اقتباس
الحــب وأسمائه وصفاته واحكامه
الحــب وأسمائه وصفاته واحكامه- فيصل حكمي
الحب أو المحبّة هذا الذي قد جنن اصحابه وهذا الذي لم تختلف فيه البشر بجميع اجناسها ولغاتها وأنواعها الحب هذا الذي اتفق الجميع على أنه الأقوى والأجمل والأحلى.
الحب الذي يتساوى فيه البشر بجميع طوائفهم ومراكزهم فقيرهم وغنيهم ملكهم وحارسهم
الذكر والانثى الجميع العرب غالوا في وصفه تفننوا في تسميته ابدعوا في شرحه والعرب وصفوا السيف والخيل والخمر ولكنهم لم يوصفوها كما وصفوا الحب لم يسطروها ويعلقوها ويحفروا لها كما فعلوا للحب.
أسماء الــــــــــــــحــــــــــــــــــــب:
المحبــّة، العلاقة، الهوى، والصـبَّــوة، الصَّبابة، الشَّغف، الـمِـقـَـة، الوجـٌد، الكلَـف,, التـَّــتـَـيـُّم، العشق، الجوى، الدَّنف، الشجو، الشوق، الخِلابة، البلابل، التباريح، السَّدم، الغمرات، الوهل، الشجن، اللاعـِـج، الاكتـئاب، الوَصَـب، الحزن، الكــمـد، اللـَّذع، الحَرق، الســُّهد,, الأرق، اللَّـهف، الحنين، الاستكانة، التــَّبالة، اللَّوعة، الفتون، الجنون، اللَّمـم، الخـَبٌل، الـرَّسـيس، الداء المخامر، الود، الخُــلَّة، الخِلٌم، الغرام، الهيـام، الوله، التعبد.
المـــحبــة: أصلها الصفاء لان العرب تقول لصفاء بياض الاسنان حبب الاسنان وقيل مأخوذة من الحباب وهو ما يعلو الماء عن المطر الشديد فعلى هذه المحبة غليان القلب وثوارانه عند الاهتياج الى لقاء المحبوب وقيل مشتقة من اللزوم والثبات وقيل مأخوذة من الحَب جمع حبَّة وهو لباب الشيء وقيل مأخوذة من الحُب الذي معناه اناء يوضع فيه الشيء فيمتلئ به بحيث لا يسع غيره كذلك قلب المحب لا يسع غير حبيبه. وقيل مأخوذة من حبَّة القلب أي سويداؤه يعني ثمرته فسميت بذلك لوصولها لحبة القلب... وقيل هي مصاحبة المحبوب على الدوام. قال الشاعر:
ومن عجبٍ أني أحن اليهمُ**** وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها**** ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي
.....وقيل استيلاء ذكر المحبوب على قلب المحب وقيل ان تمحوا من قلبك ما سوى المحبوب وقيل عمى القلب عن رؤية غير المحبوب وقيل موافقة المحبوب سرا وجهرا وقيل الصمم عن سماع أي لوم في المحبوب. وكما روى الامام احمد. في الحديث الشريف حبك للشيء يعمي ويصم.
العلاقــة: تسمى العلق على وزن فلق فهي من اسماء الحب. قال الجوهري والعلق أيضا الهوى ويقال نظرة من ذي علق. قال الشاعر في ما ذكر ياقوت الحموي:
ولقد أردت الصبر عنك فعاقني****علـقُ بقلبي من هواك قديم
وقد علقها بكسر القاف وعلق حبها بقلبه أي هويها وعلق بها علوقا وسميت علاقة لتعلق القلب بالمحبوب..
الهــوى: فهو ميل النفس الى الشيء وفعله هوى يهوي هوىََ.. واما هوى يهوي بالفتح وتعني السقوط ومصدره الهـُوِيُّ بالضم ويقال الهوى أيضاّ على نفس المحبوب. قال الشاعر
إن التي زعمت فؤادك ملّها****خُـلِـقَت هواك كما خـُلقت هوى لها
وقال شاعر آخر:
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي***متأخر عنه ولا متقدمُ
وأهنتني فأهنت نفسي جاهداَ***ما من يهون عليك ممن يكرم
اشبهت اعدائي فصرت احبهم***اذ كان حظي منك حظي منهمُ
ويقال أيضا هذا هوى فلان وفلانه هواه أي محبوبته ويقال سمى هوى لأنه يهوي بصاحبه
واكثر ما يستخدم عند العرب في الحب القوي الشديد لان النفس تهوى ولا تعود , وقد وصفه الله.
وذمه لأنه يغر النفس. والهوى ليس للحبيبة فقط ولكن لأي شيء تهواه ولا تتراجع عنه.. كما قال الله تعالى ( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى) فاستخدم العرب الهوى لوصف الحب الذي يهوي بالنفس فلا تعود.
الصـَّبوة: والصبا من الشوق ويقال تصابا وصبا يصبو صبوة وصبوا. أي مال الى الجهل اصل الكلمة من الميل يقال صبا الى كذا أي مال اليه , وسميت الصبوة بذلك لميل صاحبها الى المرأة الصبية والتصابي هو تعاطي الصبوة مثل التمايل.
والصبوة مثل الغشوة والكبوة ويقال أيضا على الصفة اللازمة مثل القسوة.. وقد قال يوسف عليه السلام كما جاء في آيات الله، ( وإلا تصرف عني كيدهن اصبُ اليهن واكن من الجاهلين).
الصبابة: تختلف قليلا عن الصبوة وهي رقة الشوق وحرارته يقال رجل صَبُّ أي عاشق مشتاق قال ابن القيم رحمه الله. الصبابة من المضاف والصبا والصبوة من المعتل ولكن العرب يعاقبون بين الكلمتين لتناسب اللفظ والمعنى. قال الشاعر:
تشكَّى المحبون الصبابة ليتني*** تحملت ما يلقون من بينهم وحدي
الـشَّــغف: من اسماء المحبة قال تعالى ( قد شغفها حبا) سورة يوسف
قال الجوهري وغيره، الشغاف غلاف القلب وهو جلدة دون القلب كالحجاب. يقال شغفه الحب أي بلغ شغافة القلب أي جلدة القلب.. وفسر ابن عباس رضي الله عنه. وقد شغفها حبا. قال أي دخل حبها تحت الشغاف..
المِـقَةُ: فهي مأخوذة من ومق يمق وتعني المحبة كما جاء في الصحاح. والهاء عوض عن الواو لان اصلها فعل ووضعوا تاء التأنيث بدل الهاء أيضا والفعل ومقه يمقه بالهاء المهملة.
الوجــد: وهو الحب الذي يتبعه حزن واكثر ما يستعمل في الحزن وله تصاريف كثيرة. يقال
وجد مطلوبه يجده وجوداّ فإذا تعلق بالضالة سموه وجداناّ.. فيطلق على محبة معها فقدان يوجب الحزن.
الكـَـلَف: من اسماء الحب أيضاّ كلفت بهذا الامر أي اولعت فيه.. واصل الكلمة من الكلفة والمشقة. يقال كلفه تكليفا أي اشق عليه أي امره بما يشق عليه. قال تعالى ( لا يكلف الله نفسا الا وسعها) والحب كلفه ومشقه. وقيل مأخوذ من الاثر على الانسان. ومأخوذ من الكلف وهي حبوب كالسمسم تعلو الوجه فتترك اثر والكلف أيضاّ لون بين السواد والحمرة.
التَّتـيم: تعني التعبد. قيل في الصحاح تيم الله أي عبد الله. واصله تيمه الحب اذا عبده وذلّله فهو متيم.
العـــشــق: اما العشق فهو أمرّ هذه الاسماء وأخبثها وقل ما ولعت به العرب وكأنهم سترو عنه. ولم يذكروه في شعرهم القديم. انما اولع به المتأخرون منهم. ولم يذكر في القرآن ولا في الحديث الشريف. الا في حديث واحد لم يروى الا من جهة سويد ابن سعيد... قال: قال رسول الله.. من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد.
قيل في الصحاح.. العشق فرط الحب ويقال امرأة محب لزوجها وعاشق.
وقال ابن سيده في المعجم.. العشق عجب المحب بالمحبوب يكون في عفاف الحب ودعارته يعني في العفة والفجور.
وقال الفراء العشق نبت لزج , وسمي العشق لالتصاقه بالقلب وقال ابن الاعرابي.. مشتق من اسم شجرة يقال لها عاشقة. وهي تخضر وتصفر ثم تدق واشتق العشق من ذلك.. وقال العشق الافراط في الحب.... العاشق الفاعل والمعشوق المفعول. واما العشيق فيقال لهذا ولهذا.
حتى ان بعض الصوفية المغالين. كانوا يطلقونه لحب الله سبحانه. ويقولون نعشق الله لان العرب تستخدمه للحب القوي الذي لا بعده.. ولكن انكر عليهم جمهور العلماء ذلك لان العشق فيه التغير والافراط والله لا يرضى ذلك..
الجوى: فهوا شدة الوجد والحرقة من حزن او عشق وتعني أيضاّ الماء النتن المتغير. ووصف بها قلب المحب.
الــَد نَف: فلا تكاد تستعمله العرب القدماء في الحب وانما استعمله العرب المتأخرين. وانما كان يستخدم للمرض وقيل في الصحاح. الدنف المرض الملازم. ورجل دنف وامرأة دنف وقوم دنف.. جميعهم يذكر لهم نفس الاسم يستوي فيه المذكر والمؤنث والمثنى والجمع. فاذا قلت رجل دنف قلت امرأة ندنفة... وادنفه المرض أي لازمه.. واستخدم للحب لوصف الحب الملازم لصاحبه. الذي يمرضه..
الــشجو: هو حب يتبعه هم وحزن قيل في الصحاح. الشجو الهم والحزن , واشجاه يشجيه اشجاءّ أي يغصّه., والشجي ما ينشب في الحلق من عظم او غيره ورجل شجٍ أي حزين وامرأة شجية. فاطلق على الحب. لأنه كالشجي الذي يغص منه المحب ويعلق في حلقه وينشب فيه.
الــشــوق: هو سفر القلب إلى المحبوب وجاء في الصحاح الشوق والاشتياق " نزاع النفس
إلى الشيء يقال. شاقني الشيء يشوقني فهو شائق وانا مشوق فتشوقت إذا هيج شوقك
وقد اختلف في الفرق بين الشوق والاشتياق. أيهما اقوى. فقالت طائفة لأنه صفة لازمة وقالت طائفة الاشتياق اقوى لكثرة حروفه فكلما زادة الحروف زاد المعنى. واما طائفة ثالثة فوفقت بين الاثنين.
الاشتياق يكون للغائب واما الشوق يكون للحاضر والغائب، والصواب ان يقال الشوق مصدر شاقه يشوقه اذا دعاه الى الاشتياق فالاشتياق فعل مطاوع لشاقني. واختلفوا كذلك هل يزول الشوق بالوصال او يزيد. فطائفة قالت يزول بالوصال لان الشوق سفر القلب الى المحبوب فاذا وصل اليه انتهى. قال الشاعر.
وألقت عصاها واستقر بها النوى*** كما قرّ عيناّ بالإياب المسافرُ
وقالت طائفة. بل يزيد الشوق بالقرب واللقاء واستدلوا بقول الشاعر:
وأعظم ما يكون الشوق يوماّ****إذا دنت الخيامُ من الخيامِ
قالوا لأن الشوق هو حرقة المحبة والتهاب نارها في قلب المحب.. والصواب ان الشوق الحادث عند اللقاء والمواصلة غير النوع الذي كان عند الغيبة قال ابن الرومي:
اعانقها والنفس بعد مشوقة ****اليها وهل بعد العناق تدانـي
والثم فاها كي تزول صبابتي****فيشتد ما القى من الهـيماني
ولم يكُ مقدار الذي بي من الشوق**** ليشفيه ما ترشف الشفتانـي
كأن فؤادي ليس يشفي غليله**** سوى ان يرى الروحين تمتزجاني
الخـِـلابـة: وهي الحب الخادع الذي يخدع القلب.. وهو الذي وصل الى الخلب. والخلب ,هو الحجاب بين القلب وسواد البطن. وسمي الحب خلابة لأنه يخدع الباب اصحابه. والخلابة في اللغة أي الخداع.. ففي المثل يقال. اذا لم تغلب فأخلب. أي فأخدع.. قال ابن السكيت رجل خلاب ّ. أي رجل خداع والبرق الخلب الذي لا مطر فيه. وقيل أيضاّ للذي يوعد ولا يوفي.
فاستعار العرب الاسم لان الحب يخدع القلب ويعمي ويصم ويخدع قلب المحب.
البلابل: جمع بلبلة يقال بلابل الحب وبلابل الشوق. وتعني وساوسه وهمه. قيل في الصحاح البلبلة والبلبال. الهم والوسواس. وبالذات وسواس الصدر.
التـباريح: تباريح الحب وتباريح الشوق وتباريح الجوى.. وتعني الشدّة. ومأخوذة من البرح أي الشدة. قيل في الصحاح لقيت منه برحاّ بارحاّ أي شدة واذى.. وقيل في اللغة لقيت منه البرحين وبرح.. أي الشدائد والدواهي.
الــسـَّدم: هو الحب الذي يتبعه نـدم وحزن قيل في الصحاح السدم الندم والحزن , ورجل سادم. أي نادم. وندمان أي سدمان. وما له هم ولا سدم الا الحبيب.
الغمرات: فهي جمع غمرة.. والغمرة ما يغمر القلب من حب او سكر او غفلة قال تعالى: (قتل الخراصون الذين هم في غمرة ساهون)، أي غفلة قد غمرت قلوبهم.. وقال تعالى ( فذرهم في غمرتهم حتى حين ).. وقيل أيضاّ الماء الغمر الكثير الذي يغطي من دخل فيه , وأيضاّ غمرات الموت أي سكراته.. أي شدته... ووصف الحب به. لأنه يغمر القلب. ويجعل المحب غافل عن ما سوى المحبوب.
الـوهـل: ومعناه الفزع والروع يقال وهل يوهل ويستوهل. أي يفزع.. واستخدمت كلمة الوهل للحب الذي فيه روع او فزع. وذلك اذا المحب المحبوب فزع واصفر لونه ويبهت. قال الشاعر:
وما هو الا أن أراها فجأة****فابهت حتى لا اكاد اجيبُ
وقيل إن المحبين أحياناّ اذا راو احبتهم يصفر لونهم وتصيبهم قشعريرة فلا يدرون ما سببه.
فقيل ان سببه الجمال الذي هو سلطان القلوب. مثل الرجل الذي يرى سلطانه فيرتاع. كذلك القلب يرتاع عندما يرى سلطانه وهو الجمال لان الجمال يأسر القلب. فيرتاع كما يرتاع الرجل من سجانه.. قال الشاعر.. عـلامةُ من كان الهوى بفؤاده إذا ما رأى محبوبه يتغيّرُ.
الشجن: وهي الحاجة. أي حاجة المحب لمحبوبه. والشجن الحاجة. واشد حاجة المحب , والجمع شجون. واشجان. قال الشاعر:
تحمل اصحابي ولم يجدوا وجدي***** وللناس اشجان ولي شجنُ وحدي
وقيل أيضاّ الشجن الحزن.. واشجنه أي احزنه... والحب فيه الامران.. هذا وهذا
اللاعــج: اسم فاعل وتعني الالم. وقيل لعجه الضرب أي المه واحرق جلده وقيل هو لاعج القلب. أي من حرقة الحب.
الإكــتئاب: هو افتعال من الكأبة. وهي سوء الحال. والانكسار من الحزن. يقال كئب الرجل أي حزن.
الـوصَـب: هو الم الحب ومرضه. لان اصل الوصب المرض ويقال وصب الرجل يوصب فهو وصيب والموصب.. كثير الاوجاع. وفي الحديث الصحيح..( لا يصيب المؤمن من هم ولا وصبِ حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه... ويقال وصب الرجل على الامر اذا داوم عليه. لذلك استخدم العرب هذه المفردة للتدليل على الحب كثير الاوجاع.
الحـزن: اما الحزن فقد سموه من اسماء الحب والصحيح هو ليس من اسمائه انما هي من حالاته. أي حالة تحدث للمحب وهو ورود المكروه وهو عكس السعادة. لذلك استخدم لارتباطه بالحب. الذي لا يجد المحب ما يصبوا اليه من محبوبه. وقد استعاذ الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- من الهم والحزن. لان الهم والحزن مترابطان..
الكـــمـد: أيضاّ ليس من اسماء الحب ولكنه من احكام الحب ولكن العرب سموه به لارتباطه به وهم يجعلون كل ما كان سببه الحب اسماّ له.. والكمد هو الحزن المكتوم والكمدة تغير اللون
اللــذع: من احكام المحبة أيضاّ مأخوذة من لذع النار. ولذع اللسان أي الكلام الحارق. واستخدمت للحب لان الحب يلذع القلب كلذعة النار..
الــحرق: من عوارض الحب واثاره. وما اكثر الحرقة في الحب. فأي شيء من المحبوب قد يحرق المحب لذلك سموه شعراء العرب من الحب..
السُّـهد: من اثار الحب. وهي تعني قليل النـوم والسهاد الارق. سهد الرجل سهداّ
قال الشاعر:
فأتت به حوش الجنان مبطناّ****سُهُداّ اذا ما نام ليل الهوجل
الأرق: الأرق كذلك من عوارض الحب وأثاره. وقد أرقت أي سهرت وهو يأتي عن الانشغال على الحبيب وفقدانه. والتفكير فيه. فيقال انا ارق وارقني أي سهرني.
اللــهـف: من احكام الحب واثاره. واللهف يعني حزن وحسرة. وكذلك التلهف على الشيء أي الحسرة عليه.. يقال يا لهف فلان. أي يا حسرته على ما فات.
الحنـين: قيل في الصحاح الحنين هو الشوق وتوقان النفس يقال حن اليه يحن حنيناّ فهو حان.. والحنان أيضاّ الرحمة. يقال حن عليه أي رحمه وتقول العرب حنانك يا رب أي رحمتك.
قال طرفه:
أبا منذر أفنيت فأستبق بعضنا****حنانيك بعض الشر اهون من بعضِ
الاستكانة: من لوازم الحب واحكامه. ومن أسمائه الغير مختصة. ومعناها الخضوع للمحبوب في ما أمر وما يريد.. والمستكن ساكن ضد الطائش.( قال تعالى ) ( فما استكانوا لربهم وما يتضرعون )........
التَّـبالة: مأخوذة من تبله أي افناه. قال الجوهري تبلهم الدهر أي افناهم. وتبلهم الحب أي اسقمهم وافسدهم.
قال كعب ابن زهير... بانت سعاد فقلب اليوم متبول****متيم عندها لم يفد مكبول
اللوعــة: قيل في الصحاح.. لوعة الحب حرقته وقد لاعه الحب أي أحرقه.
الفـتون: فهو مصدر فتنة يفتنه. قال تعالى ( وفتناك فتونا ) أي امتحناك واختبرناك ,
والفتنة لها ثلاث معاني. أحدها الامتحان والاختبار كما ذكر الله سبحانه. والثاني الفتنه نفسها. يقال هذي فتنة فلان. يقال اصابته فتنه. فتنته الدنيا أو فتنته المرأة. قال تعالى (
( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ).
واما الثالثة. المفتون نفسه. ويسمى فتنة. كما ذكر الله تعالى ( انما اموالكم واولادكم فتنة.
وقيل أيضاّ في الصحاح. فتنت الذهب أي اجلته في النار لكي ينصهر. قال الخليل الفتن الاحراق.
وفتن الرجل اذا اصابته فتنه من امرأة او مال. او ما شابه.. والفتنة ذكرت في اكثر من أية وحديث. لما تصيب من الناس.. والحب احد هذه الفتن.. واكثرها..
الجنون: فمن الحب ما يكون جنونا، قال الشاعر:
قالت جننت بمن تهوى فقلت لها**** العشق اعظم مما بالمجانينِ
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه**** وانما يصرع المجنون في الحينِ
اللمم: هو طرف من الجنون ورجل ملموم أي به لمم ويقال أيضاّ اصابت فلاناّ من الجن لمّة وهو المس.. وقال تعالى ( الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ) وهي الصغائر. وغلام ملم أي قارب على البلوغ. ويقال أيضاّ الّم بنا أي نزل بنا. وهذا هو المستخدم للحب نزول الحب بالقلب.. كما قال الشاعر:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا****تجد حطباّ جزلاّ وناراّ تأججا
الخَـبل: من موجبات العشق واثاره وليس من اسمائه رغم انه ذكر في كثير من قصائد العرب على أنه اسم للحب., واصله الفساد وجمعه خبول. والخبل بالتحريك تعني الجن. يقال به خبل أي شيء من اهل الارض. وقد خبله وخبلّه واختبله. أي افسد عقله لذلك اطلق على اهل الهوى والحب.
الداء المخامر: من أوصاف الحب وسمي مخامر اّ لمخالطته القلب والروح يقال خامره أي خالطه. ويقال استخمر فلاناّ فلاناّ أي استعبده. وكأن العشق داء مستعبد للعاشق والحب داء مخالط مستعبد.
الــود: اما الود وهو خالص الحب وألطفه وأرقه وهو من الحب بمنزلة الرأفة من الرحمة
الخُـلَّـة: فتعني توحيد المحبة. فالخليل هو الذي توحد حبُّه لمحبوبه. وهي رتبة لا تقبل المشاركة. لذلك اختص بها في العالم ابراهيم عليه السلام ومحمد --صلى الله عليه وسلم-- كما قال تعالى ( واتخذ الله ابراهيم خليلا ) وصح عن النبي انه قال ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا. والاحاديث كثيرة في ذلك... وقيل سميت خلّة لتخلخل المحبة جميع اجزاء الروح قال الشاعر:
قد تخللت مسلك الروح مني**** وبذا سمي الخليل خليلا.
والخلة الخليل يستوي فيه المذكر والمؤنث. والخليل الصديق والانثى خليله. والخلة تعني الصداقة والمودة..,,, قد يضن كثير من الناس ان الحبيب افضل من الخليل.. وهذا خطأ كبير
لأن المحبة عامة والخلّة خاصة. لان محمد -صلى الله عليه وسلم- نفى ان يكون له في اهل الارض خليل فقال لو كنت متخذاَ خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا.. ولكنه قال احب النساء اليه عائشة.. فبذلك تصبح الخلّة افضل من المحبة. كما اختص بها الله اثنين من البشر هما ابراهيم ومحمد عليهما السلام.. ولكن في المحبة ذكر الله انه يحب من عباده التوابين والمتطهرين.
الــخِلٌـمُ: مأخوذ من المخالمة وهي المصادقة والمودة والخلم الصديق والاخلام الأصحاب
وهي تستخدم للحب الذي يخالطه مصادقة وصحبة.
الغــرام: هو الحب اللازم يقال رجل مغرم بالحب أي قد لزمه الحب واصل المادة من اللزوم وكذلك قولهم رجل مغرم من الغرم او الدين قيل في الصحاح.. الغرام الولوع , وقد اغرم بالشيء أي ولع به.. والغريم الذي عليه الدين يقال خذ من غريم السوء ما سنح:
قال كثير عزه. قضى كل ذي دين فوفى غريمه وعزّة ممطولُ معنى غريمها وكذلك يعني العذاب الدائم.. قال تعالى ( إن عذابها كان غراما ) والغرام الشر الدائم فهناك اكثر من معنى.
الهيام: قال في الصحاح.. هام على وجهه يهيم وهيماناّ وقلب مستهام أي هائم والهُيام , أي العطش الشديد والهيام كالجنون من العشق. والهيام أيضاّ داء يصيب الإبل فتهيم ولا ترعى
والناقة الهيماء أي كثيرة العطش.. وقال تعالى ( فشاربون شرب الهيم ) أي الإبل العطشى ووصف بها احد أنواع الحب.
الوله: قيل في الصحاح الوله ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد ورجل واله وامرأة والهه
والتوليه ان يفرق بين الام وولدها.
التعليقات