أقنعة الغزو الفكري ـ الاستشراق

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

المرحلة الرابعة: وفيها تسلل كبار المستشرقين إلى الدوائر العلمية والجامعات في الدول الإسلامية حتى وصلوا إلى عضوية المجامع العلمية واللغوية في كبرى البلدان العربية والإسلامية مثل القاهرة ودمشق، فالمستشرق الفرنسي الشهير " جاك بيرك " صاحب أشهر ترجمة للقرآن باللغة الفرنسية كان عضوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة، وقد قامت المؤسسات الدينية والسياسية في أوروبا بالإغداق..

 

 

 

 

 

عندما نتعرض للتاريخ الإسلامي، لا نتعرض له على سبيل التفكه أو قطع المجالس بقصص الأولين، ولكن لنستخلص منه العبر والعظات البالغة، ونضيف إلى أعمارنا أعمارا طويلة، وخبرات كثيرة، وتجارب عميقة، ومن أعظم فصول التاريخ الإسلامي ثراء واعتبارا ؛ فصل الحروب الصليبية التي شنتها أوروبا الغربية على العالم الإسلامي منذ أواخر القرن الخامس الهجري والتي استمرت ميدانا وعسكريا لأكثر من قرنين من الزمان، فقد كانت هذه الحروب فاتحة التدخل الغربي في فضائنا الثقافي والاجتماعي والفكري، فلم تجد تنتهي مرحلة الغزو العسكري والحربي على المسلمين حتى انتقل الغزو إلى ميادين أشد خطورة وأكثر وعورة، وهي ميادين الغزو الفكري والثقافي والعقائدي.

 

فلقد أظهرت وثيقة خطيرة للملك الصليبي " لويس التاسع " ملك فرنسا وقائد آخر الحملات الصليبية العسكرية على العالم الإسلامي عن تحول الغرب الأوروبي من الغزو العسكري إلى الغزو الفكري والثقافي، هذه الوثيقة حوت وصية لويس التاسع التي كتبها بعد خروجه من محبسه في سجن المنصورة بعد أن أسره المسلمون، وفيها يوصي أوروبا والعالم الصليبي بالتخلي عن فكرة الغزو العسكري ضد العالم الإسلامي لأن تدين المسلمين وعقيدتهم تدفعهم لمواصلة الكفاح والمقاومة ضد العدو المحتل، وأن الجهاد في سبيل الله هو الطريقة الوحيدة التي يتعامل بها المسلمون مع أي محتل خارجي، والمسلمون قادرون على الدوام وانطلاقا من عقيدتهم من احتمال أشد درجات العدوان قسوة وضراوة، وأن إيمانهم ودينهم يمنعهم من التخلي عن الجهاد والكف عن المقاومة والكفاح، لذلك لابد من التفكير في كيفية ترويض المسلمين - على حد وصفه - لنزع أهم أسلحتهم وهو الدين والعقيدة، وهذا لا يكون إلا بالمكر والخداع والغزو الفكر والثقافي لعقولهم وقلوبهم.

 

المرحلة الثانية من غزو العالم الإسلامي كانت مرحلة " الاســتشـــراق " الذي أعتبر أول سهم يضرب به الأوروبيون في غزو المسلمين فكريا، وقد بدأ الاستشراق أول ما بدأ في الأندلس مبكرا في القرن السابع الهجري عندما فقد المسلمون هناك كثيرا من مقومات البقاء والصمود أمام الغزوات الإسبانية العنيفة، حيث تسللت لمسلمي الأندلس كثير من العادات والسلوكيات الغربية، وكانت دولة ملوك الطوائف تحديدا بداية ظهور الانحلال والتحلل الأوروبي في الأوساط الاجتماعية للدولة الإسلامية، ومن ثم كان من الطبيعي أن يكون الغزو الفكري أسهل هناك عن قرينه في المشرق حيث ما زال المسلمون هناك محتفظين بكثير من مقومات الصمود والبقاء، ففي الأندلس بدأ ملك قشتالة ـ إسبانيا القديمة ـ " ألفونسو العاشر " الملقب بالعالم لشدة اهتمامه بالعلوم والثقافة، حملة الاستشراق بتكليف القس " ميشيل سكوت " ليقوم بالبحث والتنقيب في علوم المسلمين وحضارتهم وترجمة كتبهم خاصة كتب التاريخ والعقائد، فأعد سكوت فريق بحث مكون من عشرات الرهبان الذين يجيدون اللغة العربية، واجتمعوا في أحد أديرة مدينة طليطلة برئاسة كبير أساقفة طليلطة " ريمون لولا " وذلك لترجمة الكتب العربية، فكان ما أنجزه هذا الفريق من ترجمة نواة العمل الاستشراقي الذي أصبح بعد ذلك من أهم أعمال الغرب الأوروبي ضد العالم الإسلامي، إذ لم ينعزل عمل المستشرقين عن عمل القادة العسكريين، ولا عن عمل المنصرين الكنسيين، فقد تكامل الثلاثة فيما بينهم وتداخلت جهودهم، وصبت كلها في الهجوم والعدوان على العالم الإسلامي، مما حدا بكثير من الباحثين بما فيهم الغربيين أنفسهم للقول بأن الاستشراق قد تولد من رحم الحركة الصليبية والاستعمارية التي شنتها أوروبا الغربية على العالم الإسلامي.

 

 

الاستشراق تعبير يدل على الاتجاه نحو الشرق، ويطلق على كل من يبحث في أمور الشرقيين وثقافتهم وتاريخهم. ويقصد به ذلك التيار الفكري الذي يتمثل في إجراء الدراسات المختلفة عن الشرق الإسلامي، والتي تشمل حضارته وأديانه وآدابه ولغاته وثقافته. ولقد أسهم هذا التيار في صياغة التصورات الغربية عن الشرق عامة وعن العالم الإسلامي بصورة خاصة، معبراً عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بينهما، لذلك اشتدت عناية المستشرقين بدراسة علوم المسلمين وما أنتجته العقول المسلمة من فنون في شتى المجالات عامة وفي المجال الديني خاصة، فالاستشراق يهدف لدراسة العالم الإسلامي دراسة وافية حضاريا وثقافيا واجتماعيا ودينيا، إلا إنه قد مر بعدة مراحل حسب تطور الحركة الصليبية:

 

المرحلة الأولي: مرحلة الاستشراق اللاهوتي، وفيها كان يتولى ملف الاستشراق القساوسة والرهبان والأساقفة في الكنائس من أجل الطعن في هذا الدين وتشويه صورته ومنع وصول صورة صحيحة عن مفاهيم الإسلام إلى البلاد التي فتحها المسلمون ، للحيلولة دون انتشاره في هذه البقاع الجديدة، وكان سقوط القسطنطينية سنة 857 هـ جرس إنذار شديد الوقع من أجل تسريع وتيرة التشويه والافتراء على الإسلام والمسلمين، وقد بدأ الاستشراق اللاهوتي بشكل رسمي حين صدور قرار مجمع فيينا الكنسي عام 1312م وذلك بإنشاء عدد من كراسي اللغة العربية في عدد من الجامعات الأوروبية.

 

المرحلة الثانية: مرحلة الاستشراق الأكاديمي، وبدأت مع مطلع القرن الثالث عشر الهجري، وأواخر القرن الثامن عشر الميلادي تطور الاستشراق بصورة كبيرة، وأصبح أكثر مؤسسية وتنظيما ومنهجية، فأنشئت كليات لتدريس لغات المسلمين أو اللغات الشرقية في مختلف العواصم الأوروبية، وبرزت أقسام اللغة العربية في الكليات العريقة، وذلك لمواكبة الحركة الاستعمارية التي اشتدت في هذه المرحلة حيث أصبحت معظم البلدان الإسلامية واقعة تحت الاحتلال الأوروبي، وكان من الضروري تزويد السلطات القائمة على شئون الاحتلال بالخبرات والثقافات اللازمة للتعامل مع المسلمين وكيفية مواجهة المقاومة الإسلامية للاحتلال الصليبي.

 

المرحلة الثالثة: وفيها بدأت هذه الكليات الاستشراقية في استقبال أبناء العالم الإسلامي من البلاد الواقعة تحت أسر الاحتلال الأوروبي، من أجل الدراسة في هذه الكليات، والحصول على الدرجات العلمية المختلفة من جامعاتها، وكان ذلك من أعجب الأمور، إذ كيف يقدم طالب مسلم عربي على السفر إلى بلاد الكفر التي تحتل بلاده من أجل دراسة مبادئ دينه وآدابه ولغته وتاريخه وحضارته !!، ورغم هذه المفارقة المريرة إلا إن هذه الكليات استقبلت مئات الطلبة المسلمين في مطلع القرن العشرين من أجل الدراسة في أقسامها، وقد آتت هذه السياسة الخطيرة ثمارها حيث أنتجت جيلا من المثقفين المسلمين، أسماؤهم إسلامية وأشكالهم عربية، ولكن عقولهم غربية، وقلوبهم أوروبية، ونفوسهم أشد عداوة للإسلام من المستشرقين أنفسهم، مثل طه حسين ومحمود عزمي وأحمد لطفي وسلامة موسى وزكي نجيب محفوظ وغيرهم كثير إلى وقتنا الحالي.

 

المرحلة الرابعة: وفيها تسلل كبار المستشرقين إلى الدوائر العلمية والجامعات في الدول الإسلامية حتى وصلوا إلى عضوية المجامع العلمية واللغوية في كبرى البلدان العربية والإسلامية مثل القاهرة ودمشق، فالمستشرق الفرنسي الشهير " جاك بيرك " صاحب أشهر ترجمة للقرآن باللغة الفرنسية كان عضوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة، وقد قامت المؤسسات الدينية والسياسية في أوروبا بالإغداق على المستشرقين وتقديم المنح والعطايا الجزيلة على خدماتهم الجليلة ضد العالم الإسلامي.

  

أهداف الاستشراق:

 

أولا: منع انتشار الإسلام في الغرب؛ فقد كانت معدلات انتشار الإسلام في البلاد المفتوحة ذات دلالات مفزعة عند قادة الحركة الصليبية، لذلك كان في صدارة أهداف الاستشراق صد الأوروبيين أنفسهم عن دخول الإسلام، وذلك بتشويه صورته وحجب محاسنه وتكريس صورة نمطية شديدة السلبية عنه، وأنه دين الوحشية والهمجية واضطهاد الآخر، وأنه لا يصلح لحكم الدول، وقد تفنن المستشرقون في تنفير الأوروبيين من الإسلام بشتى الأساليب، من بث الأكاذيب، وتشويه التاريخ  وتحريفه، ولي أعناق النصوص والاعتساف في تأويلها وتفسيرها بما يخدم أغراضهم الخبيثة ،وبتعميم الصور السيئة والنماذج الشاذة، وقد تأججت الكراهية الأوروبية للإسلام والمسلمين بعد فتح القسطنطينية أعرق المدن النصرانية الأوروبية، لذلك كان لتاريخ العثمانيين الحظ الأوفر من الهجوم والتشويه والافتراء.

 

ثانيا: فصل المسلمين عن جذورهم الأصلية الراسخة، ومعتقداتهم الثابتة، بتشويه هذه الأصول والعبث بها، وعزلها عن مصادرها، وتفريغها من مضامينها الحقيقية، وذلك لهدم المقومات الأساسية للكيان الفردي والاجتماعي والثقافي والنفسي والفكري للمسلمين، مما يفتح الباب على مراعيه لقبول أفكار الخنوع والاستسلام أمام المحتل الغربي بكل ما يحمله من آداب وأفكار وعادات وثقافات، وكلها أمور قادت المسلمين في نهاية المطاف لهزيمة نفسية مروعة جعلتهم أسرى حالة استضعاف وانبهار لا تنتهي أمام السيد الأوروبي صاحب العلوم والتفوق والحضارة، أو هكذا ظنوا !.

 

ثالثا: تسهيل الغزو الاستعماري لبلاد الإسلام، فمن أهم أهداف الاستشراق قتل روح الجهاد والإيجابية في حياة المسلمين، والترويج لأفكار التصوف والعزلة والانقطاع والسلبية وهجر الحياة، لذلك اهتم المستشرقون كثيرا بالدراسات الصوفية والفلسفية، واعتنوا بسير الفلاسفة والملاحدة والزنادقة الذين ظهروا في تاريخ الأمة الإسلامية، فتجد منهم اهتماما بسيرة الحلاج وابن عربي وابن سبعين وابن الفارض، ودراسة لتاريخ حركات الغلو والتطرف والزندقة مثل حركة الزنج والقرامطة والحركات الباطنية، كما عمد المستشرقون إلى تاريخ الفتوحات الإسلامية المجيدة التي هي مصدر عزة وفخر لكل مسلم، فشوهوها تشويها شديدا وأطلقوها عليها أوصافا قبيحة مثل الاحتلال والعدوان والاغتصاب، حتى يقتلوا روح الجهاد في نفوس أبناء المسلمين وينفرونهم منه ،ولقد آتت هذه السياسة أكلها بشدة في العالم الإسلامي، فأصبح الجهاد مرادفا للكثير من المعاني السلبية والأوصاف القبيحة مثل الإرهاب والتطرف والتخلف والدموية والوحشية وهكذا.

 

رابعا: تمزيق وحدة المسلمين، فرابطة العقيدة خاصة عقيدة الولاء والبراء كانت الهدف الإستراتيجي لكثير من كتابات المستشرقين، حيث رأي أعداء الأمة في هذه العقيدة رابطا غير قابل للقطع، ومهما ضعفت الأمة ماديا وعسكريا تبقى هذه الرابطة وشيجة معنوية ربانية تدفعها للصمود والاتحاد والبقاء، جاء في تقرير وزير المستعمرات البريطاني "أومسبي جو"  لرئيس حكومته بتاريخ 9 يناير 1938م: "أن الحرب علمتنا أن الوحدة الإسلامية هي الخطر الأعظم الذي ينبغي على الإمبراطورية أن تحذره وتحاربه، ولفرحتنا فقد ذهبت الخلافة وأتمنى أن تكون إلى غير رجعة "، فهذه الرابطة وقت وجودها جعلت الأمة تنظر لأي اعتداء يقع على أي بقعة مسلمة على وجه الأرض على أنه اعتداء على كل بقاعها، وهذا ما كان يقلق أعداء الأمة ويعطل كثيرا من مخططاتهم، لذلك لم يكن مستغربا أن نجد المستشرقين شديدي الاهتمام بدراسة الحركات الباطنية والانفصالية في تاريخ المسلمين، وتسليط الضوء عليها وإبرازها كحركات تحرر وبحث عن الذات، وبالتوازي تم تشويه فكرة الخلافة الجامعة، فأهيل التراب على الخلافة الأموية فصوروها على أنها اغتصبت الأمر من بيت النبوة، وأهيل التراب على الخلافة العباسية فصوروها على أنها قامت على الدماء وإزهاق الأرواح، وعصورها كانت عصور شك ومجون كما نص على ذلك كبير أفراخ الاستشراق " طه حسين "، أما الخلافة العثمانية فحدث ولا حرج، لم يدعوا نقيصة ولا مذمة ولا قبيح إلا ألصقوها بهذه الخلافة القوية العظيمة التي أذلت الأوروبيين لقرون، والهدف الرئيس من كل هذه الحملات التشويهية لفكرة الخلافة هو القضاء على وحدة المسلمين، وتفريقهم وتمزيق دولتهم الواحدة لدويلات وممالك وإمارات ضعيفة فاشلة أسيرة التبعية للغرب.

 

أساليب المستشرقين

 

الأسلوب الأول: تبني الدعوات المشبوهة  

 

كان الاستشراق وراء كل شبهة أو فرية أو دعوة خبيثة أطلقت حول الأمة الإسلامية، وأحدثت تحولا في المجتمع الإسلامي في العصر الحديث، فقد كان المستشرقون يقذفون بالشبهة أولا، فيتلقفها أفراخهم في البلاد الإسلامية، ويبدءون هم في بثها ونشرها بين الأوساط العلمية، وهذا واضح في مسألة مثل الدعوة إلى الكتابة والتكلم باللغة العامية والتي بدأها المستشرقان " ولكوكس "، و " ويلتمور "، فتلقفها " أحمد لطفي السيد " و " سلامة موسى "، وأيضا مسألة الدعوة إلى القوميات القديمة مثل الفرعونية والفينيقية والتي بدأها المستشرق " فمبري " وساعده عليها اللورد " كرومر " المندوب السامي البريطاني في مصر، وتلقفها " طه حسين " وروّج لها بكل قوة في كتاباته.

 

الأسلوب الثاني: تحريف النصوص

 

حيث يعمد المستشرقون إلى إخضاع النصوص إلى الفكرة المعدة سلفا والتي تكون من صنع أهوائهم وأفكارهم الخبيثة، وعلى هذا الأساس يتم العبث بالنصوص بالرفض أو القبول أو التحريف، حسب ما يخدم القضية التي تصب في صالح التشكيك في الدين وأتباعه.

 

الأسلوب الثالث: خلط المصادر  

 

يتحكم المستشرقون في المصادر التي يعتمدون عليها في أبحاثهم، فهم ينقلون من كتب الأدب ما يفسرون ويحكمون به على الحديث النبوي، ومن كتب التاريخ ما يقيمون به كتب الفقه، ويقبلون ويقدمون ما ورد في كتاب الأغاني للأصفهاني وكتاب الحيوان للدميري على ما ورد في موطأ الإمام مالك وهكذا.

 

الأسلوب الرابع: اختلاق الأحداث والوقائع

 

حيث يعمل بعض المستشرقين على جمع الشبهات المتناثرة والمختلفة في الكتب والمصادر من أجل صياغتها في صورة واحدة لتبدو أمام القارئ أنها وقائع حقيقية ومصادر أصلية، مثلما فعل المستشرق الألماني " هورنباخ " من جمع بعض النتف والشذرات من كتاب الإصابة لابن حجر العسقلاني عن أخبار المرتدين، وأسمى هذا الكتاب " الردة " ونسبه لأبي زيد ابن الفرات المتوفى سنة 237 هـ، وجعله بتحقيق ابن حجر العسقلاني، وكل ذلك محض افتراء لا أصل له، لإظهار وجود حركة ردة كبيرة في القرن الثالث الهجري، وهو من القرون الفاضلة بنص الحديث النبوي.

 

والخلاصة أن الاستشراق تيار فكري، يتجه صوب الشرق، لدراسة حضارته وأديانه وثقافته ولغته وآدابه، من خلال أفكار اتسم معظمها بالتعصب، والرغبة في خدمة الاستعمار، وتنصير المسلمين، وجعلهم مسخاً مشوهاً للثقافة الغربية، وذلك ببث الدونية فيهم، وبيان أن دينهم مزيج من اليهودية والنصرانية، وشريعتهم هي القوانين الرومانية مكتوبة بأحرف عربية، والنيل من لغتهم، وتشويه عقيدتهم وقيمهم، ولكن من أجل إعطاء كل ذي حقه، فبعض المستشرقين قد رأى نور الحقيقة فأسلم وخدم العقيدة الإسلامية، وأثَّرَ في مُحْدثيهم، فبدأت كتاباتهم تجنح نحو العلمية، وتنحو نحو العمق بدلاً من السطحية، ولكن ربما صدر ذلك عن رغبة من بعضهم في استقطاب القوى الإسلامية وتوظيفها لخدمة أهدافهم الاستشراقية، وهذا يقتضي الحذر عند التعامل مع الفكر الاستشراقي حتى من يتدثر منهم بدثار الموضوعية.

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات