الأمير موسى بن نصير (كبير مجاهدي الدولة الأموية)

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: شخصيات تاريخية

اقتباس

وبهذه الخطبة الموجزة، أرسى موسى بن نصير دعائم قيادته القائمة على المساواة الكاملة بين القائد وجنوده، والزيادة في العطايا، والتركيز علي الجهاد في سبيل الله، وترك الانشغال بالتنافس علي الدنيا، مما حفز الجند للعمل القوي والمسارعة فيه، وأوضح استعداده الكامل والدائم لسماع احتياجاتهم كلها وتلبيتها، وهو بذلك يضع نفسه في إطار المسئولية التامة لما أنيط به من مهمة ثقيلة وشاقة، ليثبت بحق انه أحد أعظم قادة الفتح الإسلامي..

 

 

 

 

 

مقدمة 
 

كلما كانت الدولة الإسلامية معنية بأمر الدين وحراسته ونشره في أرجاء الأرض، كلما كانت الدولة جهادية من الطراز الأول، وكلما كانت راية الجهاد مرفوعة، ويد الدولة مبسوطة تفتح كيف تشاء بإذن الله عز وجل، كلما كانت الأجواء مناسبة ومواتية لظهور الكفاءات والقيادات والأبطال الأفذاذ الذين لم يكن لظهورهم وبزوغ كفاءاتهم سبيل إلا بالجهاد في سبيل الله، ولعل ذلك يفسر لنا سر ازدحام الدولة الأموية بالكثير من الأبطال والكفاءات، وهذه قصة أحد هؤلاء الأبطال، الذي يستحق لقب كبير مجاهدي الدولة الأموية، وصاحب النصيب الأكبر من الغنائم التي أثرت الدولة الإسلامية في نهاية القرن الأول الهجري، وإليه يرجع الفضل بعد الله عز وجل في فتح بلاد الأندلس.

النشأة الجهادية

هو القائد الفاتح موسى بن نصير اللخمي، ولد في سنة تسع عشرة من الهجرة في خلافة الفاروق رضي الله عنه، في قرية "كفر متري" بالشام، وكان أبوه نصير من سبايا "عين التمر" الذين سباهم خالد بن الوليد أثناء فتح العراق، وكان نصير ضمن مجموعة مكونة من أربعين غلاما يتعلمون الرهبنة في كنيسة "عين التمر"، فسباهم خالد فأسلموا جميعا، ثم انتقل "نصير" وهو شاب صغير إلى الشام، حيث التحق بخدمة معاوية، فجعله على حرسه، وصار أحد قواده، وارتفعت منزلته عند معاوية رضي الله عنه.

نشأ موسى في بيت جندية وجهاد، فأبوه من قادة الفتح الإسلامي على الجبهة الشامية، فلا عجب أن يكون الفتى صنو أبيه، ويلمح فيه معاوية النجابة والذكاء والقدرة على القيادة، فيعهد معاوية له ببعض المهام الحساسة، فيغزو موسى البحر لفتح قبرص وبناء بعض الحصون هناك مثل حصن "المعاوض" و"بانس" وظل نائبا على قبرص فترة.

أصبحت الصلة وثيقة ومتينة بين موسى بن نصير وعبد العزيز بن مروان والي مصر والأخ الشقيق للخليفة عبد الملك بن مروان، كان بمثابة المستشار والوزير له، وظل معه فترة طويلة، فلما عزل القائد الكبير حسان بن النعمان من منصبه، لم يجد عبد العزيز خيرا ولا أكفأ من موسى بن نصير ليوليه المغرب العربي وإفريقية وذلك سنة 85 هـ، أي وهو في الخامسة والستين من عمره.

البداية الموفقة

دخل موسى بن نصير المغرب سنة 85 هـ، ولم يكن قد دخلها من قبل أو اشترك في فتح شيء منها، بالجملة كان شخصية مجهولة للجند والمسلمين والبربر على حد السواء، فلما دخلها توافد الناس إليه من كل مكان وكانت جموع كثيرة في انتظاره، فقام فيهم خطيبا وفى كلمات موجزة بليغة واضحة كالشمس قال لهم: "إنما أنا رجل كأحدكم؛ فمن رأى مني حسنة فليحمد الله، وليحض على مثلها ومن رأى مني سيئة فلينكرها، فإني أخطىء كما تخطئون، وأصيب كما تصيبون، وقد أمر الأمير -أكرمه الله- لكم بعطاياكم وتضعيفها ثلاثا، فخذوها هنيئا مريئا، ومن كانت له حاجة فليرفعها إلينا وله عندنا قضاؤها على ما عز وهان، ومع المواساة إن شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله".

وبهذه الخطبة الموجزة، أرسى موسى بن نصير دعائم قيادته القائمة على المساواة الكاملة بين القائد وجنوده، والزيادة في العطايا، والتركيز علي الجهاد في سبيل الله، وترك الانشغال بالتنافس علي الدنيا، مما حفز الجند للعمل القوي والمسارعة فيه، وأوضح استعداده الكامل والدائم لسماع احتياجاتهم كلها وتلبيتها، وهو بذلك يضع نفسه في إطار المسئولية التامة لما أنيط به من مهمة ثقيلة وشاقة، ليثبت بحق انه أحد أعظم قادة الفتح الإسلامي علي مر التاريخ.

الخطة العسكرية الحكيمة

لم يضيع موسى بن نصير وقتا بعدما تولى القيادة بإفريقية، فلقد قرر إتمام أعمال من سبقوه من قادة عظام، متبعا في ذلك سياسة عسكرية حكيمة قائمة على مبدأ قتال العدو القريب أولا، حتى إذا انتهى خطره وزال أمره، انتقل لقتال العدو البعيد، وهو بذلك قد استفاد من أخطاء من سبقوه من قادة المغرب، خاصة الخطأ الذي وقع فيه الأمير الكبير عقبة بن نافع، عندما توغل في أرض العدو، غير واضع في حساباته الحشود الكبير للعدو خلفه.

وتنفذا لهذه السياسة الحكيمة، بدأ موسى باستعادة ما خرج عن طاعة المسلمين من بقاع وحصون خاصة وأن بعض قبائل البربر قد خلعت الطاعة، فاستعاد جبل "زغوان"، ثم أخضع المغرب الأوسط من صحراء "درعة" إلى "السوس الأقصى" إلى "بلاد المصامدة" -نسبة إلى قبيلة مصمودة الكبيرة- وهي المنطقة الممتدة في جنوبي الجزائر الآن ومهد السبيل نحو أهم مدن المغرب العربي "طنجة" و"سبتة".


فتح طنجة

 

كانت مدينة "طنجة" هي قصبة بلاد المغرب ودرتها، ومفتاح المغرب الأقصى، وأكبر مدنه، لذلك فلقد اهتم بها موسى اهتماما خاصا، وخرج بنفسه في جيوش كبيرة من القيروان، ونزل على المدينة وحاصرها بشدة، وكان فيها قبائل بربرية من البتر "البربر البدو" والبرانس "البربر الحضريين" ولم تكن هذه القبائل قد أسلمت أو التقت مع المسلمين من قبل، فلما نزل عليهم المسلمون لم يقووا على قتالهم واستسلموا سريعا للمسلمين، فنزل فيها موسى وبنى فيها للمسلمين محالاً ومساجد، واختط فيها تجمعا سكنيا للمسلمين يشبه القيروان، وجعل طارق بن زياد البربري واليا على "طنجة" وضواحيها وكان هذا التعيين أول فاتحة أعمال طارق بن زياد المجيدة.

حاول موسى بعد فتح مدينة "طنجة"، فتح مدينة "سبتة" الساحلية الهامة، وكانت هذه المدينة تابعة لحكم إسبانيا أو الأندلس، وعليها حاكم من طرفه واسمه "جوليان"، ولذلك كانت الإمدادات تنهال باستمرار على المدينة أثناء محاصرة موسى لها، فلم يستطع المسلمون فتحها لشدة التحصين وكثرة الإمدادات وقربها من إسبانيا أو الأندلس.

لم تمنع فتوحات موسى بن نصير البرية، اهتمامه بمثيلاتها البحرية، ذلك لأن الروم ما زالوا يسيطرون على جزائر البحر الأبيض، والتي تعتبر بمثابة قواعد انطلاق للإغارة على بلاد المسلمين بالشام والشمال الأفريقي، وليظهر أهمية الغزوات البحرية، قام بنفسه بركوب البحر ودعا الناس لذلك، فتسارعوا لإجابة دعوته، وسميت هذه الغزوة بغزوة الأشراف، ومن كثرة أشراف الناس الراكبين للبحر وخلال هذه الغزوة، فتح موسى بعض المدن مثل: "صقلية"، ثم "سرقوسة", ثم "سردانية", ثم "ميورقة"، و"منورقة"، ولكنها لم تكن فتوحا ثابتة دائما، بل هي في مجملها بعثات إستكشافية لاستطلاع الأحوال بهذه الجزر، والقضاء على بؤر الروم بها.

فتح الأندلس الأعظم

كان فتح الأندلس حلما يراود قادة الفتح الإسلامي، منذ أيام الفاتح الأول عقبة بن نافع الذي هم بالفعل في عبور البحر، لولا خيانة"كسيلة البربري"، فلما مهد موسى بن نصير الطريق أمام فتح الأندلس وفتحت بلاد المغرب من ليبيا إلى المحيط، أخذ في دراسة الأساليب والاستعدادات اللازمة لهذا المشروع الخطير.

كانت الأحوال بالأندلس في هذه الفترة شديدة الاضطراب، وقد قامت ثورة عنيفة بالأندلس أطاحت بالملك "وامبا"، وجاءت بحاكم جديد هو"رودريجو"، الذي انتقم من أعوان الملك المخلوع ومنهم "جوليان" حاكم مدينة "سبتة"، فقد اغتصب "رودريجو" ابنه "جوليان"، فأصر "جوليان" على الانتقام لشرفه، فأرسل إلى الأمير موسى بن نصير يطلب منه اللقاء للاتفاق على عبور المسلمين إلى الأندلس وفتحها؛ للانتقام لشرفه ولصديقه وامبا المخلوع.

وجد موسى بن نصير هذا العرض فرصة سانحة لتحقيق هدفه الأسمى فتح الأندلس ولكنه كان رجل عسكريا منضبطا، يعرف معاني الطاعة والقيادة، وأرسل إلى أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك يعرض عليه الأمر، فرد عليه الوليد قائلا: "اختبرها بالسرايا، ولا تغرر بالمسلمين"؛ أي لا تقتحم بجيوش كبيرة قبل أن تستطلع أخبارها وتتعرف على قوة رجالها.

أرسل موسى بن نصير سرية مكونة من خمسمائة مقاتل يقودهم بطل بربري هو طريف بن مالك فنزل إلى أرض الجزيرة الخضراء ففتحها عرفت من يومها بإسم جزيرة طريف وعاد بالأخبار والغنائم للقائد موسى الذي أعد جيشا كبيرا في رجب سنة 92 هجريا، معظمهم من البربر، يبلغ تعداده سبعته الآف مقاتل يقودهم البطل الكبير طارق بن زياد، وقام "جوليان" بتوفير السفن اللازمة لعبور الجيش، ودخل المسلمون الأندلس بمنتهى القوة، واستعد "رودريجو" لصد المسلمين، فأرسل طارق إلى موسى يطلب منه الإمدادات، فأرسل إليه خمسة آلاف مقاتل بقيادة طريف ابن مالك، والتقى الجيشان في 28 رمضان سنة 92 هـ عند منطقة "وادي لكة"، واستمرت المعركة ثمانية أيام انتهت بانتصار حاسم فتحت به بلاد الأندلس لدولة الإسلام التي ستظل قائمة طيلة ثمانية قرون.

أغرى هذا الانتصار طارق بن زياد على التوغل في بلاد الأندلس الواسعة، فتحرك بمنتهى السرعة والقوة وفتح عدة مدن؛ مثل شذونة، والمدور، وقرمونة، وقرطبة، وطليطلة، إلبيرة، وفرق جيشه من أجل ذلك لعدة أجزاء، مما أدى لإحاطة العدو به مرة أخرى ووقوعه في الحصار نتيجة هذا الخطأ التكتيكي، فأرسل طارق إلى موسى يطلب منه النجدة وبسرعة.

بلغت الأخبار لموسى الذي غضب من طارق؛ لأنه قد أمره من قبل ألا يتوغل في أرض العدو، ولكنه سارع بالعبور إلى الأندلس؛ لإنقاذ المسلمين في جيش قوامه ثمانية عشر ألفا، وأتبع سياسة تحصين قواعد الفتح المتقدمة، وتأمين خطوط ومواصلات الفتح وحماية الجناح الغربي لمنطقة فتح طارق السابقة وذلك قبل الهجوم الفعلي على قواعد الأندلس.

كان نزول المسلمين بالأندلس كفيلا بفك الحصار عن طارق ومن معه، فانطلق كل من موسى ومن معه من جهة، وطارق ومن معه من جهة أخرى، لاستكمال فتح الأندلس، ففتح موسى كلا من إشبيلية وماردة واشتبك مع "رودريجو" ومن معه في معركة حامية، انتهت بمقتل "رودريجو"، والقضاء على فلول المقاومة بالأندلس.

بعدما قضى موسى بن نصير على "رودريجو" وفلول المقاومة الإسبانية، أرسل بالبشارة إلى أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك الذي خر ساجدا لله عز وجل لما وصلته الأخبار، وأرسل إلى موسى بن نصير يطلب منه القدوم إلى الشام، وكان موسى بن نصير قد عزم على فتح شمال الأندلس وبالتحديد منطقة "جليقية" في أقصى الشمال الغربي إقليم "الباسك" الآن ليتم فتح شبه الجزيرة الإسبانية بالكامل ولا يبقى أي مكان لتجمع فلول الأعداء مرة أخرى، وكان ينوي أيضا نية عظيمة، ألا وهي إقتحام أوروبا من الجانب الغربي حتى يفتح القسطنطينية ومنها يعود إلى الشام، وهي خطة طموحة بديعة لم تجد من يتبنى تنفيذها من خلفاء المسلمين، وتأخر موسى بن نصير في العودة إلى دمشق مما أغضب الوليد بن عبد الملك.

شبهات وأباطيل
 

المتابع والقارئ لسيرة البطل موسى بن نصير يدرك حقيقة هامة، تفسير التحامل التاريخي على سيرة هذا البطل المجاهد، هذه الحقيقة أن هذا الرجل كان محسودا من قبل الكثيرين في الشام، وله خصوم دسوا عليه عند الخلفاء أنه يفكر في الاستقلال عن الخلافة، وربطوا بينه وبين قتيبة بن مسلم الذي رفض مبايعة سليمان بن عبد الملك، وأكد هذه الأباطيل عند الوليد ثم سليمان ابني عبد الملك، أن موسى بن نصير قد توغل في الأندلس وأبطأ في القدوم إلى الشام عندما استدعاه، ثم إن الوليد ثم سليمان خافا من أن موسى بن نصير قد غرر بالمسلمين وأقحمهم في العمق الأوروبي.

أما ما يقال عن أن الخليفة سليمان بن عبد الملك قد أهان القائد موسى وأذله وأبقاه في حر الشمس حتى أغمي عليه - فلا يصح ولا يثبت تاريخيا وكل ما فعله سليمان أن عزل موسى من منصبه، ولكنه أبقى ولده عبد العزيز في الولاية، والبطل موسى لم يفكر أبدا في الاستقلال.

ويظهر هذا جليا عندما سأله المهلب بن أبي صفرة عن ذلك صراحة فأجاب: "والله لو أردت ذلك ما نالوا من أطرافي طرفا، ولكني آثرت الله ورسوله، ولم نر الخروج عن الطاعة والجماعة".

خاتمة البطل العجوز

لم يكن استدعاء الشيخ البطل موسى بن نصير إلى دمشق ثم عزله، ومحاصرته بالاتهامات، والشكوك بالشيء الهين على قلب رجل أفنى حياته مجاهدا في سبيل الله عز وجل، وأسدى خدمات جليلة إلى الأمة الإسلامية والمسلمين، أعظمها فتح الأندلس، وما زالت النكبات تتوالى عليه حتى جاءه خبر مقتل ولده الكبير عبد العزيز والي الأندلس، فهده الخبر، وشعر البطل بدنو أجله، فأراد أن يختم حياته بحج بيت الله وطلب منه الخليفة سليمان بن عبد الملك أن يكون رفيقه في الركب، فاعتذر موسى؛ لضعفه وكبر سنه، ثم قام موسى بن نصير بأداء فريضة الحج وفى طريق العودة مات في الطريق ودفن في وادي القرى، وذلك سنة 97 هـ، فرحمة الله رحمة واسعة، وجزاه الله عز وجل أعظم الجزاء عن ما قدمه للإسلام والمسلمين.

أهم الدروس والعبر
 

1- البيئة الصالحة لها أثر واضح في تشكيل التوجهات والطموحات، ويظهر ذلك من توجه موسى بن نصير ناحية الجهاد من صغره.

2- السن لم يكن يوما عائقا أمام الأبطال والقادة والمجاهدين لخدمة الدين وقيادة الجيوش والبذل والعطاء؛ فالجميع يعلم الغاية من خلق الله عز وجل له وهدفه في الحياة، وقد تولى موسى بن نصير قيادة المسلمين في المغرب وقد جاوز الخامسة والستين من عمره، وفتح الأندلس وقد جاوز الثمانين؛ فهل عقل ذلك الكسالى والبطالين؟!

3- الإستراتيجية التي تقوم على مراعاة الجانب الإيماني والجانب البشري وتعتمد على العدل والإنصاف، وإعطاء كل ذي حق حقه - لهي مفتاح القيادة الحكيمة والمستقرة التي تأتي على يديها -بإذن الله- أعظم الإنجازات، وهذا ظاهر من خطبة موسى يوم أن تولي قيادة المغرب.

4- ترتيب الأولويات ومعرفة الخطوات المستقبلية، والعمل بقوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة) خير سبيل للتقدم والانتصار، وقد طبق موسى بن نصير هذا الفقه الجهادي عندما بدأ باسترجاع ما خرج عن طاعة المسلمين بالمغرب من قبائل البربر.

5- حسن استغلال الأحداث التي تقع في بلاد الأعداء؛ لتحقيق مكاسب للإسلام والمسلمين، وجواز الاتفاق والتعاون مع غير المسلمين؛ لتحقيق منافع للمسلمين، مثلما اتفق موسى بن نصير مع حاكم "سبتة" الإسباني "جوليان".

6- الانضباط والطاعة الراشدة كانت شعار الفاتحين الأوائل لذلك حققوا فتوحات أسطورية وسطروا أعظم الانتصارات، وأثر هذه الطاعة في تكوين جيل من الفاتحين الكبار الذي دانت لهم الدول الشاسعة في بضع سنوات، وعدم التسرع والاغترار بالمكاسب السريعة والفرص التي قد تبدو سانحة التي قد تؤدي لتوريط المسلمين في مستنقعات كبرى، انظر استئذان موسى بن نصير من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك في فتح الأندلس.

7- أثر الحقد والحسد الذي أكل قلوب أصحاب النفوس المريضة الذين يغارون من الناجحين، وخطورة الاستماع لهؤلاء المفسدين، وخطورة الوشاية والسعي بالوقيعة في المجاهدين والقادة دون تثبت، ما جرى لموسى بن نصير مع حسّاده عند الخليفة سليمان بن عبد الملك.

 

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــ
المصادر
1- تاريخ الرسل والملوك.
2- فتوح البلدان.
3- الكامل في التاريخ.
4- قادة فتح المغرب العربي.
5- البداية والنهاية.
6- سير أعلام النبلاء.
7- المنتظم.
8- وفيات الأعيان.
9- تاريخ الخلفاء.

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات