عناصر الخطبة
1/ نعمة الأمن 2/ الأمن والإيمان 3/ شبهات الأعداء 4/ العدل وعلاقته بالأمن 5/ سبب عدم الاستقرار 6/ مؤتمر الدولةاهداف الخطبة
اقتباس
إن الأمن والاستقرار مسئولية الجميع ولذلك لا يمكن أن يتحقق أمن أو استقرار في بلد ما لم تقم في شريعة الله عز وجل، وأن استتب الأمن واستقرت الأوضاع فترة من الفترات فسرعان ما تنهار وسرعان ما يعود المؤشر منحدرًا إلى الأسفل..
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
فإن أبا الأنبياء عليه السلام كان أول ما دعا ربه عز وجل أن قال: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [البقرة: 126].
فقدم نعمة الأمن على نعمة الطعام والشراب وذلك لأهمية هذه النعمة التي امتن الله تبارك وتعالى بها على قريش فقال سبحانه وتعالى (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) [قريش: 3-4].
إن أي بلد وأي أمة من الأمم أو جماعة من الجماعات أو فرد من الأفراد ليطمح ويسعى جاهدًا كي يعيش آمنًا مطمئنًا ليأمن على نفسه وليأمن على ماله ويأمن على عرضه بل ويأمن على دينه فكيف يستطيع الإنسان أن يأمن على نفسه في بلد ليس فيه أمن ولا استقرار، وكيف يأمن تاجر أن يستثمر أمواله في هذا البلد أو ذاك وليس فيه أمن ولا استقرار.
إن أي بلد وإن كانت ذات جنات عن يمن وشمال ليس فيها أمن ولا استقرار فهي خراب يباب بل تصير إلى أن تكون خرابًا يبابًا، إذ إن الناس يرحلون منها أو يهجرون منها فتصبح هذه البلد التي هي من جنات الأرض خرابًا يبابًا ليس فيها بشر يعيشون على ظهرها، بل يعشون عليها قطعان من الحيوانات يعيشون في الأدغال وبين الأشجار ومن الأحراش.
أما البشر فإنهم يذهبون ويخلفون الأرض والأوطان وراءهم ظهريا؛ بحثًا عن الأمن والأمان، إنها نعمة من نعم الله عز وجل ينعم بها على من شاء من عباده نعمة الأمن التي يأتي من ورائها كل خير، يأتي ازدهار الاقتصاد ويأتي تطور البلد عمرانيًّا، فيأتي جلب الاستثمارات إلى البلاد وفيه توزع الثروات على الناس سواسية، وفيه ترد المظالم إلى أهلها ما لم يوجد الأمن فيعيش الناس قطعانا من المحاريب أو المنتهكين لمحارم الله عز وجل لا يبالون بما قتلوا ولما قتلوا.
إن نعمة الأمن يسعى من أجل تحقيقها كل البشر مسلمهم وكافرهم، ولذلك تقام الحروب بين الناس وبين فصائل أبناء البلد الواحد كل ذلك زعمًا من كل فئة وطائفة أنهم يريدون أن يحققوا الأمن، وأن يحققوا العدالة والمساواة أو يحققوا الاستقرار في البلد أو أن يردوا المظالم إلى أهلها وأن توزع الثروات بعدالة، وأن توزع أيضا الوظائف بعدالة فلا يعيش الناس طبقات مهمشة وطبقات تأكل الأخضر واليابس.
هذه دعوات تُقام بين أي فصائل متحاربة أنهم يسعون وراء هذا كله.
ولكن -أيها الإخوة في المؤمنون- الأمن والاستقرار مسئولية الجميع، ولذلك لا يمكن أن يتحقق أمن أو استقرار في بلد ما لم تقم في شريعة الله عز وجل.
وإن استتب الأمن واستقرت الأوضاع فترة من الفترات فسرعان ما تنهار وسرعان ما يعود المؤشر منحدرا إلى الأسفل فيخاف الناس على أنفسهم وعلى أموالهم وعلى أعراضهم بل ربما سلبت ونهبت واستنزفت أموالهم ما بين لحظة وأخرى، كما هو الحال في هذه الأزمة المتفاقمة التي هي نتيجة لمخالفة شريعة الله عز وجل، فأموال الناس ذهبت أدراج الرياح ربما استنزفتها جهات محددة فشفطت هذه الأموال من الأسواق وصارت هذه الأموال كلما ضخت إلى السوق فكأنما يصبون مالاً في رمال لا تظهر أبدًا، وهذا هو الوضع الحاصل اليوم في بلدان العلم نتيجة للرأسمالية ونتيجة للبرالية الرأسمالية التي تعظم المال وتتيح للناس حرية الاستثمار وجلب واكتساب المال بأي طريقة من الطرق فيه تبني الفرد على حساب المجموع خلافًا للشيوعية فإنها تبني المجموع على حساب الفرد فالفرد لا يحق له أن يمتلك ولا يحق له أن يكون مالكًا بل هو عامل من جملة العمال في النهاية يأكل ما يكفيه وما يسد رمقه والمال بعد ذلك يصير ملكًا للجميع كما يزعمون.
أما الإسلام فإنه وسط بين هذا وذاك فلا يطلق الحرية للفرد يستثمر ماله ويجلب المال بأي طريقة من الطرق، ولا أنه يغلب المجموع على حساب الأفراد فيسلب أموال الناس على حساب المجموع كما يزعم الاشتراكيون.
الأمن -أيها الإخوة- مسئولية الجميع، ولا يمكن أن يتحقق إلا كما قلنا أولاً بتطبيق الشريعة الإسلامية إذا طبقت شريعة الله بجميع مجالات الحياة ليس في المحاكم في مجالات محددة وإنما في جميع المجالات.
المحاكم تحكم بشريعة الله عز وجل في جميع مجالات الحياة لا أن المسائل التجارية لها قوانين خاصة بها من وضع البشر والمسائل الشرعية لا يرجع إليها إلا في أبواب ضيقة، وأما كثير من الأبواب في بلاد المسلمين فقد رجع الناس فيها إلى القوانين الغربية عياذًا بالله تعالى.
الأمن والإيمان قرينان، وبالتالي فإذا أردنا الأمن فلا بد من تحقيق الإيمان بالله عز وجل (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].
فالأمن والإيمان قرينان إذا زال الإيمان زال الأمن، وإذا زال الأمن يزول بعض الإيمان بالتالي مباشرة لأنه يرتكب الجرائم المآثم وتسلب الأموال تنتهك الأعراض وتراق الدماء، وتزهق الأرواح؛ لأن الأمن غير موجود كذلك أيها الإخوة في الله إذا أردنا أن نحقق الأمان فعلينا أيها الإخوة أن نقيم المحاضن التي تحضن شباب الأمة والتي تقيهم من الأفكار المسمومة التي تؤدي إلى إقلاق الأمن وتؤدي بهم إلى الانحراف وراء تلك التيارات والأفكار المشبوهة التي يراد من خلالها زعزعة الأمن والاضطراب في بلاد المسلمين.
فيا لله كم من منظمة مشبوهة تعمل في بلاد المسلمين وفق تراخيص ممنوحة لهذه الجهات المشبوهة تعمل ليلاً ونهارًا على تدمر الشباب ذكورًا وإناثًا من خلال عدة أطروحات يطرحونها.
على سبيل المثال الحرية المطلقة للإنسان وكذلك ما يطلقونه بين حين وآخر من حرية المرأة ومساواتها بالرجل وهلم جرا، الحرية الدينية والحرية الفكرية …إلخ. هذه كلها ملخصها فيما يطلق عليه الغرب باللبرالية.
اللبرالية خلاصتها وزبدتها وهي التي ينادي لها اليوم في بلاد المسلمين خلاصتها أن الحرية هي المبدأ أو هي المصير، إن حرية الفرد هي المبدأ أو هي المصير فإذا تحققت حرية الفرد بحيث يعيش كما يشاء دينيا واعتقاديا وسلوكيا أخلاقيا، فإنها تحققت اللبرالية بالتالي فالمجتمع المسلم اليوم عنده مرضان خطيران الخطر الأول: الرأسمالية، والخطر الثاني: اللبرالية.
إنها محاربة شريعة الله عز وجل وهناك من يناقش بعض القضايا الجزئية التي لا يجوز مناقشتها ولا حلها بهذه الطريقة مثلا على سبيل المثال: ما يثار من جدل حول قضية استصدار قانون يمنع الزواج المبكر.
هذه -أيها الإخوة- جزئية من اتفاقية وقّعت عليها بعض الدول منها اليمن وقعت عليها وهي مغمضة لم تقرأها ولم تدر ما أهدافها، لم تدر ما بنودها وقعت عليها ثم بعد ذلك تقول للنواب ناقشوا هذه القضية والقضية عكست رأسًا على عقب فبدلاً من أن تطرح على مجلس النواب وعلى العلماء وعلى المفكرين والغيورين على دين الله عز وجل وعلى حرمات الله عز وجل وعلى المجتمع عكسوا القضية ووقعوا عليها وهم مغمضون ثم بعد ذلك يقولون للناس: ناقشوا.
وبعض العوج من أعضاء مجلس النواب يكتب في هذه القضايا في قضية منع التزويج المبكر من ناحية شرعية وهو يعلم علما يقينا أن هذه جزئية من اتفاقية السيداو والتي تعني بهذا القضايا، إن هذه الاتفاقية ظالمة ظلمت المرأة وظلمت المجتمعات فإذا كان ممن جملة بنودها منع الزواج المبكر يعني قبل سن الثامنة عشرة فإن من بنود هذه الاتفاقية إباحة الجنس للأطفال.
إن الطفل قبل سن الثامنة عشرة لا يجوز حرمانه من حقوقه الجنسية ذكرًا كان أو أنثى وكذلك تبيح الإجهاض؛ لأن هذا الطفل الذي يعدونه طفلاً في عمر الخامسة عشرة والرابعة عشرة فمن بلغ منهم يجوز له بالتالي أن يمارس حريته الجنسية دون رقيب فإذا حملت الأنثى تجيز لها هذه الاتفاقية الإجهاض.
وهذه الاتفاقية هي نتاج المؤتمرات دولية عقدت في بكين وفي القاهرة وفي غيرها يتآمر فيها على الأسرة المسلمة التي تنص فيها هذه الاتفاقية الظالمة أن الأسرة لا تتكون من ذكر وأنثى فقط وإنما يمكن أن تتكون من ذكر وأنثى ويمكن أن تتكون من ذكر وذكر أو أنتم تعرفون ما معنى هذه القضية. ويمكن أن تتكون الأسرة من أنثى وأنثى هذه الاتفاقية متكاملة فمن الظلم أو الجور على المجتمعات المسلمة ومن ظلم نوابها ومن ظلم مستشاريها أن يعالجوا قضايا جزئية ويتركون هذه الاتفاقيات وهذه القوانين كلها برمتها يتركوها ويعالجون قضايا جانبية فاستتباب الأمن في أي بلد من البلدان يعني تحصين الشباب تحصين الأمة من هذه الأفكار المسمومة وهذه الأفكار الهدامة.
أيها الإخوة أيها الآباء أيها العقلاء: ذكورا وإناثا لو رجعتم قليلاً إلى الوراء في حياتكم في التسعينات لرأيتم أن الشارع اليوم وخاصة في أوساط الشباب والشابات لرأيتم أنه قد تغير كثيرًا خصوصًا في هذه المنطقة في مدينة تعز تغير تغيرًا جذريًّا فلا تكاد تجد امرأة محجبة بالحجاب الإسلامي وربما كثير من هؤلاء من ذوات الشرف وكثير من هؤلاء من الأسر العريقة التي لا يمكن أن نتهمها في شرقها ولكن مجاراة لهذا الدعاوى صارت المرأة تلبس جلبابا ما هو والله بجلباب إنه يصف جسمها كاملاً ثم بالتالي كشفت عن وجهها وعن نحرها وتعتبر نفسها إنها محجبة وإنها منتقبة وإنها متقدمة متى كان التقدم بمثل هذه القضايا.
إن واقع المسلمين يحكي أن العصور الذهبية للمسلمين ليست هذه التي نعشها اليوم فهي عصور مضت حين كان العفاف وحين كان الالتزام وحين كان إقامة شريعة الله عز وجل.
كانت عصور ذهبية عصور متقدمة عصورا علمية تقدمت في جميع المجالات تقدمت الأمة في ذلك الزمان أما هذه الأزمان التي يدعى فيها التقدم ومواكبة العصر فنحن نعيش في الذيل إن إقامة الأمن وتحقيق الأمن يعني أننا لا بد أن نقيم العدالة في المجتمع.
عدالة الراعي مع الرعية، عدالة الأب مع الأبناء عدالة المدرس مع طلابه عدالة صاحب العمل مع عماله إذا أقمنا العدل في هذه القضايا وفي غيرها فإننا حينئذ سوف نجني الأمن نجني الثمرة وهي الأمن والاستقرار والتعاون.
إن ما يجري اليوم أيها الإخوة في بلاد المسلمين وخاصة في بلدنا في المحافظات الجنوبية إنه نتاج لمثل هذه القضايا وأقول بصراحة: إنه كان الأولى من قادة الحراك في المناطق الجنوبية أن لا يعالجون قضايا جزئية إنما علاج هذه القضية هو المناداة بتحكيم شريعة الله عز وجل.
كثيرا من هؤلاء الناس تحركهم أيادي خفية من الخارج لهم مؤسسات ومنظمات بلغت اليوم ثلاث منظمات مدعومة من الخارج وقادتها في الخارج يدعون لهذه البلبلة والفوضى وإقلاق الأمن وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء إلى آخر ذلك هذه القضايا قضايا جزئية، نعم هنالك مظالم ولكن علاجها في شريعة الله عز وجل، ليس علاجها في مثل هذه القضايا الجزئية فمالهم لا يحركون ساكنا من أجل هذه القضايا الهامة، ومن أجل هذا الثابت الذي كفله الدستور فدستور البلد ينص على أن الشريعة الإسلامية هي مصدر القوانين كلها يعني أي قانون يصادم شريعة الله عز وجل فهو ملغي وهو مرمي في الزبالة؛ لأن هذا هو الدستور الذي وقعت عليه الأمة وارتضته هذه الأمة.
ألخص الأمر أقول إن هذه القضايا تعود إلى أمور منها:
- عدم تطبيق شريعة الله عز وجل.
- عدم إدراك مآلات الأمور من قادة الحراك من جهة ومن بعض المتنفذين من جهة أخرى منهم يقدمون مآربهم ومصالحهم الشخصية على مصالح الأمة وعلى مصالح البلد لا يبالون هو يريد أن يجني حفنة دولارات حفنة ريالات وما يهمه بعد ذلك اقتتل الناس أولم يقتلوا انفصلت البلد صارت إلى دويلات لا يهمه تماما مثل تجار الحروب لا يهمهم سوى كيف يصرف في هذه الحروب؟
كيف يصرف الأسلحة تجار المخدرات لا يهمهم فساد البلد فساد الشباب إغراقهم من أوحال هذه الرذيلة لا يهمهم. يهمهم كيف يحققون أرصدة عالية.
أيها الإخوة: إن البنتاجون رسم خريطة لما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، ورسم هذه الخريطة معناه تفتت الدول القائمة إلى دويلات.
كثير منكم يعلم هذا العراق تقسم إلى ثلاث دويلات السودان، تقسم إلى أربع دويلات جنوب وشرق وغرب ووسط اليمن تقسم إلى أربع دويلات المحافظات الصحراوية المحافظات الشرقية المحافظات الجنوبية وما تبقى بعد ذلك في الوسط وهكذا السعودية تقسم ومصر تقسم وفقًا لهذا الخريطة التي رسمتها أمريكا، وقالت: لا بد من تحقيقها وتحقيقها لا يكون إلا بخلق ما يسمى بالفوضى الخلاقة هذه الفوضى الخلاقة الموجودة في الجنوب عندنا الموجودة في السودان الموجودة في أفغانستان الموجودة كذلك في الصومال في الدول الملتهبة هذه الفوضى الخلاقة تؤدي بالتالي إلى تقسم وتجزئ البلاد إلى دويلات صغيرة بعضها عن بعض وبعضها فقيرة وهلم جر.
منها أيضا أيها الإخوة: من هذه الأسباب فشل الحكومة في التعامل مع بعض المتنفذين الذين يستولون على حقوق الناس وعلى أموال الناس الفقر والأزمات، وتحمل أبناء اليمن نتائج غلاء المعيشة الوضع المترهل الذي نعيشه الانفلات الأمني والفوضى العارمة في مختلف المجالات أدت إلى هذا، مما يمارسه بعض المسئولين أو المقربين إلى الحزب الحاكم ممارسات سيئة أدت إلى نقمة كثيرين على الدولة برمتها.
سابعها: أكثر من خمسين في المائة من المظالم الموجودة سببها القضاء المتراخي والمرتشي ذلك القاضي الذي لم يحترم العلم ولم يحترم مسئوليته ولم يحترم مكانته يؤدي قلمه إلى إراقة الدماء وإقامة الحروب بمجرد توقيعه وحصوله على حفنة من المال مع أن الدولة قد وفرت له أعلى المرتبات ووفرت له كل ما يحتاجه من سيارة وسكن وحرس وحشم وخدم ولكن مع هذا بقيت نفسه هلعة على السحت وعلى المال الحرام.
ثامنا: إطلاق الحريات للأفراد والجماعات في مجال الاقتصاد الرأسمالي وفي التعددية الحزبية وهي من نتائج الديمقراطية ولا ديمقراطية كما يقولون إلا بتعددية لكن هذه التعددية في اليمن تعددية برامج هذا من ذر الرماد على العيون وإلا فلم يقتتلون؟
إن الإسلام يرفض مثل هذه التعدديات، فالمسلمون حزب واحد وإن كان يمكن أن يطلق ما يسمى بالمعارضة، فهذه المعارضة تصلح ولا تفسد تجمع البلد ولا تقسمه هذه نتيجة الأخذ بمناهج الغرب ونبذ الإسلام.
أيضا الفساد الرهيب في البلاد في جميع المجالات كانت التوقعات تظن أنها بعد سنوات قليلة سوف يعيش المواطن كالأفراد الذين يعيشون في البلاد المجاورة، ولكن اصطلى المواطن بالنيران وازداد فقرًا إلى فقره وجوعًا إلى جوعه.
من جملة الأسباب أيضًا الاستئثار بالمناصب الحكم تهميش رجالات المناطق الأحرى وكأن البلاد عقمت.
الوزير هو الوزير والمسئول هو المسئول وهم عبارة عن أحجار رفقة الشطرنج يؤخذون من هنا وينقلون إلى هنا وكان الدولة ليست فيها مسئولين وليس فيهم نزهاء وليس فيها شرفًاء، هذه القضية أدت أيضا إلى الرشاوى.
أيضًا كثير من الناس تأتي تسأل متى تخرجت من الجامعة قال: في عام 1990م وإلى اليوم ما زال ينتظر الوظيفة الوظائف تنزل وتشترى وتباع وتوهب للمقربين أولئك يبقون صعاليك في الشوارع أو يذهبون ينظرون لهم أي مجال من المجالات هذه الفوضى أدت إلى قتل العشرات وجرح العشرات وإحراق كثيرا من المحلات والمنازل.
إطلاق بعض الشعارات القذرة التي لا تنم عن أخلاقيات، فنحن أهل بلد واحد والمسلمون دماؤهم تتكافأ ويسعى بذمتهم أدناهم.
انعقد -أيها الإخوة- مؤتمر لعلماء اليمن ولمشايخ اليمن يوم الأربعاء الماضي أذكر لكم نتائج هذا المؤتمر إن شاء الله تعالى في الخطبة الثانية.
أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
تداعى علماء اليمن لتدارس الأوضاع القائمة في البلد والأوضاع القائمة في البلد.
أيها الإخوة: حقيقة لم يتدارسها العلماء من ناحية مناطقية أو أن الفساد الموجود في المناطق الجنوبية دون المناطق الشمالية فما هو حاصل في المناطق الجنوبية يوجد أجزاء كثيرة منه في المناطق الشمالية لكن هنالك برزت الأمور بوضوح فتصور مثلاً شخصًا يعطى له صك في أرض مساحتها تبلغ مثل مساحة دولة البحرين تباع بمليارات الدولارات أليس هذا عبث وهنالك من الناس من الشباب من ليس عنده يعني أرض عشرة في عشرة يبني فيها شقة له ولزوجته ولأولاده وهلم جرا.
تحدث عن هذا ولا حرج في مناطق متكاثرة سواء كانت في مناطق بين العند ولحج أو ما بين عدن وأبين أو إلى آخر ذلك وإن كانوا يزعمون أن هذا يأخذ من الدولة أو بمال من الدولة فلم تدفع إلى خزينة الدولة إلا الفتات أراضي تستحق مليارات تدفع فيها عدة ملايين ويعطى بها صك.
هذا المؤتمر على كل حال تدارس القضية من عدة جوانب من عدة نواحي وصدر العلماء عن رؤى للإصلاح وللتهدئة أوائل هذه الرؤية أنه يجب على الدولة أن تعيد العسكر والكتائب إلى مواقعها السابقة وعلى قادة الحراك أن يمنعوا المظاهرات ويمنعوا الاقتتال إلى آخر ذلك.
الأمر الثاني: هو أن مجموعة من العلماء ومشايخ القبائل سيتجهون إلى قيادة الدولة في حال رضاها بأن تقوم هذه المجموعة قد تكون ألف ألفين ثلاثة آلاف بالوساطة لتهدئة الوضع وتذهب أيضا لقاد الحراك من أجل هذا فإن ارتضوا فإن هذه المجموعة سوق تقيم وتعقد مؤتمرًا وطنيًّا لأهل الحل والعقد في البلد بشرط أن يكون كلامها ملزم للطرفين هكذا أيضًا وجه المؤتمر نداء للطرفين بل للأمة كلها بالتوبة إلى الله عز وجل فما هو حاصل إنما هو بسبب ذنوبنا أجمعين، وقال هذا المؤتمر: إنه على الدولة إقالة من اشتهر بين الناس فسادهم لأن الدولة تقول: ما يوجد فساد ما يوجد مفسدين أين الشكاوى من الناس؟
الناس غير مستعدين أنه مثلا إذا دفع الإنسان رشوة أنه يذهب من مكان إلى مكان ومن مكتب إلى مكتب من أجل أن يثبت أن فلان ارتشى أو أن فلان ظلم.
هذه مسئولية الدولة على الدولة أن توجد أناسا للبحث عن هؤلاء الناس، هذا مسئول من الدولة فكلامه مسموع فعلاً فلان ارتشى وأخذ مني مبلغًا وقدره كذا وكذا، أما المواطن فإنه تصد عنه الأبواب ولا يصدق كلامه على الدولة من اشتهر من المسئولين فساده فعليها أن تقليه وعلى الدولة أن تحكم شريعة الله عز وجل في جميع مناحي الحياة وعلى الدولة أن تشكل محكمة خاصة من القضاة النزهاء للنظر في كافة المظالم بحيث يكون هنالك محاكمات عادلة وسريعة.
أيضا يجب على الدولة أن تتبنى مشروعًا متكاملاً للإصلاح في جميع مجالات الحياة وعليها محاربة الفساد ولمفسدين فهذه خلاصة المؤتمر الذي عقد من مجموعة من علماء اليمن الغيورين على هذا البلد.
نسأل الله عز وجل أن يجنب هذا البلد الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والحمد لله رب العالمين.
التعليقات
زائر
25-04-2024مفيد