عناصر الخطبة
1/فضل الجلوس في المسجد 2/ما يسن للمصلي بعد السلام 3/أذكار ما بعد السلام من الصلاة 4/صيغ التسبيح بعد الصلاة.اقتباس
فما أَعْظَمَها مِنْ نِعْمةٍ أَنْ تَدْعُوَ الملائكةُ الكِرامُ للعَبْدِ، وما أَجَلَّها مِنْ كَرَامَةٍ تَسْتَغْفِرَ لهُ الملائكَةُ المقربون، وما أفْدَحُهَا مِنْ خَسَارَةٍ يُفَرِّطُ بِهَا كَثِيرٌ مِنَ المصَلينَ، فيُسًارِعُونَ لِلْخُروجِ مِنَ المسْجِدِ بِمُجَرَّدِ أَنْ سَلَّمُوا مِنَ الصَّلاةِ، ويَتَخَطُونَ رِقَابَ النَّاسِ، ويمُرُّون أَمَامَ المصَلِّينَ، فيَأْثَمونَ بِذَلكَ...
الخطبة الأولى:
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُـحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ -تَعَالَى-، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
عباد الله: في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "صَلاَةُ الْجَمِيعِ تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ، وَصَلاَتِهِ فِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ، وَأَتَى الْمَسْجِدَ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلاَّ رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ خَطِيئَةً حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ، وَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُهُ، وَتُصَلِّي عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ -أي تدعو له- مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فيهِ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ"؛ أي ما لم ينْتَقِض وُضُوءُه، أو لم يُؤْذِ أَحَدًا في مجلِسِه ذلك.
فما أَعْظَمَها مِنْ نِعْمةٍ أَنْ تَدْعُوَ الملائكةُ الكِرامُ للعَبْدِ، وما أَجَلَّها مِنْ كَرَامَةٍ تَسْتَغْفِرَ لهُ الملائكَةُ المقربون، وما أفْدَحُهَا مِنْ خَسَارَةٍ يُفَرِّطُ بِهَا كَثِيرٌ مِنَ المصَلينَ، فيُسًارِعُونَ لِلْخُروجِ مِنَ المسْجِدِ بِمُجَرَّدِ أَنْ سَلَّمُوا مِنَ الصَّلاةِ، ويَتَخَطُونَ رِقَابَ النَّاسِ، ويمُرُّون أَمَامَ المصَلِّينَ، فيَأْثَمونَ بِذَلكَ، فقَدْ جَاءَ في الصَّحيحين عَنْ أَبِي جُهَيْمٍ -رضي الله عنه- أنَّه سَمِعَ مِنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيِ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ؛ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ".
فهَلَّا صَبرْنَا وأَطَلْنَا المُكْثَ في المَسْجِدِ حَتَى يُكْتَبُ لنَا أَجْرُ جُلُوسِنَا في المَسْجِدِ، ويَكْثُرُ دُعاءُ واستِغْفارُ الملائكَةِ لنا، ونَتَأَسَّى بِالحَبِيبِ -صلى الله عليه وسلم-، فعَنْ ثَوْبَانَ -رضي الله عنه- قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ -أي إذا سلَّمَ- اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقَالَ: اللهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ", هذه هي السنة للإمام والمأموم والمنفرد، والرجل والمرأة، وإذا كان إماماً فإنه يصرف وجهه إلى الناس بعدها مباشرة.
ثم يقول كل واحد بعد هذا: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ، وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"(رواه مسلم) من حديث عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهم-, ثم يقول: "لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ"(رواه المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- وهو في الصحيحين).
وخَصَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- الفَجْرَ والمَغْرِبَ بذِكْرٍ له فَضْلٌ وأَجْرٌ كَبِيرٌ، فَفِي مُسْنَدِ أحْمَدَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ وَيَثْنِيَ رِجْلَيْهِ مِنْ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ وَالصُّبْحِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَت حِرْزًا مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَحِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم، وَلَمْ يَحِلَّ لِذَنْبٍ يُدْرِكَهُ إِلَّا الشِّرْكُ، وَكَانَ مِنْ أَفْضَلِ النَّاسِ عَمَلًا، إِلَّا رَجُلًا يَفْضُلُهُ يَقُولُ أَفْضَلَ مِمَّا قَالَ"(حسنه الألباني).
ثم يشرع له التسبيح لحديث مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ سَبَّحَ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَقَالَ: تَمَامَ الْمِائَةِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ"؛ قال أهل العلم هذا إذا كان لم يُصِرَّ على كبيرة، أما إذا كان عنده كبائر من الذنوب فإن هذا الذكر ونحوه لا يكفر الكبائر؛ لحديث مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ".
فأوصي نفسي وكل مسلم وكل مسلمة بالعناية بهذه الأذكار والمحافظة عليها بعد كل صلاة؛ فَإِنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- نَدَبَ إليها وحَثَّ عليها، فإِنَّها لا تأخُذُ مِنْ وَقْتِنَا إلَّا دَقَائقَ مَعْدُودةً، فلا نستَعْجِلَ الخُرُوجَ مِنَ المسْجِدِ فُنُحْرَمَ هذهِ الأُجُرِ، ونُحرَمَ دَعَوَاتِ الملائكةِ واستِغفَارُهم لنَا، مع الحذَر كل الحَذَر من المعاصي؛ فإنَّها قَدْ تَكُونُ سَبَبًا لحِرمانِنا من أجورِ بعضِ الأعمالِ، ونسأل الله للجميع التوفيق والهداية.
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ, وَأَسْتَغِفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّـهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ: فللتسبيح بعد الصلاة صيغ متعددة:
الصيغة الأول: أَنْ يُسَبِّحَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، ثم يَحَمِدَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، ثم يُكَبَّرَ اللهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، ثم يقولُ مرَّةً واحِدَةً: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
الصيغة الثانية: أَنْ يقولَ: سُبْحَانَ اللهِ والحَمْدُ لله واللهُ أكَبَرَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ مَرَّةً، ثم يقولُ مرَّةً واحِدَةً: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
الصيغةُ الثالثة: أّنْ يسَبِّح اللَّهَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، ثم يحْمَدُهُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، ثم يكَبِّرُهُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فيكون المجموع مائة؛ لحديث مسلم عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ -رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مُعَقِّبَاتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُنَّ -أَوْ فَاعِلُهُنَّ- دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ، ثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَسْبِيحَةً، وَثَلَاثٌ وَثَلَاثُونَ تَحْمِيدَةً، وَأَرْبَعٌ وَثَلَاثُونَ تَكْبِيرَةً".
الصيغة الرابعة: أنْ يُسبحَ الله ويحمده ويكبره ويهلله خَمْسًا وعِشْرِينَ مرةً، فيكون المجموع مائة؛ لحديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "أُمِرُوا أَنْ يُسَبِّحُوا دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيَحْمَدُوا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُكَبِّرُوا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، فَأُتِيَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي مَنَامِهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَمَرَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ تُسَبِّحُوا دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدُوا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتُكَبِّرُوا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَاجْعَلُوهَا خَمْسًا وَعِشْرِينَ، وَاجْعَلُوا فِيهَا التَّهْلِيلَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: اجْعَلُوهَا كَذَلِكَ"(رواه النسائي وصححه الألباني).
الصيغة الخامسة: أن يسبح الله عشراً، ويحمده عشراً، ويكبره عشراً؛ لما رواه أبو داود عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "خَصْلَتَانِ أَوْ خَلَّتَانِ لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ، هُمَا يَسِيرٌ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ: يُسَبِّحُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا، وَيَحْمَدُ عَشْرًا، وَيُكَبِّرُ عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ, وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ، وَيَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَيُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ"، فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ, قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ؟ قَالَ: "يَأْتِي أَحَدَكُمْ -يَعْنِي: الشَّيْطَانَ -فِي مَنَامِهِ فَيُنَوِّمُهُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهُ، وَيَأْتِيهِ فِي صَلَاتِهِ فَيُذَكِّرُهُ حَاجَةً قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا"(صححه الألباني).
اللَّهُمَّ أعنَّا على ذِكْرِكَ وشُكْرِكَ وحُسْنِ عِبادَتك، واجعلنا يا ربنا من الذين يذكرونك قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم. اللَّهُمَّ أَصْلِحْنا، وأَصْلِحْ شَبَابَ الْمُسْلِمِينَ بنين وبنات، وَاهْدِهِمْ سُبُلَ السَّلامِ وَخُذْ بِنَوَاصِيهِمْ للْهُدَى وَالرَّشَادِ، وَجَنِّبْهُمْ الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَما بَطَنْ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِن الغَلَا وَالوَبَا وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَلازِلَ وَالفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن, اللهمَّ إنَّا نَعُوذُ بكَ مِنْ غَلبَةِ الدِّينِ وَقَهْرِ الرجَال، ونسألك يا ربنا أن تبَارِكْ لَنَا في أَرزَاقِنَا وفي أهلينا وذرياتنا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
اللَّهُمَّ احْفَظْ أَمْنَنَا، وَاحْرُسْ بِلَادَنَا، وَوَلِّ علينا خيارنا، وَاكْفِنَا شَرَّ الْأَشْرَارِ وَكَيْدَ الْفُجَّارِ، وَاحْمِنَا مِنْ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، إلا طارقًا يطْرُقُ بخَيْرٍ، يَا قَوِيُّ يَا جَبَّارُ.
اللَّهُمَّ فُكَّ أَسْرَانا، وَاشْفِ مَرْضَانَا، وارْحَمْ مَوْتَانَا، وتَوَفَّنَا وأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا غَيْرَ غَضْبَانٍ, اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، ووفق ولاة أمورنا، لِكُلِّ خَيْرٍ وبِرٍّ وصَلَاحٍ ورَشَدٍ.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ كَمَا أَمَرَكُمْ بِذلِكَ رَبُّكُمْ فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَمَ-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).
التعليقات