عناصر الخطبة
1/ معنى الحكمة 2/ شرفها وفضلها 3/ مجموعة مختارة من الحكم النافذة والأقوال البليغةاقتباس
والحكمة من الإحكام، وهو وضعُ الشيء في موضعه بإتقان، والقول المحكم هو القول الذي أحكمته التجارب، وأنفذته البصيرة؛ لذا، ستكون خطبة اليوم مجموعة مختارة من الحكم النافذة، والأقوال البليغة، جمعتها على مكث، وحليتها بشيء من الآيات والأحاديث.
الخطبة الأولى:
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله. وإذا أردتم ميزان عدلٍ لا يحيف، ومنهج إنصافٍ بلا تطفيف؛ فأحِبُّوا لغيركم ما تُحبُّون لأنفسكم، واكرهوا لغيركم ما تكرهون لأنفسكم، وأحسِنوا كما تُحبُّون أن يُحسَنَ إليكم، وأدوا إلى الناس ما تحبونَ أن يؤديه الناسُ إليكم، وامنعوا عن الناس ما تحبونَ أن يمنعهُ الناسُ عنكم، ولا تقولوا لغيركم ما لا تُحبُّون أن يُقال لكم، وافعلوا الخيرَ مع أهلهِ ومع غير أهلهِ ؛ فإن لم يكونوا من أهله، فكونوا أنتم من أهلِه؛ ففي الحديث: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه"، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) [النساء:135].
وبعدُ: فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل الخلاء، قال: فوضع له وضوء، فلما خرج قال: "من وضع هذا؟"، فقيل له: عبد الله بن عباس، قال: فضمني النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى صدره وقال: "اللهم علمه الحكمة".
وفيما ينسبُ إلى لقمان الحكيم أنه قال: "إن القلب ليحيا بالكلمة من الحكمة كما تحيا الأرضُ بوابل المطر". وفي أثرٍ ضعيف: "الحكمة ضالةُ المؤمن؛ أني وجدها فهو أحق بها".
والحكمة من الإحكام، وهو وضعُ الشيء في موضعه بإتقان، والقول المحكم هو القول الذي أحكمته التجارب، وأنفذته البصيرة؛ لذا، ستكون خطبة اليوم مجموعة مختارة من الحكم النافذة، والأقوال البليغة، جمعتها على مكث، وحليتها بشيء من الآيات والأحاديث.
وسأسوقها إليكم كما جمعتها بلا ترتيب، راجياً من الله -عز وجل- أن تحظي لديه بالقبول الحسن، وأن ينفع بها قائلها والسامعين؛ إنه خيرُ مسئولٍ، وهو الهادي إلى سواء السبيل.
عباد الله: لكلِّ مَقامٍ مَقال، ولكلِّ زمان رجال، ولكلِّ أجل كتاب، ولكلِّ عَمَل ثَواب، من تتبع الهوى هوى، وبقدر ما تتعنى تنال ما تتمنى، والعمل الجاد إن لم يوصلك للقمة فسيقربك منها كثيراً، النعيم لا يدرك بالنعيم، ومن أراد الراحة فعليه أن يترك الراحة، ومن أراد أن لا يتعب فعليه أن يتعب، ومن طلب العلا سهر الليالي، ومن طلب عظيماً، خاطر بعظيم.
واعلم أنك لنْ تتقدم دونَ أنْ تتعلم، ولنْ تتعلَّمَ دونَ أنْ تتألمَ، ولنْ تنجحَ دونَ أنْ تفشلَ، وإنما صنعت السفن لتخوض البحار وتصارع الأمواج، لا لتستكين في المرافئ الوادعة، فقم وانطلق، إلى حيث تستحق.
وإذا كانت الروح هي التي تعمل، فإن الجسد لا يتعب، ولكلِّ جهدٍ منظمٍ، مردودٌ مضاعفٌ، وشغلٌ مُجِهد، خيرٌ من فراغٍ مُفسد، وقيمة كل امرئ ما يُحسنه، والحياة مثل المرآة، عطاؤها انعكاس لما تبذله، ومن كان يومه مثل أمسه فهو في نقصان، ومن جار على شبابه، جارَتْ عليه شيخوخته، ومن شغل نفسهُ بغير المهمِ، ضيعَ المهمَ وفوّتَ الأهمَ، ومن لم يزِد شيئاً على الدنيا، كان هو الزائد عليها، ولا قياس للإنسان أفضل من إنجازاته، (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ) [الشعراء:205-207].
لص الحرص لا يمشي إلا في ظلام الهوى، ورجلٌ بلا أخلاق وحشٌ بلا وثاق، والسخريةُ بضاعةُ رخيصة، لا يقتنيها إلا فقراء الأخلاق، ومن يفتش عن الأخطاء فلن يرى سواها، والإنسان غالباً ما يرى الخطأَ كبيراً عندما يرتكبهُ غيره، وصغيرا عندما يرتكبه بنفسه.
يا صاحب المعروف: أحي معروفك بإماتته، ويا كثير الجدل: اكسب الجدال بأن تتجنبه، وإذا تم العقل، نقص الكلام، وإذا شاورت العاقل فكأنما تفكر بعقلين، والعقلاء يعلمون أن كسب القلوب مُقدم على كسب المواقف، وأن الجواب الرقيق يطفئ الغضب، وأن الصوت الهادئ أقوى من الصراخ، وإن الذوق يهزم الوقاحة، وتذكّر أنّ تحمُّلك لثانية إضافيةٍ يجعلك أكثرَ إيجابية وأقرب للظفر بما تريد، وإن كنت لا تستطيع إغلاق أفواه الناس عن قول الكلام المؤذي، فبإمكانك أن تغلق أذنيك عن سماعه.
واعلم أن أناقة لسانك من ارتقاء فكرك، فارتق بكلماتك دون أن ترفع صوتك، فالأمطار هي التي تُنبت الزهور وليست الرعودَ ولا البروقَ، ومن أراد أن يكون ذا ذوق مرتفع، فليتذوق كلامه قبل أن يخرجهُ من فمه، ومتى ما وجد كلمةً مُرةً، فليبدلها بأخرى حلوة، فإنما هي كلمةٌ مكان كلمة، (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت:34].
واعلم أنك لا تزال ناقصاً ما لم تبذل كلَّ ما في وسعك لتكون أفضل ما يمكنك أن تكون، وأن مساعدة الآخرينَ على النجاحِ نجاحٌ مزدوجٌ، واعلم أن مِن أجملِ مكافئاتِ من يساعدُ غيره بإخلاصٍ أن يكون هو المستفيد الأكبر من تلك المساعدات، وأن من يساعد الآخرين على الارتقاء فسيرتقِ أكثرَ منهم، وأن مَن يَزْرع المعروفَ فلا أقل من أن يَحْصُدَ الشكرَ، و:
مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ *** لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ.
واعلم أن كلَّ إنسان تقابله هو أفضلُ منك بطريقة ما، فلا تستنكف أن تتعلم منه، وبقدرِ ما تحيدُ عنْ هدفِك وتنحرف، بقدرِ ما ستظهرُ العقباتُ وتكبرُ، ومَن عرف قدرَه استبان أمره، ومن طلب صديقاً بلا عيب، بقي بلا صديق، وفي طول اللسان هلاك الإنسان، وكَفَى بِالْمَرْءِ عَيْبًا أَن يَمْقُتَ النَّاسَ على ما يَأْتِي مِثلهُ، ومن عابَ أخاهُ بذنبٍ لم يمت حتى يفعله، وإذا أردت أن تعرف ما هو الأجملُ من صنع الجميل، فهو أن تقدمه بطريقة جميلة، (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) [الإسراء:53].
استثمر كل لحظة من لحظات حياتك، فالوقت لا يتوالد، ولا يتمدد، ولا يتوقف، ولا يتراجع.
والوقت أنفسُ ما عنيتَ بحفظه *** وأراهُ أسهلَ ما عليك يضيعُ
وما لم تكن قد وهبتَ نفسكَ لغايةٍ عظيمةٍ، فحياتُك لم تبدأَ بعدُ، وكل من لا يتقدم، يتقادم، ومن يجرؤ على إضاعة ساعةٍ من وقته، فما اكتشفَ بعدُ قيمةَ الحياةِ، يقولُ الإمامُ ابن القيمِ: "إضاعةُ الوقتِ أشدُ من الموت، لأنْ إضاعةَ الوقتِ تقطعك عنْ اللهِ والدارِ الآخرةِ، والموتُ يقطعك عنْ الدنيا وأهلها".
ومن عرف حُسن تدبير الله لعبده، هانت عليه المصائبُ، والعقولُ كالأجسام، تزدادُ ترهلاً كلَّما خَلُدَت للراحة، والنصيحةُ كالدواء، كلَّما ازدادت مرارتها كانت أفضل، والأخُ مِرآةُ أخيه، وصديقك مَن صَدَقك النَّصيحةَ لا من صدَّقك، والكلمة الطيبة صدقة.
وسقوط الجواهر على الأرض لا يفقدها قيمتها، ولولا ما حولَ القمرِ من ظلام لما ظهرت روعته، والجزعُ من المصيبة، أكبرُ من المصيبة نفسِها، وعندما تردُ على الإساءة بمثلها، فلن تنتهي الإساءة.
وازرع جميلاً ولو في غير موضعه *** فلن يضيع جميلٌ أينما وضعا
إن الجميل وإن طال الزمان به *** فليس يحصده إلا ألذي زرعا
واعلم أن النجاح لا يشترط أن تكون ذكياً أو غنياً، ولكنه يشترط أن تكون جاداً صابراً مثابراً، فالإصرار والمثابرة هما الجسر الموصل -بإذن الله- لما قد يظنه المتشائمون مستحيلا، وليكن من أعظم أهدافك أن تكون أهدافك عظيمة، وكلما ازداد الهدف وضوحاً ودقة، كلما سهُل الوصول إليه، وإذا تأملت من يتسلقُ الجبلَ، وجدت تفكيره مُنْصَباً على بلوغ القمة فقط، فركز تنجز، وإياك والتشتت! "فإن المنبت لا أرضاً قطع، ولا ظهراً أبقى".
وبقدر الانشغال بالأمور التافهة، يكون الانصراف عن الأمور العظيمة، وإنه لسقوطٌ مدوٍّ أن يُسخِر المرء مواهبه العظيمة من أجل اهتمامات تافهة وأهداف باهتة، وإذا قام المرء بكل ما يستطيع أن يقوم به، فحتماً ستذهله النتائج، وجميع الانجازات العظيمة، كانت في يومٍ ما أموراً مستحيلة،
فكن رجلاً إن أتوا بعده *** يقولون مرّ وهذا الأثر
واعلم أن الفقير ليس هو من يملك القليل، إنما الفقير من لا يملك حُلماً ولا هدفاً، (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأنعام:122].
من ترك فضول النظر وُفِّق للخشوع، ومن ترك فضول الكلام وفق للحكمة، ومن ترك فضول الأكل وُفِّق للصحة، المرء بفضيلته لا بفصيلته، وبكماله لا بجماله، وبآدابه لا بثيابه، وإن عجزت عن نُصرة المظلوم، فلا تقف مع الظالم، وإن أسكتك الخوف، فلا يُنطِقُك الطمع، وإن فاتك الحق، فلا تتبع الباطل، (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة:281]...
الخطبة الثانية:
وبعد: عباد الله، اطلبوا الكرامةَ في التقوى، والأُنسَ في كتاب اللهِ، والغِنى في القناعة، والنجاة في الصدقِ، والراحةَ في ترك الحسدِ، والسلامةَ في حفظ اللسانِ، وثِقَلَ الميزانِ في حُسنِ الخلقِ.
والغنيُ حقَّاً من استغنى بالقناعة، والعزيزُ صدقاً من اعتزَ بالطاعة، ومَن نظرَ في عيبِ نفسِهِ شُغِل عن عَيبِ غيرهِ، ومن استقلَ زَلـلَهُ استَكثرَ زَلَلَ غَيرِهِ، ومن تلمح حلاوة الأجر، هانت عليه مرارة الصبر، وإذا كانت الغمْسةُ في الجنَّة تُنسي كل َّما مرَّ قبلها من بؤسٍ وشقاءٍ حتى يُقسِمَ أنّه ما مرَّ به بؤسٌ قطُّ؛ فكيف بالخلود فيها؟ وكيف يكون عاقلاً من باع نعيمها الخالد، بشهوة ساعةٍ سرعان ما تفنى وتبقى تبعاتها؟ (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ * مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) [غافر:39-40].
من أحب صفاء الأحوال، فليجتهد في تصفيةِ الأعمال، ومن أراد السعادة الأبدية، فليلزم عتبة العبودية، ومن أراد الله والدار الآخرة فليزهد في الدنيا، وليس الزهدُ أن لا تملك شيئاً، بل الزهدُ أن لا يملِككَ شيء، ومن وجدَ الله؛ فماذا فقد؟ ومن فقد الله؛ فماذا وجد؟.
واعلم أن عظيم الهمةٍ لا يفكرُ بملءِ وقتهِ بالحسناتِ فقط، بل وبأنْ لا تتوقف حسناتهُ بعد موته، جاء في صحيح مسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر:18].
اجتهدوا في إخلاص العمل لله، فالإخلاص هو ما لا يعلمه ملَكٌ فيكتبه، ولا عدوٌ فيفسده، ولا صديقٌ فيمدحه، ثَق بالله يا عبد الله، فما منعك إلا ليعطيك، ولا ابتلاك إلا ليعافيك، ولا امتحنك إلا ليصطفيك، وجاء في الأثر: "ارض بما قسم الله تكن أغنى الناس، واجتنب محارم الله تكن أورع الناس، وأدّ ما فرض الله تكن أعبد الناس، وأعلم أنك لن تنال ما تحبّ إلا بترك ما تشتهي، ولن تدرك ما تؤمِّل إلا بالصبر على ما تكره، ولن تنال ما عند الله إلا بطاعته، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [الأعراف:96].
ومن كان في نعمةٍ ولم يشكر، خرج منها دون أن يشعر، ومن نقل إليك حديثَ غيرِك، نقل إلى غيرِك حديثك، ومن أحبَّ شيئاً أكثرَ من ذكره، وعلى قدر نيةِ العبد وهمته يكون توفيقُ الله له وإعانتهُ.
وَمَنْ تَكُنِ العَلْياءُ هِمَّةَ نَفْسِهِ *** فَكُلُّ الَّذِي يَلْقَاهُ فيها مُحَبَّبُ
والعاقل لا يرى لنفسه ثمناً دون الجنة:
اصبرْ على حُلو القضاء ومرّه *** واعلم بأنَّ الله بالغُ أمرهِ
الــمَــرءُ يُــعـــرَفُ بـِالأنـــامِ بــِـفـِعــلِـــهِ *** وَخَـصائِـصُ الـمَـرءِ الكريـمِ كأصـلِـهِ
وتجنبِ الفحشاءَ لا تنطِق بها *** من قالَ شيئاً قِيلَ فيهِ بمثلهِ
في الجو مكتوبٌ على صُحفِ الهوى *** من يعمل المعروفَ يُجزَ بمثله
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات:13].
ويا ابن آدم، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيّ به، البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان.
اللهم صلِّ...
التعليقات