اقتباس
بعد وفاة الإمام علاء السمرقندي سنة 540 هجرية انتقل الإمام الكاساني بزوجته من مدينة بخارى إلى مدينة قونية عاصمة دولة سلاجقة الروم، وهي إحدى فروع سلطنة السلاجقة العظيمة، وكانت تحكم منطقة أسيا الصغرى أو ما يُعرف اليوم بتركيا.
من الأمور التي قررتها الشريعة الإسلامية وتعد من محاسن الإسلام وركائزه الكبرى في بناء المجتمعات؛ أن التفاضل بين الناس لا يرجع إلى جنس ولا لون ولا عرق ولا نسب، ولا لأي سبب أو متعلق أرضي، إنما ميزان التفاضل بين الناس إنما هو التقوى، وهي الركيزة الربانية السماوية التي جاء القرآن بتدعيمها والسنة النبوية ببيانها؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الحجرات:13].
وفي أكبر تجمع بشري شهده النبي -صلى الله عليه وسلم- طيلة رحلته الدعوية -حجة الوداع- قرر تلك الركيزة بأوضح بيان وأجلى عبارة؛ فقال -صلى الله عليه وسلم-:" أيها الناس، ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأسود على أحمر ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى".
ولقد جاء الإسلام والبشر يتفاضلون بالأحساب والأنساب والأموال، جاء الإسلام ليجد البشرية قد تمزقت مجتمعاتها بشعارات القبلية والعصبية والشعوبية؛ فجاء برسالته العالمية ومظلته الواسعة ليضع حداً للفوضى والانقسام الذي أحدثه البشر بروابطهم الأرضية ودعائمهم العشائرية، واستبدل كل تلك الروابط وموازين التفاضل بميزان سماوي عالمي شديد الاتساع والنقاء؛ ميزان التقوى.
فأقبل الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، وغادر المهمشون مواضعهم التي فرضتها عليهم الجاهلية الأولى في الصفوف الخلفية وذيل الركب، وانطلقوا بكل ما أوتوا من مواهب وقوة وعزم من أجل خدمة الدين والمشاركة في بناء دولته وتشييد أمجاده دون أدنى شعور بالدونية أو التفرقة، فبرز قادة عسكريون وعلماء ومحدثون وأدباء وساسة ومعلمون من غير العرب، ومع مرور الوقت أصبحت معظم دول الإسلام وممالكه الكبرى التي سطرت أعظم الفتوحات والأمجاد والإنجازات العلمية والاجتماعية والثقافية، دول أعجمية لا تعرف لها جنساً ولا لساناً ولا لوناً ولا عرقاً ولا قوميةً إلا الإسلام.
وصاحبنا واحد من هؤلاء الذين وُلدوا ونشأوا وترعرعوا وتعلموا وبرزوا في أقصى بقاع الأرض، ومنها انطلقوا يملئون الدنيا علماً وفقهاً وكتباً وآثاراً عظيمة حتى أنك لتعجب أن المسافة بين مسقط رأسه ومستقر جسده قد تجاوزت الثلاثة آلاف كيلو متر مربع!!
صاحبنا هو الإمام علاء الدين الكاساني صاحب الكتاب الشهير في الفقه "بدائع الصنائع" الملقب بملك العلماء؛ لأصله من بيت الإمارة ولمنزلته من السلطان نور الدين محمود واختصاصه به عن غيره من علماء الزمان.
التعريف به:
هو الإمام علاء الدين أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني أو القاشاني، كما تذكره بعض كتب التراجم، وسُمي بالكاساني نسبة إلى كاسان؛ حيث كانت أسرته تقيم وتنتمي أسرته لدار الإمارة فيها، وكاسان ويقال لها قاشان أحياناً، وهي بلدة تقع في أقصى بلاد الإسلام فيما وراء النهر، وهي قلعة حصينة، وتعرف اليوم باسم "قازان" وهي عاصمة جمهورية تتارستان في أسيا الوسطى؛ فصاحبنا تركي الأصل ولكنه نشأ في بيئة إسلامية خالصة، العربية فيها لغة العلم والثقافة والأدب.
لا يعلم سنة مولده على وجه التعيين، وهو لم يؤرخ لنفسه أو يترجم لها في كتبه أو بين تلاميذه، ولكن الثابت أنه بدأ في طلب العلم منذ الصغر لاشتغال أسرته في أمور الدولة وشئون الإمارة؛ فالعلم كان فاشياً في أسرته، فبدأ بحفظ القرآن حتى أتمه وهو دون العاشرة مما كشف عن نبوغ مبكر ومواهب ستساعده بعد ذلك في مسيرته العلمية.
رحلته العلمية:
بدأ الكاساني رحلته العلمية مبكراً، فما إن أتم الثامنة عشر حتى قرر الارتحال إلى مدينة بخارى العظيمة والتي تعد منارة العلم المضيئة في أسيا الوسطى وخراسان كلها، وموطن كثير من العلماء والفقهاء والمحدثين، وكانت إحدى حواضر الإسلام الكبرى إليها الرحلة من كل طلبة العلم وذلك لعدة قرون حتى دمروها المغول سنة 618 هجرية.
استقر الكاساني في بخارى وبدأ في الجلوس إلى علمائها وطاف على ثلة كبيرة منها حتى استقر على الإمام علاء الدين السمرقندي، وكان كبير علماء المذهب الحنفي في بخارى، فجلس إليه واختص به دون غيره ومكث معه أكثر من عشرين سنة؛ فقرأ عليه معظم تصانيفه مثل التحفة في الفقه الحنفي، وشرح التأويلات في تفسير القرآن العظيم، وغيرها من كتب الأصول، وسمع الحديث منه ومن غيره من العلماء، وبرع في علمي الأصول والفروع.
قصة كتابه "بدائع الصنائع":
كان الإمام علاء السمرقندي شيخ الإمام الكاساني كبير علماء المذهب الحنفي في بخارى وخراسان كلها، وكان له متن فقهي في المذهب اسمه "تحفة الفقهاء" متداول بين طلبة العلم وهو عبارة عن شرح مختصر الإمام القدوري والذي يعتبر أهم كتب المذهب الحنفي وعمدته الأساسية؛ فعكف الإمام الكاساني على حفظ وفهم وحل ألفاظ متن التحفة فترة طويلة حتى شرحه شرحاً وافياً حافلاً في كتاب كبير أسماه "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع".
جاءت طريقة الإمام الكاساني في هذا الكتاب على أفضل مما يكون ودللت على مكانته العلمية وألمعيته الفقهية، فجاء الكتاب مجوداً محرراً حتى صار أحد أهم كتب الفقه المقارن في التاريخ الإسلامي، ولا يقل جودة عن كتابي المغني لابن قدامة والمجموع للنووي، بل إن للكاساني أفضلية السبق عن الإمامين ابن قدامة والنووي، وطريقته في العرض والاستدلال والمناقشة كانت غير مسبوقة ويعتبر هو رائد هذه الطريقة.
فقد رتب المصنف المسائل في هذا الشرح بالترتيب الصناعي الذي يرتضيه أرباب الصنعة والتأليف الحكمي مع إيراد الدلائل؛ فيذكر في الكتاب الخلاف الواقع بين الفقهاء الأحناف وغيرهم من فقهاء المذاهب الأخرى، والاستدلال لكل بطريقة موجزة، ثم يرجح واحداً منها وذلك عندما يعبر بـ «لنا» ويدلل عليه في شيء من التفصيل، وهو في الغالب يذكر رأي كل من أبي حنيفة وصاحبيه أبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني ورأي زفر بن الهذيل وكذلك الشافعي ويبين وجه قول كل منهم ودليله.
وقد تميز الكتاب باللغة السهلة، وإيراد الشواهد الحديثية لما يورده من الأحكام الفقهية.
وقد برع الإمام في إعطاء الأسباب والتعليلات الفقهية عند سرده لسمات المسألة الفقهية؛ حيث صدَّر غالب مسائله التي أوردها في كتابه بقول إمام المذهب أبي حنيفة النعمان، ثم يليه بصاحبيه وفي كثير من المسائل يعرض في ذيل المسألة آراء المذاهب الفقهية المُعتبرة الأخرى. هذا، ولم يغفل الكاساني عن البدء في أي مبحث من مباحثه المُسّطرة في بدائعه عن تقديم أصول المسألة ثم فروعها، ولم يكتف بعرض النقاط الرئيسة للمبحث الفقهي والتأصيل لها، وتقديم أصولها وفروعها فحسب، بل قام بتقديم عرضًا موجزًا في صدر المسألة، ويذكر في ذيل هذا العرض حاصل اختلاف الأئمة في هذه المسألة؛ مما يدل على براعته في جانب الخلاف الفقهي، ووقوفه على آراء المذاهب الأخرى وأدلتهم ومناط الخلاف عندهم.
أُعجب الإمام علاء الدين السمرقندي بصنيع تلميذه وسرّ به سروراً بالغاً حتى أنه قرر أن يزوجه ابنته الأثيرة "فاطمة" على أن يكون صداقها هذا الكتاب الماتع، وكانت ابنته فاطمة تلك من فضليات النساء جمعت بين الحسن والجمال والعلم والفقه والأدب والورع، حتى أنها كانت تفتي بحضرة أبيها وتوقع على الفتاوى الواردة بخطها واسمها، فقد كانت مفتية مجازة من أبيها بالفتوى؛ لذلك كانت محط أنظار وجهاء الزمان وفرسانه وأعلامه، خطبها العديد من أمراء سلاجقة الروم، فرفض أبوها طلبهم جميعاً، ولم يزوجها إلا لتلميذه الكاساني على صداق هو الأكرم والأغلى بين نساء الزمان.
فنعم الوالد العالم الفقيه الورع ونعمت البنت الفقهية الحسناء ونعم صداقها ونعم زوجها الإمام الكبير الكاساني. حتى قال فقهاء العصر في هذا الشأن: "شرح تحفته، وتزوج ابنته"؛ فصارت مثلاً سائراً بين الناس وكتب التراجم والعلماء.
رحلته إلى الدولة السلجوقية:
بعد وفاة الإمام علاء السمرقندي سنة 540 هجرية انتقل الإمام الكاساني بزوجته من مدينة بخارى إلى مدينة قونية عاصمة دولة سلاجقة الروم، وهي إحدى فروع سلطنة السلاجقة العظيمة، وكانت تحكم منطقة أسيا الصغرى أو ما يُعرف اليوم بتركيا.
كان سلطان سلاجقة الروم السلطان مسعود بن قلج أرسلان السلجوقي، وكان محباً للعلم والجهاد وله صولات وجولات ضد الصليبيين، وانتصر عليهم انتصاراً باهراً عدة مرات، بل إن سلاجقة الروم قد دفعوا بشجاعتهم وبسالتهم الصليبيين لتغيير مسار الحملات الصليبية من البر إلى البحر بعد وقوف سلاجقة الروم كالسد المنيع أمامهم.
قدم الإمام الكاساني إلى قونية وشهرته تسبقه بعد أن طبقت الأفاق وسار بخبر كتابه الشهير الركبان، فوجد خير استقبال من سلطان السلاجقة وخير احتفاء به، خاصة وأن الإمام الكاساني كان من طراز جديد من الفقهاء والعلماء، فكونه سلسل بيت الإمارة في مسقط رأسه جعله جامعاً بين العلم والرياسة، والشجاعة والأنفة، وكان كما وصفه المؤرخ ابن العديم: "نخوة الإمارة، وعزة النفس"، وقال عنه المؤرخ ابن قطلوبغا في تاج التراجم: "كان للكاساني وجاهة وخدمة وشجاعة"؛ فكان لا يركب إلا الفحل من الخيول ولا يركب الحمير أو البغال كما هي عادة فقهاء الزمان، ويقول في ذلك: "الفحل لا يركب إلا فحلاً"، وكان إذا ركب حمل بيده رمحاً طويلاً كعادة الفرسان والمجاهدين، خرج به من بلده "قازان" من بيت أسرته، ولم يفارقه حتى الموت.
كان الكاساني صاحب علم غزير، متمكنًا من علمه، معتزًا بنفسه، مقدراً لمكانته العلمية كرأس من رؤوس الأحناف في المشرق الإسلامي، وذات يوم جرت مناظرة بينه وبين الفقيه الشعراني وهو من كبار فقهاء الدولة السلجوقية وبمثابة مفتي الدولة، جرت بينهما مناظرة في "مسألة المجتهدين"، هل هما مصيبان أم أن أحدهما مخطئ؟ فقال الفقيه الشعراني: "المنقول عن أبي حنيفة أن كل مجتهد مصيب"؛ فرد الكاساني قائلاً: "لا، بل الصحيح عن أبي حنيفة أن المجتهدين مصيب ومخطئ، والحق في جهة واحدة، وإن ما تقوله هو مذهب المعتزلة"، وكان الكاساني صاحب غيرة على الدين، فلما اشتد الكلام بينه وبين الشعراني رفع الكاساني عصاه، وأشار بها إلى الشعراني زاجرًا إياه على موقفه، ومصرًا على إثبات الحق الوارد عن أبي حنيفة.
ولما علم السلطان السلجوقي الخبر انزعج لذلك؛ لأن في هذا زعزعة لسلطة الدولة، لاسيما أن الشعراني هو فقيه الدولة، ورمز احترامها؛ لكن الكاساني لم يخش في الحق أحدًا، ولم يرهب قوةً، واعترافًا من السلطان السلجوقي بمكانة الكاساني لم يقل له شيئًا، واحتار في الأمر؛ فاحتال وزيره في إخراج الكاساني، وقال للسلطان: أرسله إلى نور الدين محمود، وبذلك تتخلص منه، فأرسله السلطان رسولاً إلى نور الدين محمود في حلب، ولم يدر بذلك الصنيع أنه قد أخرج الكاساني إلى نطاق العالمية وانتشار علمه في كل مكان.
الإمام الكاساني والسلطان نور الدين محمود:
خرج الإمام الكاساني من قونية عاصمة سلاجقة الروم متجهاً إلى حلب عاصمة الدولة النورية نسبة إلى السلطان العظيم نور الدين محمود الملقب بالشهيد، والمعروف بحبه للعلم والعلماء مع ورع تام وزهد وشوق كبير لتحرير بيت المقدس وطرد الصليبيين من بلاد الإسلام، وسيرته أكبر وأعظم من أن نسردها في هذا المقام.
الحالة العلمية في الدولة النورية كانت رائجة بقوة وسوقها نافق في كل الفنون، وكانت حلب عامرة بالمدارس الفقهية للمذاهب الأربعة، والدولة تحترم العلماء وتجلهم وتخصص لهم الوظائف والرواتب والجرايات، وكل ذلك من حصاد فكرة المدارس النظامية التي بدأها وزير السلاجقة الكبير نظام الملك في أواخر القرن الخامس الهجري؛ فلما قدم الإمام الكاساني إلى حلب قابله السلطان نور الدين محمود لقاءً حسنًا، فأكرمه واحترمه وقدره، وأعجب فقهاء حلب بشخصية الإمام الكاساني، وسعة علمه، واجتمع الفقهاء، وأخذوا في سؤاله بالكثير من المسائل والنكات الفقهية العويصة وهو يجيبهم من مذهب أبي حنيفة وأصحابه حتى أتى عليها جميعاً فانبهروا بقوة محفوظاته وضبطه للمذهب الحنفي، فطلبوا من السلطان نور الدين -وهو بالمناسبة كان حنفي المذهب- أن يولي الكاساني مهمة التدريس بالمدرسة الحلاوية، فعرض عليه السلطان الأمر فقبل العرض ولكنه طلب رسولاً لكي يذهب إلى السلطان السلجوقي يستأذنه، ثم يعود بعد ذلك إلى حلب كي يتولى هذه المهمة التي ندب لها؛ فكان ذلك من كمال أدبه وفقهه وورعه وحفظه لجميل السلطان مسعود بن قلج أرسلان الذي سرّ بفعل الإمام الكاساني وكافأه عليه.
دخل الإمام المدرسة فأعجبته، وصدر أمر السلطان بتعيين الكاساني أستاذاً للمدرسة، وبُسطت له سجادة التدريس يجتمع حولها الفقهاء يتلقون عنه العلم، وعندما سافر الكاساني عائدًا إلى السلطان السلجوقي كانت السجادة تبسط وهو غائب، ويجتمع الفقهاء حولها تعبيرًا عن الحب والاحترام والتقدير الذي لقيه الإمام في حلب، ولا عجب فحلب واحدة من الحواضر الأدبية والعلمية في تاريخ الدول الإسلامية على مدار حُقبها.
توطدت علاقة السلطان نور الدين بالإمام الكاساني فولاه بجانب التدريس بالمدرسة وتفويضه في نظرها زاوية الحديث بالمسجد الجامع؛ تقديرًا منه للإمام، فجمع بين الفقه والحديث ولقبوه بملك علماء الفقه والحديث، ولما مرض الإمام بمرض التهاب المفاصل "النقرس" كان السلطان نور الدين محمود يعوده في منزله؛ لأنه لا يطيق الحركة.
ظل الإمام الكاساني قائماً بشئون التدريس والتحديث في مدرسته وفي الجامع الأموي رغم مرضه الشديد حتى أنه يُحمل على المحفة ليلقي دروسه على الفقهاء، وزاد مرضه ووجعه بعد وفاة رفيقة كفاحه وقرينة رحلته العلمية وشريكة حياته؛ فاطمة السمرقندية، فلم يلبث بعدها إلا قليلاً، فتوفي بعد ظهر يوم الأحد العاشر من رجب عام 587هـ، ودفن إلى جانب زوجته فاطمة.
ويروي المؤرخ ابن العديم عن وفاة الكاساني فيقول: "سمعت ضياء الدين محمد بن خميس الحنفي يقول: حضرت الشيخ الكاساني عند موته، فشرع في قراءة سورة إبراهيم حتى انتهى إلى قول الله -تعالى-: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ... فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ)؛ فخرجت روحه عند فراغه من قوله: "وفي الآخرة"، وهكذا تكون خاتمة أهل العلم العاملين بعلمهم، الصادعين بالحق، المحافظين على هيبة العلم والعلماء الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم.
التعليقات