عناصر الخطبة
1/ مفهوم العبودية التي خُلقنا لتحقيقها 2/ أهمية الوقت ووجوب المحافظة عليه 3/ هدي النبي الكريم والصالحين في استثمار الوقت 4/ توجيهات مفيدة لاستثمار وقت الإجازة.
اهداف الخطبة

اقتباس

إنَّ نبينا -صلوات ربي وسلامه عليه- كان يحرص دائما على أن لا يمضي وقت للمرء إلا وقد استثمره في طاعة تقربه إلى رب العالمين؛ لذا نص الوزير أبو هبيره -رحمه الله تعالى-فقال: "مَن مضى عليه يوم من عمره من غير حَقٍّ أداه، ومن غير فرض قضاه، أو علم علِمه، أو نصر أثَّلَه، فقد عَقَّ يومه، وضيَّع عُمُرَه".

 

 

 

 

إنّ الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله -تعالى- من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلّ له، ومَن يُضْلِل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, جل عن الشبيه والمثيل، والكفء والنظير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، أرسله ربه رحمة للعالمين، وحجة على العباد أجمعين.

فهدى الله -تعالى- به من الضلالة، وبصَّر به من الجهالة، وكثر به بعد القلة، وأغنى به بعد العيلة ولمّ به بعد الشتات, وأمّن به بعد الخوف، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين، وأصحابه الغُرّ الميامين، ما اتصلت عينٌ بنظر، ووعت أذن بخبر، وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد: أيها الإخوة الكرام، فإن الله -جل وعلا- بين في كتابه الحكمة من خلق الانس والجن، فقال الله -سبحانه وتعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات:56].
 

ولقد أمر الله -تعالى- الناس أن يشغلوا أوقاتهم بالطاعات، والبعد عن المحرمات، وبين الله -جل وعلا- في كتابه الكريم أن الدنيا هي مزرعة للآخرة، وأن بمقدار ما يجمع الإنسان في حياته ويستثمر مرور أوقاته فإن الله -تعالى- يرفع بذلك له الدرجات, ويضاعف له الحسنات, ويكفر عنه السيئات.

بل إن ربنا -جل وعلا- ذكر أحوال الآخرة، وبيّن الله -تعالى- أن أهل النار تقول لهم الملائكة: (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) [فاطر:37]، فجعل الله -تعالى- أعمارهم، جعل الأيام والساعات والثواني واللحظات التي مرت عليهم في الدنيا الله -تعالى- حجة عليهم يوم القيامة.

قال الامام ابن كثير -رحمه الله-: أي: أولم نعمركم أعمارا تقرؤون فيها القرآن، وتستمعون فيها إلى الرسل، فتصلحون بها أعمالكم، وتستغلون أعماركم، (أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) [فاطر:37].

أما نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم- فيقول في الحديث الصحيح: "خيركم مَن طال عمره وحسن عمله، وشركم من طال عمره وساء عمله".

فإذا كان الإنسان يعمل في عمره، ويستثمر أوقاته استثمارا تاما بالعمل في الصالحات، وعمارة الأرض, والتخطيط الحسن للحياة، فإنه -بلا شك- يكون على العبادة التي خلقه الله -تعالى- لأجلها؛ قال عمر -رضي الله تعالى عنه-: "إني لَأكره أن أرى الرجل سبهللا -يعني هكذا فارغا- ليس في شيء من أمر دينه ولا من أمر دنياه".

وقال ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه-: "إني لا أحزن على شيء حزني على يوم تغرب عليه فيه شمسه فينقص فيه عمري، ولا يزيد فيه عملي".

لذا كانوا -رضي الله تعالى عنهم- أحرص الناس على فعل الخيرات، وعلى استثمار أوقاتهم، وإذا كان الإنسان فارغا من أي شغل، فينبغي عليه أن ينظر كيف يستطيع أن يستثمر مثل هذه الأوقات، خاصة إذا علم أنه مسؤول عن ذلك، -يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: "لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع"، فبماذا بدأ -عليه الصلاة والسلام-؟ هل بدأ يسأل عن عمله؟ أم يسأل عن ماله؟ أم يسأل عن بره بوالديه؟ أم بُعده عن المحرمات؟ بدأ -عليه الصلاة والسلام- بالوقت، بدأ بعمرك، بدأ بساعاتك وأيامك كيف تمضي عليك.

قال: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه"، كيف أمضيت ساعاتك؟ كيف مضت عليك أيامك؟ كيف كنت تقضي وقتك من استيقاظك إلى نومك، هل كنت تمضيها هكذا سبهللا! ترى المصحف ولا تفكر في قراءته، تمر بالسوق دون أن تحدثك نفسك بالتجارة والسعي للرزق؟ ويمر عليك نهارك ما بين نوم وأكل وشرب وعبث؟.

يُسأل الانسان يوم القيامة عن عمره فيما أفناه، ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: "وعن شبابه فيما أبلاه"، وهي قوة ينبغي أن يحرص عليها المرء، فهي قوة بين ضعفين: ضعف الطفولة، وضعف الشيخوخة: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ) [الروم:54].

يسأل عن هذا الشباب، عن هذا النشاط، عن هذا الوقت الذي مر عليه: كيف استثمرت بدنك؟ كيف استثمرت الفراغ الذي بين يديك؟ اذا عملت في عمارة الارض، في طلب العلم، في نفع الناس، في بذل الخير والمعروف؟.

يُسأل: "عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه: ماذا عمل به، وعن ماله: من اين اكتسبه، وفيما أنفقه".

أيها المسلمون: إنَّ نبينا -صلوات ربي وسلامه عليه- كان يحرص دائما على أن لا يمضي وقت للمرء إلا وقد استثمره في طاعة تقربه إلى رب العالمين؛ لذا نص الوزير أبو هبيره -رحمه الله تعالى-فقال: "مَن مضى عليه يوم من عمره من غير حَقٍّ أداه، ومن غير فرض قضاه، أو علم علِمه، أو نصر أثَّلَه، فقد عَقَّ يومه، وضيَّع عُمُرَه".

ينبغي حين تأوي إلى فراشك أن تحاسب نفسك، وإذا كان المرء يأوي إلى فراشه ثم يستعرض ساعات يومه فلا يجد فيها فائده فقد عق يومه، وظلم نفسه.

أيها المسلمون: إن على المرء أن يتفكّر في أحوال حياته، فنحن في هذه الدنيا كمثل قوم ركبوا في قطار، فهم إن قاموا فالقطار يسير إلى غاية محددة، وان جلسوا فالقطار يسير، وإن رضوا فالقطار يسير، وإن سخطوا فالقطار يسير، وإن بكوا فالقطار يسير, وإن ضحكوا فالقطار يسير، إن عمرك يمضي في كل يوم منه وقتٌ، وينقضي منه أجَل؛ فانظر كيف تقضيه؟.

يقول الحسن البصري -رحمه الله تعالى-: "يا ابن آدم، انما أنت أيام"، تعيش في هذه الدنيا ألف يوم، الفي يوم، عشرة آلاف يوم، بقدر ما يقدر الله -تعالى- لك في الحياة، قال: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما مضى يوم ذهب بعضك"، فينبغي إذا علم الانسان ذلك أن يستثمر وقته بقدر استطاعته سواء في أمر دينه أو أمر دنياه.

روى الطبراني في الكبير، عن عمارة ابن خزيمة ابن ثابت -رضي الله عنهم-، أنه قال: مر عمر بن الخطاب بأبي وهو في أرضه، فقال له: ما يمنعك أن تغرس في أرضك؟ أي: ما الذي يمنعك أن تغرس نخلاً في هذه الارض بدل ما تدعها هكذا أرضا بوارا؟ فقال له: إني رجل قد شبت، ولا أدرك نتيجة الغرس. أنا أحدث نفسي أن أغرس النخل؛ لكن هذا النخل إذا غرسته فإنما يظهر الثمر بعد زمن وأنا رجل شيبة كبير، ماذا أستفيد إذا غرست النخل ثم لم أر ثمره، ولم أستفد من التمر، ولم آكل من الرطب؟ ما الفائدة؟ أغرس هكذا وأتعب؟!.

فقال له عمر -رضي الله تعالى عنه-: "بل افعل؛ لعله أن يكتب لك أجره، وأن يستفيد منه مَن بعدك"، ليست القضية أن تأكل أنت من نتاجك، إنما أن تعمل عملا تؤجر بسببه. قال له: بل افعل؛ لعله أن يأكل منه من بعدك، يستفيد منه من بعدك، وأن يثبت لك أجره. يقول عمارة عن أبيه: فتكاسل أبي، كأنه لم يتحمس، فقام عمر بنفسه إلى النخل، فجعل يحفر، قال: فقام أبي معه، قال: فوالله! كأني أرى عمر -رضي الله تعالى عنه- بين يدي يغرسها بيده.

كانوا يعملون دون أن ينظروا هل ينقطع العمر دون ذلك أم لا، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- ذكر حديثاً بين ذلك، بل يؤكد عليه قال -عليه الصلاة والسلام-: "إذا قامت الساعة"، ليس إذا شاب أحدكم، أو كبر سنه, ورقّ عظمه، واقتربَت منيته، كلا -بل إذا قامت الساعة- ورأى آياتها تقوم، ورأى السماء والأرض عليهما من الآيات ما يظهر أن الساعة قامت...

قال -عليه الصلاة والسلام-: "إذا قامت الساعةُ وبِيَدِ أحدكم فسيلة"، وهي فرخ النخل الذي يؤخذ من النخلة الكبيرة، ثم يحفر له في الارض لينشئ نخلة جديدة, قال -عليه الصلاة والسلام-: "إذا قامت الساعة، وبيد أحدكم فسيلة، واستطاع ألّا تقوم حتى يغرسها"، إذا استطاع أن يحفر ويغرس هذه النخلة، مع أن السماء تفجّر، والجبال تُسَيّر، قال: "إذا قامت الساعة، وبيد أحدكم فسيلة، واستطاع ألَّا تقوم حتى يغرسها، فلْيَغْرِسْها".

حسنا؛ ما الفائدة أن يغرسها يا رسول الله؟ والأرضُ تُبدَّلُ غير الارض، والسماوات، وقد قامت الساعة، وينفخ في الصور، والناس يموتون ويبعثون، وهذه الارض تفنى، ما الفائدة أن يغرسها؟ قال: "فَلْيَغْرِسْهَا؛ فإنَّ له بذلك أجراً"، ليستثمر هذا الوقت بدل أن يصيح ويصرخ، يستثمر هذا الوقت عملاً يكون له إلى رب العالمين.

أيها المسلمون: لقد كان الآباءُ والمعلمون والطلاب مشغولين أيام الدراسة، ولقد أقبلت الإجازة، وكثير من الناس تقبل عليه أيام الإجازة ثم لا يفكر أصلا في استثمارها، ليس عنده مشاريع جاهزة لأجل أن يستفيد منها، ليس عنده تفكيرٌ أصلا عما يفعل بهذه الإجازة.

أيها الإخوة الكرام: ينبغي لمن أراد أن يستثمر هذه الإجازة أن ينتبه إلى أمور: أولها: أن ينظر في الشيء الذي له رغبة فيه، ثم يسأل نفسه: كيف أستطيع أن أستثمر فيه؟ فما لك رغبة فيه، وقدرة عليه، فافعل.

لو رأيتَ في قلبك رحمة وعطفا على الآخرين، فلماذا لا تزور المرضى في المستشفيات كل يوم في العصر أو بعد المغرب...؟.

لو أن لك خبرة في الإنترنت وما يتعلق به، فلماذا لا تعمل في الدعوة إلى الله -تعالى- من خلاله، أو الاستثمار المادي من خلاله؟ أهم شيء أن لا يمضي وقتك نوما وسبهللا أو متابعةً لمسلسلات ومباريات، فسوف يُسأل المرء يوم القيامة عن عمره فيما أفناه، وإذا به يلتفت إلى فلان، فإذا بفلان يقول: يارب أمضيت تلك الساعتين في قراءة القرآن، وفلان يقول في صلة رحم، والثالث يقول في إصلاحٍ بين متخاصمين، وإذا بصاحبنا يُسأل فيقول: يارب أمضيتها في متابعة مباراة أو مسلسل أو في نوم أو ماشابه ذلك!.

ينظر المرء ما الذي تميل نفسه اليه من الأشياء، ويرتاح إليه، ويتحمس معه، فيضعه خلال برنامجه حتى يشعر في آخر كل يوم أنه اليوم قدم كذا وكذا من الإنجازات، وكذلك ينبغي أن يكون له تخطيط واضح: أنا عندي في الإجازة ستون أو سبعون يوما أو ماشابه ذلك، أخطط ماذا أفعل في كل يوم تخطيطا واضحا حتى أستطيع أن أستثمر فيها بما يقربني إلى ربي -جل وعلا-، وما يجعلني أشارك في عمارة الأرض.

أسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يعيننا على استثمار أوقاتنا، وأن يختم بالصالحات أعمالنا وأعمارنا.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وإخوانه وخلانه، ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين.

اللهم إنا سألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنه فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين.

اللهم إنا نعوذ بك من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم إنا نسألك أن تجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه يارب العالمين.

اللهم إنا سألك لإخواننا المسلمين في كل مكان أن تصلح أحوالهم، وأن تكشف البأس والضراء عنهم يارب العالمين، اللهم اجمع كلمتهم في كل أرض على أحبهم اليك وأكثرهم طاعة لك يا حي ياقيوم، اللهم أصلح أحوالنا في تونس وفي ليبيا، اللهم ول عليهم خيارهم، وأصلح ذات بينهم، واجمع كلمتهم، وصُب عليهم الخير صبا يا ذا الجلال والاكرام.

اللهم وجمع كلمة إخواننا في مصر على خيرهم وأحبهم إليك، وأقدرهم على النهضة بهم يارب العالمين، اللهم اجمع كلمتهم، ووحد صفهم، وألّف بين قلوبهم، اللهم من أرادهم بسوء من قريب أو من بعيد فرد كيده في نحره ياقوي يا عزيز.

اللهم وإخواننا في اليمن، اللهم صب عليهم الخير صبا، ولا تجعل عيشهم كدَّاً، اللهم ولإخواننا في فلسطين، وفي العراق، وفي كل أرض من أرضك ياحي ياقيوم.

اللهم وإنا نستنزل رحماتك لإخواننا في سوريا، اللهم اكشف عنهم الكربات، ويسر لهم الخيرات، وارفع لهم الدرجات، اللهم اشف مرضاهم، وفك أسراهم، واجبر كسرهم، اللهم واربط على قلوبهم، اللهم اربط على قلوبهم، اللهم تقبل شهداءهم، اللهم رحماك بالارامل واليتامى! اللهم رحماك بالارامل واليتامى يارب العالمين! اللهم إنا نسألك أن تنصرهم إذ قل الناصر ياحي ياقيوم يارب العالمين.

اللهم أرنا فيمن ظلمهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيمن ظلمهم عجائب قدرتك، اللهم أرنا فيمن ظلمهم عجائب قدرتك، اللهم إنك أنت القهار العظيم اللهم فإنا نسالك ياحي ياقيوم أن ترينا عجائب قدرتك فيمن ظلم إخواننا في سوريا أو كاد لهم ياقوي ياعزيز يارب العالمين.

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، اللهم خذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفقه لهداك، واجعل عمله في رضاك، وسائر ولاة أمور المسلمين يارب العالمين.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على ابراهيم وعلى آل البراهيم، إنك حميد مجيد.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

 

 

 

 

المرفقات
استثمار الإجازة.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life