اقتباس
أيها المسلم يا عبد الله: كُنْ دائمًا مستعدًّا للقاء الله؛ وذلك بأن تتحصَّن بتقوى الله، وبالاستقامة وإيصال الحقوق لأصحابها، إياكَ والتسويفَ والتأجيلَ للتوبة؛ لأن الأمر قصير، وأنَّ كل نفس من أنفاسك تُعَدّ خاتمتك...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله إذ لم يأتني أجلي حتى اكتسيتُ من الإسلام سربالًا، الحمد لله حمدَ العابدينَ الشاكرينَ، ونستغفرك ربَّنا، ونتوكَّل عليكَ ونتوب إليكَ، ونُثني عليكَ الخيرَ كلَّه، أنتَ ربُّنا ونحن عبيدُكَ، لا معبودَ سواكَ، لا ركوعَ ولا سجودَ ولا تذلُّلَ ولا ولاءَ ولا استسلامَ إلا إليكَ، سبحانكَ فأنتَ ملاذُ المؤمنينَ الصادقينَ، حافظُ المسلمينَ المجاهِدينَ، مُخزي البائعينَ الخائنينَ، والسماسرةِ المرتدِّينَ، هازمُ الكافرينَ المحتلينَ المتغطرسينَ.
ونشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، يُحيي ويُميت وهو حيٌّ لا يموت، بيده الخيرُ وهو على كل شيء قدير.
اللهم اجعل في قلوبنا نورًا، وفي أسماعنا نورًا، وفي أبصارنا نورًا، وبين أيدينا نورًا، اللهم يسِّر لنا أمورَنا، ووحِّد صفوفَنا، واحقِنْ دماءنا، وعليكَ بمن ظلَمَنا وآذانا، اللهم اختِمْ بالصالحات أعمالَنا، وبالسعادة آجالَنا، ونشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا، وقائدنا وقدوتنا وشفيعنا محمدًا، عبدُ اللهِ ونبيُّه ورسولُه، القائلُ: "مَنْ أحبَّ لقاءَ اللهِ أحبَّ اللهُ لقاءَه، ومَنْ كَرِهَ لقاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لقاءَه"، صلَّى اللهُ عليكَ يا حبيبي يا رسولَ الله، وعلى آلِكَ المبجَّلين المطهرَّين، وصحابتِكَ الغرِّ الميامينَ المحجَّلينَ، ومَنْ تبعهم وجاهَد جهادهم إلى يوم الدين.
أما بعد، فيقول الله -سبحانه وتعالى- في سورة الحج: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ)[الْحَجِّ: 6-7] صدق الله العظيم.
أيها المسلمون، أيها المؤمنون، أيها المصلون: روى هانئ مولى عثمان بن عفان أنه قال: "كَانَ عُثْمَانُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ بَكَى حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ. قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ وَلا تَبْكِي؛ وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "الْقَبْرُ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ؛ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدَّ مِنْهُ"؛ أي: إن الذي ينجو من عذاب الفقر فما بعد ذلك يكون أيسرُ، أمَّا إن لم ينج من عذاب القبر ويسقط في الامتحان فما بعدَه أشدُّ. نسأل الله -عز وجل- لنا ولكم النجاة من عذاب القبر.
أيها المسلمون: إن الإيمان باليوم الآخر هو ركن من أركان الإيمان، فأركان الإيمان كما تعلمون هي ستة: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخِر، وبالقضاء والقَدَر خيرِه وشرِّه؛ وعليه فإن الركن الأول هو الإيمان بالله -عز وجل- ومن خلاله تتحقَّق المعرفة بالمصدر الأول، الذي خلَق الكون والإنسان والحياة، أمَّا الإيمان باليوم الآخِر فمِن خلاله تتحقَّق المعرفة بالمصير، الذي ينتهي إليه الكون والإنسان والحياة، وإنه لَمِنَ المؤسفِ والمؤلِم، أن نرى بعض المسلمين في هذه الأيام يتجاهلون الإيمان باليوم الآخِر وبيوم القيامة وبالبعث والنشور، إنهم يتهرَّبون من الحقيقة الساطعة المدوِّية؛ بأنَّ كل ما له بداية لا بد أن يكون له نهاية.
أيها المسلمون، أيها المؤمنون، أيها المصلون: إن اليوم الآخِر يبدأ بالنسبة للإنسان بفراق الروح للجسد؛ أي: بالموت، بل يبدأ اليوم الآخِر بالنسبة للإنسان حين الاحتضار، حين تتوقَّف التوبة، لقول رسولنا الكريم الأكرم سيدنا محمد: "إن الله يقبل توبةَ العبد ما لم يُغَرْغِرْ"؛ ومعنى يغرغر: أي: يحتضِر للموت. هذا وقبلَ أن تخرج روحُ الإنسان فإنه يرى مقعده، فإما أن يرضى ويُسَرّ، وإما أن يجزع ويخاف.
أيها المسلم يا عبد الله: إن المؤمن الصادق لا يجزع ولا يخاف من الموت؛ لأنه يكون مستعدًّا للامتحان، ولأنه يكون راغبًا في لقاء الله؛ لقول رسولنا الأكرم، -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ اللهُ لقاءَه"، وعليه فإن الذي لا يكون مستعدًّا للامتحان فإنه يخاف ويجزع من الموت، بسبب المعاصي والموبِقات التي كان يرتكبها في حياته، فكُنْ -أيها المسلمُ- مستقيمًا، ملتزِمًا بأحكام هذا الدين العظيم قبل أن يفاجئك الموت.
أيها المسلم، يا عبد الله: ينبغي عليكَ حين تَحضُرُكَ الوفاةُ أن تكون محسنَ الظنِّ بالله -سبحانه وتعالى-، وأن تنطق بالشهادتينِ بشكل مستمرٍّ، إلى أن تَخرُج الروحُ، وأن تتَّصف بالسكينة والهدوء والاستبشار؛ لأن الاستبشار به من علامات لطف الله سبحانه وتعالى.
أيها المسلم يا عبد الله: كن دائمًا مستعدًّا للقاء الله؛ وذلك بأن تتحصَّن بتقوى الله، وبالاستقامة وإيصال الحقوق لأصحابها، إياكَ والتسويفَ والتأجيلَ للتوبة؛ لأن الأمر قصير، وأنَّ كل نفس من أنفاسك تُعَدّ خاتمتك، واعلم أن الإنسان يموت على ما عاش عليه، فهل المؤمن يُنكِر البعثَ ويُنكِر يومَ القيامة؟ هل المؤمن يتجرَّأ على الله فيسبُّ الدينَ والربَّ؟ هل المؤمن يفرِّط في أرضه وبيته ويسمسِر للأعداء؟ هل المؤمن يكون عميلًا وجاسوسًا؟! هل المؤمن يلعب بالنيران ويحرم بنات؟ هل المؤمن يرتكب الزنا ويتعاطى المخدِّرات؟ ويتعامل بالربا؟ لا وألف لا، إن مَنْ يرتكب أيًّا من هذه المحرَّمات، ومن ينحرف عن الاستقامة فإنه لن ينجو من عذاب القبر، وما بعدَه أشدُّ وأشدُّ.
أيها المسلمون، أيها المؤمنون، أيها المصلون: إن الموتَ سُنَّةُ اللهِ في خلقه، وهو كأس وكل الناس شارِبُه، بل هو حقٌّ على المخلوقات جميعها، فلا تغفُلُوا عنه، حتى إن الموت قد شغَل الأنبياء والمرسَلينَ، بل شغَل أيضا، سيِّدَ الخلائق، وأحبَّ المخلوقات إلى الله؛ إنه محمدٌ -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-، فقد روى الصاحبي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: اجتمعنا في بيت أُمِّنا عائشةَ -رضي الله عنها-، فنظر إلينا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فدمَعَتْ عيناه، فنعى إلينا نفسَه وقال: "مرحبًا، حيَّاكم اللهُ بالسلام، حفظكم الله، ورعاكم اللهُ، جمعكم اللهُ، نصَرَكم اللهُ، وفَّقَكم اللهُ، نفَعَكم اللهُ، رفَعَكم اللهُ، سلَّمَكم اللهُ، أُوصِيكم بتقوى الله، وأُوصِي اللهَ بكم، وأستخلفه عليكم". قلنا: يا رسول الله: متى أَجَلُكَ؟ قال: "قد دنا الأجلُ والمنقلبُ إلى الله، وإلى سدرة المنتهى وجنة المأوى، والفردوس الأعلى". وحينما قَرُبَ الأجلُ، جاء جبريل -عليه السلام- فقال: "يَا أَحْمَدُ، هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ مَا اسْتَأْذَنَ عَلَى آدَمِيٍّ قَبْلَكَ، وَلَا يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمِيٍّ بَعْدَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ائْذَنْ لَهُ"، فَأَذِنَ لَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ، فَإِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَقْبِضَ رُوحَكَ قَبَضْتُهُ، وَإِنْ أَمَرْتَنِي أَنْ أَتْرُكَهُ تَرَكْتُهُ، قَالَ: "أَوَتَفْعَلُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ؟" قَالَ: نَعَمْ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وَأُمِرْتُ أَنْ أُطِيعَكَ قَالَ: فَنَظَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى جِبْرِيلَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَقَالَ جِبْرِيلُ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِمَلَكِ الْمَوْتِ: "امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ" فَقَبَضَ رُوحَهُ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ جِبْرِيلُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذَا آخِرُ مُوَاطَئِي الأَرْضَ إِنَّمَا كُنْتَ حَاجَتِي مِنَ الدُّنْيَا!".
ونحن من رحاب المسجد الأقصى المبارَك نقول لكَ يا سيدي: السلامُ عليكَ يا حبيبي يا رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم.
ادعُوا اللهَ وأنتُم مُوقِنون بالإجابة.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد النبي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعينَ، اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، كما صليتَ على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم، وبارِكْ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، كما باركتَ على سيدنا إبراهيم، وعلى آل سيدنا إبراهيم، في العالَمين إنك حميد مجيد.
أيها المصلون، أيها المرابطون، أيتها المرابطات، وكلنا مرابطون: أتناول في هذه الخطبة رسالتين اثنتين فقط، الرسالة الأولى: بشأن محاولات هدم الأسرة المسلمة؛ نعم بشأن محاولات هدم الأسرة المسلمة، هناك محاولات بل مؤامرات تهدف إلى هدم الأسرة المسلمة وتفكيكها، في فلسطين، وفي سائر الدول العربية والإسلامية، وأن الغرب الحاقد، يدفع الملايين من الدولارات، من أجل تنفيذ ذلك، والمعلوم أن الأسرة المسلمة تمثِّل الآن المعقِلَ الأخيرَ في مجتمعنا العربي والإسلامي، إن جميع المعاقل قد انهارت، ولم يبقَ إلا الأسرة، هذا المعقل الذي تُراعى فيه أحكامُ الدين الإسلامي، ويُلتزَم به ومن خلاله بقانون الأحوال الشخصية، أما المؤامرة فإنها تنفَّذ من خلال ما يُعرف باتفاقية "سيداو"، هذه الاتفاقية؛ "سيداو" التي تتضمَّن مخالَفات صريحة للقرآن الكريم، وللسنة النبوية المطهَّرة؛ وذلك فيما يتعلق بالزواج والطلاق والميراث والإجهاض والزنا وغيرها من أمور الأحوال الشخصية بشكل عام، بحجة حفظ حقوق المرأة ورفع الظلم عنها، وعدم استخدام العنف ضدها.
أيها المصلون: إننا نوضِّح مِنْ على منبر مسجد الأقصى المبارَك، بأن ديننا الإسلامي العظيم قد أعطى الرجلَ حقوقَه، كما أعطى المرأةَ حقوقَها، فإن كلًّا من المرأة والرجل يُكمِل أحدُهما الآخَرَ، فالإسلام دين إلهي، ونظام رباني، والله هو العادل، فالله -سبحانه وتعالى- يقول: (وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا)[الْكَهْفِ: 49]، ونؤكد بأن الظلم الذي يلحَق المرأةَ في هذه الأيام مِنْ قِبَل بعض المسلمين ليس من الإسلام في شيء، وأن الذين يتصرَّفون ضدَّ المرأة لا يمثِّلون الإسلامَ، وأن الزوج الذي يظلم زوجته ويعاملها بالعنف والقسوة يكون آثمًا، ولا يلتزم بأحكام الدين الإسلامي.
أيها المصلون: إن الظلم الذي يلحق بالمرأة في هذه الأيام ليس مُبرِّرًا للُّجوء للقوانين الوضعية والبشرية، فهذه القوانين لن تحافظ على حقوق المرأة ولا على كرامتها، فإن اللجوء إليها يعني أن الإسلام غير قادر على معالَجة شئون الأسرة، حاشَا وكلَّا، حاشَا وكلَّا، فليس مبرِّرًا أن يُعرِض المسلمون عن الإسلام الذي هو دين العدل، هو دين الكرامة، دين الإنسانية والحضارة، والله -سبحانه وتعالى- يقول في سورة طه: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى)[طه: 124-126]، اللهم هل بلغتُ؟ اللهم فاشهَدْ.
أيها المصلون، أيها المرابطون، أيتها المرابطات، وكلنا مرابطون: الرسالة الثانية والأخيرة: بشأن المسجد الأقصى كما عوَّدْناكم، لقد وقعَتْ خلالَ هذا الأسبوع عدةُ تجاوُزات واقتحامات عدوانية، بحق المسجد الأقصى المبارَك، كما وقَعَت محاولاتٌ لإقامة صلوات يهودية تلمودية في رحابه، بالإضافة إلى اقتحام السلطة المحتلة لمسجد قبة الصخرة المشرَّفة لمنع التكبير والصيام، واقتحامهم أيضا لمبنى باب الرحمة دون أي مُبرِّر، سوى العنجهية والغطرسة، هذا ونستنكر الاعتقالات والإبعادات بحق حراس المسجد والمرابطين والمرابطات، ونحمِّل السلطاتِ المحتلةَ المسئوليةَ الكاملةَ عن هذه الإجراءات والاقتحامات؛ لنؤكد للمرة تلوَ الأخرى، وليعلم القاصي والداني بأن الأقصى لجميع ما دار عليه السورُ، بما في ذلك مبنى باب الرحمة، فكله أقصى، وهو مصلًّى، وهو لجميع المسلمين في العالَم، بقرار رباني إلهي، ولا نُقِرّ ولا نعترف بأيِّ حقٍّ لغير المسلمين، ولا يخضع الأقصى للمحاكم ولا للمفاوضات ولا للمقايضات فهو أسمى من ذلك، ولا تنازُلَ عن ذرة تراب منه، ولا يسعنا إلا أن نقول: حماك الله يا أقصى؛ قولوا: آمين.
هذا ونبعث بتحياتنا المباركة لأهلنا في مدينة خليل الرحمن، الذين أخذوا بالتوجه للصلاة في المسجد الإبراهيمي في الخليل، وهو أمرٌ يسرُّ القلبَ ويشرح الصدرَ.
أيها المصلون: الساعةُ ساعةُ استجابةٍ؛ فأمِّنوا مِنْ بعدي.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وأعلِ بفضلكَ كلمتَي الحق والدين، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم احمِ المسجدَ الأقصى من كل سوء، اللهم احمِ المسجدَ الأقصى من كل سوء، اللهم احمِ المسجدَ الأقصى من كل سوء، اللهم هيِّئ مَنْ يوحِّد المسلمينَ، ويحذو حذوَ صلاح الدين، اللهم اجعل الأمةَ الإسلاميةَ في كفالتِكَ، واهْدِهَا للعمل بكتابِكَ، اللهم إنَّا نسألُكَ توبةً نصوحًا، توبةً قبل الممات، وراحةً عند الممات، ورحمةً ومغفرةً بعد الممات.
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
التعليقات