عناصر الخطبة
1/الفوز والمغنم في الاقتداء بالأخيار والصالحين 2/صفات عباد الرحمن الأتقياء 3/تقسيم طيِّب لصفات عباد الرحمن 4/على المسلم أن يكثر التأمل في صفات عباد الرحمن ليمتثل هديها

اقتباس

في الاقتداء بالأخيار، والتأسِّي بالأبرار، واقتفاء آثار المتقينَ، والسَّيْر على منهاجهم، وسلوك سبيلهم: فوزٌ عظيمٌ، ومَغْنمٌ كريمٌ، وسعادةٌ لا نظيرَ لها، ونجاحٌ لا حدودَ ولا منتهى له، وفيما ذكَرَه اللهُ -تعالى- في كتابه، من توجيه الأنظار إلى مسلك الصفوة، ونَهْج عباد الرحمن، وسبيل البَرَرة، ما يُحقِّق هذه الغايةَ...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الرحيم الرحمن، اختصَّ من عباده ذوي التقى والإيمان، بولاية المعيَّة والتأييد والتكريم والإحسان، أحمده -سبحانه-، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، المعبود في كل زمان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، الداعي إلى طريق الرضوان، الهادي -بإذن الله- إلى رفيع الجِنان، اللهم صلِّ وسلِّم، على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، أولي الإخبات والإذعان، ومَنْ تَبِعَهم بإحسان ما توالَى الجديدانِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله-، واذكروا أنه خلقكم لعبادته وحدَه دون سواه، فأخلِصوا له الدينَ، وأحسِنوا له العملَ، فالسعيد مَنْ أخلَص دِينَه لله، وتابَع رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى أتاه أمرُ اللهِ.

 

أيها المسلمون: في الاقتداء بالأخيار، والتأسِّي بالأبرار، واقتفاء آثار المتقينَ، والسَّيْر على منهاجهم، وسلوك سبيلهم: فوزٌ عظيمٌ، ومَغْنمٌ كريمٌ، وسعادةٌ لا نظيرَ لها، ونجاحٌ لا حدودَ ولا منتهى له، وفيما ذكَرَه اللهُ -تعالى- في كتابه، من توجيه الأنظار إلى مسلك الصفوة، ونَهْج عباد الرحمن، وسبيل البَرَرة، ما يُحقِّق هذه الغايةَ، ويُبلِّغ هذا المرادَ؛ إذ هو المثالُ الذي يُحتذى، والنهجُ الذي يُقتدى.

 

من ذلك قوله -عزَّ اسمُه-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)[الْفُرْقَانِ: 63]، إنهم يمشون على هذه الأرض مشيةَ المؤمن الذي تعلوه السَّكينةُ ويُزيِّنه الوقارُ، لا يتكبَّر ولا يتجبَّر، لا يريد علوًّا في الأرض ولا فسادًا، وإذا بسَط إليهم الجاهلون ألسنتهم بالسوء، لم يقابلوا ذلك بمثله، بل بالعفو والصفح والمغفرة والإغضاء عن الزلَّات، والتجاوز عن الهفوات، فهم كما قال الحسن البصري -رحمه الله-: "حُلماء لا يَجهلون، وإن جُهل عليهم لم يَجهلوا"، هذا نهارهم يا عبادَ الله. فكيف ليلهم؟ إنه خير ليل، إنه ليل أبيض مضيء بألوان الطاعة، يزدلفون بها إلى مولاهم، (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)[الْفُرْقَانِ: 64]، صفُّوا أقدامَهم، وأجرَوْا دموعَهم، واتَّصَل نشيجُهم، يَحذَرون الآخرةَ ويرجون رحمةَ ربهم، ضارعينَ إليه: (رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا)[الْفُرْقَانِ: 65]، أي: لأنَّه كان هلاكًا دائمًا، وخُسرانًا مُلازِمًا (إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)[الْفُرْقَانِ: 66]، وفي هذا من المدح لهم والثناء عليهم ما لا يَخفى، ذلك أنَّهم مع حُسن مُعامَلتهم للخَلق، وشدَّة اجتهادهم في عبادة الخالق وَحدَه لا شريكَ له، يخافون أن يَنزِل بهم عذابُه، فيبتهلون إليه أن يَصرفه عن ساحتهم، غيرَ آبِهِينَ ولا مُلتَفِتِينَ إلى جميل أعمالهم، وعظيم رصيدهم منها.

 

وأمَّا إنفاقُهم على أنفسهم وأهليهم، فَلَقد سلكوا فيه أعدلَ السُّبُلِ، ونَهَجُوا فيه أقومَ الطرق؛ (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا)[الْفُرْقَانِ: 67]، فكان وسطًا عدلًا لا تبذيرَ فيه ولا تقتيرَ؛ فلم يكونوا مبذِّرينَ شأنَ أولئك الذين يُولَعون بمظاهر البذخ، ولم يكونوا كذلك مقتِّرينَ شأنَ أولئك الذين يقبضون أيديَهم عن واجب النفقات، ويشحُّون بالمعروف، ويبخلون بما آتاهم اللهُ من فضله؛ لأنَّ من شأن الإسراف استنفادَ المالِ في غير مواضعه، فينقطع الإنفاقُ وتذبُل زهرتُه، ولأنَّ من شأن الإقتار إمساكَ المال فيُحرَم مستحِقُّه.

 

ولقد كان من صفات عباد الرحمن أيضًا، التخلِّي عن المفاسد، والتجافي عن الشرور، حيث تنزَّهوا عن الشِّرك بالله، وقَتْل النفس التي حرَّم اللهُ قتلَها، والزِّنا، جاء ذلك في قوله عزَّ من قائل: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا)[الْفُرْقَانِ: 68].

 

إنَّه إخلاص الدين لله، وصَرْف جميع أنواع العبادة له وحدَه دونَ سِوَاه؛ فلا يَدْعُونَ في الشدائد إلا إيَّاه، ولا يسألون العونَ ولا يرجون الغوثَ، ولا يطلبون المددَ إلَّا من الله، ولا يعتمدون في كل شأن من شؤونهم إلا عليه -سبحانه-، ولا يخشون أحدًا إلا اللهَ، وذلك هو التوحيد الخالص، والإيمان الكامل، الذي رفَع اللهُ به أقوامًا فجَعَلَهم في الخير قادةً، وخفَض به أقوامًا نبذوه واتخذوه وراءهم ظِهْرِيًّا، فحقَّ عليهم وعيدُ الله لهم بقوله: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)[الْمَائِدَةِ: 72]، وكما تنزَّهوا عن الشرك، فقد تنزَّهوا عن الفساد في الأرض، الذي يتجلَّى في استباحة الدماء المحرَّمة، وقَتْل الأنفس المعصومة، والعُدوان على المجتمع بانتهاك الأعراض المتمثِّل في جريمة الزِّنا؛ فإنَّ مَنْ تلوَّث بأرجاس الشرك، أو استباح قتلَ النفس التي حرَّم اللهُ قتلَها، أو اقترَف فاحشةَ الزنا فسوف يَلقَى جزاءَ إثمه وما اقترَف من الذنب عذابًا مُهِينًا مضاعَفًا في نار جهنم يوم القيامة، إلا إن تقدمت منه توبة نصوح في الدنيا، فأقلع عن ذنبه، وندم على ما فرط منه، وعقد العزم على ألا يعود إليه، وأدى المظالم وأعاد الحقوق إلى أهلها، وزكى نفسه بالصالحات، فإن الله يقبل توبته، ويعفو ويتجاوز عن عقابه، بل ويتفضل بثوابه، رحمة منه وجودا وإحسانا، كما قال عزَّ اسمُه: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الْفُرْقَانِ: 70]، فتنقلب السيئاتُ الماضيةُ بنفس هذه التوبة النصوح حسناتٍ؛ وذلك كما قال العلَّامة الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: "ذلك لأنَّه كلَّما تذكَّر ما مضى نَدِمَ واسترجَع واستغفَر، فينقلب الذنبُ طاعةً بهذا الاعتبار، كما ثبتَت السُّنَّةُ بذلك، وصحَّت به الآثارُ المرويةُ عن السلف -رحمهم الله-.

 

فاتقوا الله -عباد الله- واعملوا على الاقتداء بالصفوة والتأسي بالأخيار من عباد الله، وسلوك مسالكهم، واقتفاء آثارهم، والتخلق بأخلاقهم؛ فإنهم كانوا على هدى وطريق مستقيم؛ (فَبَشِّرْ عِبَادِي * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[الزُّمَرِ: 17-18].

 

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسُنَّة نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا، وأستغفِر اللهَ العظيم الجليل لي ولكم، ولكافة المسلمين من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.

 

أما بعد، فيا عباد الله: لقد قسَّم أهل العلم الصفات التي وصَف اللهُ بها عبادَ الرحمن، في ختام هذه السورة العظيمة؛ سورة الفرقان، إلى أربعة أقسام، الأول منها ما هو من التحلِّي بالكمالات الدينيَّة، وهي التي بدئ بها من قوله -سبحانه-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا)[الْفُرْقَانِ: 63]، الآيةَ. والثاني هو من التخلِّي عن ضلالات أهل الشرك، وهو من قوله عز اسمه: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ)[الْفُرْقَانِ: 68]، الآيةَ. والثالث هو من الاستقامة على شرائع الإسلام، وهو قوله -عز وجل-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)[الْفُرْقَانِ: 64]، وقوله: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا)[الْفُرْقَانِ: 67]، وقوله: (وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ)[الْفُرْقَانِ: 68]، إلى قوله عز اسمه: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)[الْفُرْقَانِ: 72]، والرابع من طلب الزيادة في صلاح الحال في هذه الحياة، وهي قوله -سبحانه-: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)[الْفُرْقَانِ: 74].

 

فاتقوا الله -عباد الله- وأكثِروا من التأمل في هذه الصفات الكريمة، والسجايا العظيمة، ومن دوام الحرص على التحلي بها، والتخلي عما يضادها، ففي ذلك الفلاح والسعادة والفوز والنجاة؛ (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)[الْفُرْقَانِ: 75-76].

 

واذكروا على الدوام أن الله -تعالى- قد أمركم بالصلاة والسلام على خير الأنام، فقال في أصدق الحديث وأحسن الكلام: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان وعلي، وعن سائر الآل والصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك، يا أكرم الأكرمين.

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزة الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائر الطغاة والمفسدين، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفهم، وأصلِح قادتهم، واجمَعْ كلمتَهم على الحق يا رب العالمين.

 

اللهم انصر دينك وكتابك وسُنَّةَ نبيكَ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وعبادكَ المؤمنينَ المجاهدينَ الصادقين، اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِحْ أئمتَنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البطانة الصالحة، ووفِّقه لما تحب وترضى، يا سميع الدعاء، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين، وإلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، يا مَنْ إليه المرجع يوم التناد.

 

اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنتَ خيرُ مَنْ زكَّاها، أنتَ وليُّها ومولاها، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لنا من كل شر.

 

اللهم أحسِن عاقبتَنا في الأمور كلها، وأجِرْنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

 

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم اكفنا أعداءك وأعداءنا بما شئت يا رب العالمين، اللهم إنا نجعلك في نحور أعدائك وأعدائنا ونعوذ بك من شرورهم.

 

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام، وسيئ الأسقام.

 

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

 

 

المرفقات
ziiZ7LKxiSNIev1P8qKVIA0EprHuBfVGLtOOEpAZ.doc
R12PLS1pAUGzdwQxPhy9kx9ksuyc7TD8dM1yu1YC.pdf
التعليقات
زائر
30-01-2022

جزاكم الله خير وجعله ربي في موازين حسناتكم يارب

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life