إلا الصلاة يا أيها الشباب والبنات

الشيخ وليد بن محمد العباد

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: الصلاة
عناصر الخطبة
1/أهمية الصلاة 2/من ثمرات الصلاة وفضائلها 3/حث الشباب على الصلاة 4/حكم تارك الصلاة

اقتباس

مهما بلغتَ من التقصيرِ إلا الصّلاة، ومهما كان لديك من الأشغالِ إلا الصّلاة، ومهما اقترفتَ من المعاصي إلا الصّلاة؛ فإنّها الحبلُ الذي فيه سعادتُك ونجاتُك، فلتكنْ صلاتُك أولَ مسؤوليّاتِك، وأعظمَ اهتماماتِك...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

إنّ الحمدَ للهِ, نحمدُه ونستعينُه ونستهديه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا, من يهده اللهُ فلا مضلَّ له, ومن يضللْ فلا هاديَ له, وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له, وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه, صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا, أمّا بعدُ:

 

عبادَ الله: الصلاةُ هي عَمودُ الدّينِ, ورُكنُ الإسلامِ وحِصْنُ الإيمان، عظّمَها اللهُ وفَرَضَها من فوقِ سبعِ سموات، ولو لم تكنْ رأسَ العبادات، لعُدّتْ من صالحِ العادات؛ رياضةُ أبدان، وطهارةُ أردان، وتهذيبُ وِجدان، وشتّى فضائلَ يَشِبُّ عليها الجواري والوِلدان، فما أحرانا أنْ نتمسَّكَ بالصّلاة، في الوقتِ الذي خَفَّ قدرُها عندَ كثيرٍ من المسلمينَ والمسلمات، ونَخُصُّ بالتّذكيرِ بها الشّبابَ والبنات، فما أسعدَ من حافظَ عليها وقدَّمها على حظوظِ النّفسِ والأصحابِ والشّهوات.

 

فأبْشِرْ -يا أيّها الشّابُّ ويا أيّتُها الفتاة- يا مَنْ تُحافظونَ على الصّلاة، أبشروا بالخيراتِ والبركات؛ فالصّلاةُ نورٌ في الوجه، وطُمأنينةٌ في القلب، وزكاةٌ للنّفس، وراحةٌ وسكينةٌ للرّوح، وهناءٌ وهدوءٌ للبال، وسعةٌ للرّزقِ والمال، وصلاحٌ في الأهلِ والأولادِ والحال، وبركةٌ في الحياة، وتكثيرٌ للحسنات، وتكفيرٌ للسّيئات، ورفعةٌ للدّرجات، واستجابةٌ للدّعوات، وانشراحٌ للصّدور، وتيسيرٌ للأمور، وتفريجٌ للهمومِ والغموم، وعافيةٌ للأجسام، وشفاءٌ للأسقام، وتوفيقٌ وهدايةٌ وفلاحٌ ونجاح.

 

فاللهَ اللهَ بالصّلاةِ -يا شبابَ الإسلام-، لا يُشغلنَّكم عنها شاغل، ولا يُزَهِّدنَّكم بها غافل، إلا الصّلاةَ -يا أيّها الشّبابُ ويا أيّتُها البنات-، مهما بلغتَ من التقصيرِ إلا الصّلاة، ومهما كان لديك من الأشغالِ إلا الصّلاة، ومهما اقترفتَ من المعاصي إلا الصّلاة؛ فإنّها الحبلُ الذي فيه سعادتُك ونجاتُك، فلتكنْ صلاتُك أولَ مسؤوليّاتِك، وأعظمَ اهتماماتِك، ولتُبْقِ ذلك الحبلَ موصولًا بينَك وبينَ ربِّك -جلَّ وعلا-، فلنْ تَخذلَك الصّلاةُ أبدًا؛ فإنّها خيرُ زادٍ وخيرُ عُدَّة، في الرّخاءِ والبلاءِ والشِّدّة، فستجدُها وأنتَ أحوجُ ما تكونُ إليها في معتركِ الحياة، وعندما تنغلقُ في وجهِك الأبواب، وعندَما تكونُ في قبرِك تحتَ التّراب، وسوفَ تفرحُ بها حينَ تُساقُ إلى الجنّةِ مع المصلين؛ (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[المؤمنون: 9 - 11].

 

فاتّقوا اللهَ -أيّها الشّبابُ ويا أيّتُها البنات-، واحذروا من التّهاونِ في الصّلاةِ؛ (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)[الماعون: 4، 5], هذا وعيدٌ شديدٌ لمن يُؤخِّرونَها عن وقتِها، وأمّا من يتركُها ولا يصلِّيها فهو كافر، فلم يكنْ أصحابُ محمّدٍ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- يرونَ شيئًا من الأعمالِ تركُه كفرٌ إلا الصّلاة، قالَ رسولُ اللهِ -صلى اللهُ عليه وسلم-: "العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصّلاة، فمن تركَها فقد كفر".

 

فما أكبرَ خسارتَهم، وما أنكدَ حياتَهم، وما أسوءَ خاتمتَهم، وما أشدَّ عذابَهم، نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهم!، وما أخزى حالَهم حينَ يُسألون: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)[المدثر: 42، 43].

 

نسألُ اللهَ أنْ يُعينَنا على إقامةِ الصّلاةِ وأهلينا وذرّيّاتِنا على الوجهِ المشروع، في طمأنينةٍ وإخلاصٍ وخشوع، وأنْ يُصلحَ شبابَ المسلمينَ وبناتِهم، ويجعلَهم من المحافظينَ على الصّلاة، وأنْ تكونَ لهم نورًا ورفعةً وفوزًا ونجاة، إنّه سميعٌ مجيبُ الدّعوات.

 

باركَ اللهُ لي ولكم بالقرآنِ العظيم، وبهديِ سيّدِ المرسلين، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ مِن كلِّ ذنبٍ فاستغفروه؛ إنّه هو الغفورُ الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشأنِه، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانِه، صلى اللهُ وسلمَ وباركَ عليه وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه وإخوانِه، أبدًا إلى يومِ الدّين, أمّا بعدُ:

 

عبادَ الله: اتّقوا اللهَ حقَّ التقوى، واستمسكوا من الإسلامِ بالعروةِ الوُثقى، واحذروا المعاصي؛ فإنّ أجسادَكم على النّارِ لا تقوى، واعلموا أنّ ملَكَ الموتِ قد تخطّاكم إلى غيرِكم، وسيتخطّى غيرَكم إليكم فخذوا حذرَكم، الكيّسُ مَنْ دانَ نفسَه، وعملَ لمَا بعدَ الموت، والعاجزُ من أتبعَ نفسَه هواها وتمنّى على اللهِ الأمانيّ.

 

إنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ رسولِ الله، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وعليكم بجماعةِ المسلمينَ فإنّ يدَ اللهِ مع الجماعة، ومن شذَّ عنهم شذَّ في النّار.

 

اللهمّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركين، ودمّرْ أعداءَ الدّين، وانصرْ عبادَك المجاهدينَ وجنودَنا المرابطين، وأنجِ إخوانَنا المستضعفينَ في كلِّ مكانٍ يا ربَّ العالمين، اللهمّ آمِنّا في أوطانِنا ودورِنا، وأصلحْ أئمّتَنا وولاةَ أمورِنا، وهيّءْ لهم البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ يا ربَّ العالمين، اللهمَّ أبرمْ لأمّةِ الإسلامِ أمرًا رشدًا يُعزُّ فيه أولياؤُك ويُذلُّ فيه أعداؤُك ويُعملُ فيه بطاعتِك ويُنهى فيه عن معصيتِك يا سميعَ الدعاء, اللهمّ ادفعْ عنّا الغَلا والوَبا والرّبا والزّنا والزلازلَ والمحنَ وسوءَ الفتنِ ما ظهرَ منها وما بطن، اللهمّ فرّجْ همَّ المهمومينَ ونفّسْ كرْبَ المكروبينَ واقضِ الدّينَ عن المدينينَ واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهمّ بلّغْنا رمضان ونحن بأحسنِ حالٍ من الدّنيا والدّين وبارك لنا فيه واجعلنا فيه من المقبولين اللهمّ اغفرْ لنا ولوالدِينا وأزواجِنا وذريّاتِنا ولجميعِ المسلمينَ برحمتِك يا أرحمَ الرّاحمين

 

عبادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، ويقولُ -عليه الصلاةُ والسلام-: "من صلّى عليّ صلاةً؛ صلى اللهُ عليه بها عشْرًا", اللهمّ صلِّ وسلمْ وباركْ على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِه وأصحابِه وأتباعِه أبدًا إلى يومِ الدّين.

 

وأقمِ الصلاةَ إنّ الصلاةَ تَنهى عن الفحشاءِ والمنكر، ولذكرُ اللهِ أكبرُ واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

 

المرفقات
3Lue5wCEEAja25eAp8iq2BYM94EIMC8JlMjhTxEG.pdf
LGQEXsvk9UZrK0laNMD1EoKBn0QxFxH3agSUtqUD.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life