هل ننتظر المهدي

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

زين العابدين بن غرم الله الغامدي

 

في التاريخ الإسلامي كثير من المعتقدات التي تدور في فلك الغيب ولايعلم عنها إلا الله تعالى ومن تلك العقائد عقيدة المهدي المصلح المنقذ الذي يغير وجه التاريخ العربي بل العالم كله حيث تذكر الروايات الحديثية المتواترة  أن آخر الزمان يحفل بخروج  ملك مجدد  أهم خصائصه العدل في زمن عم فيه الظلم وهضم الحقوق وعدم الاحتفال بالإنسان وزمن خروجه يشبه زماننا هذا الذي أصبح فيه دم العربي بل الدم الإنساني كله أرخص من رغيف خبز  وعند تجدد الأزمات والمصائب وفي خضم كل أزمة عربية أو إسلامية تعم العالم الإسلامي  يلجأ الناس إلى استحضار العقائد التي تخص المخلص والمنقذ من الظلم والبغي وسواد الأزمات ويتم ترويجها بشكل كبيركما هو الواقع اليوم  وعلى الرغم من صحة الأحاديث الواردة في المهدي واتفاق الطوائف الإسلامية على وقوع هذا الأمر وهو خروج المهدي الذي يبايع كملك وقد تختلف تفاصيلها بينهم

 

تتعلق كثير من النفوس يهذا الخروج لاستنقاذ البشرية وإعادتها إلى جادة الفطرة الإنسانية خصوصا إن عهده يتميز بإصلاح اقتصادي ورخاء مالي وحفظ للحقوق وعموم العدل والأمن لعموم الأرض

 

والسؤال الذي يفرض نفسه هل نوقف عجلة المطالبة بحقوقنا والدعوة لإقامة الشورى والعدالة والمساواة بين الناس وعدم التهاون بالإصلاح وإعادة الحقوق لأصحابها أم ننتظر المخلص ؟

 

إن تخدير الأمة بهذه العقائد وتركهم يسرحون في خيال انتظار الغائب المنقذ من أهم وأبرزما يفرح به الظلمة لذا يلحظ المتابع إن كثيرًا من الأبواق الإعلامية تروج لهذه العقائد وتضيف لها بعض الخرافات لتستغل بها عقول البسطاء والسذج وإشغالها عن المطالبة بإصلاح اقتصادي وواقعي يكفل الحقوق للناس وعدم انتظار المهدي أو نزول عيسى عليه السلام حتى يتحقق العدل ويزول الظلم لأن هذا الانتظار عقيدة الضعفاء العجزة وهو ما تفرح به الأنظمة الفاسدة التي لاتحارب الفساد بل تغرق المجتمعات في ضلالات السحرة والمشعوذين والمثبطين بخزعبلات أو عقائد صحيحة بهدف الإشغال والتخدير فهل من الحكمة والعقل أن ننتظر المهدي أو نتجه للعمل والإنتاج والإصلاح ؟

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات