عناصر الخطبة
1/ خطر الحوثيين وافتضاح نواياهم الخبيثة 2/ عداوة الشيعة الروافض لأهل السنة 3/ أطماع الحوثيين في اليمن 4/ ذكر شيء من مصائب الحوثيين في اليمن 5/ العاقبة في النهاية للمتقين
اهداف الخطبة

اقتباس

إنهم أعداؤنا تاريخهم وحاضرهم مليء بخيانتنا والتآمر علينا، فلا يجوز لنا أن نعدهم إخواناً أو نحسبهم أنصاراً أو نطمئن لهم، أو نأمن جانبهم أو نصدّق أقوالهم وادعاءاتهم، أو نزعم أن خلافنا يسير معهم.. إن هؤلاء الروافض يعبدون ربًّا غير الرب الذي نعبده، ويعظِّمون كتابًا غير الكتاب الذي أنزله الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وينتظرون مهديًّا غير الذي ننتظره ويعتقدون عقيدة غير التي نعتقدها.

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

لقد توالت الفتن على اليمن بشكل كبير وسريع، وأظهرت الأيام والأحداث أخطاراً محدقة تمر بها البلاد في طولها وعرضها وشرقها وغربها، ومن هذه الأخطار التي برزت في الأيام الأخيرة بشكل مخيف خطر الحوثيين، واتضاح نواياهم الخبيثة وأطماعهم التوسعية وانفتاح شهيتهم للسيطرة على أكبر قدر من المديريات والمحافظات مستغلين الأوضاع المتأزمة ومعتمدين على الانتصارات الموهومة التي حقّقوها على الجيش المنهوك المخدوع.

 

فبعد الحرب السادسة بان حقدهم الكبير، وبدءوا في التوسع والتمدد ونشر النقاط العسكرية، وأذلوا أهل السنة واستعبدوهم وأشرعوا السجون والمعتقلات لإسامتهم فيها سوء العذاب، وأخرجوهم من أراضيهم، بل وأحرقوا مساجدهم، وأخرجوهم منها بالقوة ونهبوا أموالهم وسفكوا دمائهم وهدموا بيوتهم وحاصروا قراهم ومدنهم.

 

لقد تمدد شرهم بسبب هذه الحكومات العميلة الخائنة المنبطحة التي والت اليهود والنصارى وجنّدت جيوشها لحرب شعوبها السنية المعزولة عن السلاح وتشاغلوا بهم، وتركوا الرافضة المجوس يسرحون ويمرحون، فأعجب الرافضة بأنفسهم واغتروا بقوتهم بعد أن رأوا هزال هذه الجيوش وضعفها وخورها، فأخذوا يعدون عدتهم لحرب الشعوب السنية تحركهم في ذلك أطماع عقدية وآمال مجوسية لتحقيق حلم قيام الدولة الفارسية، فها هي إيران اليوم تتهيأ لحرب عدوها الأول أهل السنة الذين ليس لهم عدو سواهم، ولم يشنوا حرباً حقيقية إلا عليهم ففي إيران نفسها يسومون أهل السنة سوء العذاب، ويمنعوهم حتى من بناء المساجد مع أن الأديان والملل الأخرى، هناك مسموح لها بأن تبني ما تريد من معابد ودور للعبادة إلا أهل السنة.

 

وفي العراق قتلوا مئات الألوف وهجّروا آلاف العائلات، واغتالوا أهل العلم والكفاءات وانتهكوا أعراض العفيفات، وتجاوزت جرائمهم جرائم الأمريكان واليهود.

 

وفي سوريا تشاهدون ما يمارسه النظام الطائفي الدروزي الباطني من ممارسات يعجز اللسان عن تصويرها والبنان عن تسطيرها، وما زالت الدماء تجري هناك أنهاراً، وبلغ الحقد والكره والعدوان مبلغه وفاق الطغيان الوصف.

 

وفي لبنان يعاني أهل السنة منهم الأمرين: وضاقت بهم الأرض ولم يرقب الشيعة فيهم إلا ولا ذمة.

 

وفي أفغانستان ظهرت حقيقتهم، وأظهروا أنه لا عداء بينهم وبين أحد إلا أهل السنة؛ حيث رحبّوا بالقوات الصليبية، وجاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية؛ ليشاركوهم في إسقاط الدولة السنية المتمثلة في حكومة طالبان الإسلامية.

 

كذلك تحركاتهم الحثيثة في عدد من دول الخليج تساندهم في ذلك إيران الفارسية، ويتلقون الأوامر من قم وطهران والنجف الأشرك وكربلاء المنجسة.

 

إن خطرهم على السنة وأهلها عظيم فقلوبهم تغلي بالحقد الدفين على أهل السنة الذين يصفونهم بالنواصب والوهابية، ويفتيهم آياتهم ومراجعهم ورءوس ضلالتهم بوجوب قتلهم وأنهم أنجاس بل أنجس من الكلب، وأن أموالهم وأعراضهم حلال يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ولهذَا السَّببِ يُعاونُونَ الكُفَّارَ على الجمهُور منَ المسلمين، ويُعاونُونَ التتار، وهُم كَانوا من أعظمِ الأسبابِ في خروجِ جنكيز خان مَلكِ الكفار إلى بلاد الإسلام، وفي قدومِ هولاكو إلى بلادِ العراق، وَفِي أخذِ حَلَب ونهبِ الصَّالحية، وغير ذلكَ بخُبثِهم وَمكرهِم؛ ونَهبُوا عَسكَرَ المسلمينَ لما مرَّ عليهم وَقتَ انصرافهم إلى مصرَ، وَقطعوا الطُرُقاتِ على المسلمين، وظَهَرَ فيهم مُعاونَة الإفرنجِ على المسلمين، والكآبةُ الشديدةُ بانتصار الإِسلامِ مَا ظهر، ولما فَتحَ المسلمونَ ساحِلَ عكَّه وغيرَها ظَهَرَ فِيهم من الانتصار للنصارى وَتقدِيمِهِم على المُسلمين، وكلُّ هذا الذِي وصفتُ بعض أمورهِم، وإلاَّ فَالأَمرُ أعظَمُ مِن ذَلك، وَفِي قُلُوبهم مِن الغِلِّ والغيظِ على كِبارِ المسلمينَ وصِغَارهم وصَالحيهم وغيرِ صالحيهم مَا لَيسَ فِي قلبِ أحد، وأعظمُ عبادتهم لَعنُ المسلمينَ مِن الصحابة وأولياءِ الله... وهم أشدُّ النَّاسِ حِرصًا عَلَى تَفريقِ جَمَاعةِ المُسلمينَ، وَإذَا غلبَ المسلمونَ النَّصَارى والمشركين كَانَ ذَلك غُصَّةً عِندَ الروافض، وإذَا غَلَبَ المُشركونَ والنَّصَارى المسلمين كان ذلك عِيدا ومسرة عندَ الرَّافِضة" [بتصرف].

 

عباد الله: ربما يقول البعض أن مسألة الحوثيين مسألة تتعلق كثيراً وترتبط بشمال اليمن ولا علاقة لنا هنا بهم في جنوب اليمن، ولكن الحقيقة الجلية التي ظهرت هي أن أطماع الحوثيين لا تقتصر على شمال اليمن ولا جنوبه، وإنما تمتد أطماعهم إلى الاستيلاء على الجزيرة العربية بأسرها ويطمحون لجعل أهل السنة أقلية مستضعَفة لتمرير مخططاتهم الصفوية عليهم للسيطرة عليهم وإخضاعهم لهم.

 

 وإنا لنخشى أن ما يحدث لأهل السنة اليوم في دماج وصعدة والجوف وعمران من حصار وتشريد وتضييق وهدم للبيوت وأخذ للمساجد وتحويلها إلى حسينيات رافضية وثنية سيكون غداً في أراضينا ومناطقنا؛ إن لم نأخذ حذرنا من هذا الخطر القادم والعدو الداهم لأنهم لا يشعرون بالانتماء إلى أمة العرب العظيمة، وإنما يفتخرون بالانتماء والارتباط فكراً وسلوكاً وشعوراً وشعاراً بأصحاب العمائم السوداء يوالونهم ويصومون معهم ويعيدون بأعيادهم ويأخذون بآرائهم وينتظرون توجيهاتهم يقول الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) [النساء: 71] ويقول: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) [المائدة: 82].

 

 

الخطبة الثانية

 

إن هؤلاء الروافض يعبدون ربًّا غير الرب الذي نعبده، ويعظِّمون كتابًا غير الكتاب الذي أنزله الله على رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وينتظرون مهديًّا غير الذي ننتظره ويعتقدون عقيدة غير التي نعتقدها.

 

إنهم أعداؤنا تاريخهم وحاضرهم مليء بخيانتنا والتآمر علينا، فلا يجوز لنا أن نعدهم إخواناً أو نحسبهم أنصاراً أو نطمئن لهم، أو نأمن جانبهم أو نصدّق أقوالهم وادعاءاتهم، أو نزعم أن خلافنا يسير معهم.

 

ولكن الحقيقة المرة هي أن هؤلاء الحوثيين الروافض استطاعوا بمكرهم الكبّار أن يدخلوا أنفسهم ضمن اللعبة السياسية، ويكونون جزءاً من مكونات الثورة؛ فانخدع بهم من يجهل حقيقتهم ولا يعرف عقيدتهم، فشوّهوا على أهل الثورة ثورتهم، واستخدموا السياسة مطية لإقامة دولتهم وفرض سلطتهم بعد أن أصبحت لهم سلطة وقوة وصولة وجولة.

 

إن اللوم عظيم على من قبل بهم وأدخلهم معهم وسكت عن جرائمهم ورضي بهم طرفا في اللعبة السياسية المزعومة.

 

كيف يرضون أن يكونوا شركاء لهؤلاء القتلة الذين أشركوا مع الله علياً والحسن والحسين؟

 

كيف يشتركون معهم ويجعلونهم حزباً ضمن أحزابهم وهم يعلمون عقائدهم الباطنية وأخذهم بمذهب التقية؟

 

كيف يكونون إخواناً لنا كما يحلو لهؤلاء السياسيين أن يسموهم وقد رأينا منهم ما يشيب له الرأس ويتفطر له القلب؟! وما زالوا إلى اليوم محاصرين لأعداد كبيرة من طلبة العلم في دار الحديث بدماج، وقد قطعوا عنهم الغذاء والدواء والماء، ومنعوا حجاجهم من السفر إلى الحج، وقد دخل الحصار شهره الثاني، وقاموا باستهداف الطلاب الدارسين هناك واعتقلوا عدداً منهم وصادروا ممتلكاتهم وحاصروهم في مساحة لا تتجاوز 2 كيلومتر مربع.

 

وعندما أرادت بعض القبائل إغاثتهم قال الحوثيون: إن قوافل الإغاثة تهدف إلى إنشاء معسكر على الحدود السعودية بإشراف أمريكي، فقاموا بمنعها وإعاقتها فكيف يصبح هؤلاء السياسيين ذيولاً وجزء من هؤلاء المجرمين أو ينخدعوا بكلامهم المعسول؟!

 

ولكنه حب السياسة وعشق السلطة ولو كان على حساب القيم والمبادئ أو على حساب الدماء والأشلاء والتضحيات من أجل المطامع الذاتية والمصالح الشخصية وتقلد الرتب والمناصب.

 

إنها سياسة الأثرة والأنانية وحب الذات إنها السنوات الخداعات التي قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- عنها: "سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدّق فيها الكاذب! ويكذب فيها الصادق! ويُؤتمن فيها الخائن! ويخون فيها الأمين! وينطق فيها الرويبضة" قيل وما الرويبضة؟ قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".

 

ولكن العاقبة في النهاية للمتقين والأيام هي التي ستكشف الحقائق وتوضح الأمور وتظهر النوايا وتجلي الغبش واللبس فيعلم الناس الصادق من الكاذب، والعدو من الصديق، والحق من الباطل، والمبادرات من المؤامرات.

 

 وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ويفوز المؤمنون الذين تمسكوا بمنهج الله، واتبعوا سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالفوز المبين والفلاح العظيم يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ" قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "الْجَمَاعَةُ"، وفي رواية: "من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي".

 

 

 

 

المرفقات
الإرهاب الحوثي وخطره.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life