الصراع الروسي الإيراني على أشلاء أهل السنّة

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-06 - 1444/03/10
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

كما اشتكى الأسد من ارتفاع وتيرة الخلاف بين قادة جيش الأسد والقادة العسكريين الإيرانيين، والغطرسة الإيرانية في التعامل مع قادة جيشه، الخلاف الذي تصاعد لدرجة اغتيال قائد عسكري مهم بجيش الأسد لم يعجبه تعزيز إيران المبالغ فيه لميليشياتها.قلق الأسد من إيران انتقل بدوره إلى الروس الذين اكتشفوا مع مرور الوقت أن الإيرانيين ليسوا حلفاء أحد، وليست مصالحهم معتمدة..

 

 

 

 زبيغنيو بريجنسكي، هو واحد من قدامى عرابي السياسة الخارجية الأكثر احتراما وتأثيرا في واشنطن .كان مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر ما بين اعوام 1977 و1981، وعمل بعدها كمفكر جيو-استراتيجي، ومؤلف للعديد من الكتب، وباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، لا يزال ابن الرابعة والثمانين أحد أصوات السياسة الخارجية الامريكية.

 

لبريجنسكي نظرية شهيرة في العلاقات الدولية اسمها " نظرية التحالفات والتقاطعات " ومفاداها أن المحصلة تصب دوما في طاحونة الأقوى، وأن التحالفات دوما تكون في صالح الأقوياء ولا يستفيد منها الأقل قوة في شيء . هذه النظرية اليوم تعمل بكل قوة داخل بنية التحالف الروسي الإيراني السوري مذكرة إيانا بقصة الأسد والذئب والثعلب في كليلة ودمنة.

 

في البداية اتفقت روسيا وإيران على الموقف من الصراع في سوريا وعليها، فهما مع بقاء النظام، فبقاؤه يعني انتصار روسيا وإيران، ورحيله يعني انتصار الشعب السوري وداعميه. ولكن مع هذا الاتفاق العلني أو الهدف الكلي يبقى هناك الكثير من المسافات البينية بين الطرفين، تفسر لنا الكثير من بواعث التحركات السياسية والعسكرية في الأسبوعين الماضيين والتي تؤشر لقرب الصدام بين الطرفين.

 

هذا الخلاف والاختلاف البيني لم يكن خافياً على المتابعين الجيدين للشأن السوري والإقليمي، فمنذ بداية الأزمة في سوريا، والجميع يعلم أن التحالف بين روسيا وإيران، عبارة عن تحالف مصالح هش، فرضته ظروف إقليمية ودولية، وشكلت حلب نقطته الأبرز، وهي الفرضية التي أكدتها ملامح الخلاف الأخيرة التي بدأت في الظهور على سطح الأحداث عقب سقوط المدينة، خصوصا عندما شعرت طهران أن موسكو بدأت بعقد اتفاقيات من وراء ظهرها تُخالف استراتيجيتها في سورية، وشكل نشر موسكو كتيبة عسكرية في شرق حلب، دافع لطهران لإعلان القائد العام للحرس الثوري إن جبهة حلب تعتبر الخط الأول للثورة الإيرانية.

 

والحقيقة أن الأزمة السورية أثبتت أن العلاقات  الإيرانية الروسية تسير في الاتجاه الخطأ على الرغم من التصريحات المتكررة التي يُطلِقها قادة موسكو وطهران أن التحالف بين الدولتين على ما يُرام، وعلى العكس فقد تبين من تعاطى كل من الدولتين للمسألة السورية وجود العديد من الخلافات الحادة التي تنفى تصريحات الجانبين حول تطابق وجهات النظر على طول الخط.

 

خلاف الشهر الأول:

مما لاشك فيه أن سنة 2003 كانت سنة فاصلة في تاريخ الطموحات الإيرانية لتصدير ثوريتها المقيتة، ففي 2003 سقط عدو إيران الألد ؛ صدام حسين، وانهار الجدار الشرقي للعالم الإسلامي في مواجهة المخططات التوسعية لإيران الخومينية، ومن يومها أخذت إيران في التوسع غرباً حتى أحكمت سيطرتها على العراق بصورة شبه كلية، ثم جاءت الأزمة السورية لتستغلها إيران أسوأ استغلال للتوسع غرباً عبر بسط نفوذها حتى الساحل الشرقي للبحر المتوسط عن طريق التدخل المباشر في العراق وسوريا ولبنان ،كما أن تلك الخطوة تمثل ركناً هاماً في سبيل بسط نفوذ طهران على كامل منطقة الشرق الأوسط، ولكي تنجح طهران في تلك المهمة فقد تعمد قادتها إثارة النزاعات المذهبية والطائفية في عدة مناطق لا تخفى على أحد، وقد أكد قائد الحرس الثوري الإيراني على ذلك صراحة حين صرح قائلاً: "إن وحدة العراق وإيران وسوريا تحت لواء الإمام المهدى ستجعل شعوب تلك الدول بمثابة أمة واحدة ".

 

أما روسيا فلها أهداف أخرى غير الأهداف الإيرانية، فهي ترى أن الأمر استراتيجي في إطار رغبتها في الاحتفاظ بقواعدها البحرية والجوية في سوريا، ولا يهمها سقوط نظام الأسد من عدمه، والأهم هو بقاء النظام الموالي لها والذي يضمن امتداد نفوذها في هذا العمق الاستراتيجي الهام، لذلك فقد توافق بسهولة على أي فكرة للتقسيم، بعيدا عن مناطق نفوذها، في مقابل رغبة إيران في التسويق لنصرها المزعوم بحلب على غريمتها السعودية وأهل السنّة عموماً ،كرؤية طائفية بحتة، مجددة رغبتها في نشر مشروع "الهلال الشيعي"، الذي يمتد من أفغانستان عبر العراق واليمن إلى حوض البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي فنظام الملالي يريد سوريا كلها له خالصة دون شريك ؛ كي لا ينقطع الطريق من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط، ويريد لبشار الأسد البقاء في السلطة على ما يعطيهم إياه، لأن غيره لن يتمكن من إبقاء المنظومة الحالية في النظام، وبالتالي سيضيع عليهم كثير مما حصلوا عليه من وراء حمايتهم له.

 

روسيا وإيران وتضارب المصالح:

على سطح المشهد، تبدو إيران وروسيا كما لو كانتا تتمتعان بمصالح مشتركة، فكلاهما تستمران بمعارضة "الغرب" بشدة، فبعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، دعمها للانفصاليين في أوكرانيا الشرقية، واشتباكها مع تركيا، عادت علاقة روسيا مع الغرب تقريبًا إلى موقف الحرب الباردة، وفي الوقت عينه، واصلت إيران نهجها المعادي للغرب ظاهرياً، وإن كان الاتفاق النووي قد خفف من غلواء هذا الادعاء . ولكن العنوان الحقيقي للبلدين هو تضارب المصالح وتقاطع المسارات، وذلك حتى قبل التدخل في الأزمة السورية.

 

فقد عوّل بوتين منذ بداية حكمه على إستراتيجية كبرى تقوم على افتراض استمرار ارتفاع أسعار النفط والغاز، مما سيضمن بالتبعية رفاهًا بالاقتصاد الروسي المتداعي، ولكن واجه هذا النهج مشاكل خطيرة بداية من انهيار أسعار النفط والغاز، ومن ثم شهدت موسكو مشاكل خطيرة في محاولاتها لاحتكار الأسواق الأوروبية، مما صعّب عليها الوصول إلى غايتها بالحفاظ على أسعار النفط عند مستويات مقبولة. نتيجة لذلك، حاولت موسكو التعاون مع الدول الأخرى المنتجة للنفط لتجميد إنتاج النفط وزيادة أسعاره بالنتيجة، ولكن إيران رفضت التعاون، موضحة حقيقة أن سعيها لإنهاء العقوبات الغربية ينبع من رغبتها في بيع أكبر كمية ممكنة من النفط في الأسواق العالمية.

 

ومن الأمور التي أدت  لزيادة التوتر بين إيران وروسيا مسألة الغاز الذي يمثل السلعة الإستراتيجية الأهم بالنسبة للاقتصاد الروسي . وعلى الرغم من خطورة مبيعات النفط الإيرانية، إلا أن سخط موسكو سيتفاقم في حال حاولت إيران ضخ الغاز إلى أوروبا، وهو السوق الذي لطالما حاول الكرملين احتكاره قدر الإمكان، وبغية استكشاف إمكانيات طهران للقيام بذلك، عمدت روسيا لعقد محادثات مع جورجيا وحتى أذربيجان، رغم علاقتها المتوترة طويلة الأمد مع باكو، فإذا تحقق ذلك على أرض الواقع، قد تحل إيران مكان المخطط الروسي لأنابيب ضخ الجنوب وأنابيب تركيا، المشروعان اللذان يخطط لهما الكرملين لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا من الجنوب، واللذان لم يُنفذا على أرض الواقع حتى الآن . أيضا لم يكن خافياً على روسيا محاولات إيران التقارب مع تركمانستان، الدولة التي تتمتع بإحدى أكبر مكامن الغاز في العالم، حيث حلمت تركمانستان لعقود طويلة بإرسال الغاز إلى أوروبا عبر خط الغاز الممتد في قاع بحر قزوين، ولكن الكرملين عارض بشدة هذا المشروع، حيث عمدت روسيا إلى تعزيز قواتها البحرية في المنطقة، وحذّرت من احتمالية إعلانها لحرب إذا ما انخرطت تركمانستان بهذا المشروع، علمًا بأن تركمانستان، وباعتبارها دولة داخلية لا تطل على أي منفذ بحري، لا تتمتع بأي خيار سوى بإرسال معظم إنتاجها من الغاز إلى الهند وباكستان.

 

هذه الطموحات الإيرانية نحو الاستحواذ على قطعة كبيرة من كعكة الغاز دفع الكرملين لئن يرسل برسائل تحذير للإيرانيين من مغبة التقارب مع تركمانستان، وذلك عبر تأجيل تسليم إيران منظومة الدفاع الجوي الأحدث في العالم إس 300حيث تم توقيع العقد الأصلي في عام 2007، أُلغي في عام 2010، وأعيد إحياؤه في عام 2015. بعد التشارك في وأد الثورة السورية.

 

فعلى سبيل المثال، وفي ديسمبر 2015، أعلنت روسيا على لسان نائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري روجوزين، بدء تسليم منظومة الصواريخ، ولكن مع ذلك لم يجر تسليم أي شيء، وبحلول فبراير من عام 2016، زار وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، موسكو لمناقشة تسليم الصواريخ وشراء معدات عسكرية روسية أخرى في المستقبل، وتم التصريح بشكل ضمني بأن الصورايخ سيتم تسليمها في المستقبل القريب، ولكن مع ذلك، وعلى الرغم من شيوع الإعلانات المتفائلة في ذات اليوم حول التعاون الروسي الإيراني في المجال العسكري، خرج المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، ليقول: "من السابق لأوانه تحديد تاريخ تسليم معين لأنظمة الدفاع الجوي الروسية إس 300 إلى إيران".

 

لم تكن المماطلة بتسليم صواريخ إس 300 الرسالة الوحيدة التي بعثتها موسكو لطهران، بل كانت الرسالة الثانية حول سوريا؛ ففي الوقت الذي كان فيه الحفاظ على القواعد الروسية في سوريا السبب الرئيسي، أو على الأقل أحد الأسباب الرئيسية، لتورط الكرملين في الصراع السوري، لم تكن روسيا مهتمة للغاية بمصير الأسد وسيطرته الكاملة على سوريا، وفي ظل امتلاك طهران لحصة أكبر بكثير من روسيا في المنطقة، بعث الكرملين من خلال الانسحاب الروسي، أو على الأقل الانسحاب الجزئي من الأراضي السورية، رسالة واضحة إلى طهران مفادها إنه لن يساعد إيران على بزوغها كقوة مهيمنة في سوريا على حساب روسيا.

 

الأسد الحائر:

في ظل هذا التضارب في المصالح، والتقاطع في عدة ملفات، يبقى بشار الأسد مثل قط الشوارع التائه على المزابل، يأكل من زبالة هذا يوماً، ومن زبالة ذاك يوماً آخراً . ففي شهر أكتوبر سنة 2015 خرج الأسد علنا من سوريا في زيارة غامضة وحده إلى موسكو دون أن يصحبه أي مسئول أو مساعد، ويعود إلى سوريا في أقل من 24 ساعة، حيث  التقى كفيله الجديد " بوتين " وذلك لأغراض غير معلنة، قيل وقتها أنها لتدعيم وضع الأسد سياسياً، وللتحضير لجنيف 2، ولكن الأيام كشفت غير ذلك . فالأسد قد ذهب لسيده بوتين يشكي من تنامي النفوذ الإيراني وعواقبه الداخلية ،كشفت عن تباعد الأسد عن إيران واقترابه من الروس بصورة تتزايد يوما بعد يوم،حتى أن الأسد قد أصبح فعليا في حوزة الروس وحمايتهم، ولا أدل من ذلك على إقلاع طائرة الأسد من مطار حميميم في محافظة اللاذقية على ساحل البحر المتوسط، وهو المطار الذي تحوّل لقاعدة عسكرية روسية تدير العمليات الجوية التي بدأها الروس منذ بضعة أسابيع، إلى جانب القاعدة الروسية القديمة في طرطوس، والواقعة أيضًا على البحر المتوسط، بدلا من مطار دمشق أو المزة العسكري وكلاهما خاضع للنفوذ الإيراني.

 

كما اشتكى الأسد من ارتفاع وتيرة الخلاف بين قادة جيش الأسد والقادة العسكريين الإيرانيين، والغطرسة الإيرانية في التعامل مع قادة جيشه، الخلاف الذي تصاعد لدرجة اغتيال قائد عسكري مهم بجيش الأسد لم يعجبه تعزيز إيران المبالغ فيه لميليشياتها.قلق الأسد من إيران انتقل بدوره إلى الروس الذين اكتشفوا مع مرور الوقت أن الإيرانيين ليسوا حلفاء أحد، وليست مصالحهم معتمدة على الأسد كما قد يتصور البعض، فإن كانوا قد تمسكوا به في البداية فإن تلك كانت مرحلة مؤقتة حتى بنوا لأنفسهم رصيدًا على الأرض بميليشياتهم، والتي اضطلعت بالدور الرئيسي في مواجهة الثوار السوريين .

 

العجيب أن ارتماء الأسد في أحضان الروس وطلبه دعمه في مواجهة الثورة السورية من جهة، ومن النفوذ الإيراني من جهة أخرى، قد تحول 180 درجة بعد الاتفاق الروسي التركي الأخير والذي أدى لوقف إطلاق النار في سوريا، وهو الاتفاق الذي رأت فيه إيران والأسد أنه تحجيم للنفوذ الإيراني، وربما يؤدي لاحقاً للتخلص من الأسد نفسه. لذلك هرع الأسد بإرسال وزير خارجيته وليد المعلم، ورئيس مخابراته " علي مملوك " من أجل مواجهة مخرجات اتفاق الأستانة والتي ينظر إليها الإيرانيون بكثير من الريب. فقد صرح  العميد رمضان شريف، مسؤول العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني، في حوار لوكالة "تسنيم" الإيرانية قائلاً: "بوصفي أحد مسؤولي حرس الثورة الإسلامية الإيرانية، يمكنني القول: ليس هناك مجال للحديث عن التكتيكات الميدانية القادمة في سوريا، لكن يمكنني القول إن جميع هذه التكتيكات تصب في نهاية الأمر في مواجهة الكيان الصهيوني". على حد زعمه.

 

ومن جهة أخرى أعلنت الخارجية الإيرانية اليوم السبت، تعيين جواد ترك آبادي، سفيراً جديداً لطهران في العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد نحو شهرين ونصف من خلو المنصب، والجدير بالذكر أن السفير الجديد من كوادر الحرس الثوري، وله باع طويل من العمل وفق تكتيكات الحرس الثوري، وشغل منصب سفير بلاده في السودان بين عامي 2010 حتى 2014، كما كان قبل ذلك سفيراً في البحرين ونيجيرياً، وقائماً للأعمال في الكويت، وكلها مناطق شهدت صحوة للنفوذ الشيعي وتوترات ملحوظة بسبب ذلك أيضا.

 

وإجمالاً، الأهداف والوسائل الروسية أخذت تتقاطع مع الأهداف والوسائل الإيرانية يوما بعد يوم.فروسيا تهدف لحماية نفوذها علي ساحل البحر المتوسط ممثلا في قاعدتها البحرية علي الساحل.كما تهدف للتأثير على الساحة الدولية عبر التواجد بقوة في هذه البقعة الإستراتيجية من العالم، ومزاحمة الدور الأمريكي في المنطقة. في حين أن إيران ترغب في بسط النفوذ الشيعي بالمنطقة، كما أن المسئولين الإيرانيين يدعون علنا إلي تغيير الأنظمة السنية في المنطقة، وإيران هي العقل المدبر لخطة إعادة رسم خريطة التقسيمات الإثنية والعرقية في وسط سوريا.

 

كما أنهم لا يريدون وجود أي مناطق يسيطر عليها السنة بين دمشق والحدود اللبنانية، إيران جلبت ثلاثمائة عائلة من العراق لتستقر في داريا من ضواحي دمشق بعد استسلام وخروج الثوار منها أغسطس الماضي. وشحنوا إلى سوريا عائلات شيعية لحماية مقام زينب!! وبعد سقوط حلب، دفعت إيران بكل قوة باتجاه هجوم شامل على إدلب، وحاولت تبرير ذلك، ولكن دون أن يحالفها التوفيق، بالقول إن الثوار لا ينبغي أن يمنحوا فرصة للراحة وإعادة تجميع صفوفهم بمعنى آخر، التخطيط الإيراني استراتيجي وطويل المدى وموغل في الطائفية.

 

ومن الطبيعي إذا اختلفت الأهداف أن تختلف الوسائل، فروسيا مع المحافظة على النظام عبر تعزيز قدرات جيشه وتمكينه من استعادة الأراضي التي خسرها في الثورة كمدخل لإعادة التوازن إلى معادلة الصراع تمهيدا للذهاب إلى حل سياسي أساسه  بقاء الأسد ودائرته المقربة من الحكم، في حين تتبنى إيران المحافظة على النظام بتحقيق نصر حاسم على الثورة السورية، عبر تعزيز دور القوى غير النظامية (الميلشيات)، في استنساخ لتجربة حزب الله والميلشيات العراقية، وتهميش المؤسسة العسكرية النظامية.

 

سواء أكانت هناك عملية إعادة تقاسم للنفوذ، أو عملية نزاع على النفوذ بين المحتلين، لكن الأمر المؤكد هو أن الروس والإيرانيين يعتقدون أنهما حققا نصرا بحلب، وبدءا بمرحلة جني المكاسب، ما يسرع ببروز الخلافات بينهما ويحولهما من حليفين إلى خصمين، فهم في النهاية شركاء متشاكسون، وحلفاء ألداء، لا يجمعهم سوى محاربة الإسلام والمسلمين، فهم مثل اللصوص الذين يتشاركون في السطو والسرقة، فإذا حان وقت الاقتسام برزت النزاعات وحان وقت سل السكاكين. وهو ما سنراه والله أعلم قريباً

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات