الإمام عثمان بن فودي مجدد الإسلام في الغرب الأفريقي [حياته وآثاره، دولته ودعوته] (1/ 2)

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-10 - 1444/03/14
التصنيفات: شخصيات تاريخية

اقتباس

ويرجع الفضل لنشر الإسلام في قلب وغرب إفريقيا لدولة المرابطين العظيمة، وخاصة الأمير الشهيد 'أبى بكر بن عمر' الذي كان أمير المرابطين الأول ثم ترك الإمارة 'ليوسف بن تاشفين'، وتخلى عن الزعامة وتفرغ لنشر الإسلام بين الأفارقة، وظل يحارب القبائل الوثنية وينشر الإسلام بينهم حتى استشهد سنة 480 هجرية، وقد وصل بالإسلام إلى خط الاستواء، أي على أبواب إفريقيا الاستوائية، عند منطقة الغابات الكثيفة، وهو بذلك قد قام بخدمة عظيمة للإسلام، ولا تقل عما فعله 'يوسف بن تاشفين' في المغرب والأندلس.

 

 

 

 

 

من رحمة الله - عز وجل - بأمة الإسلام أنه يرسل إليها على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر يدينها، فيعيد العمل برسوم الدين الأصلية، بعد أن ينفض غبار البدع والخرافات الذي ران على أصولها وعقائدها، ويخلص الناس من النسخ المزورة للتدين بعد أن يقدم لهم النسخة الأصلية للإسلام. والمجدد قد يكون فردا وقد يكون جماعة، وقد يتعدد المجددون في العصر الواحد، بحيث يكون كل مجدد منهم في فن من فنون العلم والدين. وكلما بعد الناس عن عصر النبوة والرسالة، كلما ازدادت حاجتهم لهؤلاء المجددين، ويبرز دورهم بصورة أكثر روعة من مجددي القرون الأولى.

 

وحديثنا اليوم عن واحد من هؤلاء المجددين الذين كان لهم أعظم الأدوار في الحفاظ على الإسلام وتجديده في منطقة مجهولة بالنسبة لغالبية المسلمين، لذلك فأخبار هذا المجدد ومآثره وأعماله ظلت هي الأخرى مجهولة بالنسبة لهم. حديثنا اليوم عن الإمام المجدد عثمان بن محمد فودي الفولاني الهوساني النيجيري أمير أمراء الغرب الأفريقي.

 

إن الحديث عن دعوة الإمام عثمان بن فودي وسيرته وجهاده يعني الحديث عن غرب أفريقيا الإسلامي بكل ما تدل عليه هذه العبارة من معان. ففي الوقت الذي يعتبر فيه كثير من الكتاب والمؤرخين " القرن التاسع عشر عصر انحطاط " فإن هذه العبارة إن صحت تاريخيا على قلب العالم الإسلامي وأطرافه الشرقية والجنوبية والشمالية إلا أنها لا تنسحب على ما يتعلق ببلاد السودان الأوسط والغربي، أو ما اصطلح عليه جغرافياً بغرب أفريقيا. فهذا القطر من العالم قد شهد في أوقات متعددة قيام عدة  ممالك حكمت شعوبها باسم الإسلام، وأقامت نظم حكمها على أسسه ومبادئه وتعاليمه، ومن بين هذه الممالك  " مملكة صكتو الإسلامية " في القرن التاسع عشر الميلادي.

 

يعتبر تاريخ الدول الإسلامية والممالك التي قامت في قارة إفريقيا إذا ما استثنينا الشمال الإفريقي، من الأمور المجهولة تماماً بالنسبة للمسلمين، فهم لا يعرفون عن مسلمي إفريقيا شيئاً مع العلم أن نسبة المسلمين في قارة إفريقيا هي الأعلى في قارات العالم، بما في ذلك قارة آسيا، أكثر قارات العالم ازدحاما بالسكان، هذا على الرغم من أن القارئ لأحداث وتاريخ هذه الممالك والدول، سيقف معجباً وربما منبهراً بالبطولات العظيمة التي قام بها أبطال إفريقيا العظام، خاصة هؤلاء الذين كانوا في الغرب الإفريقي، والذين تصدوا لأعنف وأشرس الحملات الوحشية والتي قادها صليبو إسبانيا والبرتغال وفرنسا وأمريكا، ونحن وللأسف الشديد قد انخدعنا بما يروجه الاحتلال الأوروبي، والإعلام الغربي الذي يصور لنا إخواننا الأفارقة في صورة الهمج الوحشيين، أكلة لحوم البشر، وأن التمدن والرقي الذي حصل لهؤلاء الأفارقة يرجع بفضل الاستعمار الأوروبي لبلادهم، والحق غير ذلك تماماً، فلقد قامت بإفريقيا السوداء الكثير من الممالك الإسلامية العظيمة، على شريعة الإسلام من الكتاب والسنة، بل وعلى منهج السلف فهماً وتطبيقاً، وصاحبنا واحد من أعظم الرجال الأفارقة الذين أدخلوا الدعوة السلفية إلى إفريقيا، وأقاموا دولة عظيمة وكبيرة على منهج السلف الصالح والعجيب أنه لا يعرفه أحد من عامة المسلمين.

 

كيف دخل الإسلام إلى غرب أفريقيا؟

 

تعتبر إفريقيا أول منطقة في العالم وصلها الإسلام بعد مكة مهبط الوحي، وذلك في العام الخامس من النبوة، عندما هاجر الصحابة الأولون فارين بدينهم إلى الحبشة، ثم دخلوا الشمال الإفريقي كله، من مصر إلى المغرب الأقصى في القرن الهجري الأول، وقد وصل فاتح المغرب الأعظم "عقبة بن نافع" - رحمه الله - إلى أطراف الصحراء الكبرى، وقد عمل ولاة بلاد المغرب من تونس إلى المحيط على نشر الإسلام في القبائل البربرية الموغلة في الصحراء، حتى وصل الإسلام إلى مدينة 'أودغشت' عاصمة قبيلة 'لمتونة' البربرية وهذه المدينة غير موجودة الآن ولكنها في قلب موريتانيا .

 

ويرجع الفضل لنشر الإسلام في قلب وغرب إفريقيا لدولة المرابطين العظيمة، وخاصة الأمير الشهيد 'أبى بكر بن عمر' الذي كان أمير المرابطين الأول ثم ترك الإمارة 'ليوسف بن تاشفين'، وتخلى عن الزعامة وتفرغ لنشر الإسلام بين الأفارقة، وظل يحارب القبائل الوثنية وينشر الإسلام بينهم حتى استشهد سنة 480 هجرية، وقد وصل بالإسلام إلى خط الاستواء، أي على أبواب إفريقيا الاستوائية، عند منطقة الغابات الكثيفة، وهو بذلك قد قام بخدمة عظيمة للإسلام، ولا تقل عما فعله 'يوسف بن تاشفين' في المغرب والأندلس.

 

وقامت ممالك إسلامية في غاية القوة والاتساع مثل مملكة 'غانا'، ومملكة 'مالي' الضخمة وكانت تشمل 'تشاد ومالي والنيجر والسنغال'، وكانت هذه المملكة من أقوى وأعرق الممالك الإسلامية في إفريقيا ومملكة 'الصنغاي'، وغيرها من الممالك القوية التي دفعت بالإسلام إلى الداخل الإفريقي. غير أن هذه الممالك قد أصابها داء التفرق ودب بين أبنائها حب الدنيا والصراع على المال والمناصب، فاقتتلت الممالك فيما بينها حتى أدى ذلك لتسلط الأعداء عليها من الوثنيين والأوروبيين.

 

وعلى الرغم من انهيار الممالك الإسلامية الكبيرة، إلا إن القبائل المسلمة قامت بدورها في نشر الإسلام، واستكمال الدور الدعوى الذي كانت تقوم به الممالك وربما بصورة أفضل، ومن هذه أشهر القبائل المسلمة قبائل الماندينج وتنتشر في مالي والسنغال وجامبيا وغينيا وسيراليون وساحل العاج. قبائل الولوف والتوكلور في السنغال ومالي. قبائل الهاوسا في النيجر وشمالي نيجيريا وبنين والتوجو وبوركينافاسو. قبائل الكانورى في شمال شرق نيجيريا والكاميرون. غير أن أعظم وأشهر القبائل الإفريقية وأشدها تحمساً لنشر الإسلام وتمسكاً به هي قبائل [الفولاني]، وهي التي تحملت مسئولية إعادة نهضة الإسلام وإقامة الممالك الإسلامية من جديد. ومن هذه القبيلة العظيمة ظهر الإمام المجدد عثمان بن فودي.

 

نشأة الإمام وصفاته:

 

ولد الإمام عثمان بن محمد بن فودي في 15 من ديسمبر 1754م  ـ  1168 هـ في قرية " طقل " التابعة لمدينة " مارتا " إحدى المدن الصغيرة في مملكة جوبير، التي هي بدورها إحدى ممالك قبائل الهوسا الزنجية التي تستوطن في ولاية كانو، وفي أقصى الشمال والشرق من المنطقة التي تقوم فيها الآن نيجيريا. وكان الإمام عثمان ينتمي إلى أسرة عريقة في العلم، توارثت مهنة التعليم والوعظ، كابرا عن كابر، حتى أصبحت تعرف بأسرة فودي، أي المعلم، فكلمة ( فودي )، بلغة الفلانين – الذين تنمي إليهم هذه الأسرة - معناها " المعلم "، والفلانيون، قد نزحوا من منطقة السنغال، إلى بلاد الهوسا. وكانت الظاهرة البارزة فيهم تمسكهم القوي بالإسلام. وكان بينهم وعاظ تتوافر لهم المعرفة والعلم، فلما نزلوا أرض الهوسا عملوا في التجارة والزراعة كجيرانهم من الهوسا. وكان لهم الفضل في نشر الإسلام في هذه المنطقة.

 

حفظ الشيخ عثمان القرآن منذ أن كان صغيرا، وتعلم الحديث والفقه واطلع علي مؤلفات الكثيرين من كتب السلف، واحتك بالكثيرين من علماء بلده وعصره مباشرة وفكرا، مع العلم بأن منطقة غرب إفريقيا كانت زاخرة بالعلماء والمؤلفات وكانوا علي اتصال دائم بعالم الإسلام في المغرب، وفي مصر، وفي الشام، وفي الحجاز.

 

وكان الشيخ عثمان بن فودي مسلما تقيا ورعا، معروفا بحسن أخلاقه وسيرته، كما عرف بالتقوى والصلاح مع غزارة العلم والمعرفة ورحابة الصدر وسعة الأفق والتأني الحكيم ثم العزم الحاسم المتوكل علي الله.

 

يقول عنه ابنه الشيخ " محمد بيللو" في كتابه إنفاق الميسور: " إنه نشأ عفيفا متدينا ذا خلال مرضيه، نسيج وحده، انتهت إليه الأمانة وضربة إليه آباط الإبل شرقا وغربا وهو علم العلماء ورافع لواء الدين، أحيا السنة وأمات البدعة، ونشر العلوم وكشف الغموم، بهر علمه العقول، جمع بين الحقيقة والشريعة، فسر القرآن سنين عديدة، يحضره كبار العلماء والصلحاء عالما بقراءته وفنونه من بيان وأحكام وناسخ ومنسوخ، مع إمامته في الحديث وفقهه في غريبه ورجاله وفنونه من بيان وأحكام وناسخ ومنسوخ، مع إمامته في الحديث وفقهه في غريبه ورجاله وفنونه، وفي أصول الدين، والذود عن السنة، ودفع الأشكال، قائما بالحق، صحيح النظر، متدربا في تعليم الغوامض، إماما في النقول العقلية، متعبدا ناسكا، تصدر للتدريس وبث العلم فملأ القطر المغربي معارف وتلاميذ.

 

يقف أهل زمانه عندما يقول، وكان حامل لواء التحصيل وعليه مدار الشورى والفتوى، معظما عند الخاصة والعامة مجددا علي رأس هذا القرن، بليغا، خطيبا، شاعرا، فصيحا، فاضلا، حسن الخلق، جميل العشرة، كريم الصحبة، محققا، شديد العارضة، مقطوعا بولايته ".

 

علمه ومؤلفاته:

  

كان للإمام عثمان مجلسين أحدهما لتدريس العلوم يعقد يوميا بعد العصر وبعد العشاء، ويتناول تفسير القرآن وشرح السنة وأبواب الفقه وأصول الدين. والثاني للوعظ وكان أسبوعيا في ليلة الجمعة، وكان يحضره جمع غفير؛ رجالا ونساء، وكثيرا ما كان  يخرج إلى القرى القريبة والبلدان المجاورة ويمكث فيها أياما أو شهورا ثم يرجع إلى قريته، مما أكسبه شهرة وذيوعا في إقليم جوبير كله، وطارت أخباره لدى الأمراء والكبراء في المنطقة.

 

أما عن مؤلفاته فقد بلغت مؤلفاته أكثر من 150 مؤلفا في شتى فروع العلم، في الأصول والتفسير والسنة والفقه والوعظ والسياسة واللطائف والإشارات، من أبرزها: إتباع السنة وترك البدعة، آداب العبادات والعادات إرشاد الإخوان إلى أحكام خروج النسوان، إرشاد السالك الرباني إلى أحوال عبد القادر الجيلاني، إرشاد أهل التفريط والإفراط إلى الصراط، أصول العدل لولاة الأمور وأهل الفضل، أصول الولاية وشروطها،  إعداد الدعاة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الأمر بموالاة المؤمنين والنهي عن موالاة الكافرين، بيان وجوب الهجرة على العباد وبيان وجوب نصب الإمام وإقامة الجهاد، تحذير الإخوان من المهدية الموعودة آخر الزمان، تنبيه الإخوان على أحوال أرض السودان، تنبيه أهل الفهوم على وجوب اجتناب الشعوذة وعلم النجوم، حكم جهاد بلاد الهوسا، سراج الإخوان إلى أهم ما يحتاج إليه في هذا الزمان، سوق الأمة إلى إتباع السنة، كف الطالبين عن تكفير عوام المسلمين، مصباح أهل هذه الأزمان من أهل بلاد السودان، نصائح الأمة المحمدية لبيان حكم الفرق الشيطانية التي ظهرت في بلادنا السودانية ،  التفرقة بين الوعاظ المهتدين والوعاظ المذمومين، وثيقة إلى جماعة المسلمين.

 

ومؤلفاته مازالت موجودة ومعظمها مطبوع ومتداول يعرفها جيدا المسلمون الأفارقة وبلاد المغرب وموريتانيا.

 

جهاده وإقامته للخلافة:

 

لقد ترك الإمام عثمان - رحمه الله - العديد من المؤلفات الإسلامية التي جعلته في مصاف العلماء المسلمين.

 

ولكن أهم كتبه كان كتاب " بيان وجوب الهجرة  "، ويوصف هذا الكتاب بأنه نقطة التحول الفكري في كتاباته بل وفي حياته وحياة ومستقبل جماعته، فذلك الكتاب كان بمثابة البيان المنهجي للخروج عن مجتمع الكفر والتخليط وعلماء السوء والشعوذة لمجتمع جديد يقوض أركان ذلك المجتمع ويبني عن أنقاضها دولة مسلمة هي دولة الخلافة العثمانية الصكتية تلك الخلافة التي لم تنته إلا في مطلع القرن العشرين من الميلاد علي يد الإنجليز.

 

فلقد نظر الإمام عثمان إلى سكان الهوسا فوجدهم على ثلاثة أقسام: القسم الأول: من يعمل أعمال الإسلام، ولا يظهر منه شيء من أعمال الكفر، ولا يسمع منه شيء مما يناقض الإسلام، وأكد صحة عقيدة هذا النوع من الناس. القسم الثاني: مخلط: يعمل أعمال الإسلام، ويظهر أعمال الكفر، يسمع من قوله ما يناقض الإسلام فحكم على هؤلاء بالكفر. القسم الثالث: هم الذين لم يشموا رائحة الإسلام فهؤلاء كفار بالأصالة، ولا تجري عليهم أحكام الإسلام. وانطلاقا من هذه الرؤية بدأ الإمام عثمان بن فودي في دعوة حاكم إقليم جوبير في أول لقاء معه بعد صلاة عيد الأضحى في الفترة 1889 م لعدة أمور منها:

 

أن يحترم الحاكم أصحاب العمائم (العلماء).

 

ألا يقف في طريق أي شخص أو جماعة تريد الاستجابة لدعوته.

 

أن يطلق سراح المسجونين.

 

4‏- أن يمتنع الحاكم عن فرض الضرائب الباهظة على رعاياه.

 

لم ترق هذه الأفكار والمبادئ التي ينادي بها الإمام عثمان لأمراء جوبير المتعاقبين، فحاولوا الواحد تلو الآخر التضييق على حركة الإمام ودعوته، وظل الإمام متسلحا بدعوته وسعيه للإصلاح وتبليغ الدين الصحيح للناس لفترة بلغت أكثر خمسة عشر سنة، حتى بلغ الأمر مداه عند أمراء جوبير وبعد رأوا الآلاف ينضمون لدعوة الإمام، والوثنيين يدخلون في دين الله أفواجا، فقرروا التخلص من الإمام بتدبير مجزرة له ولأتباعه، فخرج الإمام مع جماعته من قرية (طقل) عام 1218 ‏هـ إلى قرية (قدو) ومعه خمسة آلاف. فأرسل الأمير إلى الشيخ يعلن عليه الحرب، فبايعت الجماعة الإمام، فأصبح قائدا وأميرا بعد أن كان إماما موجها ومن هنا بدأ يدخل حروبا مع هذا الأمير إلى أن كتب الله له النصر، وأقام دولة إسلامية عاصمة خلافتها (صكتو)، وأذعنت له باقي إمارات (الهوسا)، بعضها عنوة وبعضها سلما، وبقي يحكم بلاد (الهوسا) حتى توفي عام 1817 ‏م، واستمرت هذه الدولة بخلفائها وأمرائها مئة عام حتى أسقطها الاحتلال البريطاني عام 1903 ‏م لتدخل كل نيجيريا تحت هذا الاحتلال، وتظل فيه سنين عديدة ومنذ ذلك الحين بدأ الإنسان المسلم في شمال نيجيريا يواجه حربا من نوع آخر، يواجه تهديدا لقيمه وحضارته الإسلامية المتأصلة.

 

وللحديث بقية:

 

 

 

 

 

  

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات
عضو نشط
زائر
22-07-2023

جيدا