أمراض على طريق الدعوة (34) الشخصنة

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-10 - 1444/03/14
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

إنّ الدعوة إلى دين الله يوم ترتبط بالأشخاص، وليس بالمنهج، والالتصاق به؛ تفتح الأبواب مشرعة أمام الأدعياء والأعداء، وتهبط الدعوة من أنْ تكون سماوية علوية، تريد الله والدار الآخرة؛ لتصبح أرضية تعبث بها أهواء البشر، تُسخر لحاجات النفس من حب الظهور، وتجميع الأتباع، ومنافسة الأقران، فلا يبقى فيها...

تعيش الدعوات أطواراً شتى من التطور والاشتباك الفكري والحركي تتمثل في نسيج ضخم من الأفكار والسلوكيات والأشياء التي تتقدم أو تتقادم تبعاً لحالة المجتمع الحضارية، وفي خضم الحراك الفكري والاجتماعي كان لابد أن يعتري هذا النسيج الضخم من الأدواء والأمراض والأوبئة ما وجب التكاتف للقضاء عليها، ومن الأمراض الفكرية الاجتماعية التي نود استعرضها: الشخصنة وانعكاساتها على الدعوة والداعية.

 

فعندما تكثر الآراء، وتتعدد الاجتهادات، وتختلف الوجهات في أي ساحة فكرية، عند أي تجمع بشري، وهذا واقع، فذلك أمر تقتضيه طبيعة البشر ما داموا يصدرون عن عقولهم، وثقافاتهم، وانتماءاتهم، والأصل في ذلك كله الاختلاف، وفق الطبيعة البشرية، فهي سنة كونية وفطرة إنسانية وضرورة حياتية، وقال الله -عز وجل-: (وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) [هود: 118]، لذلك أرشدنا الإسلام للتخلق بآداب الاختلاف والحوار، وحسن الانصات والاستماع للآخرين، ودعانا لقبول الحق بغض النظر عن قائله، ودون فتح المجال للطعن في النوايا أو الأفكار أو الأشخاص.

 

فمن الأمور المؤرقة لأي مجتمع إنساني عندما يختزل العمل الجماعي في شخصية ما كونه يخالف الطبيعة البشرية في أن الإنسان كائن اجتماعي، وأنه يحصل على الكثير من المعززات في حياته من خلال تفاعله مع المجتمع المحيط به.

 

في مجتمعنا لا نسمع عن المدارس المتوارثة في العلوم والطب، فالعالم أو الخبير يتقاعد أو بموته تموت معه كل علومه وخبراته؛ لأنه يعمل طول عمره للمجد أو للكسب الشخصي، ويتمحور حول ذاته وبناء سمعته على حساب مجهودات الآخرين ويحارب من أجل أن يكون الرجل الأمثل والأكمل والأوحد في كل شيء، وأن رأيه هو الرأي الأصوب والأحكم.

 

ويُعدّ الاختلاف بين الأشخاص أمراً صحياً ومطلباً أساسياً للحياة في جميع جوانبها ومجالاتها، ولكن الأمر الذي يفصل في ذلك هو الأسلوب والطريقة التي يُعبّر فيها كل طرف عما يجول في خاطره، وما يطرأ عليها من فكر "ناقص ومُشوه"، لعدم احترامه للرأي الآخر واعتقاده بأن أقواله صحيحة وغيره "مخطئون"، حيث إنّ سماع وجهات النظر الأخرى ومناقشتها بموضوعية سيجعل أفكارنا وآراءنا أكثر رصانة، وأقرب إلى العدل والإنصاف والموضوعية.

 

ويجهل البعض أنّ "الشخصنة" تكون بالحكم على الأفكار أو الأحداث من خلال الشخص المنسوبة إليه، لا من خلال مضمون الفكرة أو طبيعة الحدث وظروفه؛ مما أدى لبروز مظاهر وسلوكيات التعصب للرأي، والعنصرية، والتمييز، والتي تُعد صنفاً شائعاً من المغالطات، بحيث إنّ الدعوى أو الحجة تكون خاطئة؛ بسبب معلومات متعلقة بالكاتب أو بالشخص الذي يعرض هذه الدعوى، وليس بالدعوى نفسها، وهذا وإن كان مذموماً في الأعمال الاجتماعية والمشارع الحياتية؛ فإنه أشد ذماً وخطراً في الأمور الدعوية ورسائل الإصلاح والتغيير.

 

أولاً: تعريف الشخصنة:

الشخصنة من المصطلحات الحديثة التي لم تكن معروفة عند السلف بإطارها وضوابطها المعاصرة، وإن كلامهم في عوارضها وأسبابها ومظاهرها كثير ومتنوع الشخصنة، هي: الحكم على الأفكار أو الأحداث من خلال الشخص المنسوبة إليه، لا من خلال مضمون الفكرة أو طبيعة الحدث وظروفه.

ويقصد بالشخص هنا الشخص الحقيقي أو الشخص المعنوي (جماعة - فرقة - طائفة - حزب - مذهب - فكرة)، وقد يكون الشخص حياً أو راحلاً.

 

وجميع مظاهر وسلوكيات التعصب للرأي والعنصرية والتمييز بسبب اللون أو المذهب أو الدين أو العرق أو الجنس أو الجنسية هي أشكال مختلفة من الشخصنة.

 

إنّ داء الشخصنة هي جدل أو نقاش موجه نحو الشخص وليس نحو حجته وأفكاره، والتي تهدف إلى تخطئة الرأي من خلال تشويه صاحب الرأي في جانب أو أكثر، هذا الخطأ النفسي يحدث عندما يحاول أحد المتحاورين إثبات ضعف حجة أو رأي معين لمحاور آخر في قضية من القضايا بالحديث عن مصدر الرأي أو الحجة، أو عن بيئة صاحب الرأي أو جماعته أو تاريخه الاجتماعي، أو بالحديث عن سمات وخصائص المحاور أو شخصيته، أو عن ميوله السلوكية، أو نواياه وأهدافه، أو بناء على علاقاته وانتماءاته الفكرية أو السياسية.

وأكثر هذه الأخطاء شيوعاً هو الشخصنة المسيئة، والتي نراها عندما يتوقف المحاور عن مناقشة الأفكار، وينفذ هجوماً شخصياً صريحاً، سواء ضد فرد واحد أو جماعة، منوهاً بأنّه يوجد نوع من هذا الخطأ يسمى مجازاً ب "تسميم البئر"؛ لأنّه هجوم استباقي يقوم به المحاور قبل أن يبدأ النقاش، فهو يستبق النقاش ويشوه صورة محاوره حتى قبل أن يتحدث.

 

ثانيا: الشخصنة في القرآن الكريم:

الشخصنة داء خطير، بل هو من سنن إبليس، ونبته الشيطاني، وكانت أشهر أقواله: (أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) [الأعراف: 12]، هي عنوان الشخصنة الأبرز في التاريخ، فإبليس تكبر على الأمر الإلهي، فحول الأمر بالسجود لآدم إلى مسألة شخصية، ورفض تنفيذه.

وكذلك فعل قابيل حين قتل هابيل، وقارون حين قال: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) [القصص: 78]، وفرعون حين قال: (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي) [الزخرف: 51]، وقال لموسى: (قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ) [الشعراء: 18].

 

وكأن العيب في دعوة موسى -عليه السلام- هي أن موسى كان ربيباً لدى فرعون، وليس أن ما جاء محل اعتراض.

 

والمشركون بقوا على إشراكهم؛ لأنهم تجاهلوا قضية التوحيد، ونظروا إلى المسألة الشخصية فكان لسانهم في مواجهة الدعاة والمرسلين: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ) [الزخرف: 22].

 

وعبادة الأصنام في أصلها لم تكن إلا صورة من صور شخصنة السابقين، ممثلة شخصنة لبعض الصالحين: (وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا) [نوح: 23].

 

ورفض كبار الملأ من قريش الإيمان بالرسول -صلى الله عليه وسلم-، وذلك لسبب شخصي: (لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزخرف: 31].

 

ورفض أبو جهل أن ينتصر بنو هاشم على بني أمية في منافسة الشرف والمكانة، بعد أن أذعن بالنبوة وصدق الرسالة، ولسان حاله يقول: إذا اعترفنا بنبي من بني هاشم فقد خسرنا المعركة للأبد: (فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ) [الأنعام: 33].

 

ومن الشخصنة المقيتة (تسمى هنا عنصرية) ما يخلعه اليهود على أنفسهم من وصف: أنهم شعب الله المختار، وأن الله قد فضلهم على العالمين لا بسبب عبادتهم وطاعتهم له، بل بسبب جنسهم وذاتهم، وأنه إذا كان الظلم محرماً بينهم، فإن إلحاق الضرر والأذى والاستعلاء على الآخرين ومعاملتهم كالحيوانات والكلاب لا بأس به؛ لأنه بزعمهم: (لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) [آل عمران: 75].

 

ثالثاً: خطورة الشخصنة الدعوية:

من أبرز خصائص الدعوة: أنْ تتجرد تماماً لله، وأنْ تتنزه عن أي غرض دنيوي أرضي، وإلا فسدت وصارت حطاماً ومتاعاً مما على الأرض، وقد قال مؤمن بين كفار يعاندون الرسل قص الله علينا قصته: (يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ) [يــس: 20 - 21].

قال ابن عاشور في التحرير والتنوير: "ثُمَّ أَمَرَهُ بِأَنْ يُخَاطِبَهُمْ بِأَنَّهُ غَيْرُ طَامِعٍ مِنْ دَعْوَتِهِمْ فِي أَنْ يَعْتَزَّ بِاتِّبَاعِهِمْ إِيَّاهُا حَتَّى يَحْسَبُوا أَنَّهُمْ إِنْ أَعْرَضُوا عَنْهُ فَقَدْ بَلَغُوا مِنَ النِّكَايَةِ بِهِ أَمَلَهُمْ، بَلْ مَا عَلَيْهِ إِلَّا التَّبْلِيغُ بِالتَّبْشِيرِ وَالنِّذَارَةِ لِفَائِدَتِهِمْ لَا يُرِيدُ مِنْهُمُ الْجَزَاءَ عَلَى عَمَلِهِ ذَلِكَ، إِلَّا عَمَلَ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا، وَذَلِكَ هُوَ اتِّبَاعُ دِينِ الْإِسْلَامِ".

 

وقال صاحب الظلال: "فليس للرسول -صلى الله عليه وسلم- من مطمع في أجر ولا عرض من أعراض الحياة الدنيا يناله ممن يهتدون إلى الإسلام. ليست هناك إتاوة، ولا نذر ولا قربان يقدمه المسلم. وهو يدخل في الجماعة المسلمة بكلمات ينطق بها لسانه ويعتقد بها قلبه. وهذه ميزة الإسلام. ميزته أن ليس هناك كاهن يتقاضى ثمن كهانته، ولا وسيط يقبض ثمن وساطته، ليس هنالك "رسم دخول"، ولا ثمن لتناول سر ولا بركة ولا استقبال! هذه هي بساطة هذا الدين وبراءته من كل ما يحول بين القلب والإيمان ومن كل ما يقف بين العبد وربه من وسطاء وكهان".

 

وقال الشيخ السعدي: "وإنك -يا محمد- لا تسألهم على إبلاغهم القرآن والهدى أجرا حتى يمنعهم ذلك من اتباعك ويتكلفون من الغرامة: (إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا) [الفرقان: 55] أي: إلا من شاء أن ينفق نفقة في مرضاة ربه وسبيله، فهذا وإن رغبتكم فيه فلست أجبركم عليه، وليس أيضا أجرا لي عليكم، وإنما هو راجع لمصلحتكم وسلوككم للسبيل الموصلة إلى ربكم، ثم أمره أن يتوكل عليه ويستعين به فقال: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ) [الفرقان: 58].

 

الشخصنة الدعوية باختصار، هي: ربط الدعوة بشخص الداعية، وعدم الفصل بينهما في المواقف والآراء والأقوال والحركة، وينتج من هذا أن يصبح الحق يعرف بالرجال.

ومن خطورة ذلك: أن يكثر الشغب حول صوت الحق المرتبط بما أنزل الله، وبما جاء عن رسوله -صلى الله عليه وسلم- الذي يطلقه الغرباء، أهل منهج "ما أنا عليه وأصحابي"؛ لأنّ رجالهم ليسوا تحت الأضواء، وليسوا في الصدارة، وخارج طرق النجومية.

 

إنّ الدعوة إلى دين الله يوم ترتبط بالأشخاص، وليس بالمنهج، والالتصاق به، تفتح الأبواب مشرعة أمام الأدعياء والأعداء.

وتهبط الدعوة من أنْ تكون سماوية علوية، تريد الله والدار الآخرة لتصبح أرضية تعبث بها أهواء البشر، تُسخر لحاجات النفس من حب الظهور، وتجميع الأتباع، ومنافسة الأقران، فلا يبقى فيها شيء لله -عياذاً به-.

 

ماذا يكون إذا ارتبط الصواب في طرح الدين، في أعين الناس، بالأقدر على سحر أعينهم، بمهارات كاذبة مصطنعة ومدعاة، وبكلام مفترى ومنمق، ومثل هؤلاء اليوم يوشكون أن يتبوؤوا مركز الصدارة عند الناس، ومن يُحسَن بهم الظن أو "كان"، لا يجرؤون على نقدهم، بل يخطبون ودهم فأي إدبار سيكون، وأي ضياع، بل أي انهيار ننتظره بعد هذا؟

من هؤلاء الأدعياء بل الأعداء د. محمد ديب شحرور، منصور علي كيالي، عدنان ابراهيم، وعمرو خالد، وقد يكون غيرهم أضعافاً، لكنهم لا يزالون مستخفين ينتظرون الوقت المناسب.

 

إنّ الكثيرين لا يدركون خطورة ارتباط الدعوة، أو الفتيا، أو التعليم الشرعي بالذوات "الأشخاص"، ولقد حذرنا ربنا -تبارك وتعالى- من ذلك في قوله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف: 108].

وفي الآية: تحذير شديد للدعاة من مغبة الوقوع في الشرك، إذ إنّ الداعية قريب من الشرك، وذلك في أن يعجبه أداؤه، وإعجاب الناس، وثناؤهم عليه، فيصيبه العُجب، فتصبح دعوته لتخدم نفسه، وليست نفسه خادمة للدعوة وصفائها ومتطلباتها.

وأكثر ما يظهر ذلك عند الخطباء فتجد هَّمَّ بعضهم الحديث عن الحضور واكتظاظهم، وعن مبيعات الأشرطة وأعدادها! وهل طريق الشرك إلا يبدأ بالإعجاب بالنفس؟ يقول عليه الصلاة والسلام: "لو لم تكونوا تذنبون لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك العُجب".

 

رابعاً: مظاهر الشخصنة الدعوية:

1- الاعتداد بالنفس والشخصية بصورة تخرج من حد الثقة إلى حد الغرور المهلك الذي يجعل صاحبه يزدري غيره من الدعاة، ويقزم جهودهم وفق النظرة الإبليسية: (أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ) [ص: 76]، (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) [القصص: 78].

 

2- عدم الثقة في الآخرين، وعدم قبول من يأتي منهم من أفكار وآراء وجهود، بحجة إنها لم تصدر من خلالي وشخصي المعصوم من الخلل.

 

3- رفض النصح ورده على الغير، بل الاستعلاء عليه والازدراء منه وممن صدرت منه النصيحة، من باب تقديس الشخصية التي لا تسمح بأمثال هذه النصائح.

 

4- كثرة الانتقاد للآخرين وتسفيه جهودهم ومشاريعهم الدعوية، لاعتقاد الخلل والنقصان فيها؛ لأنها لم تكن عن طريقه أو بمشورته.

 

5- الغيرة والحقد على نجاحات الآخرين ومحاولة تشويه هذا النجاح بالهجوم غير المبرر، وللأسف الشديد هذه الغيرة قلما يسلم منها داعية إلا من رحم الله في هذا الزمان المليء بالفتن والملاحم.

 

6- غياب الاخلاص والتجرد وسلامة القلب، وتمني الخير للآخرين، وحب النجاح للأقران، والفرح بفشلهم ومصائبهم من باب أنهم يستحقون ما يحيق بهم، لرفضهم لزوم غرسنا، ومزاحمة الركب عند عتبات دروسنا ومواعظنا!

 

7- كثرة الخلافات الشخصية والمعارك الجانبية بسبب التركيبة النفسية للداعية المشخصن دعوته التي تتقاطع وتتدابر مع كل من حولها، مما يحول ساحة الدعوة الرحب الفسيح إلى ساحة حرب وتراشق بالأقوال والأفعال والمواقف.

 

وكلها أدواء وظلمات بعضها فوق بعض تبدأ بشخصنة الداعية للدعوة، ذلكم الداء الخطير الذي يؤخر الدعوة والأمة كلها لعهود، ويفتح الباب على مصراعيه لولوج أفكار الإلحاد، والطعن في الدين بحجة أجواء الدعوة التي صارت مسمومة من كثرة الخلافات، وإلى الله وحده المشتكى، وإليه يرجع الأمر كله.

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات