التوظيف الرافضي السياسي لـ ‘عاشوراء‘

زياد الشامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

وشتان في الحقيقة والواقع بين الهدف والغاية التي من أجلها خرج الحسين بن علي -رضي الله عنه- واستشهد في سبيلها, وبين ما تمارسه الرافضة اليوم – باسم حب آل البيت ونصرة الحسين – من قتل بأبشع الطرق والوسائل للمسلمين من أهل السنة في كل من سورية والعراق وغيرها من بلاد المسلمين, ناهيك عن التهجير القسري ونهب الممتلكات والتعذيب, ونصرة الظالم ودعمه ضد المظلوم المقهور.

 

 

 

 

لم تكن مخالفة الرافضة لأهل السنة في يوم عاشوراء من حيث ابتداع أمور لا أصل لها في دين الله الإسلام. ...أمرا جديدا, فالرافضة يخالفون أهل السنة في كثير من المسائل العقدية, فلا عجب أن يخالفوهم في أعمال هذا اليوم في أكثر من ناحية. ..

 

فبينما يسن صيام يوم العاشر من شهر الله المحرم عند أهل السنة اقتداء بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-, حيث ورد في الحديث الصحيح عن ابْنِ عَبَّاسٍ -رضى الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ لَهُمْ: "مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِى تَصُومُونَهُ ". فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-: " فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ ». فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ " صحيح مسلم برقم/2714, وفي رواية لمسلم أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال مخالفة لليهود: "لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ " برقم/2732.......

 

لا يفعل الرافضة في مثل هذا اليوم إلا ما يخالف صحيح الإسلام من ضرب للصدور ولطم للخدور وإراقة للدماء من خلال ضرب الأجساد بالسلاسل والسيوف, ناهيك عن لبسهم للسواد ونواحهم على مقتل الصحابي الجليل الحسين بن علي رضي الله عنه الذي كانوا هم السبب الأول فيه في العاشر من المحرم سنة 61 من الهجرة.

 

وبعيدا عن أسباب وتفاصيل هذه الواقعة الأليمة في التاريخ الإسلامي التي حدثت بكربلاء, فإن توظيف الرافضة السياسي لهذه الحادثة تجاوز كل الحدود, حتى أضحى العاشر من محرم "عاشوراء" يوما سياسيا رافضيا بامتياز, يستغل فيه ساسة طهران مشاعر أتباعهم لأغراض سياسية طائفية صرفة, مستخدمين الكذب وسيلة لتحريف الحقائق التاريخية والوقائع المعاصرة.

 

إن من ينظر إلى مجالس ومراكب العزاء التي تطوف شوارع طهران ومدن وقرى إيران في مثل هذا اليوم من كل عام, ناهيك عن بغداد ودمشق وبعض المدن العربية الإسلامية العريقة بسنيتها, ويدقق في الكلمات التي تقال لأبرز مراجع وساسة الرافضة – كخامنئي في إيران وحسن نصر اللات في لبنان - لا يشك لحظة في أنهم يوظفون أمثال هذه المناسبات لأغراض سياسية مخالفة ومتناقضة تماما مع القيم والأسباب التي من أجلها استشهد الحسين -رضي الله عنه-.

 

فها هو حسن نصر اللات يستغل ذكرى عاشوراء سياسيا ليصور للمحتشدين من أنصاره وأتباعه كذبا وزورا, أن معركتهم الطائفية الظالمة في سورية إلى جانب طاغية الشام معركة حق, ويوهمهم بأنها كتلك التي خاضها الحسين بن علي -رضي الله تعالى عنه- !!

 

وشتان في الحقيقة والواقع بين الهدف والغاية التي من أجلها خرج الحسين بن علي -رضي الله عنه- واستشهد في سبيلها, وبين ما تمارسه الرافضة اليوم – باسم حب آل البيت ونصرة الحسين – من قتل بأبشع الطرق والوسائل للمسلمين من أهل السنة في كل من سورية والعراق وغيرها من بلاد المسلمين, ناهيك عن التهجير القسري ونهب الممتلكات والتعذيب, ونصرة الظالم ودعمه ضد المظلوم المقهور.

 

ونظرا لسقوط قناع المقاومة والممانعة الذي كان يخفي الرافضة من خلاله وجههم الحقيقي القبيح منذ تدخلهم لصالح طاغية الشام ضد الثورة السورية. ... لم يجد نصر اللات في ذكرى عاشوراء إلا كيل التهم وتلفيق الأكاذيب على كل من يدعم ثورة الياسمين – وعلى رأسهم المملكة السعودية -, ليلتفت بعد ذلك إلى تكرير أكذوبة وأسطورة الشيطان الأكبر "أمريكا", وعداء الرافضة لها ومقاومتها لمشروعها في المنطقة. ....متناسيا أو متجاهلا بأنه لم يعد عاقل ومتابع لما يجري يصدق ما يقول, فكل ذي لب بات يعلم أن أمريكا هي الداعم الأول للمشروع الصفوي في المنطقة, وأن العدو المشترك لكل من الصهاينة والرافضة والأمريكان هم أهل السنة.

 

لم يكن هذا التوظيف السياسي الرافضي للأيام العشر الأولى من شهر الله المحرم – ويوم عاشوراء خصوصا – أمر مستحدثا, فمنذ ظهور ما يسمى "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" بعد ما يسمى الثورة الخمينية عام 1979م, وكل المناسبات الدينية الرافضية توظف توظيفا سياسيا, حتى إن بعض المحللين يؤكد وجود ارتباط وثيق بين بقاء دولة ملالي طهران وبين استمرار أكاذيبهم الدينية المختلقة ممثلة بالأساطير الرافضية.

 

وإذا كان ساسة الرافضة اليوم يستغلون ذكرى عاشوراء – وغيرها من المناسبات الدينية – لتمرير الأكاذيب التي لا يمكن لعاقل أن يصدقها, تنفيذا لأجندة مشروعهم الصفوي الفارسي, ذو الأبعاد والأهداف المادية الشخصية, فقد فعلها من قبل أحد أجدادهم قبل أكثر من ألف ومئتي عام, حين ابتدع كذبة ما زالت آثارها باقية حتى الآن, وذلك حين توفي إمام الرافضة الحادي عشر الحسن العسكري دون أن يكون له عقب أو ولد باعتراف كتب الشيعة, الأمر الذي دفع أحد ملالي الرافضة – وهو عثمان بن سعيد العمري الأسدي العسكري (المتوفى 180هجرية) – للزعم بأن للحسن العسكري ولدا قد اختفى وعمره أربع سنوات, وادعى أنه يعرفه وأنه وكيله في استلام أموال شيعتهم والإجابة على أسئلتهم..... وما ذاك إلا للمحافظة على منافع ملالي الرافضة المادية المالية منها والمعنوية.

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات