صراع وكلاء إيران على أشلاء العراق

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

ظلت الأهداف الإيرانية والأمريكية حيال العراق منسجمة إلى حد كبير، وكلاهما يكمل بعضهما البعض، فعدوهما المشترك هم أهل السنّة، وتقاسم الهيمنة على العراق داخلياً لإيران، وخارجياً لأمريكا؛ حافظ على مستوى الأحداث والخلافات بين زعماء الشيعة المتنافرين في العراق حتى...

 

 

 

مع الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 تركزت أنظار المحللين والمراقبين على الدور الشيعي في اللعبة السياسية وتشكيل مستقبل العراق، وقد صور الإعلام العالمي المجتمع العراقي على أنه مكون من ثلاث كتل صماء: "الشيعة والسنة والأكراد"، وتم التعاطي مع هذه المعادلة الافتراضية على أنها المدخل الرئيسي في إدارة سياسات العراق، والمنطقة بعد ذلك، باعتماد سياسة تقريب الشيعة والأكراد، ومعاداة أهل السنّة، باعتبارهم القوة الحيوية الوحيدة في الأمة التي تمثل خطراً استراتيجياً على الوجود الأمريكي.

 

ومع الوقت والتجربة اكتشف الأمريكان أنهم كانوا على خطأ كبير في هذه الافتراضية، وأن الخلافات البينية داخل كل كتلة كبيرة أكبر من سذاجة الافتراض الأمريكي، فلا الشيعة ولا الأكراد ولا حتى أهل السنّة على قلب رجل واحد، وداخل كل كتلة خلافات كثيرة تتفجر أحياناً وتخفت أحيانا حسب معطيات الأمور وتغيرات البيئة الإقليمية، وإن كان الخلاف داخل الكتلة السنية والكردية لا يهدد المشروع الأمريكي في المنطقة، بقدر ما يفعله الخلاف داخل الكتلة الشيعية التي تمثل أحد أهم دعائم الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة.

 

فمع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية وانتخابات مجالس المحافظات العراقية ازدادت حدة الصراع الشيعي الشيعي من جديد، الأمر الذي ربما سيكون له انعاسكات على المشهدين السياسي والأمني، وقد يتسبب في تغيير خريطة النفوذ الشيعي داخل العراق الذي يعاني من أبشع أنواع التطهير العرقي والطائفي بسبب تسلط أجنحة إيران الشيعية على مقدرات العراق منذ الاحتلال الأمريكي للعراق سنة 2003.

 

فما حقيقة هذا الصراع وجذوره وأسبابه وتداعياته على العراق والمنطقة عامة، وعلى أهل السنّة خاصة؟

 

جذور الصراع "ثنائية الفرس والعرب:

 

يعتقد كثير من المراقبين أن استيلاء تنظيم الدولة (داعش) على الموصل سنة 2014 كان بادرة تفجر الخلافات داخل البيت الشيعي ذي المظلة الإيرانية في العراق، فالساحة السياسية العراقية من يومها وحتى اليوم تعيش تحولات كبيرة أدت إلى إعادة ترتيب الاصطفافات القديمة، وبروز تكتلات جديدة صاحبها انشقاقات وتصدعات في بنية الأحزاب الشيعية والكتل الكبيرة.

 

ورغم ما يبدو ظاهرا من توحد للقوى الشيعية في وجه المخاطر التي يمثلها تنظيم داعش؛ إلا أن الكثيرين يعتقدون أن الجسد السياسي الشيعي يعيش واحدة من أوهن لحظات تاريخه منذ عام 2003، وقد أدت التظاهرات التي اندلعت منذ أسابيع وتصدرها التيار الصدري إلى بروز هذا التنازع بشكل أكثر وضوحا بين قوى مسلحة من أبرزها: سرايا السلام التابعة للتيار الصدري و"سرايا الخراساني" التي تدين بالولاء إلى خامنئي، وفصائل أخرى، ولكن بالتدقيق في المشهد يتضح أن الخلاف أعمق وأبعد من تلك اللحظة بكثير.

 

فالصراع الشيعي الشيعي في العراق له جذوره الدينية على الزعامة بين المرجعيات ذات التوجه العربي والمرجعيات ذات التوجه الفارسي، علمًا أن المراجع المندرجة تحت المراجع العربية والفارسية متنافسة فيما بينها عدا تنافسها كعربية وكفارسية على خدمة المشروع الإيراني أو رفضه، وقد يصل التنافس إلى صراع واغتيالات فيما بينهم على الزعامة لما لها من رمزية وسلطة ومال، لكن دائمًا ما تضبط إيران إيقاعات الصراع وتحسمه بالمرجعية العليا في البلاد من أن ينجر إلى صراع غير مدروس النتائج، فمظلة المرجعية الفارسية ألقت بظلالها وثقلها على المراجع العربية منذ قيام الثورة الإيرانية 1979م.

 

وتاريخ الصراع الشيعي مرتبط منذ بداياته بالمؤسسة الدينية الشيعية أو المرجعية الشيعية في العراق، فقد مرت مؤسسة المرجعية الدينية الشيعية بصراعات في تاريخها المعاصر بداية من الصراع بين الأصوليين والإخباريين في منتصف القرن التاسع عشر، ثم الصراع بسبب الثورة الدستورية في مطلع القرن العشرين الذي توزع فيه علماء الشيعة بين مساندي الدستور الذين عرفوا بالمشروطة، ومناوئيه الذين عرفوا بالمستبدة.

 

وفي كل صراع مرت به المرجعية كانت الأطراف المتنازعة تسعى لاستثمار رأس مالها المتمثل في أعداد المريدين والتابعين لكل مدرسة فقهية، ومحاولة كل طرف تقديم نفسه كحارس للطائفة ومحافظ على جوهرها، والعمل على تكفير الآخر وإخراجه من الملة معتمدا على كثرة الأتباع.

 

ومرت الحوزة العلمية في النجف بحالة من الفتور بسبب تراجع دورها في التأثير على مريديها منذ منتصف القرن الماضي بسبب سطوة الحكومات المتتالية، وشيوع مفاهيم علمنة المجتمع، وأفكار البعث والقومية؛ مما أدى لظهور حزب الدعوة بوحي ودعم من إيران والذي دخل بدوره في صدام مع حكومة البعث في سبعينيات القرن العشرين، وأدت إلى حملة قمع دموية شنها النظام ضد أنصار الحزب.

 

وبعد وفاة أكبر مراجع شيعة العراق/ أبو القاسم الخوئي عام 1992 برز صراع في ساحة المرجعية في العراق بعد أن تصدى للمرجعية آية الله/ محمد الصدر، الذي خاض ثلاث معارك تداخلت وتسلسلت تبعا لمعطيات كثيرة:

 

الأولى: كانت ضد الولاية العامة لفكرة ولاية الفقيه، والتي يمثلها علي خامنئي، حيث طرح نفسه بديلا ومنافسا له.

 

والثانية: ضد المرجعيات التقليدية في حوزة النجف المنافسة على النفوذ.

 

والثالثة: ضد النظام العراقي التي أدت إلى اغتياله عام 1999، ولكن اغتياله ترك رصيداً شعبوياً كبيراً داخل شيعة العراق، تجلى ومنذ اليوم الأول لسقوط بغداد بقيام مجموعة كبيرة من أنصار مقتدى الصدر بسحل وقتل المرجع الشيعي الشاب/ مجيد الخوئي، ابن أكبر مراجع العراق أبي القاسم الخوئي، بعد عودته من المنفى وأثناء زيارته للنجف.

 

أطماع سياسية وأهواء شخصية:

 

الأحزاب والحركات والتيارات الشيعية التي عادت من المنفى بعد 2003 كانت تحمل إرثا كبيرا من الصراعات والانشقاقات، كما تحمل تاريخا من المؤامرات والدسائس كان مخفيا تحت قناع العمل السياسي المشترك.

 

وكان النزاع في بداية الأمر ممثلا في تكتلين؛ مثل الأول ما عرف بـ "أحزاب الخارج"، وهي القادمة من الخارج كحزب الدعوة بانشقاقاته المتعددة، والمجلس الأعلى، وبعض الأحزاب الصغيرة؛ كمنظمة العمل الإسلامي، وحركة الوفاق الإسلامي، وتيار الشيرازي.

 

بينما مثل كتلة الصراع الأخرى: "أحزاب وحركات الداخل"، وأبرز ممثل لها كان التيار الصدري الذي تكون من حشود جماهيرية مثلت عامة وفقراء الشيعة ممن التف حول حركة/ محمد الصدر في تسعينيات القرن الماضي، وحركات صغيرة أخرى لم تكن ذات وزن كبير في الصراعات؛ مثل تيار الخالصي في مدينة الكاظمية، وبعض التيارات والحركات المهدوية التي ما أن تظهر في حدث ومكان ما حتى تختفي ويزول تأثيرها.

 

ثم ما لبثت هاتان الكتلتان أن انشقتا، وظهرت كتل جديدة نتيجة التدافع والصراع السياسي والطموحات السياسية والدينية لزعماء ومراجع كل كتلة، فقد انشق زعيم حزب الدعوة/ إبراهيم الجعفري عن حزبه بعد تنحيته عن رئاسة الحكومة في 2005 مشكلاً تيار الإصلاح الوطني، كما أن بعض المنظمات الصغيرة المكونة للمجلس الأعلى خرجت من عباءته مشكلة أحزابا وحركات جديدة، مثل فيلق بدر الجناح العسكري للمجلس الذي تحول إلى منظمة بدر.

 

كما أن التيار الصدري شهد عددا من الانشقاقات بدوره، فقد كان الانشقاق الأول بالتفاف مجموعة مهمة من رموز التيار حول الشيخ/ محمد اليعقوبي الذي كان يعتبر أهم تلاميذ السيد/ محمد الصدر، مكونين حزب الفضيلة الذي انتزع النفوذ من التيار الصدري في مدينة البصرة.

 

كما أن الضربات التي تلقتها ميليشيا التيار الصدري "جيش المهدي" على يد الحكومات العراقية المتتالية أدت إلى تراكم المشاكل بين قيادات التيار، خاصة بعد صولة الفرسان التي قادها نوري المالكي سنة 2008 ضد التيار الصدري، والتي أدت إلى ترنح جيش المهدي وإخراجه من دائرة الصراع مع زج العديد من قياداته في المعتقلات؛ ما حدا بمقتدى الصدر إلى تجميد "جيش المهدي"، ومحاولة تحويله إلى منظمة مدنية تهتم بالإعمار، وهذا ما قاد إلى دخول التيار الصدري بقوة وتميز في العملية السياسية، مما جعلها قوة سياسية وشعبية لا يستهان بها.

 

وعندما تم الإفراج عن عدد من قيادات التيار الصدري المعتقلين قاموا بالانشقاق عن التيار وتشكيل حركات وميليشيات مسلحة، ربما كان أهمها: "عصائب أهل الحق" بقيادة الشيخ/ قيس الخزعلي، ويساعده أحد قادة التيار الصدري المنشقين، وهو السيد/ محمد الطباطبائي.

 

وكذلك انشق الشيخ/ أكرم الكعبي مشكلا حركة النجباء، وهذه الحركات هي التي أطلق عليها اسم: فرق الموت، إذ كانت تستهدف قتل أهل السنة بصورة منهجية، وشديدة البشاعة.

 

وكذلك تشكلت أو ظهرت لساحة الصراع: حركة حزب الله العراق التي قادها الهالك واثق البطاط، وهو شخصية يلفها الغموض، وذلك بسبب تنقله بين العديد من فرق الموت.

 

وقد لعبت هذه المجاميع دورا بارزا في القتال في الحرب الأهلية السورية، حيث دخلت ألوية متعددة منها للقتال بجانب النظام السوري بدعوى الدفاع عن الأماكن المقدسة الشيعية في سوريا، لكن الحقيقة تشير إلى كونها جزءًا من الاستقطاب الطائفي الذي أشعل المنطقة عامة والعراق خاصة.

 

وقد اكتسبت هذه الحركات نفوذا وخبرة ودعما من إيران وسوريا ولبنان نتيجة قتالها في سوريا، وهذا ما أهلها لان تلعب دورا محوريا في قتال تنظيم الدولة بعد سقوط الموصل في يونيو2014.

 

ولقد مثلت هذه الفصائل المادة الأساسية لتشكيل ما عرف بالحشد الشعبي الذي تولى قتال تنظيم الدولة، وإيقاف زحفه تجاه بغداد، والدفاع عن الأماكن الشيعية المقدسة في مدينة سامراء.

 

ولكن كل هذه الجماعات الإرهابية الدموية كانت على خلاف مع مقتدى الصدر مما حدا به للهجوم على الحشد الشعبي عدة مرات، بل وتشكيل مليشيا سرايا السلام لمنافستها.

 

في الانتخابات البرلمانية التي جرت ابريل 2014 دفعت المصلحة الآنية إلى تشكيل كتلة التحالف الوطني الشيعي من 155 مقعدا.

 

لكن واقع الحال هو أن هذه الكتلة مكونة من كتل متنازعة وغير متفقة، وذلك ما انعكس في أزمة ما عرف برفض الولاية الثالثة للمالكي، بالرغم من أحقية كتلته بتشكيل الحكومة، إلا أن انسحاب مرجعية النجف الدينية من دعم كتلة تجاه أخرى أدى إلى تكليف حيدر العبادي بتشكيل الحكومة في حركة أشبه بانقلاب أبيض.

 

ولم يمر على حكومة العبادي سوى سنة واحدة من منتصف 2014 حتى منتصف 2015  حتى اندلعت المظاهرات ضدها في يوليو 2015 قادها  التيار الصدري الذي تحالف مع التيار المدني.

 

ومع الوقت أصبحت المظاهرات مليونية تهدد باقتحام المنطقة الخضراء التي تحوي مقرات الحكومة والبرلمان.

 

وهذا جعل أزمة الصراع الشيعي الشيعي تصل إلى مستويات خطيرة قد تودي بالبلد إلى أتون احتراب أهلي شيعي جديد، وبات الوضع العراقي اليوم متأرجحا بين خطر اندلاع الاحتراب أو الوصول إلى حل سلمي.

 

فتش عن المستفيد:

 

ظلت الأهداف الإيرانية والأمريكية حيال العراق منسجمة إلى حد كبير، وكلاهما يكمل بعضهما البعض، فعدوهما المشترك هم أهل السنّة، وتقاسم الهيمنة على العراق داخلياً لإيران، وخارجياً لأمريكا، حافظ على مستوى الأحداث والخلافات بين زعماء الشيعة المتنافرين في العراق حتى عام 2014 وسقوط الموصل وظهور شبح تنظيم الدولة الذي هدد الجميع، وهنا وقع التضارب بين مصالح وخطط الفريقين.

 

أمريكا تريد تقوية جانب الحكومة العراقية الرسمية وتحجيم نفوذ القوى الموازية ممثلة في المليشيات العسكرية وعددها يفوق الخمسين، وصاحبة النفوذ الأكبر داخل العراق وكلها مدعومة من إيران، في حين أن إيران تريد استثمار هذه المليشيات من أجل إبقاء حالة الفوضى العراقية قائمة وملتهبة مما يستدعي الطرف الإيراني للتدخل دائماً في الداخل العراقي.

 

التضارب الأمريكي الإيراني أدى إلى أن انقسم الشيعة المتنافسون بين مؤيد لتقوية الدولة ومؤيد لإيران ونفوذها ورافض عودة الدولة.

 

وبدأت بوادر الصراع على الأرض عن طريق المليشيات عسكريًا والتظاهرات سياسيًا.

 

التيار الصدري استغل هذا التضارب من أجل الاستفراد بزعامة الحالة الشيعية، فمقتدى الصدر ميال إلى الدولة، ويمكن توظيفه بخدمتها أمريكيًا، فكانت التظاهرات التي تزعمها تياره وهو على خلاف وصراع مع منظومة اللادولة التي يمثلها المالكي والعامري على وجه الخصوص، وقد دفعه اندفاعه إلى غضب إيراني سخر بعض المليشيات لضرب مدينة الصدر معقل التيار الذي يتزعمه، وقد شهدت الأشهر القليلة الماضية اغتيالات وصدامات متبادلة بين فصائل سرايا السلام وعصائب أهل الحق، وحيدر العبادي بوحي من أمريكا يحاول استمالة الصدر لإجراء اتفاق سياسي عسكري لدعمه في توجهاته الإصلاحية، لكنه بحاجة لقلع منظومات الفساد التي بناها المالكي سنوات حكمه الكئيبة بحالة فوضى مؤقتة وبرعاية الولايات المتحدة الداعمة لهذا التوجه؛ لأنه مع منظومة الدولة ويحارب منظومة اللادولة التي ترعاها إيران وهو مع الحل السياسي الداعم للدولة ورافض بصيغة أو بأخرى النفوذ الإيراني.

 

وإن أدى الانشغال بالحملات العسكرية على تنظيم "الدولة" دوراً في نزع فتيل حرب شيعية شيعية في شوارع بغداد وغيرها من المدن الكبرى، لكن مشارفة الحرب على التنظيم على نهايتها، بعدها يتفرّغ الفرقاء الشيعة لتقاسم "جائزة" النصر في تلك الحرب، مع قرب إجراء انتخابات محلية ونيابية عام 2018، وإلى حدّ الآن تبرز بجلاء ملامح قطبين متضادّين مرشّحين للتصادم كلّما اقترب موعد الانتخابات التشريعية المنتظر أن تجرى في 2018، هما كل من مقتدى الصدر ونوري المالكي، ومن يقف وراء كل منهما من شخصيات دينية وسياسية وفصائل مسلّحة، وهو ما حرك آخر الاضطرابات والخلافات التي وقعت بسبب المفوضية العليا للانتخابات واتهام الصدر لها بالتحيز ومطالبته بإعادة تشكيلها.

 

فالمستفيد الأول من الفوضى الشيعية القائمة في العراق هي: إيران التي تبحث باستماتة عن مسببات الفوضى لاستدعاء وجودها كحكم بين المتنافرين، وإيران تريد أن يظل قيادات الشيعة مختلفين لتكون هي الحكم بينهم،حتى تضمن بقائها لأطول فترة ممكنة من الهيمنة على صنع القرار العراقي.

 

إيران تريد أن تبقى مهيمنة على العراق، ومستبدة بقرارها، مستأثرة بثرواتها ومواردها الطبيعية ونفوذها الجغرافي.

 

العراق بالنسبة لإيران حجر الزاوية في بناء إمبراطوريتها الشيعية، وقاعدة متقدمة لبث القلاقل والفتن والاضطرابات داخل العالم الإسلامي والعربي.

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات