اقتباس
الشريعة لا تعارض الحب المشروع
الشريعة لا تعارض الحب المشروع - عكاظ
الخميس / 20 / ذو القعدة / 1434 ه الخميس 26 سبتمبر 2013 19:22
محمد المصباحي «جدة»
يعد الشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي من العلماء الذين ينعمون بسرعة البديهة ومقدرة على استنباط مغزى السائل من غير حاجة إلى إعادة السؤال.
وللشيخ المطلق إسهامات في مجالات عدة عن طريق إبدائه الرأي في المسائل المتنوعة وفق ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، كعزوف الشباب عن العلم الشرعي، وانتشار الغيبة في المجتمع، وطريقة الرقية الشرعية، والطرق المثلى لاستقبال نبأ الوفاة، والتدخل في اختيار الزوجة للشاب، وغيرها.. كما يتمتع بروح فكاهية إذ يميل إلى إسعاد السائل، الأمر الذي جعله محبوبا لدى مختلف فئات وشرائح المجتمع.
ولا يقتصر نشاط الشيخ على وسيلة إعلامية واحدة فإسهاماته تتنوع بين القنوات الفضائية والصحف والإذاعة وغير ذلك.
التفقه في الدين
• وعن شأن عزوف بعض الشباب عن العلم الشرعي يقول:
ـ في شبابنا الخير الكثير فصنف منهم مهتم بالعلم الشرعي ويحرص عليه كما أوصي من انشغل عن هذا العلم نظرا لظروف الحياة المتنوعة الرجوع إليه والتفقه في الدين وخصوصا المسائل التي يحتاج المرء إليها هو وأهله وألا يكون صفرا في ذلك، كما أنادي العلماء بضرورة تبيان أهمية حرص الشباب على العلم الشرعي.
حصائد ألسنتهم
• وعن شأن انتشار الغيبة بين البعض خصوصا في المجالس فقال الدكتور عبدالله المطلق:
ـ لا يجوز هذا العمل وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى منه وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال الله تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ عن خطورة اللسان ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم، وأقول ينبغي الاحتراز من ذلك ولا يتفوه الإنسان على إخوته بما يغضبهم، فلكل إنسان معايب، كما حذر المجتمعات النسائية بما ينتشر بينهن من القيل والقال مبينا أن على المرء أن يجتنب كل سيئ، وليحسن من أخلاقه حتى يحصل على الدرجات العلى عن الله سبحانه وتعالى.
خطورة القتل
• وعن شأن الفكر الضال الذي تبرأ الإسلام منه وحذر منه مفتي المملكة في بيان صدر قبل أيام يقول الشيخ المطلق:
ـ ينبغي الحذر من المنهج الضال أو تكفير المسلمين الذي ينتج عنه قتل للنفس التي حرم الله، إذ ورد في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا»، وقال الله تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما).
• وبشأن انتشار الرقية الشرعية وتخوف الناس من العين يوضح الشيخ عبدالله المطلق طريقة الرقية الصحيحة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه ويرقي أهله بالمعوذتين كونهما أعظم آيات الرقية، كما أن إضافة آية الكرسي مع سورة الإخلاص لهو أفضل، أما طريقة الرقية التي وردت في الأحاديث النبوية فهي كثيرة وهي إما بالدعاء دون النفث أو النفث الخفيف على موضع الألم أو النفث في اليد والمسح على موضع الألم أو النفث في الماء والزيت ووضعه على الألم، وأوصي الجميع بالحرص على الورد اليومي والأدعية التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
البكاء سنة
• وعن إصابة البعض بالهلع حال حدوث الوفاة في أحد عائلته قال الشيخ عبدالله المطلق:
ـ لابد أن نعلم أن بكاء الأهل على ميتهم من دون نياحة ولا بوصية من الميت سنة، حيث بكى النبي صلى الله عليه وسلم على وفاة سعد بن عبادة رضي الله عنه، وكذا في وفاة سعد بن معاذ رضي الله عنه، كما بكى على ابنه إبراهيم، وفي مواطن أخرى كثيرة، وكان يقول عليه السلام: العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وهذه الحالة لا تؤثر على الميت، وأقول جاء عن العلماء أن البكاء على الميت من غير نياحة سنة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم لذلك، كما قيل إنها بسبب رحمة الإنسان وحزنه على أخيه.
لكن هناك حالتين أخريين في البكاء على الميت أولاهما يعذب الميت أو يتعذب أو ربما لا يضره شيء من بكاء الناس عليه، فيتعذب بهذا الفعل إن أمر أهله قبل وفاته بالبكاء عليه كما قال طرفة بن العبد لأخته «ذا مت فانعيني بما أنا أهله، وشدي على الجيب يا ابنة معبد»، وسبب عذاب الميت في هذه الحالة لأن الميت أمر لنفسه بالبكاء والأمر للنفس لم يأت الشرع به، بل جاء في السنة بعذاب الميت عند فعله لذلك، وأما الحالة التي يتعذب الميت فيها، فالمقصود أن عذابه بها إحساس وألم وليست عقوبة بسبب نياحة أهله عليه، وهذه الحالة تشبه ما يعتري الأب إن علم بوقوع ولده في معصية أو فشل في أمر، فيتألم حزنا على ابنه.
رغبات الشباب
• نسمع عن بعض الأهالي يتدخلون في اختيار الشاب لشريكة حياته فيوضح الشيخ عبدالله المطلق عددا من النقاط في ذلك إذ يقول:
ـ لا يجوز للأهل التدخل ومنع الابن من رغبته، إن كان اختياره قائما على العقل والحصافة والتمحيص والدراسة، لكن الابن إن كان تفكيره سطحيا ولم يحسن الاختيار فيمكن في هذه الحالة تدخل أولياء الأمر لتدارك الموقف لأجل المصلحة، ولكن ينبغي أن يفرق الناس بين التدخل لمصلحة الابن وخطأ التحكم به في اختياره.
كما أريد أن أبين أن الشريعة لا تعارض الحب المشروع، وإنما الحب القائم على المعصية لما سيجره من ويلات وعواقب وخيمة، إذ تردنا مشكلات وقضايا سببها تعرف الشاب على فتاة عبر الهاتف وتصنع كليهما أمام الآخر ودخول الكلمات المحرمة التي لا يجوز التلفظ بها وبعد زواجهما تحدث مشكلات في المستقبل، ولابد أن أنوه أن العقد إن بدأ بمعصية فستنزع منه البركة وخصوصا في الزواج لقول الله تعالى: (وأخذن منكم ميثاقا غليظا) ولابد من اتباع الوسائل المشروعة عن طريق الأهل، أو السؤال عن الفتاة عن طريق الآخرين وليس بالتواصل المحرم.
غير متطابقين
• بشأن تأخر الزواج على بعض الفتيات.. فقال الشيخ عبدالله المطلق:
ـ البنات والأخوات أمانة في أعناق اهاليهن والأنفع أن يبحث لهن عن الرجل الطيب لسترهن وأخشى أن يرى الإنسان العقوبة في بناته حينما يرفض زواجهن من غير مبرر إذ الأولى للبنت زواجها بدلا من إهدائها مبلغا كبيرا من المال، والبعض وللأسف حال التقدم لابنته أو اخته لا يبلغها ويرد الشخص أو يقول له اختي لا تنفع لك لأني أعرفها وأعرفك وأنتما غير متطابقين لذلك ليحذر هؤلاء من الإثم الذي يرتكبونه وهم لا يشعرون.
أخلاق حميدة
• بما أننا على مقربة من الحج يحرص الشيخ عبدالله على نصح الحجيج دائما فيقول:
ـ ينبغي للحجيج عدم الرفث والفسوق إذ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، ولابد من التواضع في الحج وتحمل الآخرين وعدم إيذاء المسلمين أو التدافع الذي يحصل أحيانا من البعض إذ ينبغي أن يحرص الإنسان على أن يكون حجه خاليا من الشوائب وبعيدا عن المنغصات متحليا فيه بالأخلاق الحميدة والكريمة راجيا بذلك المثوبة والأجر من الله سبحانه وتعالى وحمده على ما أتم علينا من النعم التي لا تعد ولا تحصى.
التربية القويمة
• وعن أخطار التقنية في هدمها لبعض البيوت قال:
ـ ينبغي استخدامها بالصورة المثلى التي اعدت لها فهي مقربة للمسافات في إطار النفع ولا ينبغي استغلالها فيما لا فائدة فيه لأن سيئة ذلك سيعود وباله على المرء وهو لا يشعر، كما أنصح كل أولياء الأمور متابعة أبنائهم وتنشئتهم على التربية القويمة، حتى يكون أجر التربية للمرء لأن الرسول حذر من التفريط فقال صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول).
التعليقات