عناصر الخطبة
1/ غريزة الحب في النفس البشرية 2/ منزلة الحب 3/ حب الله تعالى وحب رسوله 4/ حب الخير وأهله 5/ حب الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم- 6/ التحذير من الحب الكاذب 7/ حب الأوطان
اهداف الخطبة

اقتباس

أودعَ الباري تعالى في العقول معاقدَ الفهم والإدراك، وعضَّدَها بنصوص المنقول الدِّرَاك، ووشَّى الأفئدةَ بلواعِجِ العواطِف، والأشواق اللواطِف، فانتشَى الإنسانُ بحبُّ ما فُطِر عليه؛ لذلك كانت أشرف الأرواح وأصفاها أسناها محبوبًا وأسماها؛ كحب الرحمن الواحد الديَّان، وحب القرآن، وحب سيد ولد عدنان -عليه الصلاة والسلام-، وحب أوصاف الجمال والكمال، ومكارم الخِلال، ومحاسن الجَلال مما لا يُناسبُ إلا جواهر النفوس الزكيَّة: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) ..

 

 

 

 

الحمد لله، نحمده تعالى حق حمده، سبحانه لم يزل بديعًا خلاَّقًا، أودعَ البريَّة مشاعرَ نوازِعَ وأشواقًا، وأعقبَها جزاءً وِفاقًا، ربِّي لك الحمدُ العظيمُ لذاتِك، حمدًا وليس لواحدٍ إلاَّكَ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً تعمُر القلبَ إشراقًا، والروحَ ندًى وإيراقًا، وأشهد أن نبينا وحبيبَنا وسيدَنا محمدًا عبد الله ورسوله أزكَى العالمين أرُومةً وأعراقًا، صلَّى الله وبارَك عليه، نهَلَنا من الحب الطهور كأسًا دهاقًا، وعلى آله الطيبين المُترَعين حنانًا وإشفاقًا، وصحابته الغُرِّ الذين انبَثَقَ بهم الحقُّ انبثاقًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ تنافُسًا في الجِنان واستباقًا، وسلَّم تسليمًا كثيرًا أبدَ الدهر رقراقًا.

أما بعد:

فيا عباد الله: اتقوا الله حقَّ تقاته، واعلموا أن تقواه أعظم مِصداق، وأقوى ميثاق، من استعصَم بها فاز وفاقَ، وحاز من البرِّ والخيرات أنفسَ الأطواق، (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) [البقرة: 197].

وأكثِر من التقوى لتحمَدَ غِبَّها *** بِدارِ الجَزَا دارٌ بها سوف تنزِلُ
وسارِع إلى الخيرات لا تُهمِلَنَّها *** فإنك إن أهملتَ ما أنت مُهمَلُ

أيها المسلمون: في عالمٍ يموجُ بالفتن والأزمات، ويصطخِبُ بالمِحَن والمُتغيِّرات، وتبصُّرًا في خَلَجات النفس الإنسانية ومساتِرها السنيَّة تتبدَّى في إشراقٍ وبهاءٍ، ونضارةٍ وصفاءٍ، صفةٌ أخَّاذةٌ بديعة، وقيمةٌ لشَدَّ ما هي خلاَّقةٌ رفيعة، جُبِل عليها الإنسان، واستقرَّت منه في مُغرورقِ الجَنان، في وارِفِ أفيائها أناخَت النفوس ركائبها، فحازَت شريف مآرِبها، ونَجَت من نزَوَاتها ومعاطبها، انطوَى عليها العُبَّاد والنبلاء، والزُّهَّادُ والأصفياء، والخاصةُ والدهماء.

وصفوةُ القول: إنها لم تُغادِر قلبًا إلا تصبَّتْه، ولا وِجدانًا إلا سبَتْه؛ بل اتَّصَف بها الباري -جل في علاه-، وكذا حبيبُه ومُصطفاه -صلى الله عليه وسلم-، تلكم -يا رعاكم الله- هي: صفة الحب والمحبة.

يقول سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [المائدة: 42]، ويقول -عزَّ اسمه-: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي) [طه: 39]، ويقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا) [مريم: 96]، والوُدُّ: هو خالصُ الحب.

وفي منزلة الحب الأفيلة يقول العلامة ابن القيم -رضي الله عنه-: "هي المنزلة التي إلى عالمِها شمَّر السابقون، وعليها تفانَى المُحبُّون، وهي الحياة التي من حُرِمَها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقَدَه فهو في بحار الظلمات".

الحبُّ كم لبَّى له النُّبلاءُ *** فتمايَلَت حاءٌ هناك وباءُ
أرَجٌ وِدادٌ ولهفةُ ذي ضَنَى *** وتصبُّرٌ وتجمُّلٌ وصفاءُ

أيها المؤمنون: أودعَ الباري تعالى في العقول معاقدَ الفهم والإدراك، وعضَّدَها بنصوص المنقول الدِّرَاك، ووشَّى الأفئدةَ بلواعِجِ العواطِف، والأشواق اللواطِف، فانتشَى الإنسانُ بحبُّ ما فُطِر عليه؛ لذلك كانت أشرف الأرواح وأصفاها أسناها محبوبًا وأسماها؛ كحب الرحمن الواحد الديَّان، وحب القرآن، وحب سيد ولد عدنان -عليه الصلاة والسلام-، وحب أوصاف الجمال والكمال، ومكارم الخِلال، ومحاسن الجَلال مما لا يُناسبُ إلا جواهر النفوس الزكيَّة، (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [البقرة: 165].

فالمراضي المرغوبة، والمحابُّ المطلوبة، والنوازِع المشبوبة لا تتفتَّقُ أزهارها إلا بأريجِ الحبِّ وبليجِ نسائمِه، فلله ما خالطَ هذا الخفقُ السنِيُّ النفوسَ إلا كساها من الغِبطة والنَّدَى أنضَر لَبُوس، وألقًا في الجوارح وسعادةً في الروح، وبهجةً تغدو في الحنايا ولا تروح، كيف وقد عُلِّق عليه الإيمان؟! يقول -صلى الله عليه وسلم-: "ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا". أخرجه البيهقي وغيره.

فهذا الحب المُجتمعي المُتقارب الذي حثَّ عليه المصطفى -صلى الله عليه وسلم- هو من تآصُر الأمم غرائسها، ومن نهضتها نقادِسها، وما فرَّطَت فيه المجتمعات إلا بهَطَتْها المِحن، وضرَّستها الإِحَن.

فلا والحق! لولا الحب صارَت *** قلـوبُ الناس خاليةً يَبابًا
بـه ذُبْنا كـأنسابٍ وذابَت *** مواجِدُنا وقد كانت صِعابًا

إنه الحب الطهور المُطرَّز بالرِّقَّة العاطرة، والمشاعر المشبوبة الماطِرة في حنانٍ مُنساب، وإباءٍ غلاَّب، وتقاربٍ للوُدِّ سكَّاب؛ حيث ينطلق بين العالمين أشعةً للحق والهدى هادية، وسعادةً مُرتسمةً في المباسِم بادية، ومسرَّةً في السُّوَيْداء شادية، وذاك ترجمان قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجَدَ بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحبَّ المرءَ لا يُحبُّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذَفَ في النار". متفق عليه.

أيها الأحبة الأوِدَّاء: حيَّهلاً إلى مناجاةٍ للحبيب -صلوات الله وسلامه عليه- مشرقة بالضراعة والطمأنينة لاستدرار جيَّاش الحب والسكينة، ولكن أيَا قلوب المُحبِّين: لُطفًا أنصِتِي وعِي، ويا مشاعر: تسمَّعي تسمَّعي.

دعا -صلى الله عليه وسلم- ربَّه قائلاً: "اللهم إني أسألك حبَّك، وحبَّ من يُحبُّك، وحبَّ العمل الذي يُقرِّبُني إلى حبِّك". أخرجه الترمذي.

الله أكبر! أيُّ حبٍّ عظيمٍ هامِر زكيٍّ غامِر، أرشَفَنا إيَّاه المُجتَبى -بأبي هو وأمي- عليه الصلاة والسلام- القائل: "المرءُ مع من أحبَّ". أخرجه مسلم في صحيحه.

ونُشهِدُ الله أننا نُحبُّه ونحبُّ رسوله -صلى الله عليه وسلم- حبًّا يفوقُ حبَّ النفس والولد والوالد والناس أجمعين.

نبيَّ الهدى والعدل والحبِّ والنَّدَى *** طوَى ذِكرُك الآفاق والأنجُم الزُّهْرَ
نحبُّكَ حبًّا لا سبيل لوصفِه *** تغلغلَ في أرواحنا طاهر المَسْرَى

إخوة الإيمان: وبعد أن تأصَّل من تجبُ له محبَّةُ الجَنان، وتمثُّلها بالأركان، إنه من سبَى اللُّبَّ، وتسابَقَت لطاعته كتائبُ الحب: حبيبُنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، فإن آية ذلك خُبْرًا وخَبَرًا اتباعُ سنَّته واقتفاءُ سيرته في كل الأحوال كي ننعم بحب الكبير المُتعال.

فيا أيها المُحبُّون: أنَّى وعلامَ وكيف وحتَّامَ يكون الحب المُؤصَّلُ الرَّصين، والمنهجُ النبوي الأمين، مدى الأعمار والسنين، قصرًا على مُحدَثاتٍ ومخالفات، وانبِتاتٍ عن معين السنة البَلْجاء أيِّ انبِتات، ليت شِعري! إنه الحب الهَباء الأخفّ، وفي الموازين هو الأطَفُّ.

سَلْهم عن الحب الصحيح ووصفِه *** فلسَوف تسمعُ صادقَ الأخبار
إحيـاءُ سنَّتـه حقـيقةُ حـبِّه *** في القلب في الكلمات في الأفكار

أما البَوح الذي ترجَمَ نوابِض الإحساس، وجلَّى في خفَرٍ مقاصِد الأنفاس، فكان أشذَى من الآس: بَوحُ حبِّ صحابة الحبيب -رضي الله عنهم أجمعين-، وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين لحبيبهم -صلى الله عليه وسلم-.

وتلك معانٍ لا يعيها إلا صِحاحُ الوِجدان، ولا يُفسِّرُها إلا قاموس القلوب الترجمان، فالحبُّ الزاخِر بأزكَى العواطِف وأنبَل المشاعر خيرُ مهادٍ للتراحُم بين الآباء والأبناء، والزوجين الكريمين، وسعادة الأسرة دون مَيْن، ومشاعر الرِّضا والوِداد لا تنمو إلا في رياض الحبِّ ورُباه، ينأَى بها عن الإجداب العاطفيّ الذي تسعَّرَت به كثيرٌ من البيوتات جرَّاء ويلات الفضائيات ووسائل الاتصالات التي بثَّت كثيرًا من الزعازِع والفتن والتحدِّيات.

الحبُّ وردٌ في القلوب مُؤرَّجٌ *** فسعادةٌ وتواصُلٌ وهناءُ
جمع الخِصالَ كريمَها وعزيزَها *** وتتوَّجَت بأريجه الكرماءُ

فيا حملة الأقلام، ورادَة اللِّثام، ورجال الفكر والإعلام: لا بُدَّ من تأصيل ثقافة الحب والتَّحنان روحًا ووجدانًا، وتعامُلاً وتخاطُبًا وتبيانًا.

أما السماسرة الإمَّعات فهم الذين يُفسِدون الأفئدة والأذواق، ويُلوِّثون رقراق الأشواق بشباب الأمة وفتياتها بجراثيم الغرائز والفُجور، وقصص الإسفاف والتزييف والزُّور المطوِّحة في الأوحال والشرور، وقد تجسَّرت خائنةُ الأعين وما تُخفِي الصدور من الكيد والبُهتان، وسلب الحياء والامتهان، ويخدعون الأغرار مُختلسين منهم نفيس الأوقات والأعمار، بوَجْدٍ مُحرَّمٍ صفيق خدَّاعِ البريق، لا بهاء له ولا رحيق؛ بل مآلُه الويلُ والحريق.

إن هؤلاء لدمارُ الجيل وداؤه، وشِقوتُه وبلاؤه، ولكن ها هو الجيلُ الواعدُ -بحمد الله- شبَّ عن الأطواق، ولاحَت مخايِلُ يَنْعِه وشموخه في الآفاق.

ألا فاتقوا الله -أيها المؤمنون-، وأفعِموا قلوبكم بحب الله ورسوله واعمروها، وزَكُّوها بالطاعات واغمُروها، تسعَدوا تفوزوا، وللهُدى تحُوزوا.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آل عمران: 31].

اللهم إنا نسألك حبَّك وحبَّ رسولك -صلى الله عليه وسلم-، اللهم اجعل حبَّك وحبَّ رسولك -عليه الصلاة والسلام- أحبَّ إلينا من أنفسنا وأهلينا وأموالنا، ومن الماء البارد على الظَّمَأ، إنك خيرُ مسؤولٍ وأكرمُ مأمول.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولكافة المسلمين والمسلمات من جميع الذنوب والخطيئات، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفورٌ رحيم.

 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

 

 

 

الحمد لله، جعل محابَّه إلى الجِنان سبيلاً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله اتخَذَه المولى صفيًّا خليلاً، من امتثَلَ حبَّه فيا بُشراه نَهَلَ من السعادة سلسبيلاً، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار المُفضَّلين تفضيلاً، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ، صلاةً وسلامًا يتعاقبان بكرةً وأصيلاً.

أما بعد:

فيا إخوة الإسلام: ومن المحابِّ التي انعطَفَ إليها جَنانُ الإنسان فجَرَت في حناياه بأصدق الشعور وأهمَى الوِجدان: حبُّ البلاد والأوطان، التي لا تُعمَر إلا في ظلال الكرامة والأمن والأمان، والعدل والنظام والاطمئنان، ولن يُوطَّد ذلك راسخَ الأركان إلا بالاعتصام بشِرْعة الديَّان، واجتنابِ الفُرْقة والنِّزاع والانقسام والعُدوان.

ألا فليكن منكم بحُسبان أن المواطنة الصالحة ليست هُتافاتٍ تُردَّد ولا شِعاراتٍ تُعدَّد؛ بل هي إخلاصٌ وإيجابيات وشفافيةٌ ومِصداقيَّات، وقِيمٌ ومبادئُ عصيَّاتٌ عن المُساومات، أبِيَّةٌ عن الإملاءات والتدخُّلات، مع الوعي بعواقب الأمور واعتبار والمآلات، وأن لا يُعرَّض الأمنُ والاستقرار والمصالحُ العُليا في الأوطان للفوضى والفساد والاضطراب، ولا المُقدَّرات والمُكتسبات للنَّهْب والسَّلْبِ والاحتراب، وأن تتضافَر الجهود وتتَّحِد المواقف على حماية الأوطان ومُعالجة قضاياها بكل تعقُّلٍ وحكمة، وتفطُّنٍ ويقظةٍ لمكائد الأعداء ومطامِع الألِدَّاء، ولله درُّ القائل:

بلادي هواها في لساني وفي دمي *** يُردِّدها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يُحبُّ بلادَه *** ولا في حليف الحب إن لم يُتيَّم

فيا أحبَّتنا الأكارم: كونوا في تحقيق مصالح أوطانكم سُعاة، ولوحدة أطيافها رُعاة، ولدرء المفاسِد عنها دُعاة، ولرخائها واستقرارها حُماة، تبلغوا المجدَ وتغنَموا، وتُحقِّقوا السُّؤدَد وتنعَموا.

حفِظَ الله بلادَنا بلاد الحرمين الشريفين وسائر بلاد المسلمين من مُضِلاَّت الفتن ما ظهر منها وما بَطَن، إنه قريبٌ مُجيب.

ألا وصلُّوا وسلِّموا -رحمكم الله- على النبي المُختار الأمين، قدوةِ المُحبِّين صلاةً وسلامًا أزكَى من الروح والرياحين، كما أمركم بذلك ربُّكم ربُّ العالمين فقال تعالى -قولاً كريمًا- في الكتاب المبين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

فصـلِّ ربِّ وسـلِّم كلَّ آونةٍ *** على المُشفَّع وانشُر هديَه فينا
وآلهِ الغُرِّ والأصحابِ من حفِظوا *** عهدَ النبـي وبَرُّوه مُوفِّينا

اللهم صلِّ وسلِّم على الحبيب المُجتبَى، والرسول المصطفى، وعلى آله الطيبين وصحابته الغُرِّ الميامين، وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك ورحمتك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأدِم الأمن والاستقرار في رُبوعنا، اللهم من أرادنا وأراد عقيدتنا وقيادتَنا وبلادَنا وأمنَنا بسوء فأشغِله بنفسه، ورُدَّ كيدَه في نحره، واجعل تدبيره تدميرَه يا سميع الدعاء.

اللهم احفظ هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين حائزةً على الخيرات والبركات، سالمةً من الشرور والآفات، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم أيِّد بالحق إمامنا ووليَّ أمرنا، اللهم وفِّقه لما تحب وترضى، وخُذ بناصيته للبر والتقوى، وهيِّئ له البطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتُعينُه عليه.

اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم احقِن دماءهم، واحفَظ أموالهم وأعراضَهم يا رحيم يا رحمن.

اللهم احفظ مصر وأهلها من كل سوءٍ ومكروه، اللهم احفظ مصر الإسلام والتاريخ والكِنانة.

كِنـانةُ الله لا حـزنٌ ولا وهَنُ *** فـلا تبيتي عـلى همٍّ وتبتئسِي
كم أنجَبَت دوحةُ الإسلام من علمٍ *** وألَّقَت في هزيعِ الليل من قَبَسِ

اللهم جنِّب إخواننا المسلمين في كل مكان الفُرقة والفتن وأوائل المِحن، وأطفِئ عنهم شرارة الفتن وضراوة الإحَن، وارزقهم رأيًا سديدًا وفعلاً رشيدًا في ظل الكتاب والسنة يا ذا العطاء والمِنَّة، اللهم احفظ أمنهم واستقرارهم ورخاءهم وازدهارَهم، اللهم اجعلهم في أمنٍ وأمان، اللهم اجعلهم في أمنٍ منك وضمان، وإيمانٍ وإحسان، اللهم احفظنا وإياهم من شر الأشرار، وخطير الأخطار، وشر طوارِق الليل والنهار.
 

 

 

 

 

المرفقات
الحب في الله.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life