غَيْرَهُم!.
وَقُوَّةُ الوَطَنِ لَيْسَت بِالقُوَّةِ البَدَنِيَّةِ والعَدَدِيّةِ فَقَط، بِلْ بالقُوَّةِ العِلْمِيَّة والعقلية، التي تُؤَهّلِهُ أَنْ يَكُوْنَ في مَصَافِّ الدُّوَلِ المُتَقَدِّمَةِ، يَقْتَدِي بِهَا العُظَمَاءُ، وَيَرْهَبُهَا الأَعَدَاءُ! (وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُمْ مِن قُوَّةٍ وَمِن رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ).
الخُطْبَةُ الثانية
عبادَ الله: العِلْمُ النّافِعُ ثَمَرَةُ التَّقْوَى، (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[البقرة:282].
ومِنْ تَعْظَيِمِ العِلْم تَعْظِيمُ أَهْلِهِ وَحَمَلَتِه، والبَاذِلِيْنَ مِنْ أَجْلِه؛ فَالشُّكْرُ والتَّقْدِيْر لِمَنْ سَاهَمَ في التَّعْلِيْمِ النَّافِع، وَدَعَمَهُ بِسَخَاءٍ مِنْ ولَاةِ الأُمُوْرِ، والمُعَلِّمِيْنَ، والمُشْرِفِيْنَ؛ والمُحْسِنِيْنَ؛ فـ "مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ؛ لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ"(رواه الترمذي، وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ).
التعليقات