اقتباس
قبل الحديث عن الوأد المعاصر يجدر بنا تقليب بعض صفحات التاريخ؛ ولعل أفضل ما يمكن الذهاب إليه عند الحديث عن موضوع الوأد هو المجتمع العربي قبل البعثة النبوية المباركة، حيث كان الرجل الجاهلي يرى أن المرأة شيء لا قيمة له، يجوز أن يتصرف فيه كما يشاء، فهو لا يختلف عن...
مع الإقرار بضعف الأمة الإسلامية اليوم إلا أنها بقيت عصية على التفكيك والتفتيت، ولو ضيقنا الدائرة ووضعنا المجهر على الأسرة المسلمة، التي تعاني من صعوبات كثيرة تهدد رسالتها الحضارية، ففي الجانب الاقتصادي تعاني من ضعف الموارد المناسبة لضمان الاستقرار المادي بين أفرادها، فالمال بالنسبة للأسرة هو عصب الحياة، ووسيلة للرعاية والعناية، وهو في نفس الوقت الأداة التي تكفل لها التصدي لنوائب الدهر، وفي الجانب الاجتماعي تعاني الأسرة المسلمة اليوم من مشاكل كثيرة وخطيرة لعل أبرزها أزمة السكن، والسكن شيء لا يمكن للبشر الاستغناء عنه، ولا يمكن تصور وجود أسرة دون مسكن، ولكن حتى لو توفر المسكن فإنه قد يصبح سببا في معاناة أراد الأسرة إذا صار الأفراد أكثر عددا، وأكثر حركة، وأكثر مطالبا، وفي الجانب الثقافي تعاني الأسرة المسلمة من هجمات ثقافية وفكرية تستهدف وجودها، وتنهش هُويتها، وتسعى جاهدة إلى إضعاف مناعتها، وجعل حصونها الداخلية هشة، بضرب إيمانها وروحها وفكرها وضميرها، ومع ذلك، ومع هذا الضعف الشديد، إلا أن الأسرة المسلمة أثبتت للعالم في كل الظروف التي مرت بها أنها أقوى من أن تسـتأصلها خطة غربية، أو مخططات شرقية، أو مؤامرات عالمية.
لماذا ذكرنا الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تتخبط فيها الأسرة المسلمة؟
الحقيقة أن السبب الرئيس لذكرها يرجع إلى محاولة لفت عقل الإنسان إلى أن سبب بقاء الأسرة المسلمة قوية هو أن الشريعة الإسلامية وإن عطلت عن أداء رسالتها ووظيفتها في مختلف مناحي الحياة إلا أنها بقيت حاضرة في حقل الأحوال الشخصية، الذي لا يزال يُدار ويُحكم من خلال الشريعة الإسلامية المباركة، وهذا دليل قوي على أن الإسلام الذي يحفظ الأسرة في ظروف مناقضة لرسالتها ودورها (التي هي الخلية الأساس والأولى للمجتمع) قادر على أن ينصع من المجتمع بكل فئاته ومكوناته مجتمعا راقيا ناجحا ورائدا سيداً، وإلا ما تفسير ثبات الأسرة المسلمة؟ التي ومع شدة المحن والمصائب لا تزال تحافظ على متانتها وارتباط أفرادها بقيمها، ولا تشكل نسب الطلاق شيئا أمام النسبة الهائلة من الأسر التي لا تزال وفية لمعاني الأسرة.
الآن وبعد الحديث عن الأسرة المسلمة في ظل كافة الظروف المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية المناقضة لها نذهب إلى وصف حال الأسرة الغربية، ووصف حال المرأة فيها، ولعل من المناسب البدء بتصريح هام جدا ولافت للنظر فقد أشار وزير العدل الأوكراني أوليكساندر لافرينوفيتش أنه وخلال عقد من الزمن (عشر سنوات) سجلت أوكرانيا تسعة آلاف عقد زواج فقط، مع العلم أن عدد السكان يصل إلى 46 ستة وأربعين مليون نسمة، وأضاف لافرينوفيتش أنه وفي عام 2012م، سجلت وزاته 1357 عقد قران فقط، أي ما يفوق عقود الزواج في الأعوام السابقة، ويرى أنها منخفضة جدا، والغريب أن الاحصائيات التي قدمتها وزارة العدل الأوكرانية تقول أن معظم هذه العقود عقدت في العاصمة كييف وأن معظم هذه العقود كانت بين أجانب وخاصة من المسلمين والعرب وبين أوكرانيات.
أما في باقي الأقاليم فتصل أعداد عقود القران إلى بعض عشرات سنويا، وقد ارجع الوزير سبب هذا العزوف وهذا الانهيار الذي تعرفه سنة الزواج في المجتمع الأوكراني إلى أن مجتمعه لا يثق في القوانين التي تحكم الزواج فيلجأ الناس إلى الزواج العرفي، خاصة أن الرجال يتخوفون من قانون الملكية الذي قد يأخذ من الرجل في حال الطلاق أملاكه أو نصف أملاكه، كما أن للمرأة حق إلغاء انتساب الولد إلى أبيه في حال أثبتت عدم نفقته عليه، ومع أن أوكرانيا التي أقرت نظاما جديدا يحكم الزواج سنة 1992م، وقامت بتعديلات كثيرة على قانون الزواج والأسرة إلا أنه قانون يحدد حقوق وواجبات الزوجين فيما يخص الملكية فقط، بينما يغفل تماما عن تنظيم العلاقات الشخصية بين مختلف مكونات الأسرة وأفرادها.
إذًا هنا نقدم صورتين مختلفتين الأولى تتحدث عن مجتمعات مسلمة تعيش تحت وطأة الظلم والقهر الداخلي والعالمي المتآمر عليها، والذي يحاصرها ويبغي إفسادها، ومع ذلك تبقى متماسكة أمام عواصف التغريب والشيطنة والتفكيك، وفي المقابل نجد مجتمعا نصرانيا شرقه أرثوذكسي وغربه كاثوليكي تنهار فيه قيم الأسرة انهيارا تاما، والسبب ليس اقتصاديا كما أشار أهل الشأن في هذا المجتمع، بل الحقيقة أن المؤطر والناظم للزواج وللأسرة في المجتمع الأوكراني النصراني هو مؤطر مصادم للفطرة، يبذر بذور التفكك والشقاق والطلاق والعداوة؛ ولهذا أحجم الناس عنه، فهو نظام لا يضمن لهم حقوقهم، وبالتالي نصل إلى نتيجة هامة وهي أن النظام الإسلامي يبقى أفضل وأمثل وأعدل وأنسب نظام يحكم الخلية الأولى في المجتمع البشرية، فهو الذي يضمن عيش فردين مع بعض من يوم القران إلى آخر يوم في حياتهما، ويضمن تماسكهما، ويضمن للأطفال جوا أسريا، ولسنا هنا في معرض مناقشة الاستثناءات ومشاكل الأسرة المسلمة بقدر ما نركز هنا على مقاربة تنطلق من مقارنة بين مجتمع مسلم ومجتمع نصراني، مجتمع مسلم يحفظ الأنساب ويرعى الأولاد، ولا يجد مشاكل في قضية ملكية كل فرد من أفراد الأسرة، ومجتمع نصراني يهرب من الزواج هروب الفريسة من الصياد؛ بسبب غياب شريعة عادلة مناسبة تناسب الأسرة، وبالتالي فإن الاستبداد الذي يمارسه الرجل هناك سببه الأول والأخير قوانين بشرية وضعية هدمت ودمرت كيان الأسرة، ولا يوجد سبب آخر لذلك.
وحتى نؤكد على أن الأسرة في العالم الغربي والشرقي لم تعد تحمل من معاني الأسرة إلا الاسم، نذكر جريمة رهيبة صارت تحدث داخل الأسرة غير المسلمة، فمن المعروف أن البشر مفطورون على حب الأطفال، ويسعون إلى إنشاء أسر تحمي الأطفال وترعاهم، غير أن الاستبداد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي تعيشه المجتمعات غير المسلمة جعلها تقدم على جرائم بشعة في حق الأطفال، لم يشهد التاريخ مثيلا لها، ونقصد بذلك جريمة الاجهاض أو الوأد بلغة القرآن الكريم.
هل حقاً انتهى الوأد؟
قبل الحديث عن الوأد المعاصر يجدر بنا تقليب بعض صفحات التاريخ؛ ولعل أفضل ما يمكن الذهاب إليه عند الحديث عن موضوع الوأد هو المجتمع العربي قبل البعثة النبوية المباركة، حيث كان الرجل الجاهلي يرى أن المرأة شيء لا قيمة له، يجوز أن يتصرف فيه كما يشاء، فهو لا يختلف عن دواب الأرض، فلو شاء قتلها، ولو شاء باعها، ولو شاء لصنع منها شيئا عجبا.
ولأن المرأة في العصر الجاهلي لم تكن شيئا ذا بال، فقد كان الغضب يتملك الرجل الجاهلي حتى الحنق؛ إذا عَلِم أنّ امرأته قد أنجبت أنثى، ويظل حانقا غاضبا أياما وسنوات، يقول الله -تعالى-: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهْوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) [النحل: 58 - 59].
وقد استعمل القرآن الكريم لفظ: "ظل" وهو من أفعال الكون، أخوات كان، ويفيد استعماله هنا أن حالة الغضب والحنق لم تكن تنحصر في يوم أو يومين، بل كانت حالة مستمرة، ملازمة للرجل الجاهلي، وهو ما يجعل وجهه مسودا من تعب الضغوطات النفسية، التي تكاد تقتله من الإجهاد بسبب اعتقاده لحاق العار به، وأن عيون المجتمع تلاحقه وتسخر منه، ويظلّ حاقدا على امرأته، التي يعتقد أنها السبب مجيء المولود أنثى، مع أن هذا من المغالطات التي كانت تعرفها المرأة وقتها، تقول إحداهن:
يغضب إن لم نلد البنينـا *****وإنما نعطي الذي أعطينا
إلى أن تصل اللحظة التي يقرر فيها وأد هذا المخلوق اللطيف، في مشهد خلّده القرآن: (وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ) [التكوير: 8]، نعم ما كان ذنب تلك الصبيّة، في تلك اللحظات التي خرجت فيها إلى الدنيا وجدت وحشا ينتظرها ليدسها في التراب، ليخفيها في الأرض، وهذا معنى الدس أي إخفاء الشيء بين أجزاء شيء آخر.
ما ذنب تلك الصبية البهية في ذلك الصباح؟ وقد مشطتها أمها وأخبرها والدها أنها ذاهبة بصحبته إلى بيت أخوالها، ولم تكن تدر أنه آخر صباح في حياتها، فبعد قليل تردم في حفرة من حفر الصحراء، وهي حيّة، لم ينقل لنا موقف الأمّهات، لكن المنطق يقول إن الأم تظل أما، ولا يمكن أن تمسخ فطرتها، لكن المرأة في الجاهلية كانت بلا قرار أو حقوق، فكان وأد ابنتها وأدا لها هي أيضا، فهل توقف الوأد؟ وهل المقصود بالوأد تلك الصورة المادية التي تنتهي بالبنت جثة تحت الرمال؟ كلّا ! لقد ظلّ الوأد أحد أبرز مظاهر الحياة عبر التاريخ، وإلى اليوم، فالإجهاض أحد أبرز مظاهره اليوم، ففي أمريكا (التي تُصوّر في العالم على أنّها أرض الحريات وجنّة الأرض) تمّ وأد 42 مليون جنين في ثلاثين سنة، وفي الصين تم قتل100 مليون جنين في عشر سنوات.
أما الإجهاض في بقية دول العالم فإن الإحاطة به أمر غير ممكن؛ بسبب انتشاره الواسع.
والأرقام التي بين أيدينا وثقتها وزارات العدل في هذه الدول وتقارير الأمم المتحدة.
نتحدث هنا عن دول تُقدم في العالم على أنها دول متقدمة صناعية، وتشهد قفزات عملاقة في ميادين التكنولوجيا والتقنية، غير أنها مجتمعات فاشلة اجتماعيا؛ بسبب فشلها في إدماج الحضارة التي تحياها مع القيم والأخلاق، عندما نقول إن الأمريكية فإن الوعي العربي والإسلامي يتخيل (عادة) امرأة متحضرة وتعرف حقوق الإنسان وتعيها وعيا عميقا، بينما الواقع يظهر أشياء أخرى، وهي أن هذه المرأة (التي تُقدم في العالم على أنها سيدة التحضر) فاشلة اجتماعيا، ومفلسة أخلاقيا عندما تلجأ إلى قتل جنين لا ذنب له إطلاقا سوى أنه ضحية لمجتمع يقيم للمادة وزنا ولا يقيم للروح البشرية أي وزن.
إن هذه المرأة التي تقبل على قتل جنين بريء، وهذا الرجل الذي يرضى بذلك، يشكلان معا أسرة لمجتمع مهووس بالحرية الزائفة المبنية على المصالح الشخصية الضيقة، وهذه النوعية من الأسر تشكل مجتمعا كاملا، وهذا المجتمع الذي يرضى بقتل 42 مليون جنين، لا يهتم إطلاقا لمقتل ملايين البشر من أيام التطهير العرقي للهنود الحمر مرورا برمي قنبلتين نوويتين في هيروشيما وناكازاكي إلى حرب الفيتنام التي أتت على مئات الآلاف من البشر، وصولا إلى العراق وأفغانستان وسوريا، فتلك الأرواح التي حصدتها آلة القتل الأمريكي، لم تكن لتحرك المجتمع الأمريكي الذي يجلس على جثث 42 مليون جنين، فمن يقتل هذا العدد الهائل لا يمكن أن يملك الرحمة للبشرية.
ما هي أسباب الوأد المعاصر؟
وأبرز سبب لظاهرة الوأد المعاصر: الاستبداد الذي ولدته الأنظمة العالمية في الرجل والمجتمع، والذي جعل المرأة تُقبل على قتل جنينها بلا رحمة أو شفقة، ففي الصين يسيطر 2000 من الأغنياء الذين يشكلون الطبقة الأوليغارشية على المال والأعمال، في بلد يتجاوز أفراده المليار فرد، هؤلاء يفرضون على لمجتمع الصيني نمط حياة قاسٍ جدا، ملخصه أن هذه الفئة تقوم بتسخير الفئة البقية للعمل كآلات، وكان من نتاج ذلك أنها تفضل الذكور على الإناث في مسائل العمل، ومع مرور الوقت أصبح الأزواج يتوجهون إلى إجهاض الإناث قبل ولادتهن، للتخلص منهن، اعتقادا منهم ومنهن أن الإناث لا يملكن فرصة كبيرة للعمل مثل الإناث.
إذًا نلاحظ هنا أن مسألة الوأد قد عادت في عصرنا الحالي، وبنفس الثوب الذي كانت عليه أيام الجاهلية، حيث كان الرجل في الجاهلية يقتل بنته خشية أن يلحقه الفقر، أو خشية أن تسبى فيلحقه العار، يقول الله -تعالى-: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) [الأنعام: 151].
ويقدم الله -عزّ وجل- للزوجين ضمانات عظيمة أنّه سبحانه يكفل لهم ولأولادهم الرزق، ويؤكد هذه الضمانات في آية أخرى، يعد فيها الزوجين بضمان رزق أولادهم قبلهم، يقول سبحانه: (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئاً كَبِيراً) [الإسراء: 31].
إن غياب هذه العقيدة السليمة التي تعلم الإنسان التعلق بالله -تعالى- في طلب الرزق، هي التي تجعل المرأة الصينية تقبل بكل وحشية وقسوة على قتل جنين لا ذنب له إلا أنه أنثى، كما أن حرص الحكومة الصينية على أن معاقبة من ينجب أكثر من مولود سبب آخر لحدوث الوأد والإجهاض في بلاد الصين، وعليه نصل إلى نتيجة منطقية ألا وهي: أن غياب الشريعة الإسلامية التي جاء بها خاتم الأنبياء والرسل -عليهم الصلوات والسلام- سبب لتوحش هذا الإنسان؛ لأن القانون الوضعي حوّل الإنسان إلى آلة متوحشة لا تفكر إلا في المادة أو في البقاء دون أضرار أو بأقل الأضرار.
أما في أمريكا فإن الحرية المطلقة، وكثرة الضرائب وغلاء المعيشة وفحشها، وانهيار الإنسانية في المجتمع الأمريكي، ورفض الرجل الأمريكي والأجنبي في أمريكا لتحمل أعباء الأسرة، وتفضيله الاستمتاع بالملذات والنساء جعله يفرط في المرأة إذا أنجبت، حتى لا ينفق عليها بسبب المصاريف الكبيرة للرعاية الصحية في أمريكا، وهذا ما دفع الأمريكية المتحررة من القيم والأخلاق إلى قتل جنينها مخافة أن يتركها الرجل، أو مخافة من المصاريف الكبيرة جدا، خاصة أن عليها تحمّل نفقات المربية والحضانة والروضة في بلد لا يعترف إلا بالقوة والجاه الاجتماعي والمال.
إذًا نصل إلى نتيجة حتمية وهي أن القوانين الوضعية عبر التاريخ وفي عصرنا كانت سببا في توحش الإنسان؛ لأنها صناعة إنسانية محضة؛ ولأن الذين يضيعونها يكونون عادة من أهل البطش والقوة، وهؤلاء لا يفكرون عادة إلا في أنفسهم وفي مصالحهم الخاصة، حتى ولو كان ذلك على حساب الإنسان والبشرية ومختلف القيم.
ويحسن بالمرأة أن تلتفت إذًا إلى هذه المنظومات القانونية ذات الصياغة الجذابة التي في باطنها السم الزعاف، فهي في الظاهر جميلة وفي الباطن مصدر للفناء والقتل، يحسن بالفعل التأمل في مخرجات ونتائج هذه القوانين التي صنعت من الإنسان سفاحا قاسيا، بدل توجيه الاتهامات إلى الإسلام بأنه ظلم المرأة وقهرها، وهو بريء من هذه الاتهامات الخطيرة الظالمة في حق الله -سبحانه وتعالى-.
الشكل الثاني للوأد والمنتشر انتشار النّار في الهشيم في عصرنا هو: الوأد المعنوي، وهو يمثل أحد أخطر صور القهر التي تعاني منه المرأة المعاصرة.
وهو موضوع يحتاج إلى وقفة خاصة في الجزء القادم بحول لله.
التعليقات