عناصر الخطبة
1/ فضيلة الحب في الله 2/ من فوائد الحب في الله 3/ الحث على الزيارة في الله 4/ ضابط المحبة في اللهاهداف الخطبة
اقتباس
إن الحب في الله تعالى، والبغض فيه؛ دليل على صلاح القلب واستقامته، وسلامته من حظوظ الدنيا وشهواتها، به تنال حلاوة الإيمان، ويستظل صاحبه حين لا ظل إلا من أظله الله تعالى، ويبلغ العبد بحبه لأخيه في الله تعالى منزلة يغبطه النبيون والشهداء عليها، وإذا أحب الرجل ..
الخطبة الأولى:
الحمد لله؛ خلق عباده فأتقن خلقهم، وصورهم فأحسن صورهم (يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار:6-8] (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) [غافر: 64] أحمده على نعمه المتواترة، وأشكره على إحسانه المتتابع، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ دلل بخلقه على ربوبيته وألوهيته، وبرهن بتقديره وحكمته على أسمائه وصفاته، لا رب يعبد بحق غيره، ولا إله ينفع سواه (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ * وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الزخرف:84-85].
وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله؛ ما كان في قلبه غير الله، ولا اتخذ خليلا سواه، قال جندب رضي الله عنه قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا" صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ ألف الله تعالى بين قلوبهم، فاجتمعوا بعد الفرقة، وتحابوا بعد البغضاء، واتفقوا بعد الاختلاف (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال:63] والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه؛ واشكروه على نعمه ولا تكفروه، فما من نعمة إلا وهو مانحها، ولا من عطية إلا وهو واهبها، خلقكم ورزقكم، وهداكم وكفاكم، ومن كل خير أعطاكم (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ) [النحل: 53].
أيها الناس: عبادة الله تعالى سبب لمرضاته، وطريق يوصل إلى جناته، والعبادات منها الأقوال، ومنها الأفعال، ومنها أعمال القلوب، وهي أعمال يقوم بها القلب ولا تحتاج إلى مؤنة قول ولا عمل جوارح، غير أنه لا يقدر على القيام بها إلا القلب السليم الذي سلم لله تعالى، واستسلم لأمره، وخضع لحكمه، وطوع هواه لشريعته.
وكم من عظيم في الناس، قوي الجاه، كثير المال، مهاب الجناب؛ يحمل قلبا ضعيفا مريضا، تستخفه السراء، ولا يثبت عند الضراء (إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) [المعارج:20-21].
وكم من ضعيف مستضعف عند الناس يحمل قلبا حيا، فاض بالإيمان واليقين، لو اجتمع أهل الأرض كلهم على أن يزحزحوه عن يقينه ما زحزحوه.
ومن أعظم ما يكون سببا في صلاح القلب واستقامته إخلاص العمل لله تعالى؛ فإن القلب محل الإخلاص أو الرياء، وحامل القلب السليم إن أحب أحب لله -تعالى-، وإن أبغض أبغض له -سبحانه-، وإن والى والى فيه، وإن عادى عادى فيه، وبذلك يستكمل الإيمان.
إن الحب في الله -تعالى-، والبغض فيه؛ دليل على صلاح القلب واستقامته، وسلامته من حظوظ الدنيا وشهواتها، به تنال حلاوة الإيمان، ويستظل صاحبه حين لا ظل إلا من أظله الله -تعالى-، ويبلغ العبد بحبه لأخيه في الله -تعالى- منزلة يغبطه النبيون والشهداء عليها، وإذا أحب الرجل قوما لا يدرك فضلهم بعمله فهو مع من أحب؛ كل ذلك جاءت به الأخبار عن الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم-.
ومن كمال محبته لأخيه أن يتمنى له من الخير ما يتمنى لنفسه؛ فلا يحسده على ما آتاه الله تعالى، ولا يزدريه أو يترفع عليه إن كان أقل منه؛ كما روى أنس رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" متفق عليه. وفي لفظ لابن حبان قال -عليه الصلاة والسلام-: "لا يبلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يحب للناس ما يحب لنفسه من الخير".
والمراد: أنه لا يكون كامل الإيمان إلا بمحبته أن يحصل لأخيه نظير ما يحصل له من الخير في أمور الدين أو في المباحات من أمور الدنيا.
وقد ذكر العلماء أن من الإيمان -أيضا- أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر ولم يذكره في الحديث؛ لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه، ومن رأى تحاسد الأقران، وتهاجر الإخوان، وتقطع القرابة علم أن بين أكثر الناس وبين هذا الحديث مفازا عظيما، وسبب ذلك الدنيا التي عظمت في النفوس فأفسدت القلوب، وقدم كثير من الناس شهواتهم على ما يرضي الله تعالى، وإلا فإن محبة المسلم لأخيه المسلم في الله تعالى هي من إكرام العبد لربه، ويستوجب بذلك ما يستوجب من الفضل العظيم، والأجر الكثير، ومن أكرم الكريم أكرمه الكريم أكثر من كرمه، والله تعالى هو الجواد الكريم؛ فمن ذا الذي يكرم ربه -عز وجل- بإخلاص المحبة له وفيه ؟! روى أبو أمامة رضي الله عنه فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أحب عبد عبدا لله عز وجل إلا أكرم ربه عز وجل" رواه الإمام أحمد بإسناد حسن.
فهل يفرط في إكرام الله -تعالى- من يريد كرامته من عباده؟! وكرامته -سبحانه- جنته ورضاه عن عباده، كيف وفضله علينا لا يعد، وعطاؤه لا يحصى!!
إنه حب في الله -تعالى- لا تكدره أدران الدنيا، خالص لله -تعالى- لا حظ فيه لمخلوق، صادق من القلب لا يتأثر بتقلبات الدنيا، ولا يتبدل فيه الود بتبدل أحوال صاحبه من الفقر إلى الغنى، أو بتبدل من يحب من الجاه إلى فقده.
وأصحاب هذه المحبة الخالصة الصادقة هم الزينة والأنس في الرخاء، وهم العون والعدة بعد الله تعالى في الشدائد، إن رأوا من أخيهم حسنا أظهروه، وإن وقعوا على سيئ ستروه، يحفظون له في غيبته ما يبدون له في حضرته، لا يختلف ما في قلوبهم عما تلقيه ألسنتهم في ذكر صاحبهم، إن جلسوا مع من يحبون احتسبوا مجلسهم لله تعالى، وإن تزاوروا تزاوروا لله تعالى، وإن احتاج صاحبهم معونة بذلوها له بنفس رضية، ابتغاء مرضاة الله تعالى.
عن أبي إدريس الخولاني -رحمه الله تعالى- قال: دخلت مسجد دمشق فإذا فتى شاب براق الثنايا وإذا الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه وصدروا عن قوله فسألت عنه فقيل: هذا معاذ بن جبل فلما كان الغد هجّرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي قال: فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه، ثم قلت: والله إني لأحبك لله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله فقال: آلله؟ فقلت: آلله فقال: آلله؟ فقلت آلله. قال: فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه، وقال: أبشر فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله -تبارك وتعالى- وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين فيّ والمتزاورين فيّ والمتباذلين فيّ" رواه الإمامان مالك وأحمد بإسناد صحيح.
وفي لفظ لأحمد قال أبو إدريس رحمه الله تعالى: فلما كان الغد دخلت فإذا معاذ يصلي إلى سارية، قال: فصليت عنده فلما انصرف جلست بيني وبينه السارية، ثم احتبيت فلبثت ساعة لا أكلمه ولا يكلمني قال ثم قلت: والله إني لأحبك لغير دنيا أرجوها أصيبها منك، ولا قرابة بيني وبينك. قال: فلأي شيء؟ قال: قلت: لله تبارك وتعالى. قال: فنثر حبوتي، ثم قال: فأبشر -إن كنت صادقا- فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "المتحابون في الله تبارك وتعالى في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء" قال: ثم خرجت فألقى عبادة بن الصامت قال: فحدثته بالذي حدثني معاذ فقال عبادة سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يروي عن ربه -تبارك وتعالى- أنه قال: "حقت محبتي على المتزاورين فيّ وحقت محبتي على المتباذلين فيّ على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون".
والزيارة في الله تعالى إنما هي ثمرة من ثمرات المحبة فيه؛ ولذلك استحق صاحبها محبة الله -سبحانه-، ويعظم أثرها إن أنشأ المحب سفرا لأجلها؛ فماذا سيكون في قلب أخيه له إن علم أنه ما شد رحله، ولا أنشأ سفره، ولا أكل ظهره ولا أتعب نفسه إلا للقياه وزيارته، والسلام عليه ومجالسته في الله -تعالى-؛ فما أعظمها من زيارة، وما أعلى منزلة صاحبها، وما أعظمه من دين يربي أتباعه على مكارم الأخلاق، والإخلاص لله -تعالى- في كل شؤونهم وأحوالهم؛ روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا غير أني أحببته في الله -عز وجل-، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه".
وينال المحب في الله -تعالى- من محبة الله -عز وجل- بقدر ما يبذل لأخيه من المحبة؛ كما روى أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما تحاب اثنان في الله إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه" رواه أبو يعلى وصححه ابن حبان.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في الدين، وأن يمن علينا بالتقوى واليقين، وأن يملأ قلوبنا محبة له ولأوليائه، وبغضا لأعدائه إنه سميع قريب.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية
الحمد لله؛ خلق فسوى، وقدر فهدى، وأخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى، أحمده على عظيم نعمه، وأشكره على جزيل مننه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ الخلق خلقه، والأمر أمره، والقلوب بيده (وَاعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الأنفال:24]. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله؛ أنقى العباد سريرة، وأصلحهم قلبا، وأزكاهم نفسا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وأطيعوه، واحذروا نقمته فلا تعصوه.
أيها المسلمون: من تأمل الأحاديث الواردة في فضل الحب في الله -تعالى-، وما رتب على ذلك من عظيم الجزاء والثواب؛ أيقن أن لأعمال القلوب شأنا عظيما عند الله -تعالى-، وأن العبد يدرك بصلاح قلبه واستقامته على أمر الله -تعالى- ما لا يدركه مريض القلب ولو كان أكثر عملا، وأشد سعيا.
وقد يحب الرجل قوما يظن أنه يحبهم في الله -تعالى-، وهو لا يحبهم إلا لهوى نفسه، وشهوة قلبه، وليس لله -تعالى- في محبته نصيب؛ كمن يحب مؤمنا تقيا صاحب جاه ومال لا يحبه إلا لما يملك، ويزوره لأجل ذلك، أو ليراه الناس في مجلسه، ولو لم ينل منه شيئا، فإذا ما زال ما يملكه زالت محبته، وانقطع عن زيارته، فهذا ما أحبه لله -تعالى- وإنما لشهوة في نفسه.
وصاحب المحبة الصادقة لا تتغير محبته بتغيرات الدنيا وأحوالها ولكنها تتغير بتغيرات الدين؛ كانتقال من يحب من الطاعة إلى المعصية، أو من السنة إلى البدعة، أو من الإيمان إلى الكفر والنفاق، وحينئذ يتنازع القلب واردان: وارد محبته لصاحبه الذي تغير دينه، وانقلبت أحواله، وقد صاحبه حينا من الدهر، ووارد محبته لله تعالى، فيقدم محبة الله تعالى على محبة خليله؛ لأنه ما أحبه إلا في ذات الله -تعالى-، فلما تنكر لدينه فقد سبب محبته له.
قال بشر بن الحارث -رحمه الله تعالى-: "الحب في الله، والبغض في الله، فإذ أحببت أحدا في الله فأحدث حدثا فأبغضه في الله فإن لم تفعل لم يكن ذلك الحب في الله".
ومن هنا كانت المحبة الصادقة الخالصة لله تعالى مبناها على محبة الله تعالى، فيحب صاحبها أولياء الله تعالى، ويبغض أعداءه، وهكذا كانت محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال لمعاذ بن جبل -رضي الله عنه-: "والله إني لأحبك في الله" ومعاذ من فقهاء الصحابة وعلمائهم وقضاتهم، فأحبه النبي -صلى الله عليه وسلم- لاتصافه بصفات يحبها الله تعالى.
ووصفت عائشة رضي الله عنها محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: "ما أحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا ذا تقى" رواه أبو يعلى بإسناده حسن.
وجاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: "الأرواح جنود مجندة تتلاقى في الهواء فتتشام كما تتشام الخيل فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ولو أن مؤمنا جاء إلى مجلس فيه مائة منافق ليس فيه إلا مؤمن واحد لقيض له حتى يجلس إليه".
بل إن من عقوبات المعاصي أنها تفرق المحبين، وتكون سببا في انقلاب المحبة والخلة إلى عداوة وبغضاء، ويكون هذا في الآخرة بقول الله -تعالى-: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف:67] كما يكون في الدنيا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده ما تواد اثنان فَفُرِّق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما" رواه أحمد بسند حسن.
وكما أن للعبد أصدقاء يحبهم في الله -تعالى- فإنه يجب أن يكون له أعداء يبغضهم في الله -تعالى- من أهل الكفر والظلم والفجور؛ لأن الله تعالى يبغضهم ويبغض أفعالهم، فبغض العبد لهم في ذات الله تعالى فيه طاعة لله تعالى، وموافقة له في شرعه.
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله تعالى: "فمن الحب في الله حب أولياء الله وهم الأنقياء العلماء الفضلاء، ومن البغض في الله بغض من حاد الله وجاهر بمعاصيه أو ألحد في صفاته وكفر به وكذب رسله أو نحو هذا كله".
ألا فاتقوا الله ربكم، وتفقدوا قلوبكم، وتعاهدوها بأسباب الصلاح والرشاد؛ فأحبوا من أحببتم لله تعالى، وأبغضوا من أبغضتم لله تعالى؛ فإن ذلك أوثق عرى الإيمان.
وصلوا وسلموا على نبيكم...
التعليقات