اقتباس
فكل هذه الآيات وغيرها من نصوص القرآن الكريم المحكمة والسنة النبوية الصحيحة الصريحة توجب علينا الثقة التامة بنصر الله، واليقين الراسخ بموعود الله، والذي قد يتحقق في حياتك أو في خلوف تأتي من بعدك؛ وما عليك يومها إلا أن تكون سببًا من أسباب ذلك النصر المرتقب، وخطوة صحيحة من خطوات ذلك المستقبل التمكيني المنتظر لأهل الحق المبين؛ فدورك إذًا هو
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على نبيه وعبده..
وبعد:
تستفحل الفتن، وتظهر المحن، وتشتد الخطوب، وتتوالى الكروب، وتكثر البلايا، وتعظم الرزايا، يتواطأ القريب على قريبه ليستلم، ويبع فيها الصديق صديقه ليغتنم، ينقلب عليك من في صفك ويستنكرك من على شاكلتك، يتجاهلك الصغير ويزدري منك الجاهل.
دنيا لا يبقى لها حال ولا يدوم لها وصال، لها في كل يوم حال وفي كل ساعة مقال، أحوالها تتغير، وظروفها تتبدل، هي أيام وأيامها دول، لا سعادة مقيمة ولا شقاء دائم، أهلها تدور عليهم رحى التغيير، ويقع عليهم نتائج التحويل.
لله في كل يوم فيها شأن، يذل فيها أناسًا ويعز آخرين، ويرفع أقوامًا ويخفض آخرين، يغني قومًا ويفقر قومًا، ينصر فئة ويخذل أخرى، يمكّن لطائفة ويضعف أخرى، يميت حيًا ويحي نفسًا، يعطي خلقًا ويمنع خلقًا، يهدي بفضله ويضل بعدله سبحانه: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن: 29]. وهو سبحانه في تصرفه بعباده وتدبيره شؤونهم وشأن كل الخلائق والموجودات في العالم العلوي والسفلي (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء: 23].
هذه هي الحياة وهذه طبيعتها وذلك هو حالها وتلك هي أوصافها أينما حللت أو ارتحلت وحيثما سافرت أو أقمت، دار جمعت بين الغث والسمين والكدر والمعين، وخلطت بين الخير والشر ومزجت بين النافع والضار، حوت المعروف والمنكر، واستغرقت كل شيء بأضدادها، واستوعبت كل الأشياء بأنواعها، من أرادها غير ذلك فقد طلب محالاً، ومن أمّل سوى ذلك فقد خاب ظنًا، وما أحسن الشاعر في وصفه الدنيا بقوله:
جبلت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقدار والأكدار
ومكـلف الأيـام ضد طباعها *** متطلبٌ في الماء جذوة نـار
فالعيـش نـوم والمنيـة يقظة *** والمرء بينهما خيـال سـار
وإذا رجوت المستحـيل فإنمـا *** تبني الرجاء على شفير هار
فاقضـوا مآربكـم عجالى إنما *** أعماركم سفراً من الأسفار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا *** أن تسـترد فـإنهن عوار
والنفس إن رضيت بذلك أو أبت *** منقادة بأزمـة الأقـدار
إلا أننا نجزم وبكل يقين أنها أفضل من دار لا تعرف سوى المنغصات، ولا تحوي غير الأحزان والمتاعب والآلام (النار)، كما أنها بالتأكيد دون الدار (الجنة) التي لا تقبل إلا طيبًا، فهي طيبة بخالقها وأسمائها وأوصافها وساكنيها وخزنتها؛ قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 72].
ومن هنا وبعد هذه المقدمة الاستهلالية حول طبيعة الحياة وأحوالها نقول: إن الكفة قد تكون يومًا راجحة لكافرٍ ما، والجولة قد تكون حينًا لمبتدع، والراية قد تكون ساعة لباطل، والنصر قد يكون وقتًا حليفًا لفاسد، قضى العليم ذلك لحكمة يعلمها، وشاء الخبير ذلك لغاية يدركها، وتلك سنة الله جرت؛ إلا أن ذلك لا يتنافى مع ما وعد به الحق في أكثر من آية في كتابه الحق الذي أنزله على رسول الحق؛ قال -عز وجل-: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [هود: 49] وقوله على لسان موسى -عليه السلام-: (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) [الأعراف: 128] وقوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا) [النور: 55] وقوله: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) [الأنبياء: 105]، وقوله على لسان موسى -عليه السلام- أيضاً: (قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) [الأعراف: 129].
فكل هذه الآيات وغيرها من نصوص القرآن الكريم المحكمة والسنة النبوية الصحيحة الصريحة توجب علينا الثقة التامة بنصر الله، واليقين الراسخ بموعود الله، والذي قد يتحقق في حياتك أو في خلوف تأتي من بعدك؛ وما عليك يومها إلا أن تكون سببًا من أسباب ذلك النصر المرتقب، وخطوة صحيحة من خطوات ذلك المستقبل التمكيني المنتظر لأهل الحق المبين؛ فدورك إذًا هو رسم الأهداف الاستراتيجية الممكنة والواقعية، والبدء بالخطى الصحيحة والحثيثة مع مد جسور التعاون مع من يحملون نفس الهم والفكر، والصبر والاحتساب على ما يلاقيه العامل في طريق تحقيق ذلك الهدف المنشود والغاية الشريفة؛ قال تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) [يوسف: 108].
ومن هنا ينبغي علينا أن ندرك أن تلك الانتصارات التي يكتسبها أعداء الله لا تعدو أن تكون استدراجًا من الله لهم؛ قال -عز وجل-: (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ) [القلم: 44]، وأن تلك الانجازات التي يحققونها لا تربو على أنها إملاء من الخبير بهم؛ قال سبحانه: (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [الأعراف: 183]، وأن تقلبهم في البلاد ليس إلا موجبًا من موجبات العذاب واستحقاقاته؛ قال سبحانه: (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) [آل عمران: 196، 197]؛ وقوله: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) [الإسراء: 16]، وهذه وتلك ينبغي ألا توجد خللاً في يقيننا بالنصر أو تورث وهنًا في ثقتنا بالعاقبة، أو تخلق بيننا تشاؤمًا بالمآل، أو تزرع فينا مللاً أو تخوفًا من الوقوف مع الحق ونصرة أهله، أو تولد لدينا إرجافًا وإضعافًا لكيان المجتمع المسلم.
ويبدو أن بعض تلك التخرصات الاستباقية، وتلك التوقعات التحليلية في كتاباتنا ومنشوراتنا وكل خطاباتنا -والتي قد يكون دافعها الحماسة- من باب النصح للمسلمين الغيورين، والتخوف على مستقبل الإسلام وأنصاره المنافحين، مع ما يصاحبها من دعوة إلى الاستعداد والتعريض بالمواجهة والتهيؤ للخطر والتوضيح بمكايد العدو وتحركاته؛ لكنها أحيانًا تشوبها نظرة تشاؤمية، ويعتريها تخوف مفرط، ويصحبها تخذيل غير مقصود، يخلق ردة أفعال وأقوال وتصورات عكسية تؤدي إلى إضعاف النفوس وإحباطها أعظم من تقويتها وتصلبها، وتعمل على إيهان العزائم أكثر من تثبيتها، كما تورث الهزيمة النفسية أكبر من جلبها للنصر، وتولد الخور أكبر مما تولد الإقدام.
بحق إنها تخرصات تمرض المتطلعين، وتوقعات تؤلم المحبين، وتحليلات تقلق المؤمنين، والأكبر من ذلك والأمر أنها تفرح الشامتين وتسر المنافقين وتسهل على المتربصين؛ وأنه مهما وقعت الهزائم وكان للباطل فيها صولة فإن للحق فيها جولة، واعلموا أن للحق رجوعًا لكنه ليس تراجعًا، وللحق غموضًا لكنه ليس عمى، وللحق خفوتًا لكنه ليس انطفاءً؛ بل خفوت يتبعه سطوع، وللحق انسحابًا وتكتيكًا لكنه ليس توليًا وإدبارًا، وما يراه العدو تقهقرًا هو تضافر، وما يحسبونه فرارًا هو كرار، وما يعدونه تفرقًا للصف هو ترتيب له، وهكذا يجب أن يكون، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [الأنفال: 15، 16].
أيها القارئ الكريم: أعود لأقول لك مجددًا: كثيرًا ما تكون تلك الإيحاءات والتوقعات وسيلة لتقوية العدو، وأحيانًا يتخذها وسيلة استطلاع لديه ينظر من خلالها مدى تحرك الخصم ومدى استعداده وتجهيزاته، وحينها يقيس ردة فعل الشارع المغاير، كما أنها أحيانًا تكون تلك التوقعات تسويقًا له وترويجًا، بل ودعوة له للتقدم، وطلبًا للمضي من حيث لا نشعر، بل تنفش في قلبه البطر والزهو، وتعطيه رسائل استقواء وتمكين، ونظرة إعجاب وعظمة مما يراه من تخوفات، ويلمسه من انزعاجات، ويسمعه من أخبار وروايات لصالحه.
ولعلي أدلل بمثال قريب ومشهد حاضر: الحوثي والحديث الإعلامي والإخباري عن قدراته العسكرية وأهدافه الاستراتيجية، وأفكاره المنحرفة، وتمدده في الحضر والبادية، وتوسعه الفكري في بعض عرض البلاد وطولها وتعامله السيئ مع مخالفيه، وتسلطه وتعنته في مناطق نفوذه، ومما تسمعه أنه دمر هنا وفجّر هناك وهجّر هؤلاء واكتسح أولئك وتقدم في مناطق كذا، والآن وصل إلى كذا، وغدا هناك وخلال كم ساعة سيحتل العاصمة، ومن بعدها سيكون قد سيطر على المدينة الفلانية، وغيرها من التخرصات والمبالغات التي تفت في عضد المجتمع وتهوّن قواه وتصيبه بالشلل الحركي، وتقعده حتى من أبسط الأمور وهو إمكانية التفكير في المواجهة.
ونحن إذ نسوق مثل هذه الأمثلة وهذه العبارات لا يعني أننا نهوّن من قدره أو نستهين بشره ولا نحقر من أهدافه وطموحاته، فهو خطر لكنه ليس كل الخطر، وهو عدو وليس كل الأعداء، وهو داء وليس كل الأدواء؛ بل ينبغي أن نخلق في حديثنا اتزانًا وتوازنًا ومعقولية ومنطقًا يجمع بين التوقي والحذر وبين التجهيز والاستعداد، وبين التخطيط والتقدم وبين الحقيقة والواقع والنظرية والخيال.
كما لن ننسى أن انتصاره هنا أو هناك لا يعني قوته أو غلبته عمومًا، فالحرب سجال، وهكذا كانت حتى في عهد النبوة وعلى مر تاريخ الأمة الجهادي؛ لكنه يجب علينا أن نفهم شيئًا مهمًا هو أن الحروب القائمة هي عن تقرير مصير تلك القبائل التي داهما، وعن قضية وجود تلك المناطق التي ناهضها، حروب من أجل الحياة والبقاء والسيادة والعبودية، حروب من أجل صيانة الأعراض وحفظ الكرامات وصون الحقوق؛ لذا لا ينبغي أن تولد منشوراتنا تثبيطًا لتلك الهمم، وتخذيلاً لتلك العزائم، وخورًا لتلك القدرات والطاقات، وتهميشًا لتلك الأنفة والمنعة والصمود؛ تلك القبائل المقاومة التي لا ترضى بالخنوع مهما اندس فيها المنافقون، ولا ترضى بالدون والدنية مهما تواطأ عليها اللاهثون، ولا يمكن أن تكون يومًا تابعًا أو تصبح مهجرة تاركة سيادتها ومخلفة موروثها القبلي عبر تاريخها العريق.
لذا أربأ بإخواني أن يجعلوا من أنفسهم معول هدم لبناء الصف، ووسيلة تمريض للأفكار، وقالب تمويت للآمال والطموح، وعقاقير تخدير للعزائم والهمم، وأهيب بإخواني بألا يساعدوا الحوثي في مشروعه من حيث لا يشعرون، ويجرئوه على إقدامه من حيث لا يقصدون، بل عليهم أن يرسلوا رسائل إيجابية للناس، ويبثوا نسائم تفاؤلية، ويبعثوا تغريدات طموحة من خلال منشوراتههم وكتاباتهم وأخبارهم ومجالسهم، وقولي هذا ليس من باب الحنكة السياسية أو التجربة الواقعية أو الضرورة المصيرية أو الأسلوب الحربي الخداعي فحسب؛ بل هو كذلك أمر شرعي؛ فقد جاء من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا طِيَرَةَ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ"، قَالَ: وَمَا الْفَأْلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! قَالَ: "الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ". صحيح البخاري.
كما هي دعوة ربانية؛ ففي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء". كما أنه منهج نبوي؛ فقد كان فعله في حياته كلها، فكان -صلى الله عليه وسلم- يحب الأسماء الحسنة، ويعجبه التيمن في شأنه كله؛ لأن أصحاب اليمين أهل الجنة.
قال الحليمي: "وإنما كان -صلى الله عليه وسلم- يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال.
فكم تفرحنا هذه الآية وتبعث فينا الأمل: (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ) [آل عمران: 196]، وكم تجبر كسرنا وضعفنا هذه الآية: (فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ) [النمل: 51]، وكم تسعدنا وتحيي في قلوبنا الثقة هذه الآية: (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء: 227].
اللهم أظهر الحق ومكّن لأهله، وأبطل الباطل وامكر بحزبه، اللهم لا تحقق للظالمين غاية، ولا ترفع للمنافقين راية، واجعل المارقين لمن خلفهم عبرة وآية، اللهم دس أنوف الطغاة الحاقدين من الحوثيين والرافضة والعلمانيين، اللهم فرّق كلمتهم، وافضح سريرتهم، واجعل كيدهم في تضليل.
التعليقات