ومن المحسنات اللفظية الجناس
والرماد به أن يتشابه اللفظان في النطق ويختلفا في المعنى.
وهو فن بديع في اختيار الألفاظ التي توهم في البدء التأكيد، لكنها تفاجئ بالتأسيس واختلاف المعنى.
ويشترط فيه أن لا يكون متكلفا، ولا مستكرها استكراها، وأن يكون مستعذبا عند ذوي الحس الأدبي المرهف، وقد نفر من تصنعه وتكلفه كبار الأدباء والنقاد.
ومنه قوله تعالى : {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة...} راد من لفظ "الساعة" ساعة البعث إلى يوم الحساب والجزاء، والمراد من لفظة "ساعة" أنهم ما لبثوا في البرزخ بين الموت والبعث غير مدة زمنية يسيرة.
ومنه قول الشاعر : إذا ملك لم يكن ذا هبة فدعه فدولته ذاهبة.
"ذا هبة" الأول: أي: صاحب هبة. والثانية اسم فاعل من الذهاب.
ومنه قول الشاعر : فَهمْتُ كتَابك يا سيِّدِي فَهمْتُ ولاَ عجبٌ أنْ أهِيما.
فالأول من الفهم، والثاني من الهيام وهو إحدى درجات الحب.
التعليقات