لم تكن ثورة البحرين ثورة شريفة تجذب تعاطف الشعوب العربية التي تعيش حول البحرين، أو تعاطف المجتمع الدولي كافة؛ وذلك لما تخللها من نعرات طائفية صفيقة، لا تعلُّق لها بحقوق المواطنين المسحوقين المضيق عليهم في دينهم كما في تونس ومصر واليمن وليبيا، وإنما هي ترجمة للمذهب الرافضي الإيراني، واستجابة لدعوات التمدد الشيعي وتصدير المذهب التي نادت بها الثورة الخمينية وتعمل جاهدة على تفعيلها في دول الخليج وغيرها من بلاد الإسلام.

ولا يداني الشك أيًّا من المراقبين والمهتمين بالشأن الإيراني بأهمية البحرين عند الشيعة الروافض ومدى تركيزهم على استمالتها وجعلها باحة إيرانية خلفية في دول الخليج العربي؛ فهي البوابة الشرقية لدول الخليج التي لم يزل الساسة الإيرانيون يتطلعون لتحويلها إلى هلال شيعي لتحريره من أهل السنة الذين يسميهم الروافض "النواصب الوهابية"، ويعتبرونهم محتلين لهذه الأراضي ويسعون يومًا بعد يوم لإنهاء هذا الاحتلال والانقضاض على الخليج العربي وتحويله إلى خليج فارسي مجوسي.

لذا لم يتردد أحد من العقلاء في نبذ ما تقوم به شرذمة روافض البحرين، لا سيما بعدما ظهرت انتهاكاتهم، ومدى حقدهم المجوسي الذي تمثل في قتل رجال الأمن والتمثيل بجثثهم وقطع ألسنة المؤذنين من أهل السنة وتهديد وترويع الآمنين في بيوتهم واغتصاب النساء وتهجير العوائل... إلى آخر ذلك من الجرائم البشعة. فمثل هذه الأفعال لا تصدر سوى ممن ملأ الحقد قلبه، وحركته نوازع الكراهية تجاه أهل السنة الذين سالموهم في بلادهم، وأعطوهم من الحقوق ما لم يحظ به أي من أهل السنة في إيران بل ولا أهل السنة في البحرين؛ فالشيعة فيها يتنقلون بين الوظائف الكبرى، ويتمتعون برواتب لا يحلمون بها، إلا أنهم لم يكفوا يومًا عن زرع العملاء وتفعيل مخططات التقسيم والاحتلال والعمالة للدولة الإيرانية الرافضية؛ ليكرسوا ولاءهم لطهران على حساب ولائهم لدينهم ولدولتهم التي عاشوا في أكنافها وأكلوا من خيرها!!

إن ما يحدث في البحرين ليس مجرد اعتناق لمذهب مخالف لمذهب السنة، وإنما هي حالة من الطائفية والاستقواء بالخارج؛ لتحقيق أطماع طائفة معينة في الاستيلاء على الحكم ومقدرات الدولة على حساب طائفة أخرى حاكمة وتتمتع بأغلبية، ليست مسألة حقوق مهدرة يسعى المواطنون في تحصيلها، وإنما هي مسألة تسلُّق على الأحداث وانتهاز لفرص ثورة الشعوب المجاورة على حكامها الظالمين الذين فتنوهم في دينهم، وضيقوا عليهم في أرزاقهم، وانتهبوا خيرات بلادهم، وسلبوا منهم الأمن والأمان والحرية، وأعملوا فيهم آلة التعذيب التي لا ترحم صغيرًا ولا كبيرًا ولا رجلاً ولا امرأة، فذاق الجميع من ويلاتها، أما في البحرين فالوضع على خلاف ذلك تمامًا، ولكن البحرين باتت نهبًا لهذه المجموعات المجوسية، ومطمعًا للدولة الإيرانية، ومدخلاً رافضيًا للسيطرة على دول الخليج وزرع أولى بذور الاحتلال الفارسي في المنطقة.

إن هذه المخططات الماكرة لا تخدم تأكيدًا سوى خطط التقسيم الصهيونية التي تغرق فيها الأمة حتى أذنيها، فالمستفيد الأول من الأحداث هي الدولة الصهيونية التي تحرك أذرعها يمينًا وشمالاً في المنطقة؛ لتزرع فيها بذور الفتن والانقسامات، والتي تدور رحاها الآن في السودان على سبيل المثال ومن قبله في العراق، فبعد بتر الجنوب السوداني عن جسد الأمة العربية والإسلامية وإلقائه في أيدي شرذمة قليلة من النصارى؛ ليحموه وينعموا بخيراته بدأ الحديث عن دارفور وضرورة مطالبة أهله بالحصول على استقلاله عن الدولة السودانية، ولن تكف المحاولات الصهيونية على حثّ الأقليات عن مثل هذا السلوك حتى تفتت الأمة ويعتلي الحكم فيها طوائف تعترف بالفضل الإسرائيلي والأمريكي عليها في تقليدها حكم البلاد.

إننا حين نحاول المفاضلة بين هُوة يتوقع للأمة أن تسقط فيها؛ نتيجة التدخلات الإيرانية السافرة في الخليج العربي وما حوله، وما بين ما قد يكون في البحرين من مظالم حقيقية يعاني منها أهل البلاد فإننا بالتأكيد سنقف جميعًا صفًّا واحدًا إزاء مخططات الاحتلال والتقسيم والمد الشيعي في المنطقة، وفي ذات الوقت نقدم النصيحة ونشرع في محاولات الإصلاح الداخلية التي ترفع ما قد يشعر به المواطنون من ظلم أو هضم للحقوق أو اعتداء على الحريات.

ومن هنا ننصح الحكام والمسؤولين في الخليج بضرورة دفع عجلة الإصلاح الداخلية قُدُمًا نحو دعم العدالة وتقريب العلماء والدعاة، فهم الضمانة الحقيقية لتحقيق الأمن في المجتمع، وما رأيناه في المملكة خلال الأيام الماضية ليشهد بذلك؛ حينما وقف العلماء والدعاة والمصلحون في خندق واحد مع مسؤولي هذه البلاد في وجه المخططات الرافضية التي كانت تسعى لإشاعة الفوضى في المجتمع وزعزعة أمنه ونهب مقدراته، فقد حان الوقت الآن للسماح للعلماء بالقيام بدورهم في حماية أوطانهم ورعاية مصالحها والذود عنها بكل ما أوتوا من قوة؛ لدحض هذا الاحتلال الفكري والعقائدي الذي تقوم به الدولة الصفوية التي تمارس مع شعبها أقسى أنواع الحكم المستبد الذي تمنع فيه أهل السنة من أداء شعائرهم أو أن يكون لهم مسجد يؤدون فيه صلواتهم كما هو الحال في طهران التي لا يوجد فيها مسجد سني واحد.

إننا نحث الدول الإسلامية في الخليج وما جاوره أن تعطي الضوء الأخضر للعلماء الربانيين والدعاة المخلصين والمصلحين الصالحين في أن يزاولوا نشاطهم بحرية بعد أن عانوا طوال عقود من الكبت والنبذ وتهميش الدور الذي مورس ضدهم بضراوة، فهم صمام أمان المجتمع، وهم أوفى وأخلص الناس في الدفاع عن أمتهم، فلا يرجون إلا وجه الله والدار الآخرة، لا تحركهم نوازعهم لنيل حظ من حظوظ الدنيا، وإنما يفعلون ذلك ديانة لله تعالى، فتحركهم وتقودهم الشريعة الإسلامية التي تجعل المحافظة على الدين والوطن والأعراض واجبًا شرعيًا من مات دونه فهو شهيد، لا من أجل دنيا يصيبونها، ولا مناصب يعتلونها، ولا رياسة يطلبونها، وإنما أداءً لواجبهم تجاه أوطانهم. فمثل هؤلاء لا يُقصون من الحياة، بل ينبغي أن يكونوا أمام الأعداء درع الأمة الواقي، ولكنهم كلما شرعوا في الحركة والتضحية واجهتهم دولهم بالإقصاء والنبذ والعزل، لذا فقد آن لهذا السلوك أن ينتهي، وتتصدى الأمة لأعدائها الخارجيين والداخليين بكل ما تملك من قوى.

مختاراتنا لهذا الأسبوع تحوي عددًا من الخطب التي تبين خطورة ما يجري في البحرين، وخطورة معتقدات الرافضة وإظهار لمدى طائفيتهم ومعاداتهم للمذهب السني وأهله؛ فنسأل الله تعالى أن يرد كيدهم في نحورهم، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين آمنة مستقرة.

الخطبة الأولى: عملاء قم والنجف وحزب الشيطان ، للشيخ خالد بن سعيد الخشلان

الخطبة الثانية : حقيقة الرافضة والتحذير منهم ، للشيخ عبد الله بن محمد البصري

الخطبة الثالثة: وقفات مع زلزال اليابان وأحداث البحرين؛ للشيخ بلال الفارس

الخطبة الرابعة : أحداث البحرين وقفات ورسائل؛ للشيخ نواف السالم

الخطبة الخامسة: الفرق بين أخلاق السنة وأخلاق الشيعة (البحرين نموذجًا)؛ للشيخ بندر بن محمد الرباح

الخطبة السادسة: التمدد الشيعي؛ للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن المطرفي

الخطبة السابعة: ماذا يريد الموطنون الشيعة في دول الخليج؛ للشيخ أحمد عبدالرحمن الزومان

الخطبة الثامنة: الدولة الصفوية (8) لماذا يطمعون في البحرين؟!؛ للشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل

ليخَسأ المجوس وعملاؤهم، ليخسأ مُنكِر الجميل وجاحدُ النعمة ممَّن يتلقَّون تعليماتهم من قُم والنجف وحزب الشيطان من أجل إيقاظ الفتنة، وزعزعة الأمن، وإشاعة الاضطرابات في هذه البلاد المباركة، بلاد التوحيد والسنة، بلاد الحرمين الشريفين؛ فالجميع في هذه البلاد، على اختلاف مناطقهم، صفٌّ واحد وراء قيادتهم وولاة أمرهم في الوقوف ضد كلِّ مَن يريد بهذه البلاد الشر والسوء، أياً كان مذهبه واتجاهه ..المزيد ..

وَاعلَمُوا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى أَهلِ السُّنَّةِ جَمِيعًا ، حُكَّامًا وَمَحكُومِينَ ، عُلَمَاءَ وَمُفَكِّرِينَ ، وَقَادَةً وَعَامَّةً ، أَن يَتَصَدَّوا لِهَذِهِ الفِرقَةِ الخَبِيثَةِ ، وَأَن يَعلَمُوا أَنَّ هُنَالِكَ مُخَطَّطًا رَافِضِيًّا يُرَوَّجُ لَهُ لإِسقَاطِ أَهلِ السُّنَّةِ ، وَمِمَّا ظَهَرَ مِن أَجزَائِهِ شِرَاءُ الأَرَاضِي في مُدُنِ أَهلِ السُّنَّةِ ، وَهُوَ الأَمرُ الَّذِي أَفتى عُلَمَاؤُنَا بِعَدَمِ جَوَازِهِ ..المزيد..

إنه زلزال صفوي مجوسي، أطل برأسه الماكر مستغلاً اضطرابات العالم العربي؛ ليكشف عن ولائه وانتمائه، أعني عصبة الروافض في البحرين، الذين خرجوا على دولتهم باسم الإصلاح ظاهرًا وخدمة لإيران باطنًا، نعم إن المتابع للتظاهرات في البحرين يجد أنها تخرج عن دائرة المطالبة بالحقوق، إلى دائرة تنفيذ مخططات مشبوهة، تمثل طليعةً لمدٍّ صفوي مجوسي يحلم بالاستيلاء على الخليج العربي وتكوين هلال فارسي طالما نادوا به وسعوا لتحقيقه .. المزيد

تعيش أمتنا في هذه الأيام أزمات متتابعة، وفتن منتشرة، وكان الناس في القديم إذا أُجلبت عليهم هذه الفتن والملومات والأزمات عادوا إلى كتاب الله -تبارك وتعالى-، وعادوا إلى سنة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ففيهما المخرج والنجاة من جميع الفتن، كما أمر بذلك الله -تبارك وتعالى- في كتابه الكريم. آلمنا وأقض مضاجعنا، وأحزننا وأدمى قلوبنا قبل أعيننا، ما طالعتنا به وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، من أحوال إخواننا في البحرين... المزيد

إن ما حدث بين أهل السنة والشيعة في البحرين ليوجب علينا تصحيح المفاهيم، وكلكم قد سمع ما حصل من اعتداء من الشيعة على أهل السنة بالضرب وغيره من وسائل الاعتداء، بل نقلت بعض الوسائل أن أطباءً من الشيعة يرفضون أن يعالجوا الجرحى من أهل السنة. أتساءل -أيها الأحبة-: إذا كنا نرى هذا الموقف من الشيعة، ونرى موقفًا أشد من هذا منهم وهم الرافضة في إيران، كيف فعلوا في أهل السنة؟! وننظر كيف فعلوا في أهل السنة في العراق؟! المزيد

إن فضح أساليب هؤلاء وتوسعهم وتمددهم لا يعني ظلمهم وعدم العدل معهم، فنحن أمة العدل والقسط والرحمة والوسط. نعم والله، ليس في مصلحة الأمة الدعوة للمصادمة والاعتراك الطائفي، فهذا بذر سيجني ثمره المشروع اليهودي الصهيوني ومن يقف وراءه. بيد أن السكوت عن هذا التمدد الواضح الفاضح، وغض الطرف عنه هو على حساب أهل السنة، فهذا التبشير الشيعي إنما يقصد ويستقصد في المقام الأول المناطق الإسلامية السنية. المزيد

هذه الثورات تبين مسيس الحاجة لنشر مذهب أهل السنة والجماعة، وتعليمه الناس عبر الوسائل المختلفة، حيث يلبِّس الشيعة على عوام المسلمين بأنهم دعاة لمذهب أهل البيت، وكذلك مسيس الحاجة للتصدي لبعض الإعلاميين الذين يخدمون أعداءنا من الشيعة بوصفهم بالاعتدال والتمكين لهم في وسائل إعلامنا والمنافحة عنهم. فالمشاهد أن هناك توطؤ من قبل العلمانيين مع الشيعة .. المزيد

وتمثل دولة البحرين الحالية واسطة هذا الشريط الساحلي؛ ولذا يستميت الباطنيون في قلب نظام حكمها مهما كلف الأمر؛ إذ بامتلاكهم لها يحكمون قبضتهم على كل الشريط، ويستطيعون إمداد جيوبهم الكامنة في دول الخليج بالسلاح لإحداث القلاقل والفتن، وتكون دول المنطقة ومواقعها الحيوية في مرمى مدافعهم وصواريخهم إن نصبوها في البحرين؛ ولذا كان من الأهداف الاستراتيجية للثورة الخمينية الاستيلاء على البحرين، وجاء في أوليات تصريحات الثوار آنذاك أن البحرين جزء من إيران .. المزيد

خطب مختارة عن الرافضة وخطرهم