التربية الإسلامية الشاملة

محمد محمد بدري

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

ولذلك فإنه لم يعد يكفي أن نطلق الصيحات الخطابية في الكتب، والمجلات والصحف والندوات، وفوق المنابر: عودوا إلى الإسلام، عودوا إلى الإسلام، وإنما لا بد أن نمتلك منهاجًا تربويًا شاملًا يسد الثغور على فتنة الجاهلية المعاصرة، ونستطيع من خلاله إعادة صياغة الفرد المسلم بما يتفق وأهداف الإسلام، ويُلبي حاجات الأمة الإسلامية.

 

 

 

لا تستطيع أمة من الأمم تحمل رسالتها للعالم إلا إذا وصل أفرادها إلى قدر مشترك من الاتفاق والتوافق حول القضايا الأساسية لهذه الأمة. والتربية - وحدها هي القادرة على تكوين ذلك القدر المشترك من الاتفاق والتوافق بين أفراد الأمة، بل إن التربية هي التي تتحمل المسؤولية الكبيرة في بلورة (رسالة) الأمة، وفي غرس (الولاء) لتلك الرسالة.. وفي إطار الولاء للرسالة تتلاحم الأمة وتترابط وتتماسك فتصبح كالكتل الصخرية التي تتحدى الأمواج العاتية..

 

والأمة الإسلامية تحمل رسالة عظيمة تعلن بها ميلاد الإنسان الجديد. الإنسان المتحرر المتطهر الكريم. الإنسان الذي لا إله له إلا الله، ولا معبود له إلا الله، ولا حاكم له إلا الله. «هذه الرسالة التي عبر عنها في بساطة عجيبة، ربعي بن عامر. رسول قائد المسلمين إلى رستم قائد الفرس - وهذا يسأله: ما الذي جاء بكم؟ فيجيبه للتو واللحظة في هذه البساطة الجامعة: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده.. ومن ضيق الدنيا إلى سعتها.. ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام»[1].

 

ولا شك أنه ما كان لرجل من عامة المسلمين أن يتحدث عن رسالة أمته عفو الخاطر، بهذه البساطة العابرة إلا أن تكون التربية التي أخرجته تربية شاملة وشامخة.. تربية تجعل من رسالة الأمة حقة مستقرة في نفس الفرد استقرار الفطرة المكينة العميقة!!.

 

لقد بدأت التربية الإسلامية في مكة وقبل أن تكون للإسلام كلمة نافذة في المجتمع، بل حين كانت الفئة المؤمنة هي المستهدفة بالفتنة والأذى.. واستكمل البناء التربوي الإسلامي في المدينة حيث الأمن والعافية وإقامة الدولة.. ولم يكف النبي -صلى الله عليه وسلم- عن تربية الأمة حين قامت الدولة، بل استمر يربي الأمة حتى آخر لحظة[2].

 

فأما في مكة: فبينما الجاهلون يقاومون دعوة التوحيد ويطوفون حول آلهة صنعوها بأيديهم ويرسخون الفوارق بين الناس في المجتمع.. وبينما الفئة المؤمنة تواجه الأذى والاضطهاد.. «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلقى أصحابه في دار الأرقم: يربيهم ويعلمهم.. يعلمهم العقيدة الصحيحة، و(يربيهم عليها).... وحين كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (يربي) أصحابه على العقيدة الصحيحة، كان ينشئ بقدر الله - ذلك اليقين القلبي الذي ينبثق منه السلوك العملي، وكان بهذا ينشئ - بقدر الله -تلك النفوس العجيبة التي صنعت ما شاء الله لها أن تصنع من عجائب التاريخ..

 

بالقرآن.. بتوجيهاته الدائمة -صلى الله عليه وسلم-.. بقيام الليل.. بالقدرة العملية في شخصه -صلى الله عليه وسلم-.. برعايته لهم في المحنة.. بالحب الفياض من قلبه العظيم لهم.. بكل تلك الوسائل مجتمعة، تأصلت العقيدة في قلوب ذلك الجيل المتفرد، فكانت تلك (الطاقة) الهائلة التي صنعت الأعاجيب..»[3].

 

ومرت ثلاثة عشر عامًا في مكة في تربية للأمة على الضبط والإحكام، ومهدت هذه الأعوام من التربية للأعوام العشرة المدنية التي تلتها، وفي مدينة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت تربية ثانية يُؤخذ بها المؤمنون، تختلف عن التربية الأولى قليلًا في مظهرها واتجاهها لا في روحها وحقيقتها. كانت التربية الأولى ضبطًا للنفس وصبرًا على الأذى وتبليغًا وإعدادًا للعدة مع حبس دواعي الانطلاق وكف حدة الإقدام، أما التربية الثانية فهي تبنى على الأسس السابقة، ثم تدفع المؤمنين دفعًا قويًا إلى الانطلاق في سبيل الله للضرب على أيدي أعداء الله بقوة لا تعرف الضعف، وعزيمة لا تعرف الوهن»[4].

 

ومهدت هذه الأعوام من التربية في المدينة للأعوام التي تلتها، والتي امتد فيها الإسلام إلى أقصى المشرق وأقصى المغرب على أيدي (الربانيين) الذين هم الترجمة الحية للعقيدة الإسلامية الصحيحة، والتربية الإسلامية الشاملة.

 

لقد استطاعت التربية الإسلامية الأولى أن تصوغ أفراد الأمة عقائديًا وفكريًا وسلوكيًا في الصورة الإسلامية بكل أبعادها، وبالتصور الشامل للحياة في نواحيها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها..، واستطاعت أن تغرس في نفوس الأفراد (الانتماء) لدينهم وأمتهم،.. واستطاعت أن تعد جيلًا إسلاميًا يحمل رسالة الأمة الإسلامية إلى كل الأرض، ويتحمل في سبيل ذلك الآلام الجسام.

 

واليوم، وعلى الرغم من «مرور أربعة عشر قرنًا أو يزيد على المدرسة التربوية والمؤسسة التطبيقية الأول في دار الأرقم بن أبي الأرقم، والتي بدأت منها خطوات المسلم (الإنسان الجديد)، مع ذلك، نرى اليوم الكثير من الثغور التربوية التي يقتضيها إخراج الإنسان والأمة لتحقيق الشهود الحضاري (الشهادة على الناس والقيادة لهم) لا تزال مفتوحة، ولا نزال نؤتى من قبلها، لأنها تفتقد (المرابطين) من أهل الدراية والفقه التربوي»[5] القادرين على اكتشاف طاقات الفرد، والتعرف على إمكاناته، ثم تزويده - عبر التربية - بالمهارات التي تجعل منه إنسانًا قادرًا على تغيير الواقع، والوصول إلى الأهداف المنشودة.

 

إن الكثرة الكاثرة من جماهير الأمة الإسلامية يجذبها ضغط الجاهلية المعاصرة إلى الأرض، وتقف أمام (واقع) الأمة الإسلامية مستسلمة له، كما لو كان لا سبيل إلى تغييره أو زحزحته أو التمرد عليه!! وانقلب معنى (الصبر) في نفوس هذه الجماهير «من الصبر على مواجهة التحديات، ومقارعة الشر، إلى الصبر على المرض، والجهل، والفقر، والظلم، والهزيمة، والتخلف. وانقلب معنى (الزهد) من زهد الأغنياء والأقوياء بالثروة والجاه في سبيل الله، فصار عجز الفقراء والقاعدين عن العمل والراضين بالضعف والهوان. وانقلب معنى (التوكل) من الثبات بعد استكمال الاستعداد والتخطيط فصار تبريرًا للارتجالية والفوضى وعدم الإعداد!!»[6].

 

ولذلك فإنه لم يعد يكفي أن نطلق الصيحات الخطابية في الكتب، والمجلات والصحف والندوات، وفوق المنابر: عودوا إلى الإسلام، عودوا إلى الإسلام، وإنما لا بد أن نمتلك منهاجًا تربويًا شاملًا يسد الثغور على فتنة الجاهلية المعاصرة، ونستطيع من خلاله إعادة صياغة الفرد المسلم بما يتفق وأهداف الإسلام، ويُلبي حاجات الأمة الإسلامية.

 

ولا شك أنه لا بد من (معالم) يصاغ من خلالها ذلك المنهاج التربوي الشامل الذي يعين الأمة على الرشاد والترشيد، ويجعلها محاطة بسياج تربوي متين يحفظ عليها تماسكها، ويحميها من الانهيار مهما تغيرت الظروف والأحوال؟!.

 

ومن هذه المعالم الشمولية:

فالبناء التربوي الإسلامي بناء شامل ومتكامل: (صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ) [البقرة: 138].

 

ويجب أن يتم هذا المنهاج التربوي الشامل في إطار المرجعية الإسلامية، ومصادر المعرفة الإسلامية في الكتاب والسنة. مع الإفادة من جهود الآخرين التي تأتي من نفس المنطلقات، وتنبت في نفس التربة.

 

ومن هذه المعالم: الواقعية

«فالمنهاج التربوي الإسلامي، إنما يصاغ لينزل إلى واقع الناس، ويعايشهم أحداث هذا الواقع ومشاكله، بل إن المنهاج التربوي الإسلامي منبثق من هذا الواقع، فهو لم ينشأ من فراغ، فينبغي ألاَّ يطبق في فراغ»[7].

 

وإذا بُتر هذا المنهاج التربوي الإسلامي عن الواقع، فإنه يصبح في الحقيقة (صورة) بلا روح، لأنه يصبح عبارة عن نظريات مجردة، أو حقائق ومعارف باردة، لا نصيب لها من التنزيل على الواقع أو الارتفاع بالواقع ليتعامل معها؟!.

 

ومن معالم المنهاج التربوي الإسلامي: التدرج

فالمنهاج التربوي الإسلامي يقوم على المرحلية والتدرج ولا يضع الفروع مكان الأصول بل يبدأ من ترسيخ الجانب العقدي في قلب الفرد، ليصل بشكل (هرمي) إلى تهذيب أخلاقه، فتكون العقيدة هي التي تبني في صميم الوجدان: أخلاق الفكر، وأخلاق النفس، وأخلاق السلوك.. (كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ) [الفتح: 29].

 

ويكون التدرج هو الذي يحمي الفرد المسلم من الانقطاع أو القعود أو على الأقل الفتور والتواني، لا سيما في هذا العصر الذي تنمرت فيه الجاهلية.

 

وهكذا يعمل المنهاج التربوي الإسلامي في إطار من الشمولية، والواقعية، والتدرج على تحقيق التربية الإسلامية الشاملة التي «تهدف بالاعتبار العقائدي: إلى تكوين (العبد الرباني) لتحقيق التجرد.

 

وتهدف بالاعتبار الأخلاق: إلى تكوين (المثال الإنساني) لتحقيق القدوة.

وتهدف بالاعتبار المادي: إلى تكوين (الإمكانية البشرية) لاستخلاص الطاقة»[8].

ولا شك أنه لتحقيق هذه الأهداف السابقة، لا بد من (فقهاء) في التربية الإسلامية يُجسدون المنهج الإسلامي في الواقع، ويثيرون الاقتداء به عند الآخرين، ويدفعون أفراد الأمة لمحاكاته والارتقاء إليه عبر إحياء العقيدة، والقيم، والأخلاق الإسلامي. ويسترشدون في كل ذلك بمعالم التربية الإسلامية من (شمولية، وواقعية، وتدرج وغيرها).

 

1 - فأما في مجال العقيدة:

فإن فقهاء التربية الإسلامية يقومون بتربية الأمة على التوحيد (بشموله)، ويهتمون بكل جوانب العقيدة والعملية، ويركزون في معالجة الانحرافات العقائدية في الأمة على الانحرافات (الواقعية) القائمة في الأمة في هذا العصر؟!.

 

ففي توحيد الربوبية: يقوم فقهاء التربية الإسلامية بتعريف الأمة بربها الحق من خلال آياته المبثوثة في الكون - كما هي طريقة القرآن - حتى يصير الإيمان بربوبيته -عز وجل -أمرًا راسخًا في قلوب الأمة، مؤثرًا في نفوسها، متحركًا في واقعها،.. وليس معرفة نظرية باردة في ثلاجات الأذهان!!.

 

وفي توحيد الأسماء والصفات: يقوم فقهاء التربية الإسلامية بتربية الأمة على التعرف على الله -عز وجل -بأسمائه وصفاته، والثناء عليه سبحانه بها، وأخذ حظهم من عبوديتها جميعا «فأكمل الناس عبودية: المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر، فلا تحجبه عبودية اسم عن عبودية اسم آخر، فلا يحجبه التعبد باسمه القدير عن التعبد باسمه الحليم الرحيم، أو يحجبه عبودية اسمه المعطى من عبودية اسمه المانع أو عبودية اسمه الرحيم والعفو والغفور عن اسمه المنتقم..»[9] بل يعبد الله ويدعوه بكل أسمائه كما أمر سبحانه: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف: 180]، وما كان يسوغ الانصاف به من صفات الله -عز وجل -كالرحيم والكريم، يدرب العبد نفسه على الانصاف بما فيما يليق به.

 

وما كان من صفات الله -عز وجل -فيه معنى الوعد كالغفور والعفو والشكور، فيقف العبد منه عند الرغبة والرجاء. وما كان من صفاته -عز وجل -فيه معنى الوعيد كالجبار والمنتقم وشديد العقاب وسريع الحساب.. فيقف العبد منه عند الخشية والخوف.

 

وما كان من صفاته سبحانه وتعالى فيه معنى الاطلاع والعلم كالعليم والسميع والبصير، فيقف العبد منه عند الحياء والخوف أن يراه الله -عز وجل -حيث نهاه أو يفتقده حيث أمره، أو يسمع منه منكرًا أو كذبًا، أو يرى منه معصية أو فجورًا.

 

وبالجملة، يهتم فقهاء التربية الإسلامية بالجانب (العملي) لتوحيد الأسماء والصفات، ويعملون على إحياء الآثار الإيمانية لهذه الأسماء والصفات من أعمال القلوب كالحب والبغض، والخوف والرجاء، والرغبة والرهبة، والإنابة والخشوع وغيرها..

ولا يكتفي فقهاء التربية الإسلامية بالحفظ النظري العقلي الجاف لعقيدة أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات.

 

وفي توحيد الألوهية: يقوم فقهاء التربية الإسلامية بتربية الأمة على الرفض النفسي القوي للشرك، والبراءة منه ومن أهله «لأن هذه البراءة هي الشرط لقبول الإسلام في الآخرة.. قال -صلى الله عليه وسلم-: «من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة» - أخرجه مسلم - كما أنها شرط التمكين في الأرض لقول الله سبحانه: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) [النور: 55][10] فتحقيق التوحيد وترك الشرك هو طريق النجاة والتمكين.

 

وفي قضية التشريع.. يربي فقهاء التربية الإسلامية الأمة على تحقيق (العبودية) لله -عز وجل -بقبول شرعه، ورفض ما سواه من دساتير أرضية أو قوانين وضعية. وأنه لا بد في ذلك أن يكون المسلم (كارهًا) لشريعة غير الله، حتى لو فرضتها عليه الأنظمة العلمانية الحاكمة، وأن يحتفظ بهذا الكره حتى يجعل الله له - ولغيره من الأمة - مخرجًا.. وأن يجعل البراءة من كل منهج وتشريع يخالف شريعة الله، ومعاداة القائمين عليه، وعدم الاعتراف بشرعية أنظمتهم - يجعل كل ذلك دلالة ظاهرة لهذا الكره.

 

وفي قضية الولاء.. يؤكد فقهاء التربية الإسلامية على أن «ما يجمع بين الناس أو يفرق هو العقيدة... وأنها هي الوشيجة التي تتبع منها سائر الوشائج،.. وأن الأمة في الاصطلاح الإسلامي هي جماعة المؤمنين بهذه العقيدة في كل الأرض... وأن وشيجة النسب والقرب، ووشيجة القوم والجس، ووشيجة الأرض والوطن كل هذه الوشائج لا تقوم بذاتها رابطة تقوم عليها الأمة، إذا انعدمت وشيجة العقيدة»[11] ويركز فقهاء التربية الإسلامية على استقلال الأمة الإسلامية وتميزها، واستعلائها بتشريعاتها وعقائدها على التشريعات والعقائد والنظم الجاهلية.. وخاصة في هذا العصر الذي ربط فيه كثير من الحكام العلمانيين مصير أممهم بالكافرين من يهود ونصارى، وأعطوهم الولاء السافر الذي نهى الله -عز وجل -المؤمنين عنه بقوله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة: 51].

 

ويرفع فقهاء التربية الإسلامية شعار: الولاء لله ولرسوله ولدينه ولعباد الله المؤمنين، والبراء من كل متبوع أو مرغوب أو مرهوب يحاد الله ورسوله.

 

وفي قضية النسك: يقوم فقهاء التربية الإسلامية بتطهير قلوب الأمة من شرك النسك، ومن صرف أنواع العبادة إلى الشيوخ والأضرحة والمقبورين وغيرها من الأوثان التي تحيطها الحكومات والأنظمة العلمانية بهالات من التقديس المصطنع لتلبس على العامة أمر دينها، وتدفعها إلى دعائها والاستغاثة بها والنذر والذبح لها والطواف حولها، وغير ذلك من العبادة التي لا تُصرف إلا لله سبحانه وتعالى.

 

وبالجملة، فإن فقهاء التربية الإسلامية يقومون بتربية المسلم على أن يحيا بالعقيدة، ويعيش لها ويجاهد من أجلها، ويضحى في سبيل ذلك بماله ونفسه، ويؤثر حب الله -عز وجل -على كل حب، كما أمر الله عز وجل: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [البقرة: 165]. ولا تتسرب إليه صور الشرك الخفية «من الشرك بالأرض، والشرك بالجنس، والشرك بالقوم والشرك بالنسب، والشرك بالمنافع الصغيرة القريبة، تلك التي يجمعها الله سبحانه في آية واحدة فيعضها في كفة، ويضع الإيمان في كفة أخرى، ويدع للناس الخيار: (قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: 24][12].

 

2 - وأما في مجال القيم:

فإن فقهاء التربية الإسلامية يؤكدون على أن انهيار الأمم إنما يكون بإفلاسها في عالم (القيم) لأن هذه القيم تؤثر في مجمل جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية للأمة، وفي ظلالها تترقى الحياة الإنسانية ترقيًا صحيحًا وتنمو نموًا سليمًا. ولذلك فلا بد من تربية أفراد الأمة على القيم الإسلامية من (الحرية.. وحب العمل.. ونصرة الحق.. وغيرها). ولا بد أن تتمركز (الحرية) في قلب نظام القيم في الأمة، «لأن غياب الحرية في حقيقته هو غياب التوحيد، وحقيقة التوحيد أن لا يخشى الإنسان الموحد إلا الله، ولذلك فسر الطبري قوله تعالى: (لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا) [النور: 55] بأن معنى لا يشركون بي شيئًا هو: أنهم لا يخافون غيري من جبابرة السلاطين والأشخاص»[13].

 

«إن التربية الإسلامية هي التي أنجبت في عصور التطبيق الإسلامي أفرادًا تثور ثائرتهم على الولاة المقربين، إذا هتكوا حرية أحد الرعية الذميين، وتنفجر قداسة الحرية على ألسنتهم: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا.. في الوقت الذي تعمل سياطهم تأديبًا لمن اغتصبوا هذه الحريات. وحين هجرت التربية الإسلامية رعاية (قيمة) الحرية، مرت على الأمة قرون كاملة من اغتصاب الحريات دون حس أو شعور»[14]. وهذا يضع على التربية الإسلامية مسؤولية كبيرة في «تنمية تعشق الحرية ونصرتها والغيرة عليها والدفاع عنها إذا انتهكت كالغيرة على الأعراض والحرمات. ويتفرع عن ذلك تنمية الوعي بقيمة التعبير عن الرأي، لأن الأمة التي يوجهها الوعي بقيمة (النقد الذاتي) أمة تتمتع بالصحة والعافية، ولا تتراكم عليها آثار الممارسات الخاطئة، حتى تتفجر في فتن مدمرة، تأتي على كيان الأمة دفعة واحدة. ولا بد للتربية الإسلامية أن تدرب أفراد الأمة على ممارسة كل من حرية الرأي، والنقد الذاتي، بحيث تنطبق عليها المواصفات التي توجه إليها أمثال قوله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) [البقرة: 83] وقوله عز وجل: (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [النحل: 125]، وقوله سبحانه: (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا) [النساء: 63]، وبذلك لا يتحول النقد أو التعبير عن الرأي إلى سباب ومهاترات، تزرع الأحقاد، وتبذر الفتن، وإنما يقوم على تشخيص الظواهر الاجتماعية، وتحليل مقدماتها ونتائجها بغية التعرف على الممارسات الخاطئة للتوبة منها، واكتشاف الصحيحة للرجوع إليها»[15].

 

ومن القيم التي يجب على التربية الإسلامية إحيائها في الأمة، قيمة (العمل)، ذلك أن العمل من أهم القيم التي تخط مصير الأمم في الإطار الحضاري، فإذا تلقت الأمة دروس (العمل) قبضت على عصا التاريخ!! وهذا يضع على التربية الإسلامية مسؤولية أن «تجتهد في تنمية حب العمل، وجعله من محاور القيم في الأمة.. ولا بد للتربية الإسلامية أن تُنفر من العجز والكسل.. وتزكي القيم من المفاهيم الخاطئة للزهد، التي عززت الرضى بالفقر، وجعلته من سمات الصلاح والصالحين. فالمؤمنون مدعوون - في القرآن - للسعي في مناكب الأرض لجمع المال، فإذا جمعوه بالأساليب المشروعة الكريمة، زهدوا به، فأنفقوه وانتفعوا به، ونفعوا غيرهم بالأساليب المشروعة، التي تحفظ الكرامات، ولا توقع تحت ضغوط الفاقة والحاجة. فهذا هو مفهوم الزهد الذي وجه إليه -صلى الله عليه وسلم- حين علم أصحابه أن الزهد ليس بإضاعة المال، وتحريم الحلال، وإنما الزهد أن يكون المؤمن أوثق بما في يد الله مما في يده فيعتدل في جمعه، ويسهل عليه لإنفاقه»[16].

 

ولذلك كانت قيمة العمل واضحة تمامًا للجيل الذي رباه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عينه، الذين كانوا يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم، ويعدون - في الوقت ذاته - «الكدح - وهو العمل في واقع الحياة - هو العبادة الدائمة التي يقوم بها المسلم، والتي يتزود - من أجل القيام بها - بذلك الزاد الروحي العميق الذي تمنحه إياه الشعائر التعبدية، حين يقوم بها على صورتها الحقة من الخلوص إلى الله، والتجرد إليه، والخشوع والخشية والإخبات»[17].

 

ومن القيم التي يعد وجودها شرطًا في قيام الأمة القوية، قيمة (نصرة الحق)، لأنها هي السبيل لإقامة العدل الذي هو المبرر الأول لوجود الأمم (ومنها الأمة الإسلامية)، ولذلك «تضافرت مصادر التربية الإسلامية على إدانة الظلم، وتنفير المسلم منه في جميع مظاهره وأشكاله. فالقرآن يسوي بين مصير المظلومين الذين يسكتون على الظلم، وبين الظالمين الذين يمارسون الظلم: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء: 97].

 

وفي المقابل يشيد القرآن بالذين يرفضون الظلم، ويتناصرون لمقاومته، ويستنهض هممهم لمنازلته: (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الشورى: 37 - 42].

 

والرسول -صلى الله عليه وسلم- يجعل خنوع الأمة، وعدم تناصرها لمقاومة الظلم، من العلامات الدالة على موتها، وانتهاء مبررات وجودها: «إذا رأيت أمتي لا يقولون للظالم منهم أنت ظالم، فقد تودع منها». - أخرجه أحمد -»[18] ومن هنا وجب على فقهاء التربية الإسلامية تعميق شعور الأمة بمسؤولية نصرة العدل في مواجهة الطغيان والظلم، ونصرة دعاة الحق في مواجهة الحكام المتسلطين.

 

3 - وفي مجال الأخلاق:

لا بد أن تؤكد التربية الإسلامية الشاملة على أن الأخلاق السليمة هي أساس تماسك الأمة وصلاح أمرها، وهي الطريق إلى تحقيق نهضة الأمة والوصول إلى غاياتها. ولذلك فإن التفوق الحقيقي للأمة الإسلامية على الأمم الجاهلية من حولها، هو تفوقها الأخلاقي والاجتماعي، قبل أن يكون هو التفوق العسكري أو المادي، ومن ثم فلا بد أن نوقن أننا حين نعيش بالأخلاق الإسلامية، فإننا نعد أنفسنا (الإعداد) الحقيقي للقيام بدور أمتنا المرتقب في قيادة البشرية.

 

كما لا بد للتربية الإسلامية أن تربى الأمة على أن التزام المسلم بالأخلاق الإسلامية إنما ينبع من التزامه بما يحبه الله ويرضاه، والتزامه بما يحبه الله ويرضاه إنما ينبع من تصور المسلم لحقيقة الألوهية، ومن ثم «فالأخلاق في الإسلام قائمة على قاعدة (العبادة لله)، وهي في ذات الوقت قيم حضارية أصيلة لأنها ذات صبغة (إنسانية) غير محصورة في جنس ولا لون إنما هي صادرة من (الإنسان) بوصفه إنسانًا - مؤمنًا، وموجهة إلى (الإنسان) حتى ولو لم يكن مؤمنًا بما يؤمن به المسلمون»[19].

 

ولذلك فإن الحركة الإسلامية التي تعمل على التغيير هي حركة (إنسانية) تحكم سيرها الأخلاق الإسلامية التي تتعامل مع (الواقع) ومع قيمة الإنسان من جهة أخرى. ومن ثم فإنها ترفض الغدر، وترفض نقض الميثاق، وترفض كل ما يخالف الاستقامة على الأخلاق الإسلامية التي تدفع الأمة إلى الأمام، وتجعلها جديرة بجمل رسالة لكل البشرية.

 

ومن الأخلاق التي لا بد أن تتربى عليها الأمة خُلق (الصبر).. ذلك أن الصبر يضبط انفعالات الفرد فيتحرك بهدوء، ويفكر بهدوء، ويتحمل الآلام التي تقتضيها طبيعة المعركة مع أعداء الله (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران: 146] فالمسلم يصبر وهو يحارب، ويصبر وهو يسالم، ويصبر قبل العمل، ويصبر أثناء العمل، يصبر ويتروى للدراسة والتحقيق، وليس للخوف والتردد، قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران: 200].

 

ومن الأخلاق التي يجب أن يتربى عليها المسلم، خلق (الرحمة والتواضع)، فأما الرحمة والعفو والمغفرة، فإنه يحفظ النفس من الرغبة في الانتقام التي قد تدمرها وتدمر الحياة من حولها. ذلك أن الإنسان إذا تخلق بخلق العفو والمغفرة فإنه يضبط مشاعره، ويتسامى ويترفع عن المعاملة بالمثل، إلى موقف التفضل على المسيء، وإفساح المجال له ليتراجع عن خطأ».

 

وأما التواضع.. فهو النظرة الواقعية للنفس، ومعرفة حسناتها وسيئاتها، والنظر إلى الآخرين من خلال فهم النفس، والموازنة بين ما فيها من نقاط الضعف والقوة، وبين ما في نفوس الآخرين من هذه الصفات.. وهذا يؤدي بالضرورة إلى التواضع، لأنه لا يحتاج إلى التكبر إلا الضعيف..

 

إن الرحمة والتواضع تجعل من الإنسان مصدرًا للعطف على الآخرين، ومنبعًا للأمن والطمأنينة يركنون إليه، وبذلك تقترب القلوب منه، ويتكسب حبها واحترامها، قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران: 159].

 

وبالجملة.. لا بد من أن تمتلك الحركة الإسلامية أخلاقًا تضبط مسيرتها، ولا بد أن يتربى أفراد الأمة على هذه الأخلاق تربية صحيحة، لأن التربية الخطأ تشكل (الإنسان) الخطأ، والذي ينتج المسلك الخطأ والمواقف الخطأ!!.

 

هذه بعض كلمات في منهج التربية الإسلامية لا تعدو أن تكون منبهات ومثيرات للذين سوف يختاروهم الله للقيام بهذا الدور العظيم (التربية الشاملة وإحياء الأمة)، ولا بد لنا هنا أن نؤكد أن الكلمات بذاتها إن نطقت أو كتبت لا تحل محل (الأفعال)، فضلًا عن أن تكون هي (الأفعال) ذاتها!! ولذلك فإنه من الضروري أن تتحول كلمات منهج التربية الإسلامية الشاملة إلى حركة وعمل جاد ومتواصل لتغيير الإنسان المسلم بطريقة لا رجعة فيها من حيث عقيدته، وقيمه، وأخلاقه.. وليكون ذلك التغيير هو مفتاح التغيير للأمة، وتصفية عقائدها وإطارها الخلقي والاجتماعي مما فيه من عوامل قتالة، ورمم لا فائدة منها، فيصفو جو الأمة للعوامل الحية والداعية للحياة ويتم (إحياء الأمة).. وعندها ستحمل الأمة رسالتها، وستكون التربية الإسلامية الشاملة هي طريقها في كل تجمع بشري يراد إخراجه من عيادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام.

 

• وبكلمة:

لا تستطيع الأمة الإسلامية حمل رسالتها للعالم، وإخراج من شاء الله من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده.. لا تستطيع ذلك إلا برجال من رجالها يبلِّغون دعوة الله، ويؤدون أمانته، ويقاتلون بمن أطاعهم من عصاهم حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده؟!.

 

ولا شك أن السبيل إلى بناء هذا الصنف من الرجال وإحياء الأمة هو التربية العميقة الهادئة التي تصل بها قضايا الإسلام إلى القلوب، فتستعلي بأصحابها على الشهوات والأهواء، وتكون حركتهم طبقًا لمراد الله، فيصمدون في وجه كل قوى الباطل تستهدف الإسلام وأمة الإسلام. ولكي تصل التربية الإسلامية إلى أهدافها من تربية الفرد وإحياء الأمة، لا بد لها من منهاج تربوي شامل يسد الثغور على فتنة الجاهلية.. فيرابط على ثغر التوحيد ويدفع عنه شرك الأموات وشرك الأحياء.. ويرابط على ثغر القيم فيفصل الأمة عن القيم الجاهلية، ويصلها بالقيم الإسلامية.. ويرابط على ثغر الأخلاق فيقوم بـ(الإعداد الأخلاقي) الذي يضمن - إن شاء الله - اجتياح الإسلام للجاهلية في كل الأرض.. ذلك الاجتياح الذي كان سبيله الأول - ولا يزال - التربية الشاملة وإحياء الربانية.

 

________

[1] مقومات التصور الإسلامي - سيد قطب ص 179، 180.

[2] انظر مثلًا خطبته -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع.

[3] واقعنا المعاصر - محمد قطب ص 488، 489.

[4] سبيل الدعوة الإسلامية - د. محمد أمين المصري ص 112، 113.

[5] عمر عبيد حسنة في التقديم لكتاب: مقومات الشخصية المسلمة.

[6] مقومات الشخصية المسلمة - د. ماجد عرسان الكيلاني ص 146.

[7] طريق البناء التربوي الإسلامي - د. عجيل النشمي ص 47.

[8] قدر الدعوة - رفاعي سرور ص 227.

[9] مدارج السالكين - ابن القيم جـ 1 ص 452 .. وقد أوضح الإمام ابن القيم في هذا الكتاب تعلق الوجود خلقًا وأمرًا بأسماء الله الحسنى، وصفاته العلى.

[10] محمد قطب في التقديم لكتاب: مقومات التصور الإسلامي - سيد قطب.

[11] مقومات التصور الإسلامي - سيد قطب ص 373، 374.

[12] معالم في الطريق - سيد قطب ص 161.

[13] تفسير الطبري جـ 18 ص 158، 159.

[14] مقومات الشخصية المسلمة - د. ماجد عرسان الكيلاني ص 74.

[15] إخراج الأمة المسلمة - د. ماجد الكيلاني ص 90، 91.

[16] المصدر السابق ص 70، 71.

[17] مفاهيم ينبغي أن تصحح - محمد قطب ص 204.

[18] إخراج الأمة المسلمة - د. ماجد عرسان الكيلاني ص 89.

[19] مفاهيم ينبغي أن تصحح - محمد قطب ص 222.

 

المصدر: الالوكة

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات