أول جمعة بعد عيد الفطر 1442هـ

الشيخ راشد بن عبدالرحمن البداح

2022-10-07 - 1444/03/11
التصنيفات: الصلاة الصوم
عناصر الخطبة
1/التحذير من تضييع الصلوات 2/تذكير ببعض نعم الله -تعالى- 3/الحث على صيام الست من شوال

اقتباس

أتدري كم صلاة مفروضة مرت عليك؟! مرَّ عليك مائة وخمسون صلاة!, أتدري كم ركعة ركعتها في رمضان بين فريضة ونافلة؟! أكثر من ألف ومئتي ركعة, فاحمد الله كثيرًا, فالصلاة الصلاة -يا خارجاً من رمضان-، واحذر من تفويت الركعة والركعتين...

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

الحمد لله نحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه من تبعهم بإحسان، أما بعد:

 

فيا أيها المسلمون: اتقوا الله ربكم، واشكروه على ما مَنَّ به علينا من نعم رمضانية عديدة لا نستطيع لها إحصاءً, ومن أعظم هذه النعم هذه الصلوات والركعات.

 

فاللَّهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا *** وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا

 

أتدري كم صلاة مفروضة مرت عليك؟! مرَّ عليك مائة وخمسون صلاة!, أتدري كم ركعة ركعتها في رمضان بين فريضة ونافلة؟! أكثر من ألف ومئتي ركعة, فاحمد الله كثيرًا.

 

فالصلاة الصلاة -يا خارجاً من رمضان-، واحذر من تفويت الركعة والركعتين، وأشد منه الصلاة والصلاتين، مهما اعتذرت من أعذار.

 

وإن من ينام عن صلاتي الظهر والعصر لهو على خطر عظيم إن لم يتُب, قال -صلى الله عليه وسلم-: "الَّذِي تَفُوتُهُ صَلَاةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ"(متفق عليه), وَالْمُوتُورُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ يعني: كأنهم هلكوا جميعًا في لحظة واحدة، ففاجعته مثل الفاجعة بترك صلاة العصر ولو لمرة واحدة, قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وتفويت العصر أعظم من تفويت غيرها"(المستدرك على فتاوى ابن تيمية).

 

صلاة العصر -معاشرَ المصلين- ضيعها الساهرون واللاهون بحجج متهافتة؛ التعب, وغلبة النوم, وإنما خَفَّ ميزانها من نفوسهم؛ لضعف إيمانهم وإملاء الشيطان لهم.

 

ولو قال قائل: قد حاولت الاستيقاظ لصلاتي الظهر والعصر، ولكن دون جدوى!, فيقال: إليك هذه الوصايا المعينة:

اذكر الله قبل النوم، وعند الاستيقاظ؛ فإن نومًا بين ذكرين لن تضيع معه الصلاة.

واصدق نيتك للقيام للصلاة، أما من ينام وهو يتمنى أن لا يدق جواله، ولا أن يوقظه أحد، فإنه لن يستطيع بهذه النية الفاسدة أن يصلي.

وكن قوي عزيمة عند الاستيقاظ، لتهُب من أول مرة، ولا تقم على مراحل, ومن يغلق جواله إذا كان عند رأسه فليبعده، أو ليضع أكثر من منبه.

وادع ربك كثيرًا ؛ فالدعاء من أكبر أسباب النجاح والتوفيق في كل شيء.

ودع طول السهر، ومن علم من نفسه أنه لو سهر للساعة الواحدة ليلاً لم يستيقظ للصلاة، فإنه لا يجوز له شرعاً أن يسهر هذا السهر.

 

ومن النعم التي مرت بنا خلال أسبوعنا هذا: نعمة إكمال عدة شهر رمضان صيامه وقيامه، ومنها: نعمة وفرحة عيد الفطر وشهود الخير ودعوة المسلمين، وأخرى تحبونها ألا وهي نعمة التكافل الاجتماعي؛ بإعانةِ المحتاج وتفقدِ الضعيف، عبر (إحسان) و(جود) و(إسكان) و(فرجت) و(مباشر). 

 

فبارك الله لمَن فرج عن مكروب، وأظل كل متصدق بظل صدقته يوم تدنو الشمس من الخلائق.

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا, وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

 

الحمد لله الذي كفى ووقى، والصلاة والسلام على إمام الهدى، أما بعد:

 

فمن النعم المفرحة المنشرة، والمظاهر الطيبة المشتهرة، في هذه الآونة المتأخرة: تواصي على سنة نبوية، حتى كثر مطبقوها؛ ألا وهي سنة صيام الست من شوال، حتى لقد تربى عليها ثلة من الصبيان؛ لنيل أجر صوم سنة كاملة, قالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ".

 

وإليكم الآن ستَّ مسائل متعلقة بصيام ست شوال:

أيهما أفضل أن تصوم بعد العيد مباشرة وتكمل الست كلها، أم توزعها بين الاثنين والخميس؟ الأول هو الأفضل؛ أي: السرد. (لقاءات الباب المفتوح).

 

من صامها بنية صيام ثلاثة أيام من كل شهر، أجزأت عنهما، وحصّل أجر العملين، بمجرد النية. (اللقاء الشهري).

 

من عليه قضاء من صيام رمضان فليبدأ به قبل الست؛ لأن الفرض أهم من النفل. (تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام).

 

من أفرد صيام يوم الجمعة؛ لأنه وقت فراغه من عمله فيجوز، ولا يدخل في النهي عن تخصيص الجمعة بالصيام. (اللقاء الشهري).

 

يجوز أن تقطع صيامك من الست بلا عذر، وليس عليك كفارة. (اللقاء الشهري).

 

ست شوال نفل معين، فالأفضل أن تنوي صيام كل يوم منه قبل طلوع الفجر. (اللقاء الشهري).

 

فاللهم لك الحمد كله، ولك الملك كله، وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الأمر كله, اللهم يا واسعَ المغفرةِ، تفضلت علينا بشهر مضاعف حسناته، اللهُمَّ فتسلمه بجودك مضاعفًا، وما فيه من تقصير فكن بفضلك عافيًا, اللهم تقبل صيامَنا وقيامَنا، وزكواتِنا ومعايداتِنا.

 

اللهمَ أعنَّا على أنْ نشكُرَكَ على لُطفِكَ في بلائِكَ، وأن علمتَنا سبيلَ دفعهِ، ورفعهِ, اللَّهُمُّ وَاِرْفَعْ عَنَا البَلاءَ وَالْوَبَاءَ والداءَ, اللهمَ باركْ في أوقاتِنا وأقواتِنا، وحسِّنْ أخلاقَنا، وبارِكْ أرزاقَنا.

 

اللهم آمِنّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتَنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّدْ بالحقِ إمامَنا ووليَ عهدِه بطاعتِك، وأعزَّ بهمْ بطاعتك ودينَك، وارزقهُم بطانةً صالحةً ناصحةً، دالّةً مُذكِّرةً.

 

اللهم احفظْ مجاهدِينا وجنودَنا على حدودِنا، واكفِنا وإياهم وبلادَنا شرَّ الأشرارِ وكيدَ الفجارِ، والحاسدِينَ والمتربِصينَ, اللهم احفظ المسجد الأقصى من عدوان المعتدين، ومن الغاصبين المحتلين.

 

اللَّهُمَّ صَلِّ وسلمْ عَلَى مُحَمَّدٍ.

 

المرفقات
4JBNgz5V6slA9QczvtVcsKtBfnGHZjAwjzfZmzHk.doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life