الخطباء وإمتاع العقول

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

هناك خلط كبير يقع عند كثير من الخطباء يعتقد به أن الحجج والدلائل العقلية هي تلك البراهين والدلائل المستنبطة عقلا من مشاهد الكون وثوابت العقل، أو أنها تلك التي تقابل الحجج المستنبطة من الوحيين ـ القرآن والسنّة ـ فكثيراً ما يقال هذا دليل شرعي، ويشار إلى آية من القرآن الكريم أو حديث نبوي, كما يقال: هذا دليل شرعي ويقابل بالدليل العقلي, والصواب أن المشروعية في الاحتجاج والاستدلال والإقناع لا تكون فقط من كون الدليل...

 

 

 

 

من أهم الفنون التي تلزم أي خطيب؛ فن الإقناع، فالإقناع هو أحد أهم أدوات الداعية والخطيب في التأثير والتغيير وإيصال الأفكار، فالإقناع عملية تتطلب مهارات علمية ونفسية واجتماعية عالية، لأن الهدف منه هو تغيير القناعات والأفكار الراسخة عبر السنين، وليس مجرد الإفحام وإقامة الحجة فحسب. ويعتبر الإقناع ركيزة مهمة من ركائز العمل الخطابي الذي يهدف إلى دعوة الناس إلى دين الله.

 

فإن مخاطبة العقول والقلوب فن لا يجيده إلا من يمتلك أدواته، وإذا اجتمعت مع مناسبة الظرف الزماني والمكاني أثرت تأثيراً بالغاً، ووصلت الفكرة بسرعة البرق.والخطباء يمتلكون هذا الظرف المكاني والزماني الدائم والمستمر، فهم يعتلون منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقفون موقفه وينبون عنه " الظرف المكاني "، كما أنهم يقابلون الجمهور مرة واحدة على الأقل كل أسبوع" الظرف الزماني " وفي أكبر اجتماع منتظم للمسلمين؛ الطائع منهم والعاصي، فقليل من المسلمين من يهجر صلاة الجمعة، وهذه صلاحية مكانية زمانية لا تتوافر إلا للخطباء لذلك فقد توجب عليهم امتلاك أدوات الإقناع العقلي والعاطفي وكذا سائر وسائل وأساليب التأثير والإقناع.

 

وهذه الطريقة من مخاطبة العقل والقلب معا هي في الأصل طريقة القرآن الكريم في الإقناع والتأثير، وهكذا أيضاً كانت طريقة الأنبياء والمرسلين – صلوات الله وسلامه عليهم - وما عليك إلا أن تتأمل في أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - لتستلهم منها كنوزاً في إقناع النَّاس، وإليك نموذجاً نبوياً يتعلق بهذا الشأن. فعَنْ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ تَحْتَ شَجَرَةٍ وَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا عُثْمَانَ أَلا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا قُلْتُ وَلِمَ تَفْعَلُهُ فَقَالَ هَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا مَعَهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ فَقَالَ يَا سَلْمَانُ أَلا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا فَقُلْتُ وَلِمَ تَفْعَلُهُ قَالَ إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا يَتَحَاتُّ هَذَا الْوَرَقُ "

  

 وأسلوب الإقناع العقلي من أهم الأساليب الخطابية في الإقناع والتأثير، وفيه يعتمد الخطيب على الحجج والدلائل القطعية التي تغير قناعات الجمهور وتجعله يتبني الرسائل التي يريد الخطيب بثها بين جمهوره. لذلك كان على الخطباء واجب دراسة الحجج والدلائل العقلية وكيفية استخدامها خطابيا ومنبريا لتجعل الخطبة التي لا تتجاوز مدتها على الأغلب نصف الساعة محتوية على الإمتاع الخطابي والبلاغة اللفظية والإقناع العقلي، في وجبة دسمة تشبع العقلاني والعاطفي، وهي مهمة لا يقوى عليها إلا كل ذو حظ عظيم في الخطبة، ودورنا في هذا المقام تقريب هذه الأساليب وتسهيل استخدامها على الخطباء ليؤدوا رسالتهم الخالدة على أكمل وجه.

 

كيف يواجه الخطيب جمهوره بالدلائل العقلية؟

 

هناك خلط كبير يقع عند كثير من الخطباء يعتقد به أن الحجج والدلائل العقلية هي تلك البراهين والدلائل المستنبطة عقلا من مشاهد الكون وثوابت العقل، أو أنها تلك التي تقابل الحجج المستنبطة من الوحيين ـ القرآن والسنّة ـ فكثيراً ما يقال هذا دليل شرعي، ويشار إلى آية من القرآن الكريم أو حديث نبوي, كما يقال: هذا دليل شرعي ويقابل بالدليل العقلي, والصواب أن المشروعية في الاحتجاج والاستدلال والإقناع لا تكون فقط من كون الدليل آية أو حديثاً , كما أن الصحة والخطأ لا تأتي من كون الدليل عقليّاً أو نقليّاً ولا يقتضي ذلك المدح أو الذم ابتداء وإنما الصحة تكون من كون الدليل قطعيّاً أي صحيحاً فهو الدليل أو الحجة الشرعية أو الحجة القطعية، والحجة الشرعية - بمعنى المشروعة أو التي يعتد بها شرعاً - من حيث المقابلة والتضاد، تقابل بغير الشرعية أو كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تقابلها البدعية.

 

قال رحمه الله: " كون الدليل عقليّاً أو سمعيّاً ليس هو صفة تقتضي مدحاً ولا ذمّاً ولا صحة ولا فساداً بل ذلك يبين الطريق الذي به علم وهو السمع أو العقل وإن كان السمع لابد معه من العقل وكذلك كونه عقليّاً أو نقليّاً. وأما كونه شرعيّاً فلا يقابل بكونه عقليّاً وإنما يقابل بكونه بدعيّاً إذ البدعة تقابل الشرعة وكونه شرعيّاً صفة مدح وكونه بدعيّاً صفة ذم وما خالف الشريعة فهو باطل. والحجة الشرعية هي الحجة القطعية سواء كانت نقلية أو عقلية. والحجة القطعية هي الحجة الصحيحة الثابتة ويقابلها الحجة الظنية.

 

وهذا يقودنا إلى تصنيف الحجج والاستدلالات القطعية التي يجب على الخطباء استخدامها في إقناع الجمهور إلى ثلاثة أصناف يستطيع من خلالها مخاطبة الطائع والعاصي، والمقبل والمدبر، والمستسلم والمعاند، والمؤمن والشاك أيضا:

 

الصنف الأول: الحجة القطعية المركبة من النقلية والعقلية، وهي الوارد ة نقلاً، المدركة عقلا فمع دلالة النقل عليها فهي مدركة عقلا , وعلى هذا معظم أدلة القرآن الكريم، ومزاياها في الخطابة عديدة جدّاً منها:

 

1- أنها التي يستدل بها مع الموافق والمخالف لأنها مقبولة عند من عنده عقل فلا تقتصر على الموافق في الدين والملة، كما في قوله عز وجل: ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ) [ يس: 78 ـ 79 ]

 

 2 - أن دلالة القرآن على مسائل الاعتقاد هي التي مكنت العقول من معرفة حقائقها كصفات الله تعالى وأفعاله وحقائق اليوم الآخر من بعث وحساب وجزاء وما في الجنة والنار, وعموم مسائل الغيب التي هي حق، وهي من أولى مهام الخطيب، ومن ركائز رسالته الخطابية، وقد ضرب الله تعالى لها الأمثال في كتابه لتقريرها تنبيهاً للعقول على وجودها مثل الاستدلال على النشأة الآخرة بالنشأة الأولى وعلى خلق الإنسان بخلق السموات والأرض وعلى البعث بعد الموت بإحياء الأرض الميتة بعد إنزال الماء وغير ذلك من الأمثال المدركة في العقل السليم, فقد بين الله تعالى من الأدلة العقلية فيها ما يحتاج إلى العلم بها بما لا يقدر أحد على مثله.

 

قال ابن القيم - رحمه الله -: " الأدلة السمعية نوعان: نوع دل بطريق التنبيه والإرشاد على الدليل العقلي فهو عقلي سمعي ومن هذا غالب أدلة النبوة والمعاد والصفات والتوحيد ما تقدم التنبيه على اليسير جدّاً منه، وإذا تدبرت القرآن رأيت هذا أغلب النوعين عليه وهذا النوع يمتنع أن يقوم دليل صحيح على معارضته لاستلزامه مدلوله وانتقال الذهن فيه من الدليل إلى المدلول ضروري وهو أصل للنوع الثاني الدال بمجرد الخبر فالقدح في النوعين بالعقل ممتنع بالضرورة ".

 

3- أن هذه الأدلة هي الأولى والأجدر عند الإقناع والتأثير لاتساع مجالها واستيعابها الإقناعي لشرائح كثيرة في الجمهور الذي قد يوجد فيه من هو متلبس ببدعة أو شبهة أو واقع في شك أو مخدوع مفتون بأباطيل العلمانيين والليبراليين والملاحدة وغيرهم. والخطيب على منبره لا يفترض إيمان كل الجالسين أو تقواهم الكاملة، ولا يسلم لجميع الحاضرين بصحة اليقين، بل يضع في حسبانه دائما أن جمهوره خليط، ورسالته للجميع.

 

قال ابن تيمية - رحمه الله -: " والأقيسة العقلية التي اشتمل عليها القرآن هي الغاية في دعوة الخلق إلى الله كما قال تعالى ( ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا ) [ الإسراء: 89]، في أول سبحان وآخرها وسورة الكهف والمثل هو القياس ولهذا اشتمل القرآن على خلاصة الطرق الصحيحة التي توجد في كلام جميع العقلاء من المتكلمة والمتفلسفة وغيرهم ونزه الله عما يوجد في كلامهم من الطرق الفاسدة ويوجد فيه من الطرق الصحيحة ما لا يوجد في كلام البشر بحال.

 

الصنف الثاني: الحجة القطعية النقلية وهي " الدليل النصي من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو إجماع أهل العلم " .

وللدليل النقلي في الخطبة مزايا كثيرة من أبرزها:

 

1– سهولة ربطه بالعقل السليم، إذا كان النقل صحيحاً فهو الذي يدل العقل ويرشده سواء في الأصول والتصورات أم في الفروع والتفاصيل، إذ لا تعارض بين النقل الصريح والعقل الصحيح كما بيّن ابن تيمية في سفره الحافل " درء تعارض العقل مع النقل ".

 

2 – الدليل النقلي الوارد في الكتاب والسنة يحتاجه الخطيب في تقرير العقائد وإثبات الغيبيات وتأسيس المعالم الرئيسية للدين القائم على التسليم والانقياد، وهي أمور لا يستطيع الخطيب إقرارها إلا بالدلائل النقلية، والتي تشتمل في الغالب على العقليات التي يحتاج الناس إليها وخاصة في أبواب الاعتقاد ,وهذا الطريق متضمن للأدلة العقلية والبراهين اليقينية فإن الرسول بين بالبراهين العقلية ما يتوقف السمع عليه والرسل بينوا للناس العقليات التي يحتاجون إليها كما ضرب الله في القرآن من كل مثل وهذا هو الصراط المستقيم الذي أمر الله عباده أن يسألوه هدايته.

 

3 – أن هذه الحجج هي التي يؤسس بها الخطيب القواعد التي يعمل من خلالها العقل، وترسم له نطاقاته وحدوده في الإدراك، وقد جعل الله تعالى للعقول في إدراكها حدّاً تنتهي إليه لا تتعداه, ولم يجعل لها سبيلاً إلى الإدراك في كل مطلوب وهناك أمور لا تعلم إلا بالخبر الصادق عن الله تعالى مثل العلم بالله وصفاته ومسائل البعث والجزاء وأحوال الجنة والنار وعامة الغيبيات.

 

4– لا يقتصر الاستدلال بالنقل في مجال الإقناع والتأثير في الدعوة إلى الله على المعنى الخاص ـ يعني الخطابة في هذا المقام ـ فكل ما يخدم الدلالة على الحق أو بيان بطلان الباطل ولوٍ كان من غير تلك المصادر الشرعية وأتي به على وجه صحيح فهو مقبول شرعا وعقلا , فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستدل على صحة الحكم بالرجم في الزنا الذي يريد إقامته على اليهودي بما ورد في التوراة , وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستدل على صحة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم في مقام إقامة الحجة على اليهود بتقريرهم بما ورود عندهم وفي كتبهم. وهو طريق نافع جدّاً مع المعاندين والواقعين تحت تأثير الدعايات المضادة للإسلام والمتلبسين بشبهات وأباطيل أعداء الإسلام.

 

الصنف الثالث: الحجة القطعية العقلية، والدليل العقلي هو: " ما أدركه العقل في الموضوع الذي هو محل الاستدلال ". ومن فضل الله تعالى أن إقناع الناس والتأثير فيهم فيه يأتي بمراعاة الخطيب لحال المخاطب واعتبار أنه قد لا يكون مؤمناً بمصادر الخطيب ومرجعيته بادي الأمر , ولذلك كانت الرسالة إلى حقائق هذا الدين لكونها صريحة صحيحة مدركة عقلاً كما هي ثابتة نقلاً , لا يمكن أن يحصل تناقض بينهما ما داما صحيحين قطعيين - أي النقل والعقل - , فمن لم يثبت له النقل فإنه لا يخاطب به من حيث هو نقل بل يخاطب بمضمونه المدرك عقلا , وله أن يخاطب بما هو قطعي عقلاً دون أن يكون له أصل في النقل.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " وأما إذا كان الإنسان في مقام الدعوة لغيره والبيان له وفي مقام النظير أيضاً فعليه أن يعتصم أيضاً بالكتاب والسنة ويدعو إلى ذلك وله أن يتكلم مع ذلك ويبين الحق الذي جاء به الرسول بالأقيسة العقلية والأمثال المضروبة فهذه طريقة الكتاب والسنة وسلف الأمة، فإن الله - سبحانه وتعالى - ضرب الأمثال في كتابه وبين بالبراهين العقلية توحيده وصدق رسله وأمر المعاد وغير ذلك من أصول الدين وأجاب عن معارضة المشركين كما قال تعالى: ( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ) [ الفرقان: 33]، وكذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مخاطباته ولما قال ما منكم من أحد إلا سيخلو به ربه كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر , قال له أبو رزين العقيلي كيف يا رسول الله وهو واحد ونحن كثير ؟ فقال سأنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، هذا القمر آية من آيات الله كلكم يراه مخلياً به فالله أعظم ولما سأله أيضاً عن إحياء الموتى ضرب له المثل بإحياء النبات.

 

وكذلك السلف فروي عن ابن عباس أنه لما أخبر بالرؤية عارضه السائل بقوله تعالى: ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ) [ الأنعام: 103 ] فقال له: ألست ترى السماء، فقال: بلى، قال: أتراها كلها، قال: لا. فبين له أن نفي الإدراك لا يقتضي نفي الرؤية. قال ابن القيم - رحمه الله -: " وقد تدبر أنصار الله ورسوله وسنته هذا فما وجدوا بحمد الله العقل الصريح يفارق النقل الصحيح أصلاً بل هو خادمه وصاحبه والشاهد له وما وجدوا العقل المعارض له إلا من أفسد العقول وأسخفها وأشدها منافاة لصريح العقل وصحيحه ".

 

ومن أجل تفعيل أسلوب الإقناع العقلي في الخطابة، وجعله أكثر تأثيرا وتغييرا وفعالية ن يجب على الخطيب التأكد من عدة أمور أهمها:

 

1- استثمار وتوظيف الحجة القطعية العقلية التي دل عليها النقل المعصوم وإبرازها مع من لا يقبل بالنقل في المرحلة الأولى على الأقل ثم إن تسليمه بها سبيل إلى الدعوة إلى التسليم بالقبول بالمصدر الذي جاءت فيه. بل إن الحجة العقلية الصحيحة من غير المصادر الشرعية وخاصة في مجال نفي حجج الخصوم ومواجهتها كما هو الحال في استخدام المسلمين للاستدلال العقلي في مواجهة العقائد النصرانية لها أثرها الكبير متى تحقق من صحتها وقطعيتها. وكان الشيخ " إبراهيم عزت " - رحمه الله - خطيب جامع التقوى في القاهرة القديمة في السبعينيات من أبرز من يستخدم هذه الطريقة، حيث كان يخطب في منطقة يقطنها كثير من النصارى، وكان من روعة بيانه واستدلاله العقلي رحمه الله يسلم على يديه العشرات من أهل منطقة القاهرة القديمة سنويا.

 

2ـ الحاجة إلى بذل الخطباء لكثير من الجهد والطاقة في استظهار الأدلة العقلية الواردة في الكتاب والسنة على مسائل الاعتقاد خاصة تسهيلاً للسامعين والمخاطبين على فهمها والإيمان بها، وقد بذل المفسرون وعلماء العقيدة وشراح الحديث والذين كتبوا في الردود على المخالفين جهوداً في ذلك على تفاوت فيما بينهم في ملاحظة ذلك , ولعل ما قام به ناصح الدين عبد الرحمن بن نجم المعروف بابن الحنبلي ( ت 634 هـ ) من جهود في ذلك لما ورد القرآن والسنة من خلال كتابيه ( استخراج الجدل من القرآن الكريم ) و ( أقيسة النبي المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم - ) يمكن أن يعد عملاً متميزاً يستفيد منه كل خطيب.

 

3 ـ استعانة الخطباء بما كتب في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة لما له من أثر بالغ ورائع في نفوس السامعين، وخاصة تلك القصص التي وردت عن علماء نصارى ويهود وغير مسلمين أسلموا بعد أن أثبتت كشوفهم العلمية عن صحة ما ذهب إليه القرآن والسنّة منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان. ويعتبر ما كتبه الدكتور زغلول النجار، والدكتور وحيد الدين خان من أبرز ما كتب في هذا المجال.

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات