عناصر الخطبة
1/ أهمية الصلاة 2/ من اكبر الكبائر 3/ عقوبة تارك الصلاة 4/ من أعظم أسباب الشقاء 5/ وجوب صلاة الجماعة 6/ الواجب على المسلمين تجاه تاركي الصلاة والمتساهلين بها 7/ فضل المساجد والتزامها 8/ حث الأبناء على الصلاةاهداف الخطبة
اقتباس
طريقها معلوم وسبيلها مرسوم من حافظ عليها كانت له نور وبرهان ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون قارون وهامان وأبي أبن خلف، من حافظ على هذه الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله وجبت له الجنة، نفحات ورحمات وهبات وبركات بها تكفر السيئات ..
الحمد لله الذي أكمل علينا الدين وأتم علينا النعمة وجعل أمتنا خير أمة وبعث رسول منا يتلو علينا آيته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة، أحمده على نعمه الجمة وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له.. وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله أرسله ربه للعالمين رحمة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة تبقى وسلام يترى.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون: اتقوا الله فإن تقواه أفضل مكتسب وطاعته أعلى نسب ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ) [آل عمران: 102].
أيها المسلمون: لقد أنعم الله عليكم بنعم سابغة وآلاء بالغة، نعم تركنون في أعطافها ومنن أسبلت عليكم جلابيبها وإن أعظم نعمة وأكبر منة هي نعمة الإسلام والإيمان يقول تبارك وتعالى ( يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) [الحجرات: 17]، فاحمدوا الله على ما أولاكم واشكروه على ما إليه هداكم حيث جعلكم من خير أمة أخرجت للناس وهداكم إلى معالم هذا الدين الذي ليس به التباس..
ألا وإن من أظهر معالمه وأعظم شعائره وأنفذ ذخائره الصلاة ثانية أركان الإسلام ودعائمه العظام، هي بعد الشهادتين آكد مطلوب وأعظم معروض وأجل طاعة وأرجى بضاعة من حفظها حفظ دينه ومن أضاعها فهو لما سواها أضيع، هي عمود الديانة ورأس الأمانة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة " جعلها الله قرة للعيون ومفزعا للمحزون فكان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حزنه أمر فزع إلى الصلاة ويقول: " وجعلت قرة عيني في الصلاة " وكان ينادي " يا بلال أرحنا بالصلاة ".
فكانت سروره وهنأه قلبه وسعادة فؤاده صلوات الله وسلامه عليه، هي أحسن ما قصده المرء في كل مهم، وأولى ما قام به عند كل خطب مدلهم خضوع وخشوع واضطراب وافتقار ودعاء وثناء وتحميد وتمجيد وتذلل لله العالي الحميد يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم " إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإنه يناجي ربه " متفق عليه.
أيها المسلمون: الصلاة هي أكبر وسائل حفظ الأمن والقضاء على الجريمة وأنجح وسائل التربية على العفة والفضيلة ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ) [العنكبوت: 45]، هي سر النجاح وأصل الفلاح وأول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر، المحافظة عليها عنوان الصدق والإيمان، والتهاون بها علامة الخذلان والخسران.
طريقها معلوم وسبيلها مرسوم من حافظ عليها كانت له نور وبرهان ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع فرعون قارون وهامان وأبي أبن خلف، من حافظ على هذه الصلوات الخمس ركوعهن وسجودهن ومواقيتهن وعلم أنهن حق من عند الله وجبت له الجنة، نفحات ورحمات وهبات وبركات بها تكفر السيئات وترفع الدرجات وتضاعف الحسنات يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم " أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء قالوا لا يبقى من درنه شيء قال فكذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " متفق عليه، عبادة تشرق بالأبد في لجة الظلمات، وتنقذ المتردي في درب الضلالات، وتأخذ بيد البائس من قعر بأسه واليأس من درك يأسه إلى طريق النجاة والحياة ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) [هود: 114].
أيها المسلمون: إن مما يندى له الجبين ما فشى بين كثير من المسلمين من التفريط والتضييع لهذه الصلاة العظيمة فمنهم التارك لها بالكلية، ومنهم من يصلي بعض ويترك البقية، لقد خف في هذا الزمان ميزانها وعظم هجرانها وقل أهلها وكثر مهملها، يقول الزهري رحمه الله " دخلت على أنس بن مالك في دمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئاً مما أدركت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاّ هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت " أخرجه البخاري.
أيها المسلمون: إن من أكبر الكبائر وأعظم الجرائر ترك الصلاة تعمداً وإخراجها عن وقتها كسلا وتهاون يقول النبي صلى الله عليه وسلم " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " أخرجه أحمد ويقول عليه أزكى الصلاة والسلام " بين الرجل والكفر أو الشرك ترك الصلاة " أخرجه مسلم.
ومن فوََت صلاة من الصلوات كمصيبة سلب الأموال والضيعات وفقد الزوجة والبنين والبنات يقول النبي صلى الله عليه وسلم " من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله " صححه ابن حبان، وغضب الله ومقته حال على تارك الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم " من ترك الصلاة لقي الله وهو عليه غضبان " أخرجه البزار، وقال جل وعلى ( وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى )، ويقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم محذراً ومنذراً " لا تتركن صلاة متعمداً. فإنه من ترك صلاة متعمداً برئت منه ذمة الله وذمة رسوله " أخرجه الطبراني، ويقول عبد الله ابن شقيق رحمه الله تعالى " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيء من الأعمال تركه كفر غير الصلاة " أخرجه الترمذي.
أيها المسلمون: إن التفريط في أمر الصلاة من أعظم أسباب البلاء والشقاء ضنك دنيوي وعذاب برزخي وعقاب أخروي ( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً )، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤيا " إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق فانطلقنا فأتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيفدغ رأسه أي يشدقه، فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قال – قلت لهما سبحان الله، سبحان الله، ما هذان فقالا في آخر الحديث: إخبارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما رآه أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يفلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة " أخرجه البخاري.
فيا عبد الله، يا عبد الله، يا عبد الله: كيف تهون عليك صلاتك وهي رأس مالك وبها يصح إيمانك، كيف تهون عليك صلاتك وأنت تقرأ الوعيد الشديد في قول الله جل وعلى ( فَويْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) [الماعون: 4 – 5]، كيف تتصف بصفة من صفات المنافقين الذين قال الله عنهم ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ) [النساء: 142].
أيها المسلمون: الصلاة عبادة عظيمة لا تسقط عن مكلف بحال ولو في حال الفزع والقتال ولو في حال المرض والإعياء ما عدا الحائض والنفساء يقول الله جل وعلى ( حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ * فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ) [البقرة: 239]، فيا عباد الله أقيموا الصلاة لوقتها وأسبغوا لها وضوئها وأتموا لها قيامها وركوعها وسجودها وخشوعها تنالوا ثمرتها وبركتها وقوتها وراحتها.
أيها المسلمون: جاءت الأدلة الشرعية الصحيحة الصريحة ساطعة ناصعة على وجوب صلاة الجماعة على الرجال حضراً وسفراً يقول تعالى ( وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ ) [البقرة: 43]، مع المقتضية للجمعية والمعية ويقول الله تعالى لنبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وهو في ساحة القتال وشدة النزال ( وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ ).
ويقول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: " من سره أن يلقى الله غداً مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو إنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم ولقد رأيتنا، وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف " أخرجه مسلم.
يا شباب الإسلام.. يا أصحاب القوة والفتوة: هذا ابن أم مكتوم رضي الله عنه وأرضاه يقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم " ويقول يا رسول الله قد دبرت سني ورق عظمي وذهب بصري ولي قائد لا يلايمني قياده إياي فهل تجد لي رخصة أصلي في بيتي الصلوات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تسمع المؤذن في البيت الذي أنت فيه قال نعم يا رسول الله ,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أجد لك رخصة ولو يعلم هذا المتخلف عن الصلاة في الجماعة ما لهذا الماشي إليها لأتاها ولو حبوا على يديه ورجليه" أخرجه الطبراني في الكبير.
واشتد غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم على المتخلفين عن جماعة المسلمين فقال عليه الصلاة والسلام " لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار" متفق عليه، ويقول أبو هريرة رضي الله عنه " لأن تمتلئ أذن ابن آدم رصاص مذاب خير له من أن يسمع النداء ولا يجيب ".
أيها المتخلف في بيته عن أداء الصلاة جماعة في بيوت الله: أصخ السمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من سمع المنادي للصلاة فلم يمنعه من إتباعه عذر لم تقبل منه الصلاة التي صلى، قيل وما العذر يا رسول الله – قال خوف أو مرض " أخرجه أبو داوود، وتعظم المصيبة وتكبر الخطيئة حين يكون المتخلف عن صلاة الجماعة ممن يقتدى بعمله ويتأسى بفعله وهي أعظم خطر وأشد ضرر حين يكون المتخلف ممكن ينتسب إلى العلم وأهله يقول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه " ما بال أقوام يتخلفون عن الصلاة فيتخلف لتخلفهم آخرون لأن يحضروا الصلاة أو لأرسلن عليهم من يجافي رقابهم ".
أيها المسلمون: تلك أدلة ونصوص لاح الحق في أكنافها وظهر الهدى في بيانها، ولقد أفصحت الرسل لولا صمم القلوب ووضحت السبل لولا كدر الذنوب.
أيها المسلمون: لقد كثر المتخلفون عن أداء الصلاة مع الجماعة في المساجد، رجال قادرون أقوياء يسمعون النداء صباح مساء فلا يجيبون ولا هم يذكرون ألسنتهم لا غية وقلوبهم لاهية ران عليها كسبها وضل في الحياة سعيها، قد انهمكوا غوايتهم وتغولوا في عمايتهم التحفوا بسقبة الدهر، وتجللوا بأخبث سوئة وأشر، شغلوا عن الصلاة بكسبهم وبلهوهم ولعبهم ولو كانوا يجدون من الصلاة في المساجد كسب دنيوي ولو حقير دني لرأيتهم إليها مسرعين ولندائها مذعنين مهطعين، يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقاً سميناً أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء "متفق عليه.
أيها المسلمون: إن الواجب على المسلمين وولاتهم وعلمائهم وأئمتهم وأهل الحل والعقد فيهم تفقد هؤلاء المتخلفين وأطرهم على الجماعة أطرا وٌسرهم عليها قسرا فعن أببي أبن كعب رضي الله عنه قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم يوماً الصبح " فقال أشاهد فلان قلنا نعم ولم يشهد الصلاة، ثم قال صلى الله عليه وسلم أشاهد فلان قلنا نعم ولم يشهد الصلاة، فقال صلى الله عليه وسلم: إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو تعلمون ما فيهما من الرغائب لأتيتموهما ولو حبوا " أخرجه أبو داوود.
فيا عبد الله: يا من يأتي المساجد في فتور وكسل ويقضي وقت قليل على ملل أما علمت أن المساجد بيوت الله وأحب البقاع إليه جل في علاه يقول النبي صلى الله عليه وسلم " المسجد بيت كل تقي وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة " أخرجه الطبراني، ويقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. وذكر منهم ورجل قلبه معلق بالمساجد " متفق عليه، فيا من يتوانى ويتثاقل ويتساهل ويتشاغل لقد فاتك الخير الكثير والأجر الكبير يقول النبي صلى الله عليه وسلم " من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح " متفق عليه.
ومن تظهر في بيته ثم مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة وإن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى، ولا يزال قوم يتأخرون حتى يأخرهم الله نعوذ بالله من الخذلان والخسران ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [النور: 36 – 38].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه..وأشهد أن نبينا وسيدنا محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه.. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه.. يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.
أيها المسلمون: اتقوا الله في أبنائكم، إتقوا الله في أبنائكم، إتقوا الله في أبنائكم، قرة عيونكم وتتابع نسلكم وذكركم فإنهم أمانة في أعناقكم مروهم بالمحتفظة على الصلوات وحضور الجمع والجماعات رغبوهم ورهبوهم وشجعوهم بالحوافز والجوائز نشئوهم على حي الآخرة وكنوا لهم قدوة صالحة ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ) [ طه: 132].
ويقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم " مروا أبنائكم للصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين " أخرجه أحمد، واحذروا الملهيات والمغريات التي تصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة والحوا على الله بالدعاء أن يصلح أولادكم وأولاد المسلمين، اللهم اجعلنا وذرياتنا وشبابنا وفتياتنا من مقيمي الصلاة، اللهم اجعلنا وذرياتنا وشبابنا وفتياتنا من مقيمي الصلاة، اللهم اجعلنا وذرياتنا وشبابنا وفتياتنا من مقيمي الصلاة برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله: إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه وأيه بكم أيها المؤمنون من جنه وأنسه فقال قولا كريما: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) [الأحزاب: 56 ].. اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وأرضى اللهم عن خلفائه الراشدين وزوجاته أمهات المؤمنين وأهله الطاهرين وسائر الصحابة أجمعين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وفضلك وإحسانك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأخذل الطغاة والمعتدين ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين..برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أنصر لإخواننا في فلسطين على اليهود الغاصبين، اللهم أنصر لإخواننا في فلسطين على اليهود الغاصبين، اللهم أنصر لإخواننا في فلسطين على اليهود الغاصبين يا قوي يا عزيز يا رب العالمين، اللهم إن اليهود قد طغوا وبغوا وأسرفوا وأفسدوا واعتدوا اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم وألقي الرعب في قلوبهم واجعلهم غنيمة للمسلمين وعبرة للمعتبرين يا رب العالمين، اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء وعضال الداء وخيبة الرجاء، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجائة نقمتك وجميع سخطك اللهم لا تشمت بنا أحد ولا تجعل لكافر علينا يد.
اللهم أدم على بلاد الحرمين الشريفين أمنها ورخائها وعزها واستقرارها، ووفق قادتها لما فيه عز الإسلام والمسلمين وخدمة الحجاج والزوار والمعتمرين اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، وأجزه خير الجزاء على ما يقدمه من نصرة لإخواننا في فلسطين والمسلمين وأصلح له بطانته وتقبل منه يا رب العالمين، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك وإتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم أحفظنا بالإسلام قائمين، و أحفظنا بالإسلام قاعدين، و أحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تشمت بنا الأعداء والحاسدين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب سميع الدعوات، اللهم اشف مرضانا، اللهم اشف مرضانا، وعافي مبتلانا وفك أسرانا وارحم موتانا، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين.
عباد الله: ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [النحل: – 90].. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
التعليقات