الأمانة مالها وما عليها

عبدالله بن محمد حفني

2022-10-06 - 1444/03/10
عناصر الخطبة
1/فضائل الأمانة وعلو منزلتها 2/كل مسلم مؤتمن ومسؤول 3/القرارات الملكية وأمانة المناصب

اقتباس

وكلٌّ منّا مؤتمن؛ فأنت أمين على عمرك ووقتك، أنت أمين على أهلك وبيتك وولدك، أنت أمين على وطنك، وأمن بلدك، أنت أمين على عملك ووظيفتك، أنت أمين على أموال الناس وديونهم وودائعهم، أنت أمين على...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله رب العالمين؛ الحمد لله من اتقاه وقاه، ومن توكَّل عليه كفاه، ومن استعان به أعانه وقوَّاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جل في علاه، هو الأول فلا شيء قبله، وهو الآخر فلا شيء بعده، وهو الظاهر فلا شيء فوقه، وهو الباطن فلا شيء دونه، أول بلا ابتداء، وآخر بلا انتهاء، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفاه.

 

أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آلعمران:١٠٢].

 

عباد الله: بأيّ خُلق عرفت مكة وأهلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟  بماذا لقَّبت قريشٌ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟

 

قال عمّه أبو طالب:

إِنَّ الأَمينَ مُحَمَّداً في قَومِهِ *** عِندي يَفوقُ مَنازِلَ الأَولادِ

لَمّا تَعَلَّقَ بِالزِمامِ ضَمَمتُهُ *** وَالعيسُ قَد قَلَّصنَ بِالأَزوادِ

 

وقال أمير الشعراء:

يا جاهلين على الهادي ودعوتِه *** هل تجهلون مكانَ الصادِقِ العَلمِ؟

لقَّبتموهُ أَمينَ القومِ في صِغرٍ *** وما الأَمينُ على قوْلٍ بمتّهَمِ

 

الأمانة.. وما أدراك ما الأمانة؟ فضيلة ضخمة، ومسئولية عظمى، وتكليف شاق، الأمانة عجزت عنها السماوات والأرض، قال -تعالى-: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً)[الأحزاب:٧٢]، الأمانة خُلُق تُصَان به حقوق الخالق والمخلوق، لما فتح المسلمون القادسية سُلِّمَ لسعد بي أبي وقاص -رضي الله عنه- ذهب وفضة وخير عظيم فلمّا رآها دمعت عيناه، وتلا: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ)[الدخان:٢٥-٢٦]، فجمع الصحابةَ والجيشَ وقال هذه أمانة فما رأيكم؟ قالوا: نرى أن تدفعها للخليفة عمر بن الخطاب، فما أخذوا منها درهماً ولا ديناراً.

 

يا لله العجب!! قوم مزقت ثيابهم، وأنهكت أبدانهم، وكُسرت رماحهم، ونزل بهم من الجوع والمسغبة ما الله به عليم، فيدفعون الأموال كلّها لعمر، فلمّا رآها ابن الخطاب بكى وقال: "والله الذي لا إله إلا هو إن قوماً دفعوا هذا لأُمَنَاء".

 

وإذا الأمانةُ قُسِّمَتْ في مَعْشَرٍ *** أوْفَى بأوْفَرِ حَظِّنَا قَسّامُهَا

 

الأمانة من أعلى وأسمى أخلاق الأنبياء والمرسلين، فها هم أنبياء الله ينادون أقوامهم بلسانٍ واحد، (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ)[الشعراء:١٠٧].

 

الأمانة خُلُق يدعو كل واحد منّا للوقوف مع حقوق الله وحقوق عباد الله، قال الحسن البصري -رحمه الله-: "الدين كله أمانة"، يقول حُذَيْفَةُ -رضي الله عنه-: "حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدِيثَيْنِ قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ حَدَّثَنَا: "أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ نَزَلَ الْقُرْآنُ، فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ"، ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِ الْأَمَانَةِ قَالَ: "يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْوَكْتِ (أي: الأثر في الشيء)، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ (أي: أثر العمل في اليد) كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا (أي: مرتفعًا) وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ -ثُمَّ أَخَذَ حَصًى فَدَحْرَجَهُ عَلَى رِجْلِهِ- فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ لَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلاً أَمِينًا"(متفق عليه).

 

يا ربّ سلّم، كل منّا مؤتمن؛ الأولاد أمانة، الزوجة أمانة، التعامل مع الناس أمانة، سكنى هذه الأرض المقدسّة أمانة، حفظ الأمن أمانة، القلم في يد الكاتب أمانة، العفة عن الأعراض أمانة، المنصب والوزارة والأمارة والقيادة أمانة.

 

يجلس النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- محدثاً لأصحابه، فجَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ القَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ: "أَيْنَ أُرَاهُ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ" قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ"، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟ قَالَ: "إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ"(رواه البخاري).

 

إذا اختلّت الموازين وسال اللعاب على المناصب، ولعبت الشفاعات الآثمة دورها، وهمّشت الكفاءات العملية، والمؤهلات العلمية، وأسند الأمر إلى غير أهله، فقد ضيعت الأمانة.

 

وراعي الشاة يحمي الذئب عنها *** فكيف إذا الرعاة لها الذئاب

 

يأتي الصحابي الجليل أبو ذر -رضي الله عنه-، الذي قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَا أَظَلَّتِ الخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الغَبْرَاءُ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ"(رواه الترمذي وصححه الألباني).

 

أبو ذرّ الصحابي الذي لحق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى تبوك ماشياً على قدميه بعد ما مات بعيره في الطريق فيرون الناس شخصاً يمشي فيقول أحدهم: لعلّه فلان فقَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كُنْ أَبَا ذَرٍّفَلَمَّا تَأَمَّلَهُ القَوْمُ قَالُوا: هُوَ وَاللهِ أَبُو ذَرٍّ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "رَحِمَ اللهُ أَبَا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده".

 

هذا الصحابي الزاهد التقيّ يأتي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقول: أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي؟ ألا تؤمّرني؟ قَالَ: فَضَرَبَ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبه، ثُمَّ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا"(رواه مسلم). يا رب رحماك..

 

المعلم في مدرسته وحلقته، المؤذن والإمام في مسجده، الأمير في إمارته، التاجر في تجارته، الراعي في رعيته، الطبيب في عيادته، العامل في صنعته، العسكري في قيادته. كلٌّ مؤتمن ومسئول بين يدي الله، يقول -صلى الله عليه وسلم- "كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛ الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ"(متفق عليه).

 

فكل من كان والياً وقائماً على عمل خاص أو عام فهو مؤتمن؛ فأولياء اليتامى، وناظروا الأوقاف، وأوصياء الوصايا، كلهم أمناء، وتالله وبالله سيُسألون.

 

قال سعيد بن جبير -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا)[الكهف:٨٢]، قال -رحمه الله-: "كان يؤدي الأمانات والودائع إلى أهلها".

 

يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "الْقَتْلُ في سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا إِلاَّ الأَمَانَةَ قالَ: يُؤْتَى العَبْدُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَإِنْ قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ، فَيقَالُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ كَيْفَ وقَدْ ذَهَبتِ الدُّنْيَا؟ فَيُقَالُ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلى الهَاوِيَةِ، فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلى الْهاوِيَةِ، وَتُمَثَّلُ لَهُ أَمَانَتُهُ كَهَيْئَتِهَا يَوْمَ دُفِعَتْ إِلَيْهِ، فَيَراهَا فَيَعْرِفُها، فَيَهْوِي في أَثَرِهَا حَتَّى يُدْرِكَهَا، فَيَحْمِلُهَا عَلى مَنْكِبَيْهِ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ خَارِجٌ قلّت عَنْ مَنْكِبَيْهِ، فَهُوَ يَهْوِي في أَثَرِهَا أَبَدَ الآبِدِينَ، ثُمَّ قَالَ: الصَّلاَةُ أَمَانَةٌ، وَالْوُضُوءُ أَمَانَةٌ، وَالْوَزْنُ أَمَانَةٌ، وَالْكَيْلُ أَمَانَةٌ، وَأَشْيَاءُ عَدَّدَهَا، وَأَشَدُّ ذَلِكَ الْوَدَائِعُ؛ قال: يعني زاذان: فأتيت البراءَ بن عازب فقلت: ألا ترى إِلى ما قال ابن مسعود؟ قال: كذا، قال: صدق؛ أَمَا سَمِعْتَ اللهَ يَقُولُ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا)"(رواه أحمد والبيهقي موقوفاً، وذكر عبد الله بن الإِمام أحمد في كتاب الزهد أَنه سأل أباه عنه فقال: إسناد جيد).

 

أقول قولي هذا، واستغفروا الله العظيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إنعامه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك تعظيماً لشأنه، وأشهد أنّ سيدنا ونبينا محمداً الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71].

 

قدم الأحنف بن قيس على عمر -رضي الله عنه- في وفد من العراق في يوم صائف شديد الحر وهو معتجر بعباءة -متعمّم-، يهنأ -يداوي ويطليه بالقطران- بعيراً من إبل الصدقة، فقال: يا أحنف! ضع ثيابك، وهلمّ فأعن أمير المؤمنين على هذا البعير؛ فإنه من إبل الصدقة، فيه حقٌّ لليتيم والأرملة والمسكين. فقال رجل من القوم: يغفر الله لك يا أمير المؤمنين! هلاّ أمرت عبداً من عبيد الصدقة ليكفيك هذا. قال عمر: "ثكلتك أمك، وأيّ عبدٍ هو أعبد مني ومن الأحنف؟!؛ إنه من وليَ أمر المسلمين، فهو عبدٌ من المسلمين، يجب عليه لهم مثل يجب على العبد لسيده من النصيحة وأداء الأمانة".

 

فيا لله العجب!  وربِّ عمر إن مشهدًا كهذا خير من الدنيا وما فيها، تلك صورةٌ للرجل الأمين الذي يتحسّس كل ثغرة تحت إدارته، فالناس في ظلّه يحسّون بالأمن والأمان والعدل والإحسان.

 

وبالأمس صدرت الأوامر الملكية من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله ورعاه- بقرارات وولايات، فدخل أمير وخرج أمير، ونُحِّيَ وزير وتولى وزير، وأصبح الرئيس مرؤوساً والأمير مأموراً.

 

ما بين غمضة عين وانتباهها *** يبدِّل الله من حال إلى حال

 

أملاكٌ تحول، ومناصبٌ تزول، ودولٌ تدول، وكراسي بأصحابها تدور؛ فصدرت القرارات، وعظمت المسؤوليات، وتقلّدت بأعناقهم الأمانات؛  فنسأل الله لهم الإعانة فيما تولوا من الأمانة؛ فو الله إن المناصب أمانة وكفى بها أمانة (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)[الصافات:٢٤].

 

وكلٌّ منّا مؤتمن؛ فأنت أمين على عمرك ووقتك، أنت أمين على أهلك وبيتك وولدك، أنت أمين على وطنك، وأمن بلدك، أنت أمين على عملك ووظيفتك، أنت أمين على أموال الناس وديونهم وودائعهم، أنت أمين على شعائر دينك وعبادتك، أنت أمين على أسرار أهلك وعورات بيتك.

 

والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا"(رواه مسلم).

 

ورأس مال التاجر الحقيقي في الأمانة، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ"(رواه الترمذي وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ).

 

وفي الختام والتمام يقول نبيك -عليه الصلاة والسلام-: "لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ"(رواه البيهقي وحسنه الألباني).

 

اللهم أصلح فساد أعمالنا، وفساد نياتنا، وفساد قلوبنا، اللهم املأ قلوبنا بحبك.

اللهم نسألك إيمانا كاملاً، ويقينا صادقاً، ورزقا واسعاً، وقلباً خاشعاً.

 

اللهم نسألك قلوباً منيبةً إليك، اللهم اقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، واهد قلوبنا، وأجب دعوتنا، واسلل سخيمة صدورنا.

 

اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليّها ومولاها، أرنا الحق حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه؛ اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، رب ارحمهما كما ربونا صغاراً، اللهم من كان منهم حياً فأطل في عمره، وأحسن في عمله، وشرّفنا ووفّقنا ببره، ومن كان منهم ميتاً فنسألك يا الله أن تنزل على قبورهم في هذه الساعة شآبيب الرحمات، اللهم آنس وحشتهم، واكشف غربتهم، واجعل أرواحهم في عليين، واجعلهم من ورثة جنةٍ النعيم.

 

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق عبدك خادم الحرمين الشريفين، اللهم اجعله سلماً لأوليائك، حربا على أعدائك، اللهم وفقه وولي عهده لكل ما تحبّه وترضاه، أرهم الحق حقّاً وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه.

 

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

 

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد.

 

 

المرفقات
الأمانة-مالها-وما-عليها-1.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life