اقتباس
الغريب أن أصحاب هذا الفكر يتعايشون مع كل فصيل إلا أهل السنة، ويتقاربون مع كل دين إلا أهل الإسلام ويتفقون مع كل صاحب وجهة إلا أهل القبلة، وهم بهذا سلِم منهم اليهود والنصارى وكل وثني وملحد وكل زنديق ومرتد؛ بل كانوا مراكب لكل مستعمر، وسلمًا لكل غازٍ، ووسيطًا لكل متسلط، وسفيرًا لكل معتدٍ، وما نيل من أهل الإسلام في غزو أو حرب أو نكبة أو استعمار إلا وكان الشيعة الروافض أصحاب الفضل القوادون المستلمون للثمن مقابل التعاون الآخذون للعرض مقابل التسهيل.
أسلوب الأشقياء وطريقة المستكبرين المافيا لا يجدون لها بديلاً ولا غيرها حلاً؛ إنه الحصار؛ حصار الفكر والمعتقد، وحصار الأمن والاستقرار، وحصار الحياة والبقاء، الناتج عن الحقد والكراهية لإحلال الموت والإبادة الجماعية.
إن ما سنذكره في أسطرنا التالية ليس كل ما حصل والذي يحصل؛ بل هو نموذج مما يحصل في كل زمان ويتكرر في كل مكان، فهذا الأسلوب الوحشي البربري وهذه الدكتاتورية المفرطة بهذه الطريقة الناقمة يتواصى عليها أهلها ولهذه الأساليب الحاقدة يتوارثها أصحابها، وشياطينهم لا تألو جهدًا في إيحاء بعضهم إلى بعض لاستعمالها: (أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) [الذاريات: 53].
هذه قريش لما يئست في أساليبها العدائية ولما لم تجن نفعًا من حروبها النفسية؛ حيث عجزوا أن يقابلوا الحجة بالحجة، وأن يجابهوا الكلمة بالكلمة، ويردوا البيان بالبيان، فقد كانوا لا يجدون حجة ولا يملكون برهانًا؛ بل كانوا يملكون عقولاً يحكمونها في كل شيء، وأهواء يفوضونها في كل أمر، قال تعالى: (وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) [القمر: 3]. وبالتالي لم تغب عنهم الأساليب الإرهابية الجائرة لوقف طوفان الدين الجديد والمد النبوي العارم الذي جاء به الرسول الخاتم -عليه الصلاة والسلام-.
وهنا اجتمعوا فكان شر ما اجتمعوا له واتفقوا ولبئس ما اتفقوا عليه؛ تعاون على الإثم والعدوان وتجويز للظلم والطغيان، بل على الإبادة الجماعية والكارثة الإنسانية؛ إنها ليست عقوبة بقدر ما هو تخلص من الفكر الإسلامي والمعتقد الديني وأهله الذين ينادون به، وبقدر ما هو إقصاء للآخر وانفراد بالرأي وتسلط على الحريات وكبت للاعتقاد واحتكار للفكر وفرض على الآخر، وتلك تصرفات وأساليب وتعنتات يرثها الخلف عن السلف قال الله -تعالى-: (قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) [الشعراء: 167]، وهكذا نوح وإبراهيم والأنبياء – عليهم السبلم - من قبله ومن بعده: (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) [إبراهيم: 9].
إنه الحصار الاقتصادي والاجتماعي والفكري حيث كان شعب أبي طالب هو المكان، والثلة المؤمنة المخلصة -عليه الصلاة والسلام والمؤمنون معه- هم المحاصرون وكذا بنو هاشم وبنو عبد المطلب حمية، وكان الزمان حينئذ 1 محرّم 7 للبعثة النبوية، واستمرّ هذا الحصار الخانق ثلاث سنوات لا يجدون ما يطعمون ولا ما يقتاتون إلا ما سرّب إليهم مما لا يكاد يغني.
مضت الأيام وتوالت الأشهر وتصرمت السنوات، وحال المحاصرين يزداد سوءاً، وتزداد الشدة وتتفاقم المعاناة، وعمّ الجوع بين أهل الشِّعب المحاصرين، حتى إنه كان ليُسمع من وراء الشِّعب أصوات نسائهم وصبيانهم وهم يتضاعون من الجوع والألم، وبلغ بالجميع من المخمصة مرحلة لا تكاد تقبل، حتى أكلوا كلّ ما يمكن أكله، ووصل الأمر بهم إلى أن أكلوا أوراق الشجر، ولك أن تتخيل حينها الحال والمصاب الذي نزل بهم والمحنة التي صارعوها والعقاب الذي تحملوه والقهر الذي تجرعوه، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فيا لها من سنوات عجاف عاشها المحاصرون، ويا لها من فترة زمنية موحشة قاساها المغلوبون؛ إذ لم تكن بالأيام القلائل يسعهم فيها الصبر والتحمل ويسعفهم منها السكوت من التذمر ويكفيهم فيها ما ادخروه للتخفيف من آلام التضور؛ بل كانت ثلاث سنوات كفيلة بالقضاء عليهم وهذا ما يريدون أو ما يساوي ذلك بأن يرجعوا عن دينهم وهو ما يتمنون: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [البقرة: 217].
ومن خلال ما سبق مهدنا لنقول: إن مثل هذا الحصار وأفتك منه وأشد ضراوة لاقاه إخواننا ومن يربطنا بهم الدين والعقيدة على أرض دماج وغيرها من المناطق التي نالها التشريد والتنكيل، ناهيك عن الروابط الأخرى كالوطن والجوار والنسب؛ إلا أن الحوثي المتسلط والرافضي المتعنت لم يراع منها شيئًا ولم يجعل لهذه الاعتبارات السماوية ولا الأرضية ميزانًا.
حيث تقوم ميليشياته المسلحة والمدعومة داخليًا وإقليميًا ودوليًا بين فترة وأخرى بفرض حصارات خانقة على منطقة دماج ومناطق أخرى، لتمنع عنهم كل مقومات الحياة وتقطع عنهم كل الإمدادات والمعونات الإنسانية التي لا يجوز منعها عن حيوان فضلاً عن إنسان، لا يردهم في ذلك شرع ولا دين، ولا يمنعهم من ذلك عقل ولا خلق، ولا يثنيهم عنه عادات ولا قيم، كل ذلك أسقطه أمر واحد وغيبه جواب واحد هو التبعية والولاء لإيران أصل المنهج ومنبع المعتقد.
ومع كل هذا لم تكتف هذه الشرذمة الباغية بتطويقها المحكم وحصارها الخانق؛ فإضافة إلى ذلك أنهم استعملوا ويستعملون كل ما بوسعهم من إمكانياتهم السلاحية والعتادية وقدراتهم التدريبية والحربية لضرب خصومهم العزل والذين لا ذنب لهم إلا أنهم من أهل السنة والجماعة وطلبة للعلم الشرعي وحفظة لكتاب الله العظيم وسنة نبيه الكريم.
ومما زاد ظلم الحوثي وقوّاه على طغيانه وحصاره تملكه للسلاح الاستراتيجي الذي لا تملكه سوى الدول، وأما الأفراد فمحظور عليهم تملكه حسب القوانين والأعراف الدولية وأنظمة الدول الراعية للسلام، إلا أن الحوثي وحزب اللات وفرق الموت في العراق يملكونه على مرأى ومسمع من العالم كله، تمدهم به الدولة الصفوية الطائفية والذي الحوثي أحد أذرعتها المخذولة بإذن الله -تعالى-.
وأكثر من هذا أن الحوثي يجلب أخصائيين ويستقدم قياديين وخبراء حروب إيرانيين ولبنانيين، وقد شوهد هؤلاء أسرى وجرحى ومقتولين فلم تعد الأمور خافية، فعقيدة الرفض الاثني عشرية والإمامية هي القاسم المشترك بين كل من إيران والعراق وسوريا ولبنان والبحرين والحوثية وشيعة المملكة، والتعاون مشترك بينهم، وها هي وسائل الأخبار بصنوفها وأنواعها تنقل لنا عن وجود مقاتلين وخبراء لكل دولة من هذه في الدولة الأخرى التي تجري فيها أحداث دموية، كما تنقل لنا المواقف الاستنكارية لمسئوليهم ومرجعياتهم تجاه الدول التي يتواجد بها رافضة أو شيعة بذريعة أن ما يحدث لهذه الفئة هو إقصاء وتهميش وظلم، وما موقف العراق وإيران وحزب اللات من سوريا بغريب، وكذا وجود الدعم المادي والمعنوي واللوجستي لكل رافضي في أي دولة أشعل فيها حربًا أو أقام فيها مناوأة أو أحدث دمارًا، رغم أن هذا التدخل وهذا الدعم يعتبر في أعراف الدول انتهاكًا لسيادة تلك الدول وزعزعة لأمنها ودعوة للعنف والفوضى فيها وإشعالا للحروب الطائفية بين شعبها وأهلها.
أما في شمال اليمن وعن الحوثيين فلا تسل عن المعونات؛ فالسفن المحملة بالأسلحة بشتى أنواعها تتدفق بين فترة وأخرى تمسك الدولة بواحدة وتفلت منها أخرى ولا ينتهون من الأولى إلا ويُسمع عن وصول أخرى؛ ناهيك عن ميناء ميدي الذي هو تحت سيطرتهم ومنه يتم تهريب الأسلحة من اتجاهات متنوعة، وكذا الميزانية الشهرية التي يستلمها شيطانهم الأكبر عبد الملك الحوثي من حكومة إيران لإدارة شؤونه وتنفيذ مخططاتهم في أرض يمن الإيمان والحكمة.
والمتأمل المنصف والناظر العدل يتساءل: أين تستعمل تلك الأسلحة المدمرة والفتاكة!! سيجد أنها ليست على أصحاب الشعارات التي يرفعون ولا العبارات التي بها ينددون؛ بل على أهل الإسلام الذي يدّعون وعلى أبناء وطنهم الذي إليه ينتمون وأهل مدينتهم التي فيها يتعايشون والله المستعان، ليعلم الجميع أنها شعارات زائفة وعبارات باطلة وصرخة شيطانية مضللة، وها هي تُزال من أماكنها يومًا بعد يوم بعد أن تحسنت علاقة وجهتهم إيران وتغيرت سياستها تجاه الحليف أمريكا.
وأما عن ضحايا هذا الطغيان ونتائج هذه الحصارات ومخلفات هذه الحروب التعسفية وإحصائيات هذا البغي فقد ذكرت التقارير أن الحروب المختلفة التي شنها الحوثيون الروافض خلفت 28 ألف قتيل و60 ألف جريح و700 ألف نازح ومهجر، ولا تسل عن البيوت التي هدمت والمزارع التي أحرقت والأموال التي صودرت والنساء التي اغتصبن والمسجونين والمعتقلين وما يحصل لهم في معتقلاتهم من تعذيب بشع لقي بعضهم الموت جراء تلك الوحشية.
الغريب أن أصحاب هذا الفكر يتعايشون مع كل فصيل إلا أهل السنة، ويتقاربون مع كل دين إلا أهل الإسلام ويتفقون مع كل صاحب وجهة إلا أهل القبلة، وهم بهذا سلِم منهم اليهود والنصارى وكل وثني وملحد وكل زنديق ومرتد؛ بل كانوا مراكب لكل مستعمر، وسلمًا لكل غازٍ، ووسيطًا لكل متسلط، وسفيرًا لكل معتدٍ، وما نيل من أهل الإسلام في غزو أو حرب أو نكبة أو استعمار إلا وكان الشيعة الروافض أصحاب الفضل القوادون المستلمون للثمن مقابل التعاون الآخذون للعرض مقابل التسهيل.
اقرأ تاريخهم فهم مَن سَهَّل للتتر دخول بغداد وسهّل لغزو أفغانستان واحتلال العراق وغير ذلك كثير، فهم من باع وهم من استلم، ولو أمعنت النظر قليلاً ستجد أن الدول المستعمِرة مكنتهم من تلك الديار التي دخلتها وبوّأت لهم فيها مناصب ومنحتهم فيها مزايا.
نعود لنقول عما يحصل في قلعة العلم دماج بعيدًا عن الأمور الدينية والإنسانية والوطنية والاجتماعية بل ننظر لها من زوايا أخرى، وهو هب أن هؤلاء المحاصرين بهائم أو أنهم حيوانات، وقل: إنها حيوانات عدوانية وقاتلة ومع هذا الفرض الجدلي لم يجز لهم أن يعاقبوها بهذا العقاب، فقد أمرنا أن نحسن القتلة كما نحسن الذبحة، فعن شداد بن أوس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله كتب الإحسان في كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته". [مُسْلِمٌ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ].
لقد كان من رحمة الإسلام ومحاسن الشريعة ولطفها أن حذّرت من انتهاك الحقوق والتهاون بها حتى ولو كانت للحيوان قتلاً أو ذبحًا؛ بل أتدري لماذا كان الأجر أكثر لمن قتل الوزغ في المرة الأولى وأقل كلما زادت الضربات عليها؟! حتى يحرص قاتلها أن يقتلها بالمرة الأولى فلا تتعرض للتعذيب أو التألم عند محاولة قتلها؛ فأي دين ينادي به هؤلاء؟! وأي شعارات زائفة يرفعونها؟! وأي آل بيت ينتسبون إليه؟!
إنا ندعو حكومات المسلمين وقياداتها أن تتقي الله في دينها الإسلام وعقيدتها الصحيحة ورعاياها من أهل السنة مما يتجرعونه في شتى الأمصار من تنكيل وإقصاء وإبادة وسجون ومعتقلات وتعذيب، فالله مكّنهم في سلطانهم وسائلهم عما استرعاهم، وعليهم أن يقوموا بواجب الدفاع عن دينه والنصرة لنبيه وأتباعه من أهل ملته، وأن ينظروا ماذا قدموا لهم !! وهل انتصروا لهم ؟! وعلى كل دول الإسلام أن تتبنى الإسلام دفاعًا لا شعارًا، ونصرة لا ترويجًا، وأعمالاً لا أقوالاً، وأن تقف موقفًا مشرفًا بالمال حتى ترفع عن نفسها الذل وتمسح عن وجهها العار.
كما يدفعني واجب الوقت أن أدعو كل علماء المسلمين ودعاتهم أن يتقوا الله -تعالى- في توحيد صف الأمة ولم شملها وتضميد جراحاتها، بعيدًا عن الخلافات الغير السائغة، والمنابذات الغير النافعة، وبعيدًا عن التشرذم والتشطر، وأن يتناسوا الماضي بأثقاله، والخلاف الفرعي بأنواعه، وأن يئدوا الخلافات في مهدها، فواجب الوقت هو رصّ الصف والحفاظ على جمع الكلمة ومواجهة الخطر الداهم الذي لن يتسامح مع مجتهد أو مقلد أو مع متمسك أو متساهل.
وعلى العلماء والدعاة والمفكرين والغيورين من أهل السنة والجماعة أن ينشروا الوعي بين الناس بالواقع الذي نعيشه وكيفية التعامل معه والمعطيات والمخرجات المحتملة، ومن الوعي أن يدركوا أن غير أهل السنة والجماعة من ملل ونحل وفرق وأحزاب وأصحاب النظريات المستوردة هم في خندق واحد مع الأعداء، حتى ولو رأينا خلاف ذلك، فالمواقف تجمعهم، والأحداث تقربهم حين يكون المقصود هو أنت -أيها السني-، فعدوا العدة الإيمانية والعلمية والبدنية والقتالية، وضيّقوا دائرة حسن الظن بالآخرين من غير أهل السنة والجماعة، فالحياة أدوار، والدنيا مراحل، والأيام دول، يوم لك ويوم عليك.
كما أن على عموم المسلمين وجمهورهم نصرة أنفسهم وإخوانهم في كل صقع وفي كل مصر يسام أهله من أهل السنة العذاب من العدو الكافر أو العدو المندس الماكر، وأن يجندوا أموالهم وإعلامهم وجهودهم لحماية العقيدة وصيانة الدين وكرامة المسلم وحقه.
أسأل الله -تعالى- أن يمكّن لأهل السنة في الأرض، وألا يجعل لعدو وحاقد ومتربص عليهم سلطانًا ولا قوامًا، وأن يكف عن المسلمين شر ومكر أعدائهم، وأن يرحم المستضعفين ويفك المأسورين ويأوي المشردين ويرفع الظلم عن المقهورين ويزيح الطغاة والمنافقين والعلمانيين، وأن يعجّل بعقاب كل معتدٍ أثيم.
وصلى الله وسلم على محمد وأصحابه وآله وأتباعه
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم