اقتباس
وعن الوصافي عن عامر الشعبي قال: أحب صالح المؤمنين وصالح بني هاشم, ولا تكن شيعيا ً, وأرج ما لم تعلم, ولا تكن مرجئ, وأعلم أن الحسنة من الله, والسيئة من نفسك, ولا تكن قدريا, وأحبب من رأيته يعمل بالخير, وإن كان أخرم سنديا.
التعريف به:
اسمه: عامر بن شراحبيل, وقيل: ابن عبد الله بن شراحبيل بن عبد الشعبي أبو عمرو الكوفي.
مولده: ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب, على المشهور, وأمه من سبي جلولاء, وجلولاء: قرية بناحية فارس, كانت بها الواقعة المشهورة التي انتصر فيها المسلمون على الفرس, وهي في العرق اليوم تسمى: السعيدية.
وقيل: ولد سنة إحدى وعشرين.
صفته: قال ابن سعد: كان الشعبي ضئيلا ً نحيفا؛ ولد وهو أخ له توأما.
وقال الحاكم أبو عبد الله: وكان الشعبي توأما ًضئيلا ً, فكان يقول: إني زوحمت في الرحم.
وعن ليث قال: رأيت الشعبي, وما أدري ملحفته أشد حمرة أو لحيته.
عن أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب قال عامر الشعبي: وقال له أبي: ما لإزارك مسترخيا ً يا أبا عمرو ؟ قال: وعليه إزار كتان مورد, قال: فقال الشعبي: ليس هاهنا شيء يحمله, وضرب بيده إلى إليته, قال: فقال له أبي: كم تراه أتلى لك يا أبا عمرو ؟ فأجابه الشعبي فقال:
نفسي تشكي إليك النفس مزحفة *** وقد حملتك سبعا ً بعد سبعينا
إن تحدثي أملا ً يا نفــــس كاذبة *** إن الثلاث يوفين الثمانينــــــا
كان الشعبي نحيف الجسم, عظيم القدر, جبل من جبال العلم وإمام من أئمة التابعين, أدرك ما يقرب من خمسين صحابيا ً, وكانت له حلقة عظيمة في وجود أكابر الصحابة, رآه ابن عمر, فقال: كأنه قد شاهد معنا. ذو دعابة وذكاء, يرغب الملوك في قربه, ويحتاج الجميع إلى علمه.
مكانته عند أهل العلم:
عن الزهري قال: العلماء أربعة: سعيد بن المسيب بالمدينة, وعامر الشعبي بالكوفة, والحسن بن ابي الحسن البصري بالبصرة, ومكحول بالشام.
وعن أبي أسامة قال: كان عمر بن الخطاب في زمانه رأس الناس – وهو جامع – وكان بعده ابن عباس في زمانه, وكان بعد ابن عباس في زمانه الشعبي, وكان بعد الشعبي في زمانه سفيان الثوري.
وعن أبي بكر الهذلي قال: قال لي محمد بن سيرين: يا أبا بكر, إذا دخلت الكوفة فاستكثر من حديث الشعبي, فإنه كان ليسأل, وإن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لأحياء.
وقال أشعث بن سوار: نعى لنا الحسن الشعبي, فقال: كان – والله – كبير العلم, عظيم الحلم, قديم السلم, من الإسلام بمكان.
وعن يحيى بن معين وأبي زرعة وغير واحد: الشعبي ثقة.
وقال أحمد بن عبدالله العجلي سمع من ثمانية وأربعين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والشعبي أكبر من أبي إسحاق بسنتين, وأبو إسحاق أكبر من عبد الملك ابن عمير بسنتين ومرسل الشعبي صحيح؛ لا يكاد يرسل إلا صحيحاً.
قوة حفظة ونباهة خاطره وسعة علمه:
عن ابن شبرمة قال: سمعت الشعبي يقول: ما كتبت سوداء في بيضاء إلى يومي هذا, ولا حدثني أحد قط إلا حفظته, ولا أحببت أن يعيده علي.
وعنه عن الشعبي قال: ما سمعت منذ عشرين سنة رجلا يحدث بحديث, إلا أنا أعلم به منه, ولقد نسيت من العلم ما لو حفظه رجل لكان به عالما ً.
وعن وادع الراسبي عن الشعبي قال: ما أروي شيئا ً أقل من الشعر, ولو شئت لأنشدتكم شهرا ً, لا أعيد.
وعن أبي مجلز قال: ما رأيت فقيها ً أفقه من الشعبي.
وقال مكحول: ما رأيت اعلم بسنة ماضية من الشعبي.
وقال داود بن أبي هند: ما جالست أحدا أعلم من الشعبي.
وعن عبد الملك بن عمير قال: مر ابن عمر بالشعبي, وهو يقرأ المغازي, فقال: كأنه كان شاهدا ً معنا, ولهو أحفظ لها مني واعلم.
وقال عاصم الاحول: ما رأيت أحدا ً أعلم من الشعبي.
تورعه عن الفتوى وذمه الرأي:
عن محمد بن جحادة: أن عامر الشعبي سئل عن شيء فلم يكن عنده فيه شيء, فقيل له: قل برأيك: وما تصنع برأيي, بل على رأيي.
وعن آدم أن رجلا ً سأل إبراهيم عن مسالة فقال: لا ادري, فمر عليه عامر الشعبي, فقال للرجل: سل ذاك الشيخ, ثم أرجع فأخبرني, فرجع عليه قال: قال: لا أدري. قال إبراهيم: هذا – والله – الفقه.
وعن مالك بن مغول عن الشعبي, قال: لو كانت الشيعة من الطير كانوا رخما, ولو كانوا من الدواب كانوا حميرا.
وعن الوصافي عن عامر الشعبي قال: أحب صالح المؤمنين وصالح بني هاشم, ولا تكن شيعيا ً, وأرج ما لم تعلم, ولا تكن مرجئ, وأعلم أن الحسنة من الله, والسيئة من نفسك, ولا تكن قدريا ً, وأحبب من رأيته يعمل بالخير, وإن كان أخرم سنديا.
وعن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي: كان الشعبي صاحب آثار, وكان إبراهيم النخعي صاحب قياس.
وعن مجالد قال: وكان الشعبي يذم الرأي, ويفتي بالنص. قال مجالد: سمعت الشعبي يقول: لعن الله رأيت.
وعن الهذلي قال: قال الشعبي: أرأيتم لو قتل الأحنف بن قيس, وقتل طفل أكانت ديتهما سواء, أم يفضل الأحنف لعقله وعلمه ؟ قلت: سواء. قال: فليس القياس بشيء.
وعن أبي أبحر قال: قال الشعبي: ما حدثوك عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فخذه, وما قالوا برأيهم فبل عليه.
وعن صالح بن مسلم قال: قال عامر الشعبي, إنما هلكتم أنكم تركتم الآثار, وأخذتم بالمقاييس.
وعن الشعبي قال: ( لا أدري ) نصف العلم.
قصة خروجه مع القراء على الحجاج واعتذاره إليه:
قال الذهبي: خرج القراء, وهم أهل القرآن والصلاح بالعراق على الحجاج؛ لظلمه, وتأخيره الصلاة والجمع في الحضر, وكان ذلك مذهبا ً واهيا ً لبين أمية, كما أخبرالنبي صلى الله عليه وسلم: " يكون عليكم أمراء يميتون الصلاة ".
فخرج على الحجاج: عبد الرحمن بن الأشعث بن قيس الكندي, وكان شريفا ً مطاعا ً, وجدته أخت الصديق, فالتف على مائة ألف أو يزيدون, وضاقت على الحجاج الدنيا, وكاد أن يزول ملكه, وهزموه مرات, وعاين التلف, وهو ثابت مقدام, إلى أن انتصر وتمزق جمع ابن الأشعث, وقتل خلق كثير من الفريقين, فكان من ظفر به الحجاج منهم قتله, إلا من باء منهم الكفر على نفسه فيدعه.
عن مجالد عن الشعبي قال: لما قدم الحجاج سألني عن أشياء من العلم, فوجدني بها عارفا ً, فجعلني عريفا ً على قومي: الشعبيين, ومنكبا ً على جميع همدان, وفرض لي, فلم أزل عنده بأحسن منزلة, حتى كان شأن عبد الرحمن بن الأشعث, فأتاني قراء أهل الكوفة, فقالوا: يا أبا عمرو, إنك زعيم القراء, فلم يزالوا حتى خرجت معهم, فقمت بين الصفين, اذكر الحجاج وأعيبه بأشياء, فبلغني أنه قال: ألا تعجبون من هذا الخبيث ؟ ! أما لئن أمكنني الله منه, لأجعلن الدنيا عليه أضيق من مسك جمل.
قال: فما لبثنا أن هزمنا, فجئت إلى بيتي وأغلقت علي, فمكثت تسعة أشهر, فندب الناس لخراسان, فقام قتيبة بن مسلم, فقال: أنا لها فعقد له على خرسان, فنادى مناديه من لحق بعسكر قتيبة فهو آمن, فاشترى مولى لي حمارا ً, وزودني, ثم خرجت فكنت في العسكر, فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة. وزودني, ثم خرجت فكنت في العسكر, فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة. فجلس ذات يوم وقد برق. فنظرت إليه فقلت: أيها الأمير, عندي علم ما تريد. فقال: من أنت ؟ قلت: أعيذك أن لا تسأل عن ذلك, فعرف أني ممن يخفي نفسه, فدعا بكتاب, فقال: أكتب نسخة, قلت: لا تحتاج إلى ذلك, فجعلت أملي عليه, وهو ينظر حتى فرغ من كتاب الفتح, قال: فحملني على بغلة, وأرسل إلي بسرق من حرير, وكنت عنده بأحسن منزلة, فإني ليلة أتعشى معه, إذ أنا برسول الحجاج بكتاب فيه: إذا نظرت إلى كتابي هذا, فإن صاحب كتابك عامر الشعبي؛ فإن فاتك قطعت يدك على رجلك, وعزلتك. قال: فالتفت إلي, وقال: ما عرفتك قبل الساعة, فاذهب حيث شئت من الأرض, فوالله, لأحلفن له بكب يمين, فقلت: أيها الأمير, إن مثلي لا يخفى, فقال: أنت أعلم, قال: فبعثني إليه وقال: إذا وصلتم إلى خضراء واسط, فقيدوه, ثم ادخلوه على الحجاج.
فلما دنوت من واسط, استقبلني ابن أبي مسلم, فقال: يا أبا عمرو, إني لأضن بك عن القتل, إذا دخلت فقل: كذا وكذا. فلما دخلت عليه, ورآني قال: لا مرحبا ً ولا أهلا؛ جئتني ولست في الشرف من قومك, ولا عريفا ً وفقلت وفعلت, ثم خرجت علي وأنا ساكت, فقال: تكلم, فقال: تكلم. فقلت: أصلح الله الأمير, كل ما قلته حق, ولكنا قد أكتحلنا بعدك السهر, وتحلسنا الخوف, ولم نكن من ذلك بررة أتقياء, ولا فجرة أقوياء, فهذا أوان حقنت لي دمي, واستقبلت بي التوبة, قال: قد فعلت ذلك.
وعن عبادة بن موسى عن الشعبي قال: أتى بي الحجاج موثقا ً, فلما انتهيت إلى باب القصر, لقيني يزيد بن أبي مسلم, فقال: إنا لله يا شعبي, لما بين دفتيك من العلم, وليس بيوم شفاعة, بوء للأمير بالشرك والنفاق على نفسك, فبالحري أن تنجو, ولقيني محمد بن الحجاج, فقال: لي مثل مقالة يزيد. فلما دخلت عليه, قال: ,انت يا شعبي, فيمن خرج علينا وكثر, قلت: أصلح الله الأمير, أحزن بنا المنزل, وأجدب بنا الجناب, وضاق المسلك, واكتحلني السهر, واستحلسنا الخوف, ودمغنا في خربة خربة, ولم نكن فيها بررة أتقياء, ولا فجرة أقوياء, قال: صدق والله, ما بروا في خروجهم علنا, ولا قووا علينا, حيث فجروا, فأطلقا عنه, قال فأحتاج إلى فريضة, فقال: ما تقول في أخت وأم وجد ؟ قلت: اختلف فيها خمسة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عثمان بن عفان, وزيد بن ثابت, وعبدالله بن مسعود, وعلي, وابن عباس, قال: فما قال فيها ابن عباس؛ إن كان لمفتيا؟ قال: جعل الجد أبا, وأعطى الأم الثلث, ولم يعط الأخت شيئا, قال: فما قال فيها أمير المؤمنين, يعني عثمان ؟ قلت: جعلها أثلاثا ً, قال: فما قال فيها زيد بن ثابت ؟ قلت: جعلها من تسعة؛ فأعطى الأم ثلاثا ً, وأعطى الجد أربعا ً, وأعطى الأخت سهمين, قال: فما قال فيها ابن مسعود ؟ قلت جعلها من ستة؛ أعطى الأخت ثلاثا ً, وأعطى الأم سهما ً, وأعطى الجد سهمين. قال: فما قال فيها أبو تراب ؟ قلت: جعلها من ستة؛ أعطى الأخت ثلاثا ً, وأعطى الجد سهما ً, وأعطى الأم سهمين, قال: مر القاضي فيمضها على ما أمضاها أمير المؤمنين عثمان.
ملح من أخباره وطرائف من آثاره:
أرسله عبد الملك بن مروان إلى ملك الروم, فتعجب الملك؛ لماذا لم يؤمره العرب عليهم, وهذه هي القصة, كما ذكرها الذهبي في سيره عن ابن عائشة, قال: وجه عبد الملك بن مروان الشعبي إلى ملك الروم – يعني رسولا ً – فلما انصرف من عنده قال: يا شعبي, أتدري ما كتب به إلى ملك الروم ؟ قال: وما كتب به يا أمير المؤمنين ؟ قال: كنت أتعجب لأهل ديانتك؛ كيف لم يستخلفوا عليهم رسولك ؟ قلت: يا أمير المؤمنين, لأنه رآني ولم يرك. أوردها الأصمعي, وفيها قال: يا شعبي, إنما أراد أن يغريني بقتلك, فبلغ ذلك ملك الروم, قال: لله أبوه, والله ما أردت إلا ذاك.
عن عامر بن يساف قال: قال لي الشعبي: امض بنا نفر من أصحاب الحديث, فخرجنا, قال: فمر بنا شيخ, قال له الشعبي: ما صنعتك ؟ قال: رفاء . قال: عندنا دن مكسورة, ترفوه لنا ؟ قال: إن وهبت لي سلوكا ً من رمل, رفوته, فضحك الشعبي حتى استلقى.
وقد ذكر صاحب ( المراح في المزاح ) جملة من نوادره, فمن ذلك:
قال: سأل رجل الشعبي عن المسح على اللحية, فقال: خللها بأصابعك فقال: أخاف أن لا تبلها. قال الشعبي: إن خفت, فانقعها من اول الليل.
وسأله آخر: هل يجوز للمحرم أن يحك بدنه ؟ قال: نعم. قال: مقدار كم ؟ قال: حتى يبدو العظم.
وسئل عن أكل لحم الشيطان, فقال: نحن نرضى منه بالكفاف.
وذكر المحقق جملة من مداعباته؛ قال: دخل الشعبي الحمام, فرأى داود الاودي بلا مئزر, فغمض عيني. فقال: له داود: متى عميت يا أبا عمرو ؟ قال: منذ هتك الله سترك.
وجاءه رجل فقال: اكتريت حمارا ً بنصف درهم؛ فجئتك لتحدثني, فقال: أكتر بالنصف الآخر وارجع؛ فما أريد أن أحدثك.
وقيل له: هل تمرض الروح ؟ قال: نعم؛ من ظلم الثقلاء, قال بعض أصحابة: فمررت به يوما ً وهو بين ثقلين, فقلت: كيف ألوح ؟ قال: في النزع.
وقال مجالد عن الشعبي: إني لجالس يوما ً, إذ أقبل حمال معه دن حتى وضعه, ثم جاءني, فقال: أنت الشعبي ؟ قلت: نعم. قال: أخبرني عن إبليس؛ هل له زوجه ؟ قلت: إن ذاك لعرس ما شهدته. قال: ثم ذكر قوله تعالى: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي) [الكهف: 50], قال فعملت أنه لا تكون ذرية إلا من زوجة.
درر من أقواله:
قال أبو الحسن المدائني في كتاب ( الحكمة ): قيل للشعبي: من أين لك كل هذا العلم ؟ قال: بنفي الاغتنام, والسير في البلاد, وصبر كصبر الحمام, وبكور كبكور الغراب.
وعن ابن شبرمة عن الشعبي قال: إنما سمي هوى؛ لأنه يهوى بأصحابه
وعن أبي الجابية الفراء قال: قال الشعبي: إنا لسنا بالفقهاء, ولكنا سمعنا الحديث فروينا, ولكن الفقهاء من إذا علم عمل.
وعن مالك بن مغول قال: قيل للشعبي: أيها العالم, العالم من يخاف الله.
وعن أبي إسحاق عن الشعبي قال: ما ترك أحد في الدنيا شيئا ً لله إلا أعطاه الله في الآخرة ما هو خير له.
وعن مجالد عن الشعبي قال: تعايش الناس زممنا ً طويلا ً, حتى ذهب الدين, ثم تعايش الناس بالمروءة زمنا ً طويلا ً, حتى ذهبت المروءة, ثم تعايش الناس بالرغبة والرهبة, وأظن أنه سيأتي بعد هذا ما هو أشد منه.
وعن ابن عياش عن الشعبي قال: كانت العرب تقول: إذا كانت محاسن الرجل تغلب مساوية, فذلكم الرجل الكامل, وإذا كان متقاربين, فذلكم المتماسك, وإذا كانت المساوئ أكثر من المحاسن فذلكم المتهتك.
وعن مجالد قال: شهدت شريحا ً, وجاءته امرأته تخاصم رجلا ً, فأرسلت عينها تبكي, فقلت, أبا أمية, ما أظنها إلا مظلومة. فقال: يا شعبي, إن إخوة يوسف جاءوا أباهم عشاء يبكون.
قال: عيسى بن أبي عيسى الخياط عن الشعبي: إنما كان يطلب هذا العلم من اجتمعت فيه خصلتان: العقل, والنسك, فإن كان ناسكا ً ولم يكن عاقلا ً, قال هذا أمر لا يناله إلا العقلاء, فلم يطلبه و وإن كان عاقلا ً ولم ناسكا ً, قال: هذا أمر لا يناله إلا النساك, فلم يطلبه, قال الشعبي: ولقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليست فيه واحدة منهما, لا عقل, ولا نسك.
وعن محمد بن بشر أو بشير قال: قال الشعبي: اتقوا الفاجر من العلماء, والجاهل من المتعبدين؛ فإنها آفة كل مفتون.
وعن داود بن أبي هند عن الشعبي: الرجال ثلاثة: رجل, ونصف, رجل, ولا شيء؛ فأما الرجل التام: هو الذي له رأي وهو يستشير, وأما نصف الرجل: فالذي ليس له رأي وهو يستشير, وأما الذي لا شيء: فالذي ليس له رأي, ولا يستشير.
وعم مجالد عن الشعبي: العلم أكثر من أن يحصى, فخذ من كل شيء أحسنه.
وقال أيضا ً عنه: ليس حسن الجوار أن تكف أذاك عن الجار, ولكن حسن الجوار أن تصبر على أذى الجار.
وفاته:
قال الهيثم بن عدي, ويحيى بن بكير: مات سنة ثلاث ومائة. زاد يحيى: وسنة تسع وسبعون سنة.
وقال يحيى بن معين, وغيره: مات سنة ثلاث أو أربع ومائة.
وقال أحمد بن حنبل عن يحيى بن سعيد القطان: مات قبل الحسن بيسير, ومات الحسن سنة عشر ومائة بلا خلاف.
فرحمه الله رحمة واسعة.
المراجع والمصادر
- سير أعلام النبلاء
- الطبقات
- تذكرة الحفاظ
- طبقات الحفاظ
- صفة الصفوة
- تاريخ الطبري
- البداية والنهاية
- تهذيب الأسماء والصفات
- وفيات الأعيان
- شذرات الذهب
- من أعلام السلف
التعليقات