عناصر الخطبة
1/وظيفة المسلم في الليل والنهار 2/من أمنيات الموتى 3/مما يحفز المسلم على الأعمال الصالحة 4/من الأسبابِ الصارفة عن الطاعة 5/التحذير من التساهل في صغائر الذنوباقتباس
ومما تساهلَ فيه كثيرٌ منا إرسالَ بعضَ الرسائلِ المشتملةِ على محرمٍ، وينسى أن مثلَ هذا العملِ سيتناقلُه الناسُ فيكونَ من المعاصي الجاريةِ، فالسعيدُ من إذا مات ماتت ذنوبُه معهُ، ومسكينٌ ثم مسكينٌ مَنْ إذا ماتَ لم تمتْ ذنوبُه معهُ؛ لأنه سيتمنى العودةَ إلى الدنيا ليتخلصَ...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الحمدُ لله الذي منَّ علينا بإدراكِ مواسمِ الطاعات، فما انقضى رمضانُ حتى هلَّت علينا أشهرُ الحجِ إلى بيتِه الحرامِ، ووفقَنا لإدراكِ أعظمِ وأفضلِ وأزكى أيامِ الدنيا عشرِ ذي الحجةِ العظامِ، ومتعنا بالطاعةِ فيها إلى أن بلغنا قربَ نهايةِ العامِ ونحن بصحةٍ وسلامٍ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِراً، أَمَا بَعْدُ:
أيها الإخوة: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة:281]، يقول الله -تعالى- ممتنًا على عبادهِ بنعمةِ الوقتِ، وما ينبغي أن يُشغلَ به وأن الحياةَ موسمٌ للطاعةِ: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) [الفرقان:62]، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً)؛ أي: يذهبُ أحدهما فيخلُفُه الآخر، هكذا أبداً لا يجتمعان ولا يرتفعان، (لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)؛ أي: لمن أرادَ أنْ يتذكرَ بهما ويعتبرَ ويستدلَّ بهما على كثيرٍ من المطالبِ الإلهيَّةِ ويشكرَ اللهَ على ذلك، ولمن أرادَ أن يَذْكُرَ اللهَ ويشكُرَهُ، وله وردٌ من الليلِ أو النهارِ، فمَنْ فاتَه وردُه من أحدهما أدركَه في الآخرِ، وأيضًا فإنَّ القلوبَ تتقلَّبُ وتنتقلُ في ساعاتِ الليلِ والنهارِ فيحدثُ لها النشاطُ والكسلُ والذِّكرُ والغفلةُ والقبضُ والبسطُ والإقبالُ والإعراضُ، فجعلَ اللهُ الليلَ والنهارَ يتوالى على العبادِ ويتكرران؛ ليحدثَ لهم الذِّكرُ والنشاطُ والشكرُ لله في وقتٍ آخر، ولأنَّ أوقاتَ العباداتِ تتكررُ بتكرُّرِ الليلِ والنهارِ، فكلَّما تكرَّرت الأوقاتُ؛ أحدثَ للعبدِ همةً غَير هِمَّتهِ التي كسلت في الوقتِ المتقدم، فزادَ في تذكُرِها وشُكرِها، فوظائفُ الطاعاتِ بمنزلةِ سقي الإيمانِ الذي يمدُّه؛ فلولا ذلك لذوى غَرْسُ الإيمانِ ويَبُسَ، فللهِ أتمُّ حمدٍ وأكملُهُ على ذلك" أهـ.
أيها الإخوة: هذه الحالُ تدعونا للاهتمامِ بأحوالِ النفسِ والأوقاتِ، واستثمارِ أوقاتِ النشاطِ والإقبالِ والجدِ فيها، فالمؤمنُ الذي يتنبَهُ لذلك يوفقُ لخيرٍ كثيرٍ، ومما يعيننا على ذلك ويدفعُنا لهُ معرفةُ أمنياتِ الموتى، فحينما يعاينُ الميتُ وهو في قبرِه ثوابَ الصلاةِ، فإنه يتمنى أن يعودَ إلى الدنيا حتى يصليَ ولو ركعتين للهِ ربِ العالمين، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- مَرَّ بِقَبْرٍ فَقَالَ: "مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ؟"، فَقَالُوا: فُلَانٌ فَقَالَ: "رَكْعَتَانِ أَحَبُّ إِلَى هَذَا مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ"(قال الهيثمي: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ)، وفي رواية: مَرَّ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- عَلَى قَبْرٍ دُفِنَ حَدِيثًا، فَقَالَ: "رَكْعَتَانِ خَفِيفَتَانِ مِمَّا تَحْقِرُونَ وَتَنْفِلُونَ، يَزِيدُهُمَا هَذَا فِي عَمَلِهِ، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ"(صححه الألباني)؛ ولذلك قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- حاثًا عليها: "الصَّلَاةُ خَيرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَكْثِرَ فَلْيَسْتَكْثِر"(رواه الطبراني في الأوسط عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وحسنه الألباني).
اغتنمْ في الفَــــراغِ فَضـلَ رُكُـوعٍ *** فعـسى أنْ يكونَ موتُك بغتة
كم صحيحٍ رأيتَ من غيرِ سُقمٍ *** ذهبتْ نفسُه الصَحيحةُ فلتة
ويتمنى الْمُمسكُ عن الصدقةِ لو عادَ إلى الحياةِ حتى يتصدقَ وينفقَ من مالهِ في سبيلِ اللهِ، قال الله -تعالى-: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ* وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[المنافقون: 10-11]، ويخبرُ اللهُ -تعالى- عن المفرطينَ أنهم يطلبونَ الرجعةَ للدنيا وهو طلبٌ مستحيلٌ فيقولُ -سبحانه-: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون: 99-100]، قال الشيخُ السعديُ: "يخبرُ -تعالى- عن حالِ من حضرهُ الموتُ، من المفرطينَ الظالمينَ، أنه يندمُ في تلكَ الحالِ، إذا رأى مآلهُ، وشاهدَ قبحَ أعمالِه فيطلبُ الرجعةَ إلى الدنيا، لا للتمتعِ بلذاتها واقتطافِ شهواتِها، وإنما ذلكَ يقول: (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ) منَ العملِ، وفرطتُ في جنبِ اللهِ، (كَلا) أي: لا رجعةَ لهُ ولا إِمهالَ، قد قضى اللهُ أنهم إليها لا يرجعون، (إِنَّهَا) أي: مقالتُه التي تمنى فيها الرُجوعَ إلى الدنيا، (كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا) أي: مجردَ قولٍ باللسانِ، لا يفيدُ صاحبَهُ إلا الحسرةَ والندمَ، وهو أيضًا غيرُ صادقٍ في ذلك، فإنَّه لو رُدَّ لعادَ لما نُهِي عنهُ، (وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) أي: من أمامِهم وبينَ أيديِهم برزخٌ، وهو الحاجزُ بين الشيئين، فهو هنا الحاجزُ بين الدنيا والآخرةِ، وفي هذا البرزخِ، يتنعمُ المطيعونَ، ويعذبُ العاصونَ، من موتِهم إلى يومِ يبعثون، أي: فليُعِدُوا له عُدتَه، وليأخُذوا له أُهبتَه".
أيها الإخوة: ومما يعينُ على استثمارِ الأوقاتِ بالطاعةِ، العلمُ بأن البركةَ والخيرَ كلَ الخيرِ بالمداومةِ على الأعمالِ الصالحةِ وإن كانت قليلةً، وهي أفضلُ الأعمالِ وأحبُها إلى اللهِ -تعالى-، فَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: "أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ -تعالى- أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ"(متفق عليه)، قَالَتْ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: "وَكَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ، وَكَانَ إِذَا نَامَ مِنَ اللَّيْلِ أَوْ مَرِضَ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً، وَكَانَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا"(رواهما مسلم)، ومعنى "أثبته" أي جعلَه ثابتًا غيرَ متروكٍ.
ولقد وَعَتْ أُمْنَا عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عنها- فضلَ صلاةِ النافلةِ وأهميةَ المداومةِ عليها، فعن رُمَيْثَةَ بِنْتِ حَكِيمٍ أنها أَصْبَحْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَصَلَّتْ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَيَّها فَضَرَبَتْ فَخِذِها، وَقَالَتْ: "يَا رُمَيْثَةُ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّيَهَا، وَلَوْ نُشِرَ لِي أَبَوَايَ عَلَى تَرْكِهَا مَا تَرَكْتُهَا"(رواه النسائي بالكبرى).
ومما يحفزُ الهِمَّةَ للأعمالِ الصالحةِ كثرةُ الاستغفارِ والتسبيحِ والذكرِ، فإنَّ هذه منْ أعمالِ اللسانِ التي لا تتطلّبُ وقتًا مُخصصًا لها، ولكنَّها تفيدُ في صفاءِ القلبِ وخلوِه من المعاصي والذنوبِ، فينبغي الإكثارُ منها في الأوقاتِ الميتةِ في أوقاتِ الانتظارِ، وأثناءِ قيادةِ السيارةِ، وقبلَ النومِ، وفي كلِ حالٍ تجدُ نفسَكَ فارغًا؛ ولذلِك حثَّ اللهُ على الإِكثَارِ من الذكرِ فقال: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)[الأحزاب:41-42]، قال الشيخ السعدي -رحمه الله-: "يأمرُ -تعالى- المؤمنين، بذكرِه ذكرًا كثيرًا، من تهليلٍ، وتحميدٍ، وتسبيحٍ، وتكبيرٍ وغيرَ ذلك، من كلِ قولٍ فيه قُربةٌ إلى اللهِ، وأقلُّ ذلك أن يُلازِمَ الإنسانُ، أَورادَ الصباحِ، والمساءِ، وأَدبارَ الصلواتِ الخمسِ، وعند العَوارضِ والأَسبابِ، وينبغِي مُداومةُ ذلكَ، في جميعِ الأوقاتِ، على جميعِ الأحوالِ؛ فإنَّ ذلكَ عبادةٌ يسبقُ بها العاملُ وهو مستريحٌ، وداعٍ إلى محبةِ اللهِ ومعرفتِهِ، وعونٌ على الخيرِ، وكفٌّ اللسانِ عن الكلامِ القبيحِ... (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا) أي: أولُ النهارِ وآخرُهُ؛ لفضلِها، وشرفِها، وسهولةِ العملِ فيها... والذكر من أيسرِ العباداتِ، وأجلِها وأفضلِها".
أسألُ الله -تعالى- أن يعينَنا على شكرِه وذكرِه وحسنِ عبادتِه، أقولُ قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحَمدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، والشُكرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وامتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الـمُؤيَدُ بِبُرهَانِـهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِراً، أَمَا بَعْدُ:
أيها الإخوة: لنحذرْ جميعًا من الأسبابِ الصارفةِ عن الطاعةِ ومن أشدِها الوقوعُ في المعاصي، وخاصةً صغائرِ الذنوبِ، فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ"، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا: "كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ، فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ، فَيَجِيءُ بِالْعُودِ، وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ، حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا، فَأَجَّجُوا نَارًا، وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا"(رواه أحمد والطبراني والبيهقي، وقال الألباني: صحيح لغيره)، وَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَا عَائِشَةُ، إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ؛ فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ عز وجل طَالِبًا"(رواه النسائي وابن ماجه، وصححه الألباني).
أحبتي: قد يفرحُ أحدُنا أنه لا يقعُ في كبائرِ الذنوبِ وحقٌ لنا ذلكَ، ولكننا نغفلُ ولا نحذرُ من صغائرِ الذنوبِ وربما لا نُبالي بها، وقد سمعتم أثرَها، ومما تساهلَ فيه كثيرٌ منا إرسالَ بعضَ الرسائلِ المشتملةِ على محرمٍ، وينسى أن مثلَ هذا العملِ سيتناقلُه الناسُ فيكونَ من المعاصي الجاريةِ، فالسعيدُ من إذا مات ماتت ذنوبُه معهُ، ومسكينٌ ثم مسكينٌ مَنْ إذا ماتَ لم تمتْ ذنوبُه معهُ؛ لأنه سيتمنى العودةَ إلى الدنيا ليتخلصَ مما اقترفتْ يداهُ، ولكن هيهاتَ هيهات، نسأل الله العفوَ والمغفرة.
التعليقات